أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 17 أكتوبر 2024

الاهتمام بعلم السلوك الروحي "التربية الروحية" د. خالد إبراهيم المحجوبي بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

الاهتمام بعلم السلوك الروحي "التربية الروحية"

د. خالد إبراهيم المحجوبي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد: لا جرمَ أن علومَ الشريعة والدين لم تَقتصر على دراسة ظاهر الإنسان وسلوكياته، من أعمال وعبادات، والتي تندرج في دائرة التربية السلوكية العملية، بل توغلت في روح وقلب الإنسان؛ لـكونهما المصدر الأساس الذي يقوم عليه، ويتوجه به، كل ما يبدر عن الإنسان من عادات وعبادات

وهذه الدراسة هي مقاربة ودرس جزئية متعلقة بالتعليم الديني، من خلال التعرض لما يمكن تسميته بـ(علم السلوك الروحي) أو علم التربية الروحية، وهي المتصلة بأرواح وقلوب المكلفين، وطلاب العلم.

 

ويمكن إجمال ما ترمي له هذه الدراسة من خلال خاتمتها:

- لا تكتمل فائدة علوم الشريعة، إلا بتركيز الاهتمام إلى علم السلوك الروحي، وطرحه بوصفه مادة علمية يؤتاها الطلاب في مراحل تعليمهم الأولى في الأساسي والمتوسط.

- تتبعت كل كتب ومواضيع تلك المقررات المقصودة، ثم أحصيت صفحاتها؛ فظهرت لي النتيجة الفاجعة التالية: بلغ عدد جميع صفحات المقررات الدينية لكل المراحل (ألفان وثلاثمئة وثلاث وأربعون صفحة)، ليس فيها ما يتعلق بالتربية الروحية إلا ثلاث صفحات.

- إن نسبة مواضيع التربية الروحية لباقي المواضيع الدينية يماثل: صفراً % في المائة.

- إن التلميذ الليبي يجتاز ست سنوات هي المرحلة الابتدائية، ولا يمر به أي موضوع عن التربية الروحية، ثم يجتاز ثلاث سنوات في المرحلة الإعدادية، لا يسمع بأي شيء عن التربية الروحية، ثم يجتاز ثلاث سنوات هي المرحلة الثانوية، ولا يرى سوى ثلاث صفحات بشكل عرضي متصلة بالتربية الروحية بشكل غير مباشرٍ.

- لقد اهتم واضعو المقررات الجديدة بوضع فرع أقرب ما يمكنه التواشج مع مواضيع التربية الروحية، لـكن محتوى ذلك الفرع - في كل المراحل الدراسية - خلا كليا ً من أي ذكر أو تعرض لأي موضوع مواضيع التربية الروحية، واقتصر على الجانب السلوكي العملي.

- أرى أن تظل المقررات الدينية للمرحلة الابتدائية قاصرة على تعلم نصوص القرآن، والحديث، ومكارم الأخلاق، من خلال قصص وحكايا مقربة للمعاني، ومرسخة للمبادئ في قلوب ووعي التلاميذ، من غير أن نفرد لهم كتابا ً خاصا ً بالتربية الروحية، ولا أن نفرد فصلا ً له ضمن كتاب التربية الإسلامية.

- لا يحسن عندي -في مرحلة التعليم الإعدادي -أن يفرد لعلم (التربية الروحية) في كتاب خاص بها، بل الأجدى أن تسبك مواضيعه ومباحثه، مشفوعة بأدلتها ونصوصها، وقصصها ضمن فصل خاص، بين غضون كتاب التربية الإسلامية

- في مرحلة التعليم الثانوي، يحسن أن نفرد للتربية الروحية كتابا ً خاص بها، على نحو، سموه (التهذيب والأخلاق)، وهو موجز ميسر، إلى جانب كتاب التربية الإسلامية، ويكون الكتاب مقرراً على طلاب السنة الثالثة بالثانوية العامة


الزنابق الشاعر الأردني أيمن العتوم بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

الزنابق

الشاعر الأردني أيمن العتوم

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد: ديوان شعري، يضم بين دفتيه خمسة وعشرين قصيدة، موزعة بين الشعر العمودي والتفعيلة، يرثي فيه المؤلف "ميسون" التي ترمز إلى وطنه على ما فسره بعض النقاد، والذي يروي فقده لجزءٍ منه في مرحلة ما من سني عمره، فراح ينثر قصائده في التفجع والحسرة عليه، وبكاء أطلاله وآثاره، لعل ذلك يطفئ شيئاً من نيران أحزانه، واختار لهذا الديوان اسم "الزنابق"، ولعله النبات المعروف، ذو الألوان المتعددة، والأزهار الكبيرة، والرّائحة الفواحة. ولعله أيضاً على ما جاء في "القاموس": المزمار الذي يتغنى به، ليصف حجم مأساته.

يقول المؤلف في مقدمته: "إلى ميسون التي لا تأتي.. محالٌ أن تنطق الأمكنة، أو يعود الزمن، فليس في الفجيعة أمرُّ من الهجر، وأقسى من الفراق.. ليتكٍ تدركين كم هو صعبٌ أن يعيش الإنسان وحيداً"!

وكان أوله: حبيبتي كيف أنسى! وآخرها: سأشرب لو ملأت الكأس سُماً!

(ميسون) يا قصّةً غصّت بأسئلتي ... ويا جواباً به لا يُعرف السبب

كتبتُ بعدك أشعاري على كفني ... وملتُ للموتِ إني منكِ أقتربُ

ويقول:

وحبيبتي (ميسون) بعثر حُبُّها ... فكري! فكلي أدمعٌ وأنينُ

       ويقول أيضاً:

هي الحبيبة لم أنكر مودتها ... وقد غفرتُ على "حُبٍّ" لمن نكروا

فإن تريني على ذكراكِ محترقاً ... فليس ينفع مقتولاً بك الحذرُ






فضائل القدس لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي المعروف بـ"ابن الجوزي" (508 - 597 هـ) بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

فضائل القدس

لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي المعروف بـ"ابن الجوزي"

(508 - 597 هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد: هذا الكتاب الحديثي هو جزء مشتمل على جملة من الروايات والأخبار المتعلقة بفضائل بيت المقدس، ووضعه، وبنائه، والعجائب التي فيه، وفضل زيارته، والسكنى فيه، ومضاعفة الحسنات والسيئات فيه، وأنه أحد المساجد التي تشد الرحال إليها، وذكر ما يشار إليه أنه من قبور الأنبياء، وكذلك محراب داود، وفي عين سلوان أنها من الجنة، وذكر ما جرى على بيت المقدس من النهب والخراب، وفي دخول العزير قرية بيت المقدس، وفي فتح يوشع بن نون لها، وذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، ومسراه إليه.

ثم ذكر فتح عمر بن الخطاب بيت المقدس في سنة خمس عشرة من الهجرة، وأخذ الصليبيين لبيت المقدس يوم الجمعة ثالث وعشرين شعبان سنة (492 هـ) اثنتين وتسعين وأربعمائة، وقتلوا زايداً عن (70) سبعين ألف مسلم، وأخذوا من عند الصخرة نيفاً وأربعين قنديلاً من فضة، كل قنديل وزنه ثلاثة آلاف وستمائة درهم. وأخذوا تنورا من فضة وزنه أربعون رطلاً بالشامي، وأخذوا نيفا وعشرين قنديلاً من ذهب، ومن الثياب وغيرها ما لا يحصى.

وما زالت بيت المقدس مع الكفار إلى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة. فقصده صلاح الدين النائب هناك عن أمير المؤمنين الناصر لدين الله بعد أن ملك ما حوله، فوصل الخبر إلينا في سابع وعشرين من رجب (583 هـ) سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة أن يوسف ابن أيوب الملقب بصلاح الدين فتح بيت المقدس وخطب فيه بنفسه وصلى فيه، ثم في ذكر من نزله من الأكابر وأقام به ومن توفي به، ومن ينتابه من الملائكة والعُبّاد، وأن الحشر من هنالك، ثم في فضيلة الصخرة، وندب الصلاة بجانبها، وأن الله تعالى عرج بنبيه صلى الله عليه وسلم من هناك.

ويقع هذا الجزء في (27) سبعة وعشرين باباً، واشتمل على كثير من الأحاديث المرفوعة والموقوفة والآثار المروية عن التابعين، بل ومن الإسرائيليات، وجُلها ضعيف أو حكايات لا أصل لها، يشير إليها ابن الجوزي أحياناً، وجملة ما ورد في الكتاب مما يستأنس به في باب الفضائل، ولكن ينبغي الاعتناء بالصحيح منه دون الموضوع والمكذوب.

تعريف موجز ببيت المقدس

تُعرف بـ"إيلياء"، أو "القدس" أو "بيت المقدس" بالتخفيف والتشديد، افتتحت مع أرض فلسطين سنة ست عشرة بعد طول محاصرة؛ حتى خرج عمر بن الخطاب فصالح أهل كورة إيليا وهي بيت المقدس، وقالوا: لا نصالح إلا الخليفة، فسار إليهم حتى صالحهم. انتزعه النصارى من أيدي المسلمين لما استولوا على سواحل الشام وقتلوا به خلقاً من العلماء والأفاضل، ثم لما أعزَّ الله الإسلام ونصر دينه على يد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب.

وهي من المدائن القديمة العظيمة، وبها قبور الأنبياء صلوات الله عليهم وآثارهم، وهي جبلية وماؤها من الأمطار، وخارجها بساتين وكروم مزارع وأشجار وزيتون، وبها نخلة مريم عليها السلام التي ولدت عيسى صلى الله عليه وسلم، وبها محراب داود عليه السلام، وبها جبل عظيم منه رُفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وبها مسجد عظيم جداً وهو أعظم مساجد الدنيا، وفيه باب الرحمة لكل أمة تحج إليه وتعظمه.

 



مراتب العقل والدين عبد الغني العمري الحسني بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

مراتب العقل والدين

عبد الغني العمري الحسني

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد: بقد منَّ الله تعالى على العقل الإنساني، بأن أخذ بيده وأخرجه من ظلمات نفسه إلى نور ربه، ولولا هدايته سبحانه وتعالى، ما اهتدى أحدٌ من عباده إليه، فالباب مفتوح لمن شاء أن يحقق درجة إنسانيته، ويرقى عن حيوانيته، التي تهوي به أسفل السافلين.

وهذا الكتاب المعاصر، والفريد يقع في ثلاثة أبواب، يطرق فيه شتى المواضيع المتعلقة بالمراتب العقلية والرتب الدينية، وقد تضمن نظرة إجمالية للمراتب التي ينزل العقل فيها، في أثناء سلوكه سبيل الترقي، وسبل التحقق بما تضمنته من المنازل والمراتب، وبين فيه: أن نهاية الفكر السليم في الإلهيات، هي العلم بوجود الإله مع نفي صفات المحدثات عنه. وأن القلب يستمد من الحواس الباطنة معارفه ومعانيه، وتتدرج هذه الحواس من الإدراك الأعم إلى الأخص، فأعم هذه الحواس هو الوجد العام، ثم يليه الشعور، ثم يليه الفهم، ثم الفراسة.

ولم يقف عند هذا الحد فحسب، بل استعمل هذا البحث في بيان بعض العوامل التي فرقت الأمة ومزقتها، وأدت إلى تشتت أفرادها، وضرب مثلاً لذلك في أن السلفي يجعل الصوفي مشركاً، والمتصوف يجعل السلفي منافقاً، وخرج من ذلك إلى أنه لو سلّم كلٌ لأخيه جانبه الذي يحسنه ويتقنه، لكان في ذلك إقامة للدين ظاهراً وباطناً.

واستطاع المؤلف أن يوضح أهمية المنهج الإسلامي في فتحه للمجالات الحسية في توسيع إدراكات العقل، من خلال أركان الإسلام، وجهل نسبة الأعضاء والجوارح للعقل كنسبة الحواس للبدن، ولا شك أن هذه الأعمال الحسية تعود على المسلم بواردات نورانية، تنمي إيمانه، وتؤهله إلى إدراك ما لم يكن يستطيع إدراكه.

يتعرض في الباب الأول: "للعقل المجرد"، من حيث تعريفه، وموارده الحسية، ثم الفكرية، وأسماؤه بحسب مرتبته: (النفس، والقلب، والروح)، ثم يعرض صورة مبسطة عن العقل الفكر، ويتعرض لضوابط الفكر، وأنواعه (الجدلي، السياسي، والتجاري)، ثم آفات هذا الفكر من (الخطأ، واتباع الهوى، والجهل بالضوابط، والتقليد، والتعصب، والتشعب)، ويعرض بعد ذلك نماذج من الفكر بحسب النظرة إلى الخلق والوجود، والرد عليها (المنهج الشكي "الديكارتي"، المنهج الإلحادي "المعطل"، والمنهج الدهري "التاريخي"، والمنهج المادي "الطبيعي").

وفي الباب الثاني: يتناول المؤلف العقل المعضد"، وتناول فيه الفرق بين الإيمان والفكر، من خلال الفطرة، ثم بيان أسباب الكفر، ومراتب الكفر، وحصر العقل بين هذه المراتب، التي بدأها بمرتبة الإسلام (النفس)، ودور العقل في هذه المرتبة، والآفات التي تعترضه، ورجال هذه المرتبة، ونفس الشيء في مرتبة الإيمان (القلب)، وكذلك مرتبة الإحسان (الروح)، وتناول الطريقة التي يمكن للعقل أن يرتقي من خلالها في هذه المراتب، من خلال الأعمال الظاهرة والباطنة.

وفي الباب الثالث: مثبطات العقل لدى الأمة، وذكر منها: الحالة العامة من الركود والميل نحو الدنيا، والفتن المنتشرة بين المسلمين، وطول العهد بالنبوة، والعولمة (الانفتاح على الثقافات الأخرى دون معايير أو ضوابط)، والديمقراطية (بمفهومها السيء)، وكثرة الجماعات الإسلامية (واختلاف دعواها)، ودعاوى حقوق الإنسان (التي لا تساير منهج الإسلام).

بعض مصطلحات البحث:

"الفكر" هو استعمال معلومات ثابتة الصحة عند العقل للتوصل إلى معلومات جديدة.

"العقل" هي القوة المدركة في الإنسان، به يُدرك الأشياء وغيرها على تفاوت بين الأشخاص.

"الإيمان": نور يقذفه الله بفضله في قلوب من يشاء من عباده، وهذا الإيمان يسير بالعقل في مجال جديد، قد يُصحح على ضوئه سابق مدركاته إن لم يغيرها جملة.



مكاشفة القلوب المقرب لحضرة علام الغيوب لأبي حامد الغزالي بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

مكاشفة القلوب المقرب لحضرة علام الغيوب

لأبي حامد الغزالي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

      

تمهيد: هذا الكتاب النافع، يتألف من مائة وأحد عشر باباً من الأبواب المتفرقة مختصر من المكاشفة الكبرى للإمام الغزالي، ويتضمن أصنافاً من الرقائق والدقائق ولطائف الحكايات والقصص والأخبار، عن الزهاد والعُباد وأهل التقوى والورع، من الأنبياء والصالحين، مع نثرات مضيئة من الأشعار الكريمة، والأمثال النفيسة.

 وبالإجمال فإن فيه أبواب الخوف وعلاماته.

وأبواب الصبر على البلاء والمرض.

وأبواب في رياضة النفس والشهوات.

وأبواب في التوبة والاستغفار.

وأبواب في المحبة والعشق.

وأبواب في طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله.

وأبواب في ذكر الأمانة.

وأبواب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأبواب في عداوة الشيطان.

وأبواب في فضل التراحم، وصلة الرحم، وحقوق الوالدين.

وأبواب في بيان الخشوع في الصلاة، وفضل الوضوء، وأداء الزكاة.

وأبواب في النهي عن الغيبة والنميمة.

وأبواب في الني عن الظلم، وذم الكبر.

وأبواب في بيان شدة الموت، وعذاب القبر وسؤاله، وعذاب جهنم.

وغير ذلك من الأبواب الكريمة النافعة.



الحديث والمحدثون في الأزهر الشريف أسامة السيد محمود الأزهري بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

الحديث والمحدثون في الأزهر الشريف

أسامة السيد محمود الأزهري

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

تمهيد: أصل هذا الكتاب محاضرة ألقاها المؤلف في الأزهر الشريف، في العام 2011 م، وهو كتاب قيّم، يرصدُ فيه حركة الحديث الشريف وعلومه في الأزهر في الأزمان المتأخرة، وكان الغرض من تأليف مدافعة القول بأن الأزهر ليس بيئة حديثية!

وبين المؤلف أن الأزهر خدم الحديث النبوي الشريف من خلال ثمانية أبواب، فصَّلها في الكتاب تفصيلاً وسطاً، مع ذكر نماذج وشواهد على كل باب، وهي:

الباب الأول: شرح الكتب الحديثية.

الباب الثاني: الاشتغال بعلم مناهج المحدثين.

الباب الثالث: تحرير علوم المصطلح وإنضاجها ومراجعتها.

الباب الرابع: التصنيف في علم تخريج الحديث، ولعل لهم السبق في هذا المجال.

الباب الخامس: عقد مجالس إقراء الحديث وإسماعه.

الباب السادس: حفاظهم على أصول الصنعة الحديثية، وفنون الجرح والتعديل، والتصحيح والتضعيف.

الباب السابع: تأليفهم الجوامع الحديثية التي تشبه الجامع الصغير للسيوطي.

الباب الثامن: اعتنائهم بتحقيق وإخراج الكتب الحديثية ونفائس المخطوطات إلى عالم المطبوع.



الذخيرة الماحية للآثام في الصلاة والسلام على خير الأنام للأستاذ مصطفى البكري الصديقي بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

الذخيرة الماحية للآثام في الصلاة والسلام على خير الأنام

للأستاذ مصطفى البكري الصديقي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

      

تمهيد: هذا مجموع لطيف، دوَّن فيه الشيخ البكري رحمه الله جملة طيبة من الصلوات على سيد السادات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، على ترتيب الأيام، ابتدأه بحزب يوم الجمعة، وأنهاه بحزب يوم الخميس، وهو في ذلك مُقتفٍ آثار الشيخ أحمد بن زين بن أحمد الحبشي باعلوي، الذي وضع صلوات له بنفس الطريقة، وكان تأليفه هذا بإيعاز من أحد شيوخ البصرة وهو محمد بن جمعة النعماني، سنة (1139 هـ)، والذي طلب منه التأليف على ذات المنوال.

وتميزت صلوات البكري بتضمنها أولاً: آيات من كتاب الله تعالى، ثم جملة من الأحاديث النبوية الشريفة في فضائل الأيام وخصائصها وما يتعلق برتبتها، ثم في بيان السُّنن وآداب اللباس والزينة، والنهي عن ذميم الأخلاق والآداب والعادات، والتحلي بمحاسنها، وكذلك بيان فضائل النبيّ صلى الله عليه وسلم وخصاله وأخلاقه وخصائصه الشريفة.

ويدمج البكري في صلواته فضائل الصحابة عموماً وخصوصاً مقرونة بالترحم والترضي، وجملة آل البيت الأطهار، والأولياء الأخيار، بل ويذكر عيسى عليه السلام، وأهل الكهف، والخضر عليهم السلام، ويُعد الشيخ البكري أحد الملازمين للشيخ عبد الغني النابلسي وكان قرأ عليه التدبيرات الإلهية والفصوص وغيرها وطرفاً من الفقه. وأخذ الطريقة الخلوتية عن الشيخ عبد اللطيف الخلوتي.

وبالجملة فالكتاب تربوي إيماني علمي وعملي، جدير بأن يُعتنى به شرحاً وتعليقاً وحفظاً، وصدق القائل فيه:

إن رمت تفريج الكروب الداجية ... فعليك ذي الصلوات فهي الماحية

لله مظهرها ومُظهرها وما ... أحلى وأجلى ذي الدراري السامية

شرقت لنا كالشمس رابية الضحى... وبدت لنا تزري البدور العاليه

لا غرو إن فخرت على التأليف فهي ... لمن به صور البلاغة حاليه

قطب الزمان وأطلس العرفان إذ ... بسنائه ضاءت عصور خاليه

اختاره مولى المآثر مصطفى ... وحبا محياه قصوراً عاليه

وجاء في آخره:

أخا النوم نبه في الدجى عيك الوسنى ... وقم وادعُ للمولى بأسمائه الحُسنى

وناديه يا مسكين واقصد ضارعاً... تجده كريماً يستجيب الدعا منّا

ووحد ومجد ذاته وارج فضله ... وقل يا إله العالمين ارحم المضنا

إلهي أنا العبد الذليل أعزني ... وهب لي وإخواني رضاك وسامحنا

إلهي ذنوبي أثقلتني بحملها ... فرقّ لها جسمي وزدت بها حُزنا

مددتُ يدي بالذل أرجوك غفرها ... أقلبها ظهراً وأرفعها بطناً

إلهي استجب مني دائي بذلتي ... فأنت الذي بالجود والعفو ما ضنَّا

إلهي بأوصاف المحبين حلِّني ... وأصلح لعبد رام منك الهُدى شأنا

إلهي بأنوار المعارف خُصني ... لتشرق روحي عند موردها الأهنا

إلهي أزل داءات قلبي وداوني ... لكي اشتفي منها فقلي قد أنَّا

إلهي على من دلَّ خلقك دُلني ... ووصل إلهي لي بكل فتى مُدني

تعطَّف على العبد الكئيب بلمحةٍ ...ليشرب من صافي شراب الوفا دنا

إلهي أزل عني حجاب كثافةٍ ...لأشهد ما بي من لطائفك الحُسنى

إلهي اكسني جلباب فتحٍ وهيبة...وحفظ من الأعداء اجعلها حصنا

إلهي بنور العلم نور بصيرتي ... لأعرف أسرار الكتاب مع المعنى





القواعد والفوائد المستفادة من مقدمة ابن أبي زيد القيرواني يوسف حسن الحمادي بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

القواعد والفوائد المستفادة من مقدمة ابن أبي زيد القيرواني

يوسف حسن الحمادي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

      

تمهيد: هذه الرسالة اللطيفة تضمنت جملة من الأصول الشريفة، والقواعد المنيفة، والضوابط الجليلة، والتقاسيم البديعة، ما ينتفع بها كل قارئ إن شاء الله، وقد وذكر في ابتدائها تعريفاً موجزاً بمقدمة القيرواني، ثم ذكر خصائص العقيدة الإسلامية إجمالاً، ثم ثمار هذا الاعتقاد (ويأتي في خاتمة هذا المقال).

وشرع ابتداءً في ذكر الفوائد المتعلقة بالاعتقاد، ومسائل الأسماء والصفات، ومسائل القضاء والقدر، ثم بالمسائل المتعلقة بالإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، ثم الإيمان باليوم الآخر وما تضمنه من البعث والحساب والصراط والميزان ثم الجزاء.

وتناول كذلك مضاعفة الحسنات، وتكفير السيئات، وفي كون الإيمان يزيد وينقص، وأسباب ذلك، وحكم مرتكب الكبيرة، وأقسام الأرواح ومنازلها، والملائكة الموكلة بقبضها، وفتنة القبر وعذابه، وكتابة الأعمال.

ثم حد الصحبة المعتبرة، وحقوقهم، وموقف المسلمين عموماً من الولادة والحكام والأمراء، ثم حكم المراء والجدال في الدين، والموقف الشرعي من الإحداث في الدين، وموقفنا من الأقوال والأعمال والعقائد المبتدعة، وسبيل السلامة منها.

فذكر من ثمار هذه العقيدة الصحيحة:

أولاً: الثبات، وقوة اليقين، والسلامة من الشك والحيرة والاضطراب، وكيف لا يطمئن القلب إلى ما يصدر من كتاب الله عز وجل، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا نجد أصحاب العقيدة الصحيحة هم أهل الصبر إذا ابتلوا، وهم أهل الاحتساب إذا امتحنوا وهم أهل الصدق والثبات، إذا عرض لهم ما يفتنهم عن دينهم، فتجدهم من أصبر الناس على عقيدتهم، وعلى منهاجهم الذي تلقوه، وهذا بخلاف العقائد المنحرفة، الذين لا نجد هذا فيهم أبداً.

ثانياً: أن العقيدة الصحيحة السليمة تثمر لصاحبها إذا درسها دراسة مفصلة: العمق في العلم، والسداد في الفهم والعقل.

ثالثاً: أن إفشاء هذا الاعتقاد الصحيح ونشره في الناس وتعريف الناس به، ودلالتهم عليه، يعود خيره على الشعوب المجتمعات وعلى ولاة أمور المجتمعات كذلك. فيدرس في هذه العقيدة: الموقف الشرعي الصحيح من مرتكبي الكبيرة، كما يدرس مصادر التلقي لديننا وعقيدتنا، ويعرف على طريقة من ندرسها.

رابعاً: أنها الطريق الصحيح لمعرفة الله تعالى، فإن َ دراسة العقيدة الإسلامية دراسة مفصلة منضبطة على وفق قواعد َ وأصول أهل السنة والجماعة تثمر لصاحبها معرفة الله وإجلاله وتعظيمه، فمن عرف الله بأسمائه الحسنى، وبصفاته العلى، وبأفعاله الحكيمة أحب الله تبارك وتعالى ولا بد.

 



اليُمن والإسعاد بمولد خير العباد محمد بن جعفر الكتاني بقلم: محمد ناهض عبد السلام حنونة

اليُمن والإسعاد بمولد خير العباد

محمد بن جعفر الكتاني

بقلم: محمد ناهض عبد السلام حنونة

     

تمهيد: هذا المولد الشريف، كتبه الشيخ محمد بن جعفر الكتاني (ت 1323هـ)، وأوله: عطّر اللهم مجالسنا بطيب ذكره وثناه، ومُنَّ علينا بسلوك سبيله وهداه، وصل وسلم وبارك عليه وعلى آله صلاة سلاما نتخلص بها من محن مقته وأهواله. الحمد لله الذي شرّف هذا الوجود، بميلاد أكرم نبي وأعز مولود، سيدنا محمد النبي المقدس المحمود"، وآخره دعاء للقارئ والحاضرين وعموم المسلمين، ويُقال فيه ما يُقال في غيره من الموالد، سواءً في الأحاديث أو القصص، أو الحكايات والأخبار، أو الخصائص والكرامات. فما صحَّ صححناه، وما بطل أبطلناه، ولكثرة توارد كُتّاب الموالد على ذكرها نُعرض عنها صفحاً.



مذابح وجرائم التفتيش بالأندلس محمد علي قطب بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

مذابح وجرائم التفتيش بالأندلس

محمد علي قطب

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

       تمهيد: تناول هذا الكتاب صوراً مؤلمة لما جرى للمسلمين في الأندلس على أيدي ملوك الإسبان والبرتغال، وما جرى هنالك من أصناف التعذيب والتحريق والقتل، ورسم ذلك في مشاهد حيّة نابضة، تتحدث عن ذاتها بذاتها، تنطق فيها الحروف والكلمات بمئات المجازر والمآسي، تطفح فيها العصبية العمياء، والحقد الدفين الذي يُكنه الصليبيون لأهل الإسلام، والتي ارتكبت باسم الدين النصراني، وراح ضحيتها الملايين، يُقهر خلالها الإنسان قهراً على اعتناق ما لا يريد ولا يعتقد.

ورأينا فيما نقله الكاتب كيف أن الأسبان وأمثالهم قد لبسوا نماذج داست وتسلطت وعذبت وولغت في دماء ملايين البشر، دون أن يرف في العالم جفن، أو يرتعش فيهم عصب، وقد استمرت هذه المأساة طيلة تسعة قرون، يرقص فيها الأوروبيين على رفات المظلومين، من الأيتام والثكالى والمعذبين، وقد هتكوا الحرمات، واستباحوا النساء، واسترقوا الأطفال، وكان تشنيعهم مدبوغاً بحقد أعمى، وجاهلية حاقدة.

ولم يكن لهذه المآسي أن تستمر وتحدث لولا ما ذلك التخاذل الكبير الذي عرفه العالم الإسلامي، يوم أن اختنقت الأندلس بذراع الإسبان، ولم تجد مجيراً ولا نصيراً، واسترسل المسلمون في شهواتهم واستسلموا لأهوائهم غير آبهين بما يجري هناك، فلم تأخذهم حمية دينية ولا عصبية قومية، فما كان إلا أن ضاع الفردوس الأندلسي من أيديهم.

وتضمن هذا الكتاب خمسة فصول:

الأول: في مقارنات عقدها المؤلف بين الأحداث التي أثبتها مؤرخو الأندلس من المسلمين والنصارى على حد سواء، الأول تقضي بما فعله المسلمين مع الإسبان عندما فتحوا الأندلس، وبين ما فعله الأسبان مع المسلمين عندما استلبوها.

الثاني: تعرض لموضوعات السلطة البابوية، والعالم الإسلامي الذي سماه "بداية النهاية"، وذكر ضمن ذلك الوجود الإسلامي في الأندلس، وارتباط الأمويين والعباسيين به، ثم مرحلة الاستقلال، وبعد ذلك نشوء الدويلات، ثم المرابطون والموحدون، ثم الضياع.

الثالث: بين كيف تم تسليم غرناطة وفق شروط الإسبان، وذلك على مراحل، منها: التنصير، والتهجير، والتدشين، والاسترقاق، وديوان التفتيش، ومحاكم التفتيش، والسجن، والتعذيب بشتى أنواعه، والحرق كذلك، وذكر الأعداد بالأرقام، وحملة الاضطهاد الوحشية في إسبانيا والبرتغال تحت رعاية البابا.

الرابع: ذكر مشاهير مجرمي ديوان التفتيش، ومراسم التحريق، بالوثائق التاريخية، وشهود العياد الذين رووا تلك الحوادث ونقلوها، والأدوات المستخدمة في التعذيب، والدور الذي لعبه "فيرنارد وإيزابيلا" في ذلك، وصورة عامة للتصفية النهائية لقضية الأندلس.

الخامس: ذكر الاتحاد السوفييتي والدويلات الإسلامية، وأحوال العالم الإسلامي، والحروب الصليبية المستمرة على الشرق، ثم الخاتمة.