القواعد والفوائد المستفادة من مقدمة ابن أبي زيد القيرواني
يوسف حسن الحمادي
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: هذه الرسالة اللطيفة تضمنت جملة من الأصول الشريفة، والقواعد المنيفة، والضوابط الجليلة، والتقاسيم البديعة، ما ينتفع بها كل قارئ إن شاء الله، وقد وذكر في ابتدائها تعريفاً موجزاً بمقدمة القيرواني، ثم ذكر خصائص العقيدة الإسلامية إجمالاً، ثم ثمار هذا الاعتقاد (ويأتي في خاتمة هذا المقال).
وشرع ابتداءً في ذكر الفوائد المتعلقة بالاعتقاد، ومسائل الأسماء والصفات، ومسائل القضاء والقدر، ثم بالمسائل المتعلقة بالإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، ثم الإيمان باليوم الآخر وما تضمنه من البعث والحساب والصراط والميزان ثم الجزاء.
وتناول كذلك مضاعفة الحسنات، وتكفير السيئات، وفي كون الإيمان يزيد وينقص، وأسباب ذلك، وحكم مرتكب الكبيرة، وأقسام الأرواح ومنازلها، والملائكة الموكلة بقبضها، وفتنة القبر وعذابه، وكتابة الأعمال.
ثم حد الصحبة المعتبرة، وحقوقهم، وموقف المسلمين عموماً من الولادة والحكام والأمراء، ثم حكم المراء والجدال في الدين، والموقف الشرعي من الإحداث في الدين، وموقفنا من الأقوال والأعمال والعقائد المبتدعة، وسبيل السلامة منها.
فذكر من ثمار هذه العقيدة الصحيحة:
أولاً: الثبات، وقوة اليقين، والسلامة من الشك والحيرة والاضطراب، وكيف لا يطمئن القلب إلى ما يصدر من كتاب الله عز وجل، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا نجد أصحاب العقيدة الصحيحة هم أهل الصبر إذا ابتلوا، وهم أهل الاحتساب إذا امتحنوا وهم أهل الصدق والثبات، إذا عرض لهم ما يفتنهم عن دينهم، فتجدهم من أصبر الناس على عقيدتهم، وعلى منهاجهم الذي تلقوه، وهذا بخلاف العقائد المنحرفة، الذين لا نجد هذا فيهم أبداً.
ثانياً: أن العقيدة الصحيحة السليمة تثمر لصاحبها إذا درسها دراسة مفصلة: العمق في العلم، والسداد في الفهم والعقل.
ثالثاً: أن إفشاء هذا الاعتقاد الصحيح ونشره في الناس وتعريف الناس به، ودلالتهم عليه، يعود خيره على الشعوب المجتمعات وعلى ولاة أمور المجتمعات كذلك. فيدرس في هذه العقيدة: الموقف الشرعي الصحيح من مرتكبي الكبيرة، كما يدرس مصادر التلقي لديننا وعقيدتنا، ويعرف على طريقة من ندرسها.
رابعاً: أنها الطريق الصحيح لمعرفة الله تعالى، فإن َ دراسة العقيدة الإسلامية دراسة مفصلة منضبطة على وفق قواعد َ وأصول أهل السنة والجماعة تثمر لصاحبها معرفة الله وإجلاله وتعظيمه، فمن عرف الله بأسمائه الحسنى، وبصفاته العلى، وبأفعاله الحكيمة أحب الله تبارك وتعالى ولا بد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق