الاهتمام بعلم السلوك الروحي "التربية الروحية"
د. خالد إبراهيم المحجوبي
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: لا جرمَ أن علومَ الشريعة والدين لم تَقتصر على دراسة ظاهر الإنسان وسلوكياته، من أعمال وعبادات، والتي تندرج في دائرة التربية السلوكية العملية، بل توغلت في روح وقلب الإنسان؛ لـكونهما المصدر الأساس الذي يقوم عليه، ويتوجه به، كل ما يبدر عن الإنسان من عادات وعبادات
وهذه الدراسة هي مقاربة ودرس جزئية متعلقة بالتعليم الديني، من خلال التعرض لما يمكن تسميته بـ(علم السلوك الروحي) أو علم التربية الروحية، وهي المتصلة بأرواح وقلوب المكلفين، وطلاب العلم.
ويمكن إجمال ما ترمي له هذه الدراسة من خلال خاتمتها:
- لا تكتمل فائدة علوم الشريعة، إلا بتركيز الاهتمام إلى علم السلوك الروحي، وطرحه بوصفه مادة علمية يؤتاها الطلاب في مراحل تعليمهم الأولى في الأساسي والمتوسط.
- تتبعت كل كتب ومواضيع تلك المقررات المقصودة، ثم أحصيت صفحاتها؛ فظهرت لي النتيجة الفاجعة التالية: بلغ عدد جميع صفحات المقررات الدينية لكل المراحل (ألفان وثلاثمئة وثلاث وأربعون صفحة)، ليس فيها ما يتعلق بالتربية الروحية إلا ثلاث صفحات.
- إن نسبة مواضيع التربية الروحية لباقي المواضيع الدينية يماثل: صفراً % في المائة.
- إن التلميذ الليبي يجتاز ست سنوات هي المرحلة الابتدائية، ولا يمر به أي موضوع عن التربية الروحية، ثم يجتاز ثلاث سنوات في المرحلة الإعدادية، لا يسمع بأي شيء عن التربية الروحية، ثم يجتاز ثلاث سنوات هي المرحلة الثانوية، ولا يرى سوى ثلاث صفحات بشكل عرضي متصلة بالتربية الروحية بشكل غير مباشرٍ.
- لقد اهتم واضعو المقررات الجديدة بوضع فرع أقرب ما يمكنه التواشج مع مواضيع التربية الروحية، لـكن محتوى ذلك الفرع - في كل المراحل الدراسية - خلا كليا ً من أي ذكر أو تعرض لأي موضوع مواضيع التربية الروحية، واقتصر على الجانب السلوكي العملي.
- أرى أن تظل المقررات الدينية للمرحلة الابتدائية قاصرة على تعلم نصوص القرآن، والحديث، ومكارم الأخلاق، من خلال قصص وحكايا مقربة للمعاني، ومرسخة للمبادئ في قلوب ووعي التلاميذ، من غير أن نفرد لهم كتابا ً خاصا ً بالتربية الروحية، ولا أن نفرد فصلا ً له ضمن كتاب التربية الإسلامية.
- لا يحسن عندي -في مرحلة التعليم الإعدادي -أن يفرد لعلم (التربية الروحية) في كتاب خاص بها، بل الأجدى أن تسبك مواضيعه ومباحثه، مشفوعة بأدلتها ونصوصها، وقصصها ضمن فصل خاص، بين غضون كتاب التربية الإسلامية
- في مرحلة التعليم الثانوي، يحسن أن نفرد للتربية الروحية كتابا ً خاص بها، على نحو، سموه (التهذيب والأخلاق)، وهو موجز ميسر، إلى جانب كتاب التربية الإسلامية، ويكون الكتاب مقرراً على طلاب السنة الثالثة بالثانوية العامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق