أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 17 أكتوبر 2024

مذابح وجرائم التفتيش بالأندلس محمد علي قطب بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

مذابح وجرائم التفتيش بالأندلس

محمد علي قطب

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

       تمهيد: تناول هذا الكتاب صوراً مؤلمة لما جرى للمسلمين في الأندلس على أيدي ملوك الإسبان والبرتغال، وما جرى هنالك من أصناف التعذيب والتحريق والقتل، ورسم ذلك في مشاهد حيّة نابضة، تتحدث عن ذاتها بذاتها، تنطق فيها الحروف والكلمات بمئات المجازر والمآسي، تطفح فيها العصبية العمياء، والحقد الدفين الذي يُكنه الصليبيون لأهل الإسلام، والتي ارتكبت باسم الدين النصراني، وراح ضحيتها الملايين، يُقهر خلالها الإنسان قهراً على اعتناق ما لا يريد ولا يعتقد.

ورأينا فيما نقله الكاتب كيف أن الأسبان وأمثالهم قد لبسوا نماذج داست وتسلطت وعذبت وولغت في دماء ملايين البشر، دون أن يرف في العالم جفن، أو يرتعش فيهم عصب، وقد استمرت هذه المأساة طيلة تسعة قرون، يرقص فيها الأوروبيين على رفات المظلومين، من الأيتام والثكالى والمعذبين، وقد هتكوا الحرمات، واستباحوا النساء، واسترقوا الأطفال، وكان تشنيعهم مدبوغاً بحقد أعمى، وجاهلية حاقدة.

ولم يكن لهذه المآسي أن تستمر وتحدث لولا ما ذلك التخاذل الكبير الذي عرفه العالم الإسلامي، يوم أن اختنقت الأندلس بذراع الإسبان، ولم تجد مجيراً ولا نصيراً، واسترسل المسلمون في شهواتهم واستسلموا لأهوائهم غير آبهين بما يجري هناك، فلم تأخذهم حمية دينية ولا عصبية قومية، فما كان إلا أن ضاع الفردوس الأندلسي من أيديهم.

وتضمن هذا الكتاب خمسة فصول:

الأول: في مقارنات عقدها المؤلف بين الأحداث التي أثبتها مؤرخو الأندلس من المسلمين والنصارى على حد سواء، الأول تقضي بما فعله المسلمين مع الإسبان عندما فتحوا الأندلس، وبين ما فعله الأسبان مع المسلمين عندما استلبوها.

الثاني: تعرض لموضوعات السلطة البابوية، والعالم الإسلامي الذي سماه "بداية النهاية"، وذكر ضمن ذلك الوجود الإسلامي في الأندلس، وارتباط الأمويين والعباسيين به، ثم مرحلة الاستقلال، وبعد ذلك نشوء الدويلات، ثم المرابطون والموحدون، ثم الضياع.

الثالث: بين كيف تم تسليم غرناطة وفق شروط الإسبان، وذلك على مراحل، منها: التنصير، والتهجير، والتدشين، والاسترقاق، وديوان التفتيش، ومحاكم التفتيش، والسجن، والتعذيب بشتى أنواعه، والحرق كذلك، وذكر الأعداد بالأرقام، وحملة الاضطهاد الوحشية في إسبانيا والبرتغال تحت رعاية البابا.

الرابع: ذكر مشاهير مجرمي ديوان التفتيش، ومراسم التحريق، بالوثائق التاريخية، وشهود العياد الذين رووا تلك الحوادث ونقلوها، والأدوات المستخدمة في التعذيب، والدور الذي لعبه "فيرنارد وإيزابيلا" في ذلك، وصورة عامة للتصفية النهائية لقضية الأندلس.

الخامس: ذكر الاتحاد السوفييتي والدويلات الإسلامية، وأحوال العالم الإسلامي، والحروب الصليبية المستمرة على الشرق، ثم الخاتمة.

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق