جزء مسند أهل البيت
للإمام أحمد بن محمد بن حنبل
رواية ابنه عبد الله
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: هذا الجزء الحديثي موجود ضمن المسند الكبير (٣/ ٢٤٤-٢٨٥)، تحقيق الأرناؤوط وآخرون، المطبوع بمؤسسة الرسالة، وقد أفرد هذا الجزء بالطبع، بتحقيق عبد الله الليثي الأنصاري، وصدر عن مؤسسة الكتب الثقافية -بيروت، الطبعة الأولى، عام ١٩٨٨.
وقد تضمن خمسةً وأربعين حديثاً عن خمسة من أهل البيت: الشقيقان: الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وأعمامهما: جعفر، وعقيل ابني أبي طالب، وابن عمهما: عبد الله بن جعفر رضي الله عنهم.
وقد بذل المحقق جهداً كبيراً في خدمة هذا الجزء، فقد بيّن عند كل حديث: رواته من حيث التوثيق والتضعيف، ومن خرّج الحديث من العلماء، وحكم الحديث من حيث الصحة والضعف، ثم الكلام على بعض معناه باختصار، مع بيان غريب الألفاظ، وبعد ذكر جملة من أحاديث المُسند إليه، يذكر فصلاً في أهم مناقبه، إلا أنه لم يذكر مناقب الحسين، وجعفر، وابنه عبد الله، وننقل هنا ما تيسر إن شاء الله.
وبلغت أحاديث الحسن في هذا الجزء اثني عشر حديثاً، منها حديثان ضعيفان، وموضوعاتها خمسة، وهي: دعاء قنوت الفجر، وخطبة الحسن بعد وفاة أبيه، وما جاء في تحريم الصدقة على أهل البيت، ونسخ القيام للجنازة.
أما أحاديث الحسين فبلغت ثمانية أحاديث، منها حديثان ضعيفان، وثالث شديد الضعف، وموضوعاتها سبعة، وهي: حق السائل ولو غنياً، وتحريم الصدقة على أهل البيت، وترك المرء ما لا يعنيه، وقيام النبيّ صلى الله عليه وسلم لجنازة اليهودي، وأن فعل ذلك لأنه تأذى من ريح اليهود، والاسترجاع عند المصيبة، ودعاء قنوت الوتر، وفضل الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم.
يلي ذلك أحاديث عقيل بن أبي طالب، وعدتها: حديثان، وموضوعها واحد، وهو ما يُقال للمتزوج حين تهنئته. يليه حديث أخيه جعفر بن أبي طالب: وهو حديث الهجرة إلى الحبشة.
وأخيراً أحاديث عبد الله بن جعفر، والتي بلغت: اثنين وعشرين حديثاً، وموضوعاتها: أكل النبيّ صلى الله عليه وسلم القثاء بالرطب، وحمل النبي صلى الله عليه وسلم له ولابن عباس، وإرداف النبيّ صلى الله عليه وسلم له، وأطيب اللحم، وشكوى الجمل صاحبه أنه يجيعه ويدئبه، وتختم النبيّ صلى الله عليه وسلم في يمينه، وسجود السهو لمن شك في صلاته، وبين أنها بعد السلام، وما يقال للعطاس، وخبر مقتل جعفر في مؤتة، وما جاء في نعي جعفر، ومنع التفضيل على يونس بن متى، وبشارة خديجة بالجنة، وما كان صلى الله عليه وسلم يقوله إذا حزبه كرب.
ترجمة عبد الله أحمد بن بن حنبل
راوي الجزء عن أبيه
اسمه ونسبه ومولده:
هو عبد الله بن أحمد بن حنبل بن هلال الإمام الحافظ، الناقد، محدّث بغداد أبو عبد الرحمن ابن شيخ العصر أبي عبد الله الذهلي الشيباني المروزي، ثم البغدادي .
ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين، فكان أصغر من أخيه صالح بن أحمد.
شيوخه:
روى عن أبيه شيئاً كثيراً، من جملته «المسند» كله، و«الزهد»، وعن يحيى بن عبدويه صاحب شعبة، وامتنع من الأخذ عن علي بن الجعد لوقفه في مسألة القرآن.
وعن شيبان بن فروخ وحوثرة بن أشرس، وسويد بن سعيد، ويحيى بن معين، ومحمد بن الصباح الدولابي، والهيثم بن خارجة، وعبد الأعلى بن حماد وأبي الربيع الزهراني، وأبي بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم بن الحجاج السامي وعبيد الله القواريري، ومحمد بن جعفر الوركاني، وأحمد بن محمد بن أيوب، وأحمد ابن إبراهيم الموصلي، وإسحاق بن موسى الخطمي، وأبي معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، وإسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، والحكم بن موسى القنطري وخلف بن هشام البزار، وداود بن رشيد، وداود بن عمرو الضبي وأبي خيثمة، وسريج بن يونس وعباد بن يعقوب، وعبد الله بن عون الخراز، وعبيد الله ابن معاذ، وكامل بن طلحة ومحمد بن أبان الواسطي، ومحمد بن أبان البلخي، ومحمد بن عباد المكي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ومنصور بن أبي مزاحم، ووهب بن بقية، وأحمد الدورقي، وأحمد بن أيوب بن راشد وأحمد بن بديل، وأحمد بن جناب، وأحمد بن الحسن بن جنيدب، وأحمد بن الحسن بن خراش وأحمد بن خالد الخلال، وأحمد بن سعيد الدارمي وأحمد بن حميد وأحمد بن حاتم، وأحمد ابن عبده البصري، وأحمد بن عمر الوكيعي، وابن عيسى التستري، وأحمد بن محمد بن المغيرة، الحمصي، وأحمد بن محمد بن يحيى القطان، وإبراهيم بن الحسن الباهلي وإبراهيم بن زياد سبلان، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وإبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي، وإبراهيم بن نصر وهو ابن أبي الليث وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وإسحاق الكوسج، وإسماعيل بن إبراهيم الترجماني، وإسماعيل ابن محمد المعقب وإسماعيل بن مهدي، وإسماعيل بن موسى، وحميد، وجعفر بن محمد بن فضيل وجعفر بن مهران بن السباك، وجعفر بن أبي هريرة وحجاج بن الشاعر، والحسن بن قزعة، والحسن بن أبي الربيع، وأبو مسلم الخليل بن سلم - لقي عبد الوارث ، وخلاد بن أسلم وروح بن عبد المؤمن، وزكريا بن يحيى زحمويه، وزكريا بن يحيى الرقاشي، وزياد بن أيوب، وسعيد بن أبي الربيع السمان، وسعيد بن محمد الجرمي، وسعيد بن يحيى الأموي، وسفيان بن وكيع، وسليمان بن أيوب صاحب البصري، وأبو الربيع الزهراني، وسليمان بن محمد المبارك، وشجاع بن مخلد، وصالح بن عبد الله الترمذي، والصلت بن مسعود، وعاصم بن عمر المقدمي، وعباس العنبري، وعباس الدوري، والعباس بن الوليد النرسي، وعبد الله بن أبي زياد وعبد الله بن سالم المفلوج، وعبد الله ابن سعد الزهري، وعبد الله بن صندل عن الفضل بن عياض، وعبد الله ابن عامر بن زُرَارة، وعبد اللهبن مُشْكُدانة ، وعبد الله بن عمران الرازي، وعبد الواحد بن غياث والقواريري وعثمان بن أبي شيبة، وعقبة بن مكرم العمي، وعلي بن إشكاب وأبي الشعثاء علي بن الحسن، وعلي ابن حكيم، وعلي بن مسلم وعمران بن بكار الحمصي، وعمرو الفلاس، وعمرو الناقد، وعيسى بن سالم، وأبو كامل الفضيل الجَحْدَرِي، وفطر بن حماد وقاسم بن دينار، وقتيبة بن سعيد كتابةً، وقطن نسير، وكثير بن يحيى الحنفي، وليث بن خالد البلخي، وأبو بكر الصاغاني، ومحمد بن إسحاق المسيبي، وبندار، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن بكار مولى بني هاشم، ومحمد بن تميم النهشلي، ومحمد بن ثعلبة بن ،سواء، ومحمد بن حسان السمتي، ومحمد بن إشكاب، ومحمد ،لُوَين ومحمد بن صدران، ومحمد بن عبد الله -جادلهم يكنى أبا بكر ، ومحمد بن عبد الله المخرمي، ومحمد ابن عبدالله بن نمير، ومحمد بن عبد الله الرزّي، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، ومحمد بن عبيد بن حسان ومحمد بن عبيد المحاربي، ومحمد بن عثمان العثماني، ومحمد بن الحسن بن شقيق، ومحمد بن عمرو الباهلي، وأبو كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن أبي غالب، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن المنهال أخو حجاج، ومحمد بن يحيى ابن سعيد القطان، ومحمد بن يحيى بن أبي سمينة، ومحمد بن يزيد العجلي، ومحمد بن يعقوب أبو الهيثم - سمع: معتمراً ، المحرز بن عون، ومخلد بن الحسن ومصعب الزبيري ومعاوية بن عبد الله بن معاوية الزبيري، عن سلام أبو المنذر ونصر بن عبد الله، ونوح بن حبيب، وهارون بن معروف، وهدبة بن خالد، وهدية بن عبد الوهاب وهديم بن عبد الأعلى وهناد ويحيى بن أيوب البلخي، ويحيى بن داود الواسطي، ويحيى بن عثمان الحربي، ويعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد ويوسف بن يعقوب الصفار، وأبو عبد الله البصري العنبري كأنه محمد بن عبد الرحمن، وأبو عبيدة بن الفضيل، وأبو موسى الهروي إسحاق بن إبراهيم . وسائر هؤلاء حدث عنهم في مسند «أبيه» سوى بعض الأحمدين.
تلاميذه:
حدث عنه النسائي حديثين في «سننه»، والبغوي، وابن صاعد، وأبو عوانة الإسفرائيني، والخضر بن المثنى الكندي، وأبو بكر بن زياد، ومحمد بن مخلد، والمحاملي ودعلج وإسحاق بن أحمد الكاذي، وأبو بكر النجاد، وسليمان الطبراني، وأبو علي بن الصواف، وأبو أحمد العسال، وقاسم بن أصبغ وأحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر القطيعي وخلق كثير.
مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه:
قال عباس الدوري : كنت يوماً عند أحمد بن حنبل، فدخل ابنه عبد الله، فقال لي أحمد يا عباس إن أبا عبد الرحمن قد وعى علماً كثيراً.
وعن إسماعيل الخطبي قال: بلغني عن أبي زرعة، أنه قال: قال لي أحمد بن حنبل ابني عبد الله محظوظ من علم الحديث، الخطبي يشك، لا يكاد يذاكرنى إلا بما لا أحفظ.
قال أبو علي بن الصواف: قال عبد أحمد بن حنبل: كل شيء أقول قال أبي فقد سمعته مرتين وثلاثة وأقله مرة.
قال ابن أبي حاتم كتب إلي عبد الله بمسائل أبيه، وبعلل الحديث.
قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً فهماً.
قال بدر بن أبي بدر البغدادي: عبد الله بن أحمد جهبذ ابن جهبذ.
قال أبو أحمد بن عدي: نبل عبد الله بن أحمد بأبيه، وله في نفسه محل في العلم، أحيا علم أبيه من «مسنده» الذي قرأه عليه أبوه خصوصاً قبل أن يقرأه على غيره ومما سأل أباه عن رواة الحديث، فأخبره به ما لم يسأله غيره، ولم يكتب عن أحد إلا من أمره أبوه أن يكتب عنه.
قال أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي: لم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه من عبد الله بن أحمد لأنه سمع منه «المسند» وهو ثلاثون ألفاً، وسمع «التفسير» وهو مئة ألف وعشرون ألفا، سمع منه ثمانين ألفاً والباقي وجادة وسمع «الناسخ والمنسوخ»، و«التاريخ»، و«حدیث شعبة»، و«المقدم والمؤخر في كتاب الله»، و«جوابات القرآن»، و«المناسك الكبير» و«الصغير»؛ وغير ذلك من التصانيف، و«حديث الشيوخ».
قال: وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث والأسماء والكنى والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها، ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك، حتى أن بعضهم أسرف في تقريظه إياه بالمعرفة وزيادة السماع للحديث على أبيه.
قال الذهبي: وكان صَيّناً ديناً صادقاً، صاحب حديث وإتباع وب بالرجال، لم يدخل في غير الحديث.
مؤلفاته:
قال الذهبي: ولعبد الله كتاب: «الرد على الجهمية» في مجلد، وله كتاب : «الجمل». وله زيادات كثيرة في مسند ،والده، واضحة عن عوالي شيوخه.
وقال الزركلي: له «الزوائد» على كتاب الزهد لأبيه، و «زوائد المسند» زاد به على مسند أبيه نحو عشرة آلاف حديث، و«مسند أهل البيت - خ» في مجموع قديم بالتيمورية، و«الثلاثيات - خ» في ٨٥ ورقة، كتب سنة ٦٥٤ في شستر بيتي، الرقم ٣٤٨٧ .
وفاته:
مات يوم قال إسماعيل الخطبي : الأحد، ودفن في آخر النهار لتسع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة تسعين [أي ومئتين]، وصلى عليه ابن أخيه زهير بن صالح، ودفن في مقابر باب التبن(٤)، وكان الجمع كثيراً، فوق المقدار.
وقيل ان عبد الله أمرهم أن يدفنوه هناك، وقال: بلغني أن هناك قبر نبي ولأن أكون في جوار نبي أحبّ إليَّ في جوار أبي.
إثبات صحة نسبة الكتاب إلى الإمام ابن الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل
أولاً: أن الكتاب من رواية أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه في مسجده في قطيعة أم جعفر وأقر به وذلك في المحرم سنة ست وستين وثلاثمائة. ومن المعلوم أن القطيعي هو راوية المسند عن عبد الله بن الإمام أحمد.
ثانياً: أن هذا المسند رواه الإمام عبد الله عن أبيه في ديوان الإسلام الكبير «مسند الإمام أحمد» ويقع في المجلد الأول من صفحة (۱۹۹).
ثالثاً: وقع في «تاريخ إربل» (۲۲۳/۱) في ترجمة «ابن هلالة المغربي . ت ٦١٧ هـ) (... رحل في طلب الحديث إلى نيسابور وخوارزم ،وغيرها وسمع من مشايخها، وحصل جملة من أصولها وعاد فورد إربل وسمع على الفقير أبي سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين «مسند أهل البيت» عليهم السلام). اهـ .
رابعاً : ذكره الدكتور صلاح الدين المنجد في كتابه «معجم ما ألف عن رسول الله ﷺ ص ٢٦٢ - الطبعة الأولى» . قال: مسند أهل البيت عليهم السلام - لعبد الله أحمد بن ابن محمد بن حنبل (۲۹۰ هـ ). وفيه مسند الإمام الحسن، والإمام الحسين، وعقيل وجعفر ابني أبي طالب، وعبد الله بن جعفر . خ تيمورية مجموع ۲۸۰ ، ورقة ۱۲۹ …
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الشيخ الإمام الأجلّ العَالِمُ ، ضياء الدين أبو بكر يحيى ابن سعدون بن تمام الأزدي القرطبي أيده الله، قراءة عليه بالموصل، في صفر من سنة خمس وستين وخمسمائة قال: أخبرنا الرئيس الأجل أمين الحضرة أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، قراءة عليه بجامع القصر بمدينة السلام يوم الجمعة السادس من صَفَر سنة عشرين وخمسمائة، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي - رحمه الله - قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه في مسجده في قطيعة أم جعفر، وأقر به، وذلك في المحرم سنة ست وستين وثلاثمائة، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله أحمد محمد بن حنبل قال: حدثنا أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه.
فصل في مناقب «الحسن بن علي رضي الله عنهما»
هو الإمام السيد الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ريحانة رسول الله ﷺ وسبطه وسيد شباب أهل الجنة، أبو محمد القرشي المدني الشهيد.
مولده: في شعبان سنة ثلاث من الهجرة وقيل في نصف رمضانها. وعق عنه جده بكبش.
وحفظ عن جده أحاديث وعن أبيه، وأمه.
حدث عنه ابنه الحسن بن الحسن وسويد بن غفلة وأبو الحوراء السعدي، والشعبي، وهبيرة بن ،يريم وأصبغ بن نباتة، والمسيب بن نجبة.
وكان يشبه جده رسول الله ﷺ.
١ - أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن البراء بن عازب قال : رأيت رسول الله ﷺ والحسن على عاتقه يقول: «اللهم إني أحبه فأحبه». البخاري (٧٦/٧)، مسلم (١١٦/٢/٢).
٢ -وأخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة بلفظ: (اللهم إني أحب حسناً فأحبه، وأحب من يحبه). البخاري (٧٦/٧) مسلم (١١٥/٢/٢).
٣- وأخرج البخاري عن عقبة بن الحارث قال صلى أبو بكر صلاة العصر ثم خرج يمشي ومعه علي فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه، وقال: بأبي شبيه بالنبي، ليس شبيهاً بعلي. وعلي يضحك. البخاري (۷۷) والإمام أحمد (۸/۱)، والحاكم في المستدرك (١٦٨/٣)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٥٢٧/٥/٣).
٤- وروى الإمام أحمد عن أبي بكرة أن رسول الله ﷺ كان يصلي، فإذا سجد وثب الحسن على ظهره وعلى عنقه، فيرفع رسول الله ﷺ رفعاً رفيقاً لئلا يصرع. قالوا: يا رسول الله، رأيناك صنعت بالحسن شيئاً ما رأيناك صنعته بأحد قال: إنه ريحانتي من الدنيا، وإن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين».
٥- وروى أحمد (۳۷/٥ - ۳۸) الطبراني في الكبير (٢٥٩١/٢٢/٣)، مجمع الزوائد (١٧٥/٩) وقال : رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثق . وأخرج الطبراني بإسناد جيد عن علي قال أشبه الناس بالنبي ﷺ ما بين رأسه إلى نحره «الحسن». المعجم الكبير (۹۸/۳) - (۹۹) مجمع الزوائد (١٧٦/٩).
٦-وأخرج البزار بإسناد رجاله رجال الصحيح - غير هاشم بن البريد ـ وهو ثقة، عن رجاء بن ربيعة قال: كنت جالساً بالمدينة في مسجد الرسول ﷺ في حلقة فيها أبو سعيد وعبد الله بن عمرو فمر الحسن بن علي فسلم، فرد عليه القوم وسكت عبد الله بن عمرو، ثم أتبعه فقال : وعليك السلام ورحمة الله ، ثم قال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء والله ما كلمته منذ ليالي (صفين). فقال أبو سعيد: ألا تنطلق إليه فتعتذر إليه ؟ قال: نعم. فقام فدخل أبو سعيد فاستأذن، فأذن له، ثم استأذن لعبد الله بن عمرو، فدخل، فقال أبو سعيد لعبد الله بن عمرو: حدثنا بالذي حدثتنا به حيث مر الحسن فقال: نعم أحدثكم، إنه أحب أهل الأرض إلى أهل السماء. قال: فقال له الحسن: إذا علمت أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء فلم قاتلتنا، أو كثرت يوم «صفين»؟ فقال: أما إني والله ما كثرت سواداً ولا ضربت معهم بسيف ولكني حضرت مع أبي، أو كلمة نحوها. قال: أما علمت أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله ؟ . قال : بلى ولكني أسرد الصوم على عهد رسول الله ﷺ فشكاني أبي إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله ! إن عبد الله بن عمرو يصوم النهار ويقوم الليل، فقال لي : «يا عبد الله !صم وأفطر، وصلّ ونَمْ، فإني أنا أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، أطع أباك» فخرج (يوم صفين) وخرجت معه. مجمع الزوائد (١٧٦/٩ - ١٧٧). وذكره من طريق أخرى غير (البزار) عن الطبراني في المعجم الأوسط وذكر أن في إسناده علي بن سعيد بن بشير وفيه لين» (١٨٦/٩ - ١٨٧).
٧ - وأخرج الإمام أحمد عن معاوية قال: رأيت رسول الله ﷺ يَمُصُّ لسانه، أو قال - شفته ـ يعني الحسن بن علي، وإنه لن يُعَذِّبَ لسان أو شفتان مصهما رسول الله ﷺ. في المسند (٩٣/٤). الإمام أحمد وقال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد (۱۷۷/۹) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح قلت للحسن بن علي: إن الناس يقولون: إنك تريد الخلافة. غير عبد الرحمن بن أبي عوف وهو ثقة.
٨- وأخرج الحاكم عن جبير بن نفير قال : قال : قد كان جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت ويسالمون من سالمت. تركتها ابتغاء وجه الله وحقن دماء أمة محمد. ثم ابتزها بائتياس أهل الحجاز]. الحاكم في المستدرك (۱۷۰/۳) ومنه الإضافة. وأبو نعيم في الحلية (٣٦/٢ - ٣٧).
ترجمة عقيل بن أبي طالب
هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن هاشم الهاشمي رضي الله عنه.
ويكنى أبو يزيد وقيل أبو عيسى.
ابن عم رسول الله ﷺ، هو أكبر إخوته وآخرهم وفاة. كان مشهوراً في الجاهلية وشهد بدراً مع الكفار وأسره المسلمون.
أسلم قبل الحديبية، وشهد غزوة مؤتة وكان أسنّ من جعفر بعشر سنين، وكان جعفر أسن من علي بعشر سنين.
وكان عقيل من أنسب قريش وأعلمهم بأيامها وكان نسابة يقص أخباره في مسجد المدينة وكان أحد ثلاثة علماء كلّفهم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بإعداد سجل بأنساب العرب.
وروى عنه: ابنه محمد، وحفيده عبد الله بن محمد بن عقيل، وعطاء، وأبو صالح السمان وموسى بن طلحة والحسن البصري ومالك بن أبي عامر الأصبحي.
وله رواية وأحاديثه قليلة.
وروى الزبير بن بكار من طريق الحسين بن علي قال: كان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين: العباس وعلي وعقيل، وسمى جماعة.
توفي في خلافة معاوية، وقد كف بصره، وقبره مشهور في أول البقيع.
ومناقب عقيل بن أبي طالب -رضي الله عنه:
أخرج الطبراني في الكبير بإسناد رجاله ثقات، عن أبي إسحاق مرسلاً عنه ـ - أنه قال لعقيل بن أبي طالب يا أبا يزيد! إني أحبك حبين حباً لقرابتك وحباً لما كنت أعلم من حب إياك» . عمي وأخرجه الحاكم (٥٧٦/٣) من حديثه، وكذا من حديث أبي حذيفة، وهو عند ابن سعد (٤٤/٤) ونسبه الهيثمي في مجمع الزوائد (۲۷۳/۹)، وقال رواه الطبراني مرسلاً ورجاله ثقات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق