مُسمّى الحنابلة الجدد "عرض ونقد"
إعداد صقر حسين الغامدي
إشراف د. عبد الله الدميجي
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة
تمهيد/ ظهر في الآونة الأخيرة نابتةٌ جُدد، يدَّعون الانتساب إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، ولكنهم ليسوا على نهجه ولا على طريقته في الاعتقاد، وحقيقتهم أنهم "الجهمية الجدد"، وكان غرضهم تفريق الحنابلة، والوقيعة في أهل السُّنة، فأخذوا يذكرون بعض المخالفات العقدية التي وقع فيها جماعةٌ من المتقدمين والمتأخرين من الحنابلة الذين تأثروا بالمتكلمين، على أن السلفيين عموماً من الحنابلة وغيرهم تصدُّوا لهذه الحملة الشعواء، فركزوا أسنَّتهم في صدرها، وقطعوا ألسنة أصحابها، وبينوا مقصود هؤلاء؛ ففضحوهم، وبينوا دجلهم وتلبيسهم.
وهذا الكتاب بيَّن فيه الباحث حقيقة مذهب الإمام أحمد الاعتقادي، بعيداً ععن أهل التلبيس والتدليس، ووضَّح أن ما حصل من بعض المنتسبين لمذهب الإمام أحمد من مخالفات عقدية وهم قلة، لا يُنسب إلى الإمام أحمد، وذكر أن بعض التيميمين خالفوا أحمد ووافقوا الأشاعرة في عدد من مسائل الاعتقاد، ونسبوا أحمد إلى التفويض وهو من التفويض بريء، وعن التيميمين نقل البيهقي ذلك، وتتابع أشاعرة القرن السادس على تشهير مذهب التفويض عن الحنابلة، حتى جاء تقي الدين أبو العباس بن تيمية، فنصب الراية، ونفض الغبار، وأوضح حقيقة مذهب الإمام أحمد والأئمة الفقهاء وردَّ على المخالفين الشُّبه والسحر الذي ألقاه عليهم المتكلمين والمناطقة وأهل الفلسفة والسفسطة.
وفي هذا الكتاب أربع مباحث:
المبحث الأول: الحنابلة المخالفين للإمام أحمد.
المبحث الثاني: الرد على من نسب التأويل للإمام أحمد والحنابلة.
المبحث الثالث: الرد على من نسب التفويض للإمام أحمد والحنابلة.
المبحث الرابع: الرد على من نسب التجسيم للحنابلة.
الخلاصة والنتائج:
بعد دراسة ما سبق من المسائل التي حاول خصوم المذهب السلفي عموماً والمذهب الحنبلي خصوصاً، من الأشاعرة والمتصوفة ومن اغتر بكلامهم من بعض المنتسبين للمذهب الحنبلي ممن قل نصيبه وحظه من العلم، يتبين أن المذهب الحنبلي من أكثر المذاهب اتباعاً للسنة وسلف الأمة أهل السنة والجماعة، ومن أقل المذاهب وقوعاً في المخالفات العقدية، وأن وجود بعض خلل في بعض أتباع المذهب الحنبلي إنما هو لتأثرهم بمذاهب أخرى لا تمت بصلة إلى مذهب السلف والحنابلة.
وقد توصل الباحث إلى بعض النتائج من خلال هذا البحث، وهي:
١- أن منهج السلف أهل السنة والجماعة مذهب واضح المعالم، مضبوط القواعد، دقيق العبارة، بين الطريقة.
٢- أن المذهب الحنبلي وإمامه الإمام أحمد بن حنبل أشهر المذاهب تمسكاً بمذهب السلف أهل السنة والجماعة، وانتصاراً له على مر العصور.
٣ - أن الأخطاء العقدية في المنتسبين إلى المذهب الحنبلي قليلة بالنسبة للمذاهب الفقهية الأخرى.
٤ - أن الانحراف العقدي في بعض أتباع المذهب الحنبلي عن مذهب السلف أهل السنة والجماعة، إنا هو متعلق به، لا بالمذهب الحنبلي، ولا بإمام المذهب إمام أهل السنة والجماعة.
٥ - أن من أسباب الانحراف العقدي عند بعض الحنابلة قلة علمهم بالآثار وقلة احاطتهم بالسنة.
٦ - أن الأخذ عن أهل الأهواء ومجالستهم ومخالطتهم أوقعت بعض الحنابلة وغيرهم في انحرافات عقدية.
٧ - خطورة مسالك المتكلمين على عقيدة السلف أهل السنة والجماعة، لما اشتملت عليه من خلل منهجي، وألفاظ محدثة، وتعريفات كثيرة، لا يكاد يسلم منها شيء.
٨- التحري في نسبة الأقوال لأصحابها المتبعين للسلف وغيرهم، فمن الأمانة والعدل رد ما تشابه من كلامه إلى المحكم منه
٩ - أن من منهج أهل السنة والجماعة العدل والإنصاف، والبعد عن الاجحاف في الحكم على من خالف شيئاً من مسائل الاعتقاد.
١٠ - أن من مسالك أهل الأهواء أخذ ما يوافق أهواءهم من كلام مخالفيهم، وترك ما لا يوافقهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق