أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 21 يوليو 2021

خصائص أهل السُّنة والجماعة جمع وترتيب: أحمد فريد

خصائص أهل السُّنة والجماعة

جمع وترتيب: أحمد فريد

اعتنى به: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة


تمهيد/ أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستفترق إلى "ثلاثٍ وسبعين" كلها في النّار إلا واحدةٌ ناجية، تصيرُ إلى جنَّةٍ عالية، قطوفها دانية، وبواقيها عادية، تصير إلى الهاوية، والنار الحامية، ولا شكَّ أن الفرقة المنصورة هم أهل السُّنة والجماعة، والطائفة المنصورة إلى قيام السَّاعة، الذين قهروا أصحاب البدع المُضلَّة، وشرَّدوا بأهلها، واجتثوا شجرة الإلحاد بمعاول السُّنة من أصلها، وصنَّفوا في ردِّ شُبههم ودفع باطلهم وإدحاض حججهم الكتب المفيدة، فمنهم المُتقصِّي للرد على الطوائف بأسرها، ومنهم المُخلِّص لعقائد السلف الصالح من غيرها، ولم تنجم بدعةٌ من المضلين إلا وبزغ لها جيشاً من عباد الله المخلصين، فحفظ الله عز وجل بهم هذا الدين، 

وهذا كتابٌ لطيف، متوسط الحجم فيه التعريف بالسنة، والترغيب فيها، وحثِّ السَّلف على التمسُّك بها، وذم مخالفيها، والتعريف بالفرقة الناجية، والتحير من أهل الأهواء والبدع، وذكر ما جاء في ذم البدعة وهجر المبتدعين، مع التعريف بالفرقة الناجية، وذم مخالفيها، وما ورد في ظهور الاختلاف في هذه الأمة، وفي بيان أسباب الاختلاف، وذكر خصائص أهل السُّنة والجماعة، وختم بعقيدتهم.

ويُمكن اختصار هذه الخصائص في النقاط التالية:

1- أنهـم أهل الوسط والاعتدال؛ بين الإفراط والتفريط، وبين الغلو والجفاء؛ سواءٌ كـان في باب العقيدة أو الأحكام أو السلوك فهم وسط بين فرق الأمة؛ كما أن الأمة وسط بين الملل. 

2-الأصل في التلقي عندهم أن يكون من الكتاب والسنة، فيهتمون بهما ويُسلمون لنصوصهما، ويفهمونهما على مقتضى منهج السلف.

3- ليس لهم إمام معظَّم يأخذون كلامه كله ويدعون ما خالـفه إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهم أعلم الناس بأحواله، وأقواله، وأفعاله؛ لذلك فهم أشد الناس حـبًّا للسنة، وأحرصهم على اتباعها، وأكثرهم موالاة لأهلها.

4- تركهم الخصومات في الدين، ومجانبـة أهلها، وترك الجدال، والمراء في مسائل الحـلال والحرام ودخولهم في الدين كله.

5- تعظيمهم للسلـف الصـالح، واعتقادهم بأن طريقة السلف أسلم، وأعلم، وأحكم.

6- رفضهم التأويل، واستسلامهم للشرع، مع تقديمهم النقل على العقل وإخضاع الثاني للأول. 

7- جمعهم بين النصوص في المسألة الواحدة، وردُّهم المتشابه إلى المحكم.
8- أنهم قدوة الصالحين: الذين يهدون إلى الحق، ويرشدون إلى الصراط المستقيم؛ بثباتهم على الحق، وعدم تقلبهم، واتفاقهم على أمور العقيدة، فلا يختلفون مع اختلاف الزمان والمكان. 

9- أنهم لا يتسمون بغير الإسلام، والسنة، والجماعة. 

10- حرصهم على نشر العقيدة الصحيحة، والدين القويم، وتعليمهم الناس وإرشادهم، والنصيحة لهم، والاهتمام بأمورهم.

11- أنهم أعظم الناس صبراً على أقوالهم، ومعتقداتهم، ودعوتهم. 

12- حرصهم على الجماعة والألفة، ودعوتهم إليها وحث الناس عليها، ونبذهم للاختلاف والفرقة، وتحذير الناس منها. 

13- عصمهم الله تعالى من تكفير بعضهم بعضاً، ويحكمون على غيرهم بعلمٍ وعدل.

14- محبة بعضهم لبعض، وترحُّم بعضهم على بعض وتعاونهم فيما بينهم وتكميل بعضهم بعضاً، ولا يوالون ولا يعادون إلا على الدين.

 15- محافظتهم على الجُمع والأعياد، والجماعات، ولا يدعونها لأوهى الأسباب.

16-جمعهم بين العلم والعبادة، وبين التوكل على الله والأخذ بالأسباب، وبين التوسع في الدنيا والزهد فيها، وبين الخوف والرجاء، والحب والبغض، وبين الرحمة واللين والشدة والغلظة.

17-تصديقهم بكرامات الأولياء، والوليُّ هو كلُّ مؤمنٍ تقيٍّ، فلا يُمكن أن تجري الكرامة على يد مُبتدعٍ، أو معروفٍ بالفسق والفجور، أو غير مُتشرِّعٍ بشرع الله عز وجل.

18-أنهم ينالون في المُدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرونٍ وأجيال، وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويُصححه.

قال تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هُدىً وآتاهم تقواهم} (محمد: 17).

19. تعظيم الأمة لهم، واعتراف العوام والخواص بفضلهم،و هذا أمرٌ معلومٌ بالحسِّ والتواتر عنهم، وأهل السُّنة يموتون ويحيا ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويُخمد ذكرهم؛ لأنَّ أهل السُّنة أحيوا بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأهل البدعة أماتوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان لهم نصيبٌ من قوله تعالى: {إن شانئك هو الأبتر} (الكوثر: 3).

20.أنهم يُحبون من أحبَّه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأمر بحبه، من القرابة والصحابة رضوان الله عليهم، ويحبون المؤمنين علماءهم وعامتهم وينصحون لهم، ويُكرمونهم.

21. تورعهم في الفتوى والقضاء والإمارة، فتراهم أبعد الناس عليها، وأبطأهم في قبولها، وأقلهم جرأةً في التصدر لها، يعلمون أنهم عن ذلك مسؤولون، موقوفون بين يدي ربهم.

22. اعتقادهم بأن الجنَّة والنار مخلوقتان، ومُعدَّتان، موجودتان، وليسا معدومتين أو يُنشئهما الله يوم القيامة كما زعمت القدرية والمعتزلة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق