هدية الحجاز (أرمغان حجاز)
شعر محمد إقبال
ترجمة سمير عبد الحميد إبراهيم
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذا الديوان هو آخر ما كتبه الشاعر والفيلسوف الهندي "إقبال" (1877 -1938م)، والذي أخرج للأمة الهندية ما يقرب من اثني عشر ألف بيتٍ من الشعر الممزوجة بالقلق والحيرة والتصوف.
وقد تأثر في ذلك بنشأته في بيئة تُقدس الأولياء وتُمجِّد الصوفي الشهير جلال الدين الرومي، وقد كان يأتي به في كثيرٍ من أشعاره، وقد نظم تلك الأشعار في دواوين عديدة، نصفها بالأوردية ونصفها بالفارسي.
ومن أشهر دواوينه "حديث الروح، وديوان "جناح جبريل"، و"رسالة المشرق" والتي حاور فيها الفيلسوف الألماني يوهان جوته، الذي اقتبس من فلسفة المتصوف حافظ الشيرازي.
وكانت طريقة "إقبال" في الشعر هو البحث في قضايا الهوية والانتماء والوجود، وتلمس في شعره الاضطراب الشديد والضيق والعناء المشوب بالمكابدة وقلة الصبر.
وقد حمَّل هذا الديوان خلاصة فكره، وختام نظرياته، حول الفكر والإنسان والكون والحياة، وقد افتتحه بقصائده التي يُخاطب فيها الله سبحانه، وختمه بـ "السيد الإنسان".
ولا شك أن أوزان هذه الأبيات ومعانيها المنقولة من لغته إلى العربية ستفقدها الكثير من رونقا ووقعها.
وعلى كُلٍّ فإن إقبال تغنَّى به كثيرٌ من شعراء اليوم، ورواد التصُّوف، وفي شعره إفراطٌ كبير، وتجاوزات كثيرة، وله إرثٌ شعريٌ ضخم، ومشاعر جياشه تجاه المسلمين وقضاياهم.
حُطِّي الخُطى قليلاً … منزلنا قريب
ومن جميل شعره:
حديث الروح للأرواح يسري ... وتدركه القلوب بلا عنـاءِ
هتفت به فطار بلا جناح ... وشق أنينه صدر الفضاء
ومعدنه ترابيٌّ ولكن *** جرت فى لفظه لغة السماءِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق