أرشيف المدونة الإلكترونية

الاثنين، 12 يوليو 2021

المفصل في تخريج حديث الافتراق إعداد: علي بن نايف الشحوذ بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

المفصل في تخريج حديث الافتراق

إعداد: علي بن نايف الشحوذ


بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ نرى في أيامنا هذه الحال التي وصلت إليه أمة الإسلام من التقهقر والضعف والتأخر مما نعرفه ونشاهده يومياً على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام المختلفة، وقد تسلط على رقابنا أناسٌ من أبناء جلدتنا، وعدونا بإنهاء مشكلاتنا، وجمع شملنا، وتوحيد جمعنا، فإذا بالوعود تتحول إلى سراب، وإذا بديار المسلمين تُصبح أكثر تعاسة وشقاء، بعد أن أصبحت توجهات الزعماء نحو الغرب والشرق، فكان ثمرة ذلك التنازع بين أبناء البلدة الواحدة، وانقسام الأمة على نفسها، والهزائم المتواترة والمتلاحقة.

ومن يُقارن الحاضر المشهود بالماضي الغابر يجد أن الشُّقة بعيدة، والبون هائل، فالأمة اليوم أبعد ما تكون عن كتاب ربها، وعن سُنَّة نبيِّها صلى الله عليه وسلم، وقد أصابها الدَّخن، وقد ظهر فيها الأصاغر الذين أعماهم حُبُّ الرياسة والوزارة والتصدُّر عن حقوق الدين، تبدأ من العالم الفاجر، والحاكم المنحرف، والتاجر الخائن، والمبتدع الجاهل، ولا من يردُّ هؤلاء عن ضلالتهم وفجورهم، ولا من ناصحٍ يجدُّ في نصيحتهم، وكأنهم أقسموا أن لا يجتمع لهذه الأمة شمل، ولا يلتئم لها أمر.

وبعد أن استعادت الصحوة الإسلامية شيئاً من قوتها، تكالبت عليها أنظمة البؤس والعار، وإذا بهم يُزجُّون بالعلماء والدُّعاة في سجون التيه والظلام، وتعمل فيهم ماكنة الإعلام من أجل تشويه صورتهم وتقبيح منظرهم، فازدادت محنة المسلمين، وزاد التضييق من أنظمة الجور والاستبداد، وأصبح المصلحون رمزاً للخطيئة وعاراً على هذه الأنظمة، التي تنادت فيما بينها على حرب الإسلام وإذلال المسلمين.

أضيف إلى ذلك الجهل الذي انتشر في ربوع العالم الإسلامي، والأمراض الهائلة التي فتكت بديار الإسلام، من انتشار الرقص والعُري والفجور، مما جعل معاناة الأمة في ازدياد يوماً بعد يوم.

وها هي مقدرات الأمة مرهونةٌ بيد أعدائها، فتذهب هدراً في تحقيق مصالح الطواغيت خاصة، فتذهب النفقات وريع الأرض وعرق الناس في ليلةٍ ساهرة يقضيها حثالة المتنفذين في الفنادق الفارهة، ويتصرفون بها في السياحة الماجنة.

هكذا يربى أمراء المسلمين ورؤساؤهم في حفلات الرقص ومعاهد السلام، ولم يكتفي هؤلاء القادة حتى أقفلوا في وجه الناس الأبواب، وأستأثروا بالخير الذي استرعاهم الله فيه، فضيعوا الأمانة لأنهم ليسوا بأهلها.

وأنت ترى، كيف أن هذه الأمة ذلت بعد عز، وجهلت بعد علم، وضعفت بعد قوة ، وأصبحت في ذيل القافلة بعد أن كانت في طليعتها، وأخذت تتسول على موائد الفكر الإنساني بعد أن كانت منارة تهدي الحيارى والتائهين، وأخذت تضطرب في سيرها وتتأرجح، ولا تعرف السبيل الذي تسلكه بعد أن كانت الدليل الحاذق في الليل الحالك المدلهم.

وقد أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن افتراق هذه الأمة، فوقع الأمر كما أخبر، وذلك بعد مقتل أمير المؤمنين عثمان بـن عفان رضي الله عنه، فحدثت فتنة الخوارج ثم الشـيعة ، ثم القدريـة ، ثم المرجئة ، ثم الجبرية، ثم المعتزلة، وهكذا، إلى أن نشأ في زماننا فرق الباطنية وغلاة الصوفية والقاديانية، مروراً بالقرآنيين، والتنويريين، وغيرهم من الطوائف والفرق الضالة عن نهج السُّنة، والذين يريدون أن يجعلوا من الإسلام عبارة عن أذكار ورقص وشرك وأكل وموالاة لليهود والنصارى، وقعود عن الجهاد، وإقامة الحفلات، وإنشاء دور الدعارة والخمور.

وختاماً لهذا التمهيد: نسأل الله تعالى أن يمنَّ علينا بنصر عزيز مؤزَّر، نستبشر فيه ببياض فجر الإسلام، فجر يشرق له وجه هذه الأمة، من بعد هذا الليل البهيم، الذي طال واشتد سواده..

وأما بالنسبة لهذا الكتاب؛ فقد عرض فيه مؤلفه حديث افتراق الأمة بطريقة تربوية إيمانية دعوية عميقة، وبين روايات الحديث، ومدى صحتها، والرد على من ضعف بعض ألفاظها، وبيَّن المراد بهذا الحديث، وردَّ على الشبهات الواردة عليه، كما ذكر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حوله، وكلام الشاطبي وأئمة الدعوة، وتطبيقات هذا الحديث، ومسائله، والقواعد التي تُعين المسلم على التعرف على أهل السُّنة، والميزان الذي نحاكم به الفرق والطوائف والجماعات الإسلامية، وسبيل المسلم في التعامل مع الفرق المخالفة، والجماعات المتعددة داخل أهل السنة، والفتاوى المتعلقة بذلك والمستمدة من الشبكة الإسلامية.

ومما يؤخذ على الباحث استطراده في ذكر الأقوال، وتكراره في ذكر المعاني المذكورة في الفتاوى، وكان يُمكن اختصاره في ربع حجمه، بالإضافة إلى كون كل مطلب موضوعلاً مستقلاً، فكان بإمكانه إفراد بعض المباحث في كتاب آخر.

ويُمكن تخليص ما ورد في الكتاب في النقاط التالية:

أولاً: المقدمات:

1-العقيدة التي يجب على كل مسلم أن يعتقدها ولا يجوز له مخالفتها هي عقيدة أهل السنة والجماعة، وتسمى عقيدة الفرقة الناجية، وهي ما كان عليها نبينا -عليه السلام- وأصحابه الكرام، ودرج عليها أصحاب القرون المفضلة، ولا تزال إلى اليوم -بحمد الله- واضحة المعالم، بينة المسائل، محررة الأصول، معلومة الحدود، وقد كتب في بيانها وضبطها وشرحها عشرات المؤلفات -ولله الحمد والمنة-.

2-أن من رحمته -تعالى- ورأفته بعباده أن السلف -رضوان الله عليهم- قد أجمعوا على تلك العقيدة، ولم يحدث بينهم نزاع، في أي من مسائلها بله أصل من أصولها وقواعدها، اللهم إلا جزئيات ملحقة يسع الخلاف فيها، كمسألة رؤية نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- لربه في الدنيا ونحوها مما ساغ فيه الاجتهاد، ومن تمام النعمة اتفاق السلف على منهج العقيدة أيضا تلقيا وأداء ودعوة إليها.

3-أن العقيدة توقيفية مصدرها الكتاب الشريف، والسنة الصحيحة وإجماع السلف الصالح، قال الزهري -رحمه الله-: من الله الرسالة وعلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- البلاغ وعلينا التسليم (صحيح البخاري- كتاب التوحيد 46).

4-أن فهم العقيدة إنما يكون بفهم السلف الصالح، ووفق ما اعتقدوه وتعلموه من نبيهم -عليه السلام-، سيما مع سعة علومهم، وفرط ذكائهم وقوة إيمانهم، وحسن مقصدهم، وتمام عدلهم -رضي الله عنهم-.

5-لا ينبغي لطالب الحق أن يتلقى عقيدته مما هب ودب من الكتب والمصنفات، سيما كتب المقالات والفرق؛ لأن بعض أصحاب هذه المقالات قد أسسوها على أسس فلسفية ومنطقية ولم يؤسسوها على الأدلة الشرعية، ولكن الواجب تعلم العقيدة على علماء أهل السنة الراسخين، والاستفادة من تراث السلف ومصنفاتهم، كالإيمان لابن مندة، ولابن أبي شيبة، والإبانة الكبرى والصغرى لابن بطة، وأصول الاعتقاد للالكائي، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرها كثير -بحمد الله-.

ثانياً: الاختلاف والتفرق:

1-أمر الله -تعالى بالوحدة والائتلاف، والاعتصام بالكتاب والسنة، وذم وعاب التفرق والاختلاف، ونهى عنه وحذر منه، فقال: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} (آل عمران:103)، وقال: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات} (آل عمران:105).

2-يجب التسليم لقضاء الله وقدره بأن الاختلاف والافتراق سيقع في الأمة لا محالة، فقد أخبر المعصوم -عليه السلام- بذلك فقال: "تفرق اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنين وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة" (رواه الترمذي (2641) وغيره وقال حسن صحيح.) وفي لفظ:"كلها في النار إلا واحدة" وجاء الحديث بألفاظ وطرق متعددة.

وهذا لا ينافي الأمر بالوحدة والاتفاق؛ لأن الخبر بل الأخبار الكثيرة جاءت في الصحيحين وغيرهما بأنه "لا تزال طائفة من الأمة ظاهرة على الحق، لا يضرها من خذلها ولا من خالفها إلى قيام الساعة".

3-ليس كل خلاف موجب للفرقة والتنازع، فالاختلاف اليسير فيما يسع فيه الاجتهاد أمر مقبول، بل قد حصل بين السلف شيء يسير من هذا سبق ذكره، وإنما الحذر من الاختلاف في الأصول والكليات (يراجع الاعتصام للشاطبي).

4-أن الاختلاف قد يدعى مع كونه لا حقيقة له بالفعل، وإنما بسبب سوء فهم المسألة من قبل طرفين متنازعين، فيظن أحدهما أن عبارة السلف في تعريف الإيمان مثلاً أنه: قول وعمل، تخالف قول صاحبه أن الإيمان: قول وعمل واتباع للسنة مثلاً، فيتنازع الاثنان في مسألة لا خلاف فيها أصلاً.

5-ليس كل من خالف السلف في مسألة أو مسألتين من مسائل العقيدة يخرج بالكلية من زمرة السلف، ويرمى بالبدع، فقد خالف إمام الأئمة ابن خزيمة وأبو ثور وغيرهما في مسألة الصورة، فبين خطؤهما بهدوء بلا تجريح أو خدش، وبعدل بلا جور، ولم يخرجا من أهل السنة والجماعة بسبب زلة أو زلتين.

6-لزوم الحذر من الوقوع في الخلاف بسبب الهوى والجهل والظلم، إذ كثير من الخلافات تنشأ نتيجة هذه الأمور الثلاثة والله المستعان.

ثالثا: ضوابط في معاملة المخالف:

1-العدل: قال الله: {وإذا قلتم فاعدلوا} (الأنعام:152)، وقال: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} (النساء:58)، فلا نتجاوز الحدود، ونهضم الحقوق، ونلغي الحسنات بسبب خلاف يسير، يمكن تجاوزه بل إصلاحه بشيء من الصبر والحكمة.

2-المناصحة والرفق: قال -عليه السلام-: "الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" (رواه مسلم (55) من حديث تميم الداري -رضي الله عنه-).

فمن وجدناه مخالفا في مسألة ما وتحققنا مخالفته فيها بذلنا له النصيحة في قالب من الرفق واللين، والرحمة والشفقة، بعيدا عن التشنج والانفعال والغلظة والقسوة.

3-الدعاء له بإخلاص: قال الله -تعالى-: {اهدنا الصراط المستقيم} (الفاتحة:6)، وقال: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} (آل عمران:8) وهو دعاء بصيغة الجمع في الآيتين، وفيه إشارة إلى مفهوم الجسد الواحد.

فلو أن كل من خالفنا طلبنا من الله له الهداية، وصدقنا في دعائنا له لقلت بواعث الخلاف والفرقة.

4-البعد عن التبديع والتفسيق: ليس كل خلاف يستدعي وصم صاحبه بأنه مبتدع، ومفارق للجماعة، كما أنه ليس كل من نصر مذهب إحدى الفرق في بعض المسائل يجعل منهم وينسب إليهم، فابن حجر قال بقول الأشاعرة في جملة من الصفات وكذا فعل النووي ومع ذلك لا يعدان أشعريين، وإن زعمه البعض.

5-يجب التفريق بين المخالف المتعصب وطالب الحق، فهناك من يخالف حمية وهوى وعصبية، وتقليدا وآخر يخالف اجتهاداً أو غفلة أو سوء فهم أو ملبساً عليه، فالأول يهجر إن غلظت بدعته واستعصت استجابته، والآخر يحفظ حقه في الوصل ودوام النصح حتى يراجع الحق.

6-يجب التفريق بين المخالفة والبدعة المغلظة، وغيرها، فهناك بدع كبرى كالتجهم والرفض ونحوها، فيعامل أصحابها بما يناسب حالهم، وتبين معتقداتهم حتى تحذر وشخوص معتنقيها حتى تهجر، وخصوصا مع خاصتهم وكبرائهم، وأما العامة فلا بأس من دعوتهم إلى الإسلام وإقناعهم به لمن قوي على الدعوة، وعرف ما يدعو إليه وما يحذر منه.

7-الاختلاف في مناهج الدعوة والإصلاح قد تقع من أصحاب العقيدة الواحدة، لا ينبغي أن يكون الاختلاف في وسائل الدعوة وطرائقها المتنوعة مستنداً للتبديع والتفسيق والتصنيف والافتراء، طالما أن العقيدة واحدة والدعوة إليها هدف، والبراءة من مخالفتها مطلب، والخلاف في الوسائل محل اجتهاد ونظر.

8-الرد إلى الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- قال الله: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} ولفظة "شيء" (النساء:59) نكرة في سياق الشرط فتعم كل شيء.

مباحث الكتاب إجمالاً:

المبحث الأول=تخريج الحديث مفصلاً من سائر كتب الحديث.

المبحث الثاني=بيان تواتر هذا الحديث.

المبحث الثالث=الرد على من أنكر صحة الحديث

المبحث الرابع=هل يلزم من الدخول في النار الخلود فيها ؟

المبحث الخامس= أقسام الاختلاف حسب وجهة نظر شيخ الإسلام ابن تيمية.

المبحث السادس=رأي شيخ الإسلام ابن تيمية بحديث افتراق الأمة وفيه مطالب :

المطلب الأول-صفة الفرق المفارقة لأهل السنة والجماعة

المطلب الثاني-أهل السنة لا يتبعون إلا الرسول المعصوم

المطلب الثالث-رد ما تنازع فيه الناس من أمور الدين إلى االله ورسوله

المطلب الرابع-تفاوت درجات اختلاف المنتسبين إلى متبوعين في أصـول الـديـن والكلام

المطلب الخامس-القول المبتدع إذا لم يوالى ويعادى على أساسه فهو خطأ مغفور

المطلب السادس-أول من فارق جماعة المسلمين الخوارج

المطلب السابع-أُصولُ الْبِدعِ أَربعةٌ : الروافِض والْخوارِج والْقَدرِيةُ والْمرجِئَةُ

المطلب الثامن-أهل السنة لا يكفرون أهل البدع

المطلب التاسع-الإيمان يزيد وينقص عند أهل السنة

المبحث السابع=قول الشاطبي في حديث اختلاف الأمة وفيه مطالب :

المطلب الأول-العلامة التفصيلية لكل فرقة

المطلب الثاني-الكلام على رواية الثنتين والسبعين

المطلب الثالث-زيادة فرقة في هذه الأمة على أهل الكتاب السابقين

المطلب الرابع-لماذا استحقت الفرق المخالفة لأهل السنةَّ النار ؟

المطلب الخامس-هل الحق واحد لا يتعدد ؟

المطلب السادس-لماذا لم يعين الحديث من الفرق إلا الفرقة الناجية ؟

المطلب السابع- لَا يعد مِن الْفِرقِ إِلَّا الْمخالِف فِي أَمرٍ كُلِّي وقَاعِدةٍ عامةٍ

المطلب الثامن-تفسير معنى الجماعة في الحديث.

المطلب التاسع-الْعلَماءَ هم السواد الْأَعظَم.

المطلب العاشر-وجود فرق تخالف الجماعة ولا تفيء للحق لانطماس البصيرة عندها.

المطلب الحادي عشر-كلُّ من خرج عن الجماعة هو متبع للهوى

المطلب الثاني عشر-أهل الأهواء نوعان: داعية وغير داعية

المطلب الثالث عشر-هل الإشراب خاص ببعض البدع أم لا ؟

المطلب الرابع عشر-وجه الشبه بين داء الكلب والبدعة

المطلب الخامس عشر-لماذا لا يقبل لصاحب البدعة توبة ؟

المطلب السادس عشر-قبول توبة من لا يشرب هوى البدعة

المطلب السابع عشر-فتنة الذين يقيسون الأمور برأيهم الفاسد

المطلب الثامن عشر-تعيين وصف الفرقة الناجية دون الموصوف

المطلب التاسع عشر-معنى الصراط المستقيم الذي انحرفت عنه سبل أهل الابتداع

المبحث الثامن=الخلاصة في أحكام الفرق

المبحث التاسع=بعض أقوال أهل العلم وفيه أكثر من خمسين موضوعاً مـن الفتـاوى

والخطب والبحوث العلمية 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق