أرشيف المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 13 يوليو 2021

إيضاح المدارك في الإفصاح عن العواتك للعلامة مرتضى الزبيدي الحسيني (1145 -1205 هـ). تحقيق: عمرو بسيوني بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

إيضاح المدارك في الإفصاح عن العواتك

للعلامة مرتضى الزبيدي الحسيني (1145 -1205 هـ).

تحقيق: عمرو بسيوني

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ هذه رسالة حديثية لطيفة في تحقيق أمهات رسولنا صلى الله عليه وسلم من العواتك من بني سُليم وغيرهم، رتبها مؤلفها الإمام المرتضى الزُّبيدي على: مقدمة، ومهمَّة (موضوع)، وخاتمة، وقد ذكر كل ما يتعلق بهذا المبحث سواءً في تحقيق لفظ عاتكة واشتقاقه ومعناه، والحديث الذي وردت فيه لفظة "عواتك"، وأصول قبيلة بني سُليم وسبب تسميتهم بذلك، وذكر بعض مفاخرهم ومناقبهم،

وأنهم خيرة الناس في الإسلام، وفرغ الزُبيدي من إملائها سنة ١١٩٤هـ.

ويذكر العلماء أن أول من صنَّف في "العواتك" هو هشام بن محمد الكلبي (ت ٢٠٤ هـ)، وقد ذكر الصفدي من كتبه "العواتك".، ثم علي بن محمد بن عبد الله المدائني (ت ٢٢٥ هـ) ذكروا من كتبه "العواتك". 

وقد أفرد بعض أهل العلم العواتك بمباحث من كتبهم، أشهرهم محمد بن سعد (ت ٢٣٠ هـ) في"الطبقات"، وعبد الملك بن حبيب (ت ٢٣٨ هـ) في "المحبر"، وأحمد بن يحيى البلاذري (ت ٢٩٧ هـ) في "أنساب الأشراف"، وأبو الفرج بن الجوزي (ت ٥٩٧ هـ) في "المنتظم"، وعز الدين بن الأثير (ت ٦٣٠ هـ) في "الكامل في التاريخ".

وابن فندق البيهقي (ت ٥٩٥ هـ) في "لباب الأنساب"، ومحمد بن يوسف الصالحي (ت ١٥٣٦ هـ) في "سبل الهدى والرشاد".

أولاً: بيان معنى "عاتكة" في لغة العرب:

والعَتْكُ: هو الشدة والبأس والشجاعة والصفاء والخلوص والشرف والاستقامة والكرم والطهر في النسب والحسب.

وامرأة عاتكة: أي بها ردع طيب، وهي المُصفرَّة من الزعفران، وقيل: المحمرَّة من الطيب. أي: احمرَّ لونها من كثرة استعمال الطيب. 

ثانياً: ذكر الحديث الذي وردت فيه هذه اللفظة

وهو عن سيابة بن عاصم رفعه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم حُنين: (أنا ابن العواتك من سُليم).[انظر الجامع الصغير للسيوطي، وقال الألباني: حديث حسن بمجموع طرقه، وانظر صحيح الجامع: ١٥٦٩].

ثالثاً: في تأويل هذا الحديث:

بنو سُليم: هي قبيلةٌ من قبائل قيس بن عَيلان من مُضر. 

ومن مناقب بني سُليم:

(١) أنَّها ألَّفت يوم فتح مكة -أي شهده ألف مقاتلٍ من سُليم.

(٢) وأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قدَّم لواءهم على الألوية وكان أحمر.

(٣) أنَّهم أفضل الرجال بعثاً (انظر ص ٧٤).

 رابعاً: عدد العواتك في جداته صلى الله عليه وسلم:

وذكر الزبيدي اختلاف المؤرخين وعلماء النسب في عدِّ العواتك في جدات النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛

فقيل: تسعة (وهو قول الجوهري والصَّغاني)، وقيل اثنتي عشرة (وهو قول ابن برِّي وابن الأثير)، وقيل العواتك أربع عشرة (وهو قول أبو عبد الله الطالبي العدوي)، وقيل: ثلاث نسوةٍ كلهُنَّ من بني سُليم (وهو قول ابن قُتيبة). وعدَّهُنَّ ابن برِّي: ثلاثٌ من بني سُليم، وعدويتان، وقرشيتان، وكنانية، وأسديَّة، وقُضاعية، وهُليَّة، وأزدية.

 خامساً: في عواتك بني سُليم وهُنَّ (ثلاثٌ):

(1) عاتكة بنت هلال بن فالج بن ثعلبة بن بهتة بن سليم السُّلمية =وهي أمُّ عبد مناف بن قُصي، وهو غلط وإنما أمُّه هي حُبَّى بنت خليل الخزاعية.

(2) عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهتة بن سليم السُّلمية، وهي أُمُّ هاشم بن عبد مناف، وهو الجد الثالث لنبينا صلى الله عليه وسلم.

(3) عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن بهتة بن سليم السُّلمية، وهي أم وهب بن عبد مناف بن زُهرة والد آمنة أُمُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقيل: اسمها قَيلة بنت جُزء الخزاعية.

من خصائصهنَّ: أن عاتكة الكبرى عمَّة الوسطى، والوسطى عمَّة الصُّغرى.


سادساً: في العواتك من غير بني سُليم:

(1): عاتكة بنت حبيب الفهريَّة (وهي الجدة الخامسة لفاطمة بنت أسد أمُّ عليٍِّ، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول عنها: (هي أمي بعد أمي).

(2): عاتكة بنت عبد الله بن وائل العَدوانيَّة (الوالدة الخامسة لعبد الله والد النبيِّ صلى الله عليه وسلم).

(3): عاتكة بنت عدوان بن عمرو (وهي أم مالك بن النضر الجد الثاني عشر للنبيِّ صلى الله عليه وسلم).

(4): عاتكة بنت يَخلد بن النضر بن كنانة (أم لؤي بن غالب الجدُّ التاسع للنبيِّ صلى الله عليه وسلم).

سابعاً: في ذكر الفواطم اللاتي ولدن النبيَّ صلى الله عليه وسلم:

وفي الحديث الضعيف: "أنا ابن الفواطم" أخرجه ابن عساكر وإسناده مرسل، واختُلف في عددهن: فقيل: سبعٌ (وهو قول الجوهري)، وقيل: خمسٌ (وهو قول الصاغاني).

وهُنَّ: فاطمة ابنة عائذ بن عمرو بن عائذ بن مخزوم -أُمُ عبد الله والد النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وفاطمة بنت سعد بن سيل الأزدية -وهي أُمُّ قُصي بن كلاب.قال: وأما الثلاث فلم أعرفهُنَّ.

ثامناً: في ذكر الفواطم أُخَر:

وفي حديث آخر صحيح: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم -أعطى عليًّا حُلَّة سِيَراء، وقال: شققها خُمُرًا بين الفواطم"، وهُنَّ: فاطمة زوجته، وفاطمة بنت حمزة، وفاطمة بنت أسد أُمَّه.

وقيل للحسن والحسين: ابنا الفواطم؛ فاطمة أمهما، وفاطمة بنت أسد جدَّتهما، وفاطمة بنت عمرو المخزوميَّة جدَّة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبيه.

تاسعاً: في ذكر العواتك من الصَّحابيات (منهُنَّ سبعٌ):

عاتكة بنت أُسيد بن أبي العَيص الأموية =أسلمت يوم الفتح.

وعاتكة بنت خالد الخزاعية (وهي أم معبد صاحبة القصة المشهورة).

وعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل: (وهي زوجة أربعة من الشهداء، هم: عبد الله بن أبي بكر، وزيد بن الخطاب، وعمر بن الخطاب أمير المؤمنين، والزبير بن العوام رضي الله عنهم جميعًا).

وعاتكة بنت عبد المطلب، عمَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

وعاتكة بنت عوف، أخت عبد الرحمن.

وعاتكة بنت الوليد، أخت خالد بن الوليد.

وعاتكة بنت نعيم بن عبد الله العدوية.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق