رسالة إلى شباب الأمة
د. راغب السرجاني
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: الشباب هم وقود هذه الأمة، ومحركها النابض، وعقلها المفكر، وتُعد هذه المرحلة هي الأخطر والأكثر أهمية في حياة الإنسان، كونها أطول مراحل الحياة، بالإضافة إلى كونها المرحلة التي تكتمل فيها القوة البدنية والإدراكية ويكتسب فيها كثيراً من الخبرات العلمية والعملية، وقد بلغ من خطورة هذه المرحلة أن يُفرد لها سؤال خاصٌّ بها يوم القيامة: (وعن شبابه فيما أبلاه).
وقد ضحت هذه الأمة بخيرة شبابها وخيرة أبنائها وأموالها لإيصال هذا الدين والخير للناس، ولعل الدعوات المعاصرة على اختلافها ارتكزت على فئة الشباب، سيما شباب جيل الصحوة، والذي تاب على يديه كثيرٌ من الناس. وفي هذا الوقت نحتاج إلى اختبار هذا الشباب في انتمائه وولائه بما يجدُّ من قضايا هذه الأمة، لنرى موضع اهتماماته، وأكثر ما يشغل تفكيره، والقضية التي تستحق أن يفني عمره فيها.
وهذا الكتاب موجه إلى الشباب المسلم الذي لا يعرف دوره في الحياة، والأمر الذي ينتظره المسلمون منه، والخط الذي ينبغي له السير فيه. هذا ونحن نرى مشكلات الشباب الكثيرة من البطالة، والرغبة في الزواج مع ارتفاع التكاليف، والاختلاط، والنظر المحرم، وغيرها من المشكلات المعاصرة.
ويعرض هذا الكتاب المشكلات الأساسية والجوهرية التي ينبغي للشباب الاعتناء بها، وعلى سبيل المثال: السعي لإيجاد حكم إسلامي، والعمل على تحرير البلدان التي ترزح تحت الاحتلال، والتصدي لحملات التشويه الإعلامي لشعائر ورموز المسلمين، وحل مشكلة الديون المتراكمة على العالم الإسلامي والتي يكاد الخروج منها يكون مستحيلاً، وحل مشكلات الفساد الإداري والمالي وانعدام الشفافية والمصداقية في مؤسسات العالم الإسلامي الرسمية وغير الرسمية، ومشكلة ضآلة الإنفاق على قضايا البحث العلمي وتطوير التقنيات، ومشكلة عدم وصول الإسلام إلى مناطق شاسعة في العالم.
والفرق بين المشكلات في الفقرة الأولى والثانية هي أن الأولى تُعد مشكلات فردية ولا شك أنها مُلحة، وتحتاج إلى علاج وحل، لكن المشكلة الثانية عامة وحلُّها يتطلب تكاثف جهود الشباب، وما كانت حركة التغيير في العالم الإسلامي إلا على أيدي الشباب: بدءاً من الصحابة الكرام الذين دخلوا في الإسلام وبشروا به، وتفانوا في خدمته -وهم في ريعان الشباب، وذكر نماذج شبابية كثيرة، منهم:
* الزبير بن العوام رضي الله عنه = ص 22.
* طلحة بن عُبيد الله = ص 24.
* سعد أبي وقاص = ص 25.
* الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي = ص 25.
* علي بن أبي طالب = ص 27.
* زيد بن ثابت = ص 29.
ثم دلف بعد ذلك إلى بيان بعض الأسباب التي ساهمت في نشأة هذا الجيل الضائع، والتي منها: غياب التربية الإسلامية الواعية. وغياب القدوة الصالحة. والإحباط. والإعلام الفاسد. ثم تطرق إلى بعض النصائح الهامة إلى الشباب، والتي تساهم في انتشالهم من كبوتهم وانحرافهم، والتي منها: الإقلاع عن المعاصي. وتعرف على دينك. والارتباط بالمسجد. والسعي إلى التفوق. وصلة الرحم. وانتقاء الأصدقاء. معرفة الواقع. وممارسة الرياضة. الدعوة الفردية لغيرك. وأخيراً نظم وقتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق