طيب العنبر في جمال النبي الأنور صلى الله عليه وآله وسلّم
د. عبد الرحمن الكوثر البُرني
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: إن محبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وتوقيره والشوق إليه وطاعته والتعلق بصفاته من مقتضيات الإيمان بنبوته والتشرف باتباع رسالته، وقد تحدث العلماء عن ذلك في مصنفاتهم الكثيرة، بل أفردوا بعضها للحديث عن خصاله وشمائله وخصائصه ودلائل نبوته وغيرها.
وهذا الكتاب المبارك هو نفحة طيبة من نفحات تلك المؤلفات، التي نتنسم من خلالها جمال النور المحمدي، بصورتيه الحسية والمعنوية، ونتعلق بما فيها من الصفات التي تبعث في نفوسنا السرور والرضا، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً، وأجملهم وجهاً، وجملهم قولاً وحالاً وفعلاً.
وفائدة هذا الكتاب أنه يُنمي الإحساس الجمالي بروعة هذا النبيّ، ويرفع الوجدان والشعور تجاه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيصير المؤمن مرهف الحس تجاه أوصافه وشمائله وخصاله المحمودة، مدركاً لعظيم ذلك الجمال الذي نراه مبثوثاً في تقاسيم وجهه وحُسن صورته وشرف أخلاقه، وما يبعثه ذلك في النفس من السرور والارتياح بل والتعلق الشديد به صلى الله عليه وسلم، وبذلك تتهذب الانفعالات وتترسخ القيم وتسمو الأخلاق، وكل ذلك يزيد من قوة الإرادة وصدق الإيمان وثبات العزيمة.
وقد خطَّ المؤلف في كتابه هذا صوراً عذبةً لجمال المصطفى الخَلقي والخُلقي، رغبةً في أن يزداد القارئ حُباً في هذا النبي العظيم، ويحثه على اتباعه في أقواله وأفعاله وأحواله. وعقد ذلك في ثلاثة أبواب، بيانها فيما يلي:
الباب الأول: في بيان جماله الخَلْقي، وذكر فيه: جمال نسبه، وجمال وجهه، وتلؤلؤه كالقمر ليلة البدر، وكيف وجهه عند السرور، وجمال رأسه وشعره ولحيته، وجمال فمه وأنفه وعينيه وأسنانه، وجمال جبينه وخديه وجمال صدره وبطنه، وجمال يديه وقدميه وكفيه، وجمال عقيبيه ومنكبيه، وجمال لونه وقامته، وجمال إقباله ومشيته، وجمال خاتم النبوة الذي في ظهره، وجمال طيبه وكونه أطيب الطيب، وجمال تبسمه وضحكه، وجمال كلامه وصوته.
الباب الثاني: في بيان جماله الخُلُقي: وذكر فيه: جمال خطابه، وجمال فصاحته وبلاغته، وجمال بيانه وجمال حلمه ورحمته وإقامته للعدل، وجمال جوده وسخائه، وجمال خُلقه مع أهله وخدمه، ورحمته بأمته، وجمال معاملته ووفائه، وجمال إنفاقه على الأهل، وجمال تلطُّفه مع عامة الناس، وجمال خُلقه مع الصبيان والأمهات والعبيد والإماء والضعفاء من أمته، وجمال مؤانسته للأطفال، وجمال رحمته بالحيوان، وجمال زهده وصبره وصدقه وتواضعه، وجمال شكره وشجاعته، وجمال حمته بأهل مكة وبأهل الطائف، وجمال دعوته الكفار إلى الإسلام قبل أن يُقاتلهم، وجمال دعوته اليهود إلى الإسلام، وجمال وصيته بالنهي عن الغل والغدر والمُثلة وقتل الوليد، وجمال خلوته في بيته، وجمال مؤانسته للناس، وجمال أخلاقه مع جلسائه، واجمال استقباله الناس وعشرته إياهم، وجمال عفوه وصفحه وسلامة صدره، وجمال خُلقه في أداء الدَّين، وجمال رحمته بأمته في الدنيا، وجمال رحمته في التيسير والشفقة على أمته، وجمال استغفاره وشفاعته لها، وجمال سقايته لأمته من الحوض، وجمال دعائه لأمته عند مرورهم على الصراط، وجمال رحمته في التعليم وفي التربية، وجمال رحمته بالمخطئين، وجماله في العفو عن الخدم والعبيد، واستجابة دعوة أصحابه، وجمال خُلقه في عدم التفريق بين الوالدة وولدها وبين المرء وأخيه، وجمال هيبته ووقاره، وجمال خُلقه في صلة الرحم وكسب المعدوم وإكرام الضيف والوفاء بالعهد.
الباب الثالث: في بيان لباسه صلى الله عليه وسلم، وفيه: جمال لباسه، وجمال صنعته إذا استجدَّ ثوباً، وجمال عمامته وجُبّته، وجمال ترجُّله، وجمال اكتحاله، وصفة نعليه، وجمال خاتمه الذي في يده، وجماله في كونه خاتم النبيين.
ومنهج المؤلف أنه يذكر تحت كل ترجمةٍ حديثاً أو أكثر، ثم يشرح غريب هذا الحديث شرحاً متقناً مُحبّراً، يبين فيه الأسرار والحكم المطويَّة فيه، وقد يكتفي بنقل ذلك من شروحات الأئمة، مثل: الحافظ ابن حجر، والإمام النووي، وابن القيم، والزين العرقي، والبدر العيني، والمُناوي، والقاري، والطيبي، وغيرهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق