جزء فيه امتحان السُّني من
البدعي
أبو الفرج عبد الواحد بن محمد
الشيرازي المقدسي (ت 486 هـ)
بقلم: أ. محمد ناهض عبد
السلام حنونة
تمهيد:
إن الاشتغال بنشر كتب أهل العلم من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهي من أولى
المهمات في عصرنا هذا الذي نشهد فيه انحسار العلم، وكثرة الجهل، وتعلق كثير من
الناس بالمُلهيات والتفاهات.
وهذا
الكتاب يندرج في كتب عقائد أهل السنة الكاشفة لعقائد أهل البدع والمميزة لها؛ كي
يحذرها كُلُّ سُنّي، ويعرف نسبتها، وأصلها التي بُنيت عليه، وكيفية الرد عليها. وتضمن
الكتاب 72 اثنين وسبعين مسألة في الاعتقاد، بيّن فيها المؤلف عقائد أهل السنة،
وأدلتهم عليها وعقائد الفرق المخالفة، مع بعض المؤاخذات التي بينها الباحث في
دراسته على بعضها.
وقد
أجاد الباحث خدمة هذا الجزء من خلال بيان مسائله وتوضيحها ونقل كلام العلماء فيها،
والتعليق على بعض الإشكالات، وتصحيح المفاهيم غير السليمة المتضمنة فيها، وجعل
منهجه في دراسته: ذكر المسألة وجواب المصنف عليها، ثم دراسة المسألة، ونسبة
الأقوال إلى مذاهبها، وجواب أهل السنة عليها.
كما أجاد
في ترجمته للمصنف، فذكر: اسمه، ونسبه، ومولده، ورحلاته، وجهود المصنف العلمية،
وشيوخه، وفقهه، وذريته، وتلاميذه، وسنة وفاته. والعصر الذي عاش فيه، والذي يتمحور
في أخريات الدولة العباسية (فترة تمزقها إلى دويلات متناحرة على السلطة وتجرد
الخلافة من معناها)، والبيئة العلمية التي نشأ فيها، وازدهار العلوم حينها،
وانتشار المدارس وكثرة العلماء.
ثم
بين منهج المؤلف في هذا الجزء، وسبب تأليفه (وهو سؤال سائل أن يُملي عليه مسائل
يمتحن فيها السُني من البدعي)، ثم تقويم الجزء ودراسة مسائله. وعفد فصلاً في حكم
امتحان الناس في عقائدهم خلُص فيه إلى أنه أمرٌ جائزٌ، واشتهر في زمن الفتنة بعد
مقتل عثمان رضي الله عنه.
وهذه
المسائل في غاليها موافق لاعتقاد أهل السُّنة والجماعة، وقد علّق عليها الإمام ابن
تيمية رحمه الله، بقوله في (مجموع الفتاوى: 3/ 380): "وهذه المسائل وإن كان
غالبها موافقا لأصول السنة ففيها ما إذا خالفه الإنسان لم يحكم بأنه مبتدع مثل أول
نعمة أنعم بها على عبده فإن هذه المسألة فيها نزاع بين أهل السنة والنزاع فيها
لفظي؛ لأن مبناها على أن اللذة التي يعقبها ألم؛ هل تسمى نعمة أم لا؟ وفيها أيضا
أشياء مرجوحة".
وأما
الفرق التي ذكرها في كتابه؛ فخمسة عشر فرة، وهي: الأشعرية، والمعتزلة، والمرجئة،
والسالمية، وجهمية، والحشاشية، والمعطلة، والدهرية، والرافضة، والباطنية،
والمزدكية، والبابكية، والفلاسفة، والمجوس.
والامتحان
في الأصل مشروع في الكتاب والسنة وفعل السلف. يقول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ
اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ} (الممتحنة: 10). فأمر سبحانه المؤمنين بامتحان
المهاجرات في صدق هجرتهن، وأنهنَّ خرجن طاعةً لله ورسوله لا نشوزاً من زوجٍ أو
بُغضاً له.
ومن
السُّنة ما ورد من سؤال الجارية: (أين الله؟)، وهو امتحان في الاعتقاد. وجاء عن
السلف امتحان المبتدعة: ومن هؤلاء الإمام سليمان التيمي وأبي حاتم الرازي وأبي
العباس السراج، وكان هذا الأمر ظاهرٌ عندهم.
وينبغي التنبه إلى عدة أمور في هذا الجزء –ذكرها
الباحث كمؤاخذات على المصنف، وهي فيما يلي:
1-أن
المؤلف قد ينسب إلى المعتزلة والأشاعرة ما يقولون بخلافه، وهذا لا يعني أنه أخطأ؛
لأنه ربما عاصر نهم من كان يقول بذلك، سيما وأنه ينسبها إليهم من غير بيانٍ
للقائل.
2-أنه
أطلق العصيان على الأنبياء، كما توسع في قضية التكفير؛ كتكفير الأشاعرة والمرجئة
وغيرهم، ونسبتهم إلى الزندقة، وهذا منهج خطير.
3-توسعه
في التبديع في مسائل الخلاف السائغ، مثل: المفاضلة بين الملائكة والصالحين من بني
آدم، وإهداء ثواب القُرب، وغيرها.
4-ذكره
لبعض التفاسير المنكرة؛ كتفسير الآية 200 من آل عمران، بقوله: (يا أيها الذين
آمنوا) أبو بكر (اصبروا) عمر (وصابروا) عثمان (ورابطوا) علي!
5-أن
هذا الجزء لا يخلو من حديث ضعيفٍ وواهٍ وموضوع.
6-أنه
جعل بعض مسائل هذا الجزء من مسائل الامتحان مع أن أهل السُّنة يقولون بخلافها،
مثل: الامتحان بحب يزيد بن معاوية.
7-غلطه
في نسبة بعض الأقوال إلى أهل السُّنة والجماعة، مثل مسألة التحسين والتقبيح
العقليين.
المسائل
التي ذكرها المؤلف في جزئه هذا:
1-أول
نعمة: إدراك الملذات أم الهداية إلى الإسلام.
2-معرفة
الله بالشرع أم بالعقل؟
3-الخير
والشر من العبد أم قضاء وقدر؟
4-مُسمّى
الإيمان.
5-الاستثناء
في الإيمان.
6-زيادة
الإيمان ونقصانه.
7-كفر
العبد بالمعصية.
8-القرآن
المسموع هل هو كلام الله؟
9-بماذا
نزل جبريل؟
10-كلام
الباري: قديم أم محدث؟
11-كلام
الله منه بدأ وإليه يعود؟
12-هل
التلاوة هي المتلو؟
14-ما
في الصحف هو القرآن أم كتابته؟
15-وما
في الصدور هل هو القرآن أم حفظه؟
16-الاستواء
على العرش.
17-صفة
اليدين لله تعالى.
18-صفة
الفوقية.
19-صفة
الغضب والرضا.
20-رؤية
الباري في الآخرة.
21-حساب
الكفار.
22-خلاف
الصحابة.
23-الشفاعة
لأهل الكبائر.
24-وقوع
الصغائر من الأنبياء.
25-الملائكة
أفضل أم صالحي البشر؟
26-كفتا
الميزان.
27-الإيمان
بالبعث.
28-فتنة
القبر.
29-هل
تبطل النبوة بعد الموت أم لا؟
30-هل
أراد الله المعصية من الخلق؟
31-هل
الباري يُضل ويهدي؟
32-المقتول
مات بأجله أم قطع القاتل أجله؟
33-
الغلاء والرخص من الله أم من الخلق؟
34-الإسراء
والمعراج
35-الحوض.
36-سنة
النبيّ صلى الله عليه وسلم هل هي وحي؟
37-أسماء
الله قديمة أم محدثة؟
38-ذبح
الموت؟
39-الكرامات
والمعجزات.
40-هل
يُقال: يا قديم الإحسان؟
41-المسح
على الخفين
42-فرض
غسل القدم في الوضوء
43-خلافة
الصحابة.
44-
العالم قديم أم محدث؟
45-علم
الله تعالى إجمالي أم تفصيلي
46-نظر
الباري تعالى إلى المخلوقات
47-سلوك
الجن في بني آدم
48-الإيمان
قول واعتقاد وعمل
49-الاغتسال
من الجنابة
50-خلق
حروف المعجم
51-صيغة
أوامر الله ونواهيه
52-هل
العقل مخلوق أم لا؟
53-هل
العقل يُحرم ويُحلل؟
54-صفات
الذات هل هي معاني زائدة عليها أو هي نفس الذات.
55-حد
المتكلم
56-خلع
الإمام بفسقه
57-الأمر
المطلق يقتضي الوجوب أو لا؟
58-هل
الحرام رزق مُقدر أم لا؟
59-نزول
الرب
60-أصابع
الرحمن
61- صفة
القبضة
62-صفة
القدم
63-رؤية
النبي لربه سبحانه
64-إن
الله خلق آدم على صورته
65-خلق
الإيمان
66-هل
للبهائم روح أو لا؟
67-فناء
الدنيا
68-فناء
الروح
69-محبة
يزيد ومعاوية
70-إهداء
ثواب القُرب
71-صوم
رمضان بالرؤية أو الحساب
72-الله
في السماء أم في كل مكان؟
73-تألم
العبد في القبر
74-الأمر
من غير إرادة
75-حكم
سب أبي بكر
76-الاسم
هو المسمى أو غيره
77-الجن
موجودون أم لا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق