أرشيف المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024

نهاية العالم محمد متولي الشعراوي بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

نهاية العالم

محمد متولي الشعراوي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 

 تمهيد: إن الإنسان ليس أصيلاً في هذا الكون، وإنما هو طارئ عليه، لأنه يأتي ويعيش فترة محدودة، ثم تنتهي حياته بعد ذلك. وثبات الكون يُعطينا شعوراً وهمياً بأن هذا الكون لا نهاية له، ومهما قال الإنسان عن نهاية الكون، تجد من يعيش فيه يعتقد أنه لا يزال هناك ملايين السنين حتى ينتهي هذا الكون.

والحديث عن نهاية العالم أخذ حيزاً كبيراً من اهتمام العلماء المسلمين، إذ هو جزء من عقيدتهم في اليوم الآخر، وفي الوقت ذاته نجده يستحوذ على اهتمام علماء اليهود والنصارى، وبعض المتنبئين والمهتمين في علم النجوم والفلك، وكل واحدٍ منهم يحاول أنن يتنبأ باليوم والوقت الذي سينتهي فيه العالم الذي نعيش فيه، وفق النظرية التي يؤمن بها.

وهذا الكتاب بين فيه فضيلة الشيخ الشعراوي: أن الكون كله مخلوق لخدمة الإنسان، وأنه ثابت لا يتغير، والإنسان هو الذي يتغير من حال إلى حال بقوانين غائبة لا نعرفها، وأن الله سبحانه وتعالى جعل قوانين الكون كلها تخدم قضية الإيمان، ولكن الإنسان جعلها تخدم قضية الكفر والإلحاد؛ فالإنسان لا يستطيع إيجاد شيء غير موجود، وإنما يستطيع اكتشافه والتنبه إلى أسرار وتوظف ذلك في خدمته، كما أن الله تعالى وضع كل ما في الكون بحكمة لخدمة الإيمان ولخدمة منهج الله، والعلم مُثبتٌ للإيمان ومؤيد له.

واستعرض الشيخ قضية بدء الخلق مجملةً: فذكر أن هذا الإنسان مركب من روح ومادة، وبمجموعهما تكون النفس المخاطبة بالتكليف، وهي التي تُنعّم وتُعاقب، وعرّف الروح بأنه السر الإلهي الذي يهب الحياة للمادة، وأن الله سبحانه جعلها دليلاً على الإيمان بوجوده، وأن الموت ليس نهاية لرحلة لحياة، بل هو نهاية حلقة من حلقاته.

ثم بين وظيفة الإنسان في هذه الحياة، وهي: استقبال الإيمان، والخضوع لمنهج الله تعالى في أحكامه وأوامره، وأن التقدم العملي هو كشف لقوانين الله في الأرض، ومن الأخذ بالأسباب التي أمر الله بها، وأن المنهج الإيماني يقضي على صاحبه أنه كلما زاد رُقياً في العلم أن يزداد خشوعاً وإيماناً بالله سبحانه وتعالى.

وأن الموت يأتي الإنسان ليفيقه من وهمه الكبير، ابتداءً من ساعة الاحتضار التي هي الساعة الأولى للقاء الله سبحانه، وكل إنسان يجد هذه الساعة بحسبه، إما أن تتلقاه ملائكة الرحمة بالسلام والبشرى بالنعيم المقيم، وإما أن تلقاه بالتثريب والتنكيل والبشارة بالعذاب المقيم، وهي الساعة التي يفرق فيها بين المؤمن والكافر.

وحينها تبدأ رحلة الإنسان في حياة البرزخ، والتي أخبرنا الله سبحانه ببعض تفاصيلها، فيستطيع الإنسان فيها أن يسمع دون أن يرد، وأن في هذه الحياة نعيم وعذاب خاص بها، كما أن مقاييس الزمن في هذه الحياة يختلف عن مقاييس الزمن الذي نعيشه.

كما أن حياة الآخرة لها قوانينها التي تحكمها، مثلا هي أبدية ليس فيها موت، وفيها من الأمور ما يعجز العقل البشرى عن تصوره، وقد أخبر سبحانه ببعض الآيات الكونية التي ستحدث عند نهاية العالم، ومن هذه العلامات: إخراج الدابة التي تكلم الناس، وكذلك طلوع الشمس من مغربها، وظهور الدخان، وكل هذه العلامات تدل على أن الساعة أصبحت وشيكة الحدوث.

ثم تحدث عن الآيات والأمور التي ستتوالى عند نهاية العالم، بما لا عهد للإنسان به، والتي تمهد لنهاية العالم، حينما يوحي الله إلى الأرض والكون كله أن يُدمر، وما هي إلا لحظات حتى يتدمر الكون كله وينتهي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق