أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 21 يناير 2022

الرخصة في تقبيل اليد تصنيف الحافظ أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ (285 -381 هـ) تخريج محمد الحداد

الرخصة في تقبيل اليد

تصنيف الحافظ أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ 

(285 -381 هـ)

تخريج محمد الحداد

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ إن تقبيل اليد والرأس فضيلةٌ لا يستوجبها أيُّ أحد، لا المبتدع ولا الظالم ولا الفاسق ولا من يدعو الناس إلى تعظيمه، ولا من يعرض يده للناس ليُقبلوها على سبيل الرياء والكبر، ومن المؤسف أن بعضهم اتخذ هذا الأمر عادةً وديدناً، بحيث لا تسمح نفسه أن يمُرَّ من أمامه أحدٌ إلا بأن يُقبل يده لينال الرضا والاستحسان!! وإلا ناله السَّخط والغضب والإقصاء.

وربما بالغ بعضهم حتى جعل هذا التقبيل شعاراً له كلما غدا أو راح من عند شيخه، تعظيماً له وتذللاً لديه، حتى يتكرر ذلك مراتٍ كثيرة في اليوم الواحد، وهذا موجودٌ بكثرة عند أهل البدع من مشايخ الصوفية الذين يزعمون أن تقبيل أيديهم إنما هو للبركة والفضل! والمشاهد أن هذا الأمر تحول إلى شهوةٍ ظاهرة حيث يبتدئ هؤلاء بمدَّ اليد ليُقبلها الناس؟!

 وقد يجد المتصدر لهذه الشهوة الخفيَّة لذَّةً غامرةً في قلبه -والعياذ بالله -بحيث يستحسن فعل من قبَّل يده، ويستقبح ويستنكر من يُعرض عن تقبيل يده، بل ربما يُغالي بعضهم فيُرغم أتباعه على تقبيل قبور الأولياء والصالحين، أو تقبيل تربتهم وعتباتهم، أو السجود أمامه وبحضرته، وهذا من الغلو المذموم، وإن فعله تعبُّداً وتقرُّباً إلى هؤلاء الأدعياء كان ذلك من الشرك الأكبر المخرج عن ملة الإسلام.

على أن تقبيل اليد في الجملة مشروعٌ وقد عدَّه المؤلف رخصةً، أي أنه يُندب في أوقاتٍ دون أوقات، ومع أشخاصٍ دون آخرين، وكونه مندوباً إنما هو لمن كان أهلاً لذلك كالعلماء والصُّلحاء وأهل الفضل المستمسكين بالسُّنة، والمعظمين للشَّريعة، وكذلك تقبيل أيدي الآباء والأمهات وهم أولى بهذا التكريم، وكذلك أيدي المجاهدين والمرابطين، وغيرهم ممن هو أهلٌ لهذا التكريم، أما بالنسبة لتقبيل الرأس والخد والجبهة وبين العينين فهو أسهل وأيسر، لا سيما مع من ذُكر ومع الأبناء والأقارب، والأصدقاء، والغائبين من السفر، وأهل العلم والفضل.

وجملة ما في الكتاب من الآثار (30) ثلاثون أثراً، بعضها في تقبيل الصحابة وغيرهم يد النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبعضها في تقبيل الصحابة أيدي بعضهم، وتقبيل التابعين أيدي الصحابة، ونحو ذلك وبعضها صحيح وبعضها ضعيف، وكذلك جاءت الآثار في تقبيل العين، والرجل، واللسان، والوجه وقد ورد عن السلف رضوان الله عليهم.

وهنا نذكر ما ذكره المحقق من الآثار الواردة في التقبيل:

أولاً: تقبيل الصحابة وغيرهم يده -صلى الله عليه وسلم:

1-عمر رضي الله عنه.

2-فاطمة رضي الله عنها.

3-ابن عمر ومن معه رضوان الله عليهم.

4-كعب بن مالك رضي الله عنه.

5-عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.

6-أسامة بن شريك رضي الله عنه.

7-وفد عبد القيس رضي الله عنهم.

8-أبو بزة رضي الله عنه.

9-الأعرابي.

10-زاهر بن حرام الأشجعي.

11-أبو سعيد الخدري رضي الله عنه.

12-قصة اليهوديين.

ثانياً: تقبيل الصحابة أيدي بعضهم:

1-علي يُقبل يد العباس رضي الله عنهما.

2-زيد بن ثابت يُقبل يد ابن عباس رضي الله عنهم.

3-أبو عُبيدة بن الجراح يُقبل يد عمر رضي الله عنهما.

ثالثاً: تقبيل التابعين يد الصحابة :

1-تقبيل ثابت ليد أنس بن مالك رضي الله عنه.

2-تقبيل يحيى بن الحارث يد واثلة بن الأسقع رضي الله عنه.

3-تقبيل عبد الله بن رزين يد سلمة بن الأكوع رضي الله عنه.

4-تقبيل أبو مالك الأشجعي يد عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه.

رابعاً: تقبيل التابعين ومن بعدهم:

1-ابن عُيينة يُقبل يد الجُعفي.

2-أبو هارون يُقبل يد أيوب السختياني.

3-أبو وائل يُقبل يد عاصم بن بهدلة الإمام المقرئ.

4-طلحة بن مُصرِّف وخيثمة بن عبد الرحمن كلاهما يُقبل يد الآخر.

5-تقبيل طلحة يد مالك بن مغول.

6-أهل دمشق يُقبلون يد أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر.

خامساً: تقبيل الخد:

1-أبو بكر الصديق يُقبل خد عائشة رضي الله عنها.

2-أبو نضرة المنذر بن مالك -التابعي -يُقبل خد الحسن البصري.

3-كثيرٌ ممن قبَّل خدَّ أحمد بن حنبل بعد محنته.

سادساً: تقبيل الجبهة:

1-خزيمة بن ثابت يُقبل جبهة النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

2-أبو بكر الصديق يُقبل جبهة النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

3-أبو بُردة بن أبي موسى يُقبل جبهة شقيق بن سلمة.

4-سليمان بن داود الهاشمي سُقبل جبهة أحمد بن حنبل.

سادساً: تقبيل ما بين العينين:

1-تقبيل أبي بكر الصديق بين عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة بُحيرا الراهب.

2-رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبل ما بين عيني جعفر رضي الله عنه.

3-رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبل ما بين عيني عائشة رضي الله عنها.

4-رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبل ما بين عيني العباس رضي الله عنه.

5-الملائكة تُقبل ما بين عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد حادثة شق صدره.

6-مسلم بن الحجاج يُقبل ما بين عيني الإمام البخاري.

سابعاً: تقبيل العين:

-تقبيل ثابت بن أسلم البُناني عين أنس بن مالك رضي الله عنه.

سابعاً: تقبيل اللسان:

-تقبيل سهل بن عبد الله التُستري لسان أبي داود صاحب السُّنن.

سابعاً: تقبيل الوجه:

1-رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبل وجه زيد بن حارثة رضي الله عنه.

2-رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبل وجه فاطمة رضي الله عنها.

3-رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبل وجه عثمان بن مظعون بعد موته رضي الله عنه.

4-رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبل وجه ابنه إبراهيم عليه السلام.

5-أبو الهيثم بن التيهان وتقبيله وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

6-نُعيم بن النَّحام وتقبيله وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

7-جابر بن عبد الله رضي الله عنه، يُقبل وجه أبيه بعد استشهاده والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يراه.

8-أبو بكر الصديق يُقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته.

9-مجاهد بن جبر يهمُّ بتقبيل ابن عباس لحُسن تفسيره.

10-الثوري ومعمر حين التقيا: تعانقا، وقبّل كل منهما الآخر.

وقد اختلف العلماء في حكم التقبيل:

1-فذهب بعضهم إلى كراهة ذلك مُطلقاً إلا للقادم من السَّفر، وهو مذهب مالك بن أنس، وسليمان بن حرب، وابن عبد البر، واستدلوا بأحاديث منها: 

حديث أنس مرفوعاً: (قُبْلَةُ المسلمِ أخاهُ المُصافحةُ) ضعيف الجامع، 4082..

وحديث الحسين مرفوعاً: (تقبيل المسلم يد أخيه المصافحة) أخرجه ابن الأعرابي في القُبل وإسناده واهٍ مُسلسل بالضعفاء، ونسبه الزبيدي إلى الديلمي.

وحديث أبي أمامة (تمامُ تحيَّتِكُم بيْنَكُمُ المُصافَحةُ) في إسناده ضعيف، إرشاد الساري: 9/ 154، وفتح الباري لابن حجر: 11/ 57.

وحديث أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، أنه ذكر المصافحة، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا تقبيل المسلم يد أخيه)، أخرجه ابن الأعرابي في القُبل، وهو إسنادٌ واهٍ مع كونه مُرسلاً.

وحديث أبي هريرة في قصة البزاز الذي أراد تقبيل يد النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (فجذب يدَه رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وقال له: يا هذا إنما تفعلُ هذا الأعاجمُ بملوكِها ولست بملَكٍ إنما أنا رجلٌ منكم)، رواه أبو يعلى والطبراني وابن عدي، وضعفه الذهبي في "ميزان الاعتدال"، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال القسطلاني في "المواهب اللدنية": ضعيفٌ جداً.

بالإضافة إلى النهي عن التقبيل عامة، كما في حديث أنس، قال: قال رجلٌ يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أينحني له؟ قال: "لا" قال: فيأخذ بيده ويُصافحه، قال: "نعم"، وهو حديثٌ حسن رواه الترمذي، والبيهقي في الشعب والسنن، وغيرهما.

2-وذهب بعضهم إلى كراهة ذلك إذا كان لأجل الدنيا أو الملق والتعظيم، أو المال والجاه والسلطان والشوكة، وهو مذهب الإمام سفيان الثوري، ووكيع، والإمام أحمد، وحميد بن زنجويه. وتشتد الكراهة في حق المبتدع والظالم والفاسق والكافر، 

نقد المصنف (كما أورده المحقق):

أولاً: أورد فيه أشياء ليست هي من تقبيل اليد مثل تقبيل الرجل والوجه، وذلك في (14 و 21 و 22 و 26 و 28 و 29).

ثانياً: اشتمال الكتاب على كثير من الآثار الضعيفة.

ثالثاً: لم يستوعب جميع ما في الباب؛ فقد فاته أشياء كثيرة ذكرها شيخة "ابن الأعرابي" في كتابه (القُبل والمعانقة والمصافحة)، بالإضافة إلى تكرار بعض الأحاديث.




الخميس، 20 يناير 2022

رحلتي مع الشيخ نزار ريان من البداية حتى الاستشهاد تأليف: د. وائل محيي الدين الزرد

رحلتي مع الشيخ نزار ريان من البداية حتى الاستشهاد

تأليف: د. وائل محيي الدين الزرد

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ ذكريات جميلة تبعث القارئ على النشوة والطرب، وكلمات ورافة مُفعمةٌ بالحُسن والبهجة، تكاد حروفها تنطق بالحب العميق، وتشدو سطورها بمآثر الصالحين… ذكريات عجيبة تفعل في القلب ما لا يفعله الشراب العتيق، وأجدني واجماً أمام هذه المعاني العظيمة، والمواقف الكثيرة، التي لا يكاد يعقلها إلا من عرف قدر هؤلاء الكبار.

وقد حاولت أن أترجم بعضها بعباراتٍ أقل، فوجدتني عاجزاً عن ذلك، إذ المواقف والمعاني لا تختصر، بل إن محاولة تقريبها وتقليلها يُصيبها بالخلل، الأمر الذي يُشبه نقل الزهرة من منبتها؛ فيُعرضها للجفاف، وقد وجدتُ في هذا الكتاب معاني لا يُمكن تداركها بغير تدبرها والاستفادة منها، لأنها تُبرز عبقرية المترجم له وصلاحه وتقواه وجهاده، حيث التواضع الجم والأدب والصفات الحميدة، تجتمع في الشيخ العالم المجاهد نزار ريان -رحمه الله تعالى.

ولعلَّ سيرة الشيخ نزار قريبةً جداً من سيرة الشيخ القسام -رحمه الله تعالى - غير أن الشيخ نزار عايش الصحوة الإسلامية منذ بدايتها، ولك أن تتخيل حجم التضييق والمعاناة التي نالت الشيخ بسبب أذى الاحتلال والسلطة الفلسطينينة، وقد كان له قدم الصدق في العمل الدعوي والجهادي. 

ولا شك أن عمل الدعوة له "لذَّة" لا تُدانيها لذة المال والنساء والأبناء… وللمحتسب "أجراً" لا تدانيه قيمة الدنيا ونعيمها.. طالما أن الداعية يستذكر حديث (لأن يهدي الله بك رجلاً)... ولذة الشعور بالرضى واستعلاء الإيمان وانتصاره بقوله: {ويومئذٍ يفرح المؤمنون}، لتكون الخاتمة هي الشهادة في سبيل الله: {من المؤمنين رجال صدقوا}، وهكذا كانت خاتمة الشيخ -رحمه الله تعالى.

إن ذكرى هؤلاء العظماء والشهداء ستبقى مستمرةً بعدهم زماناً طويلاً، لأنهم كانوا في حياتنا كالنقش الجميل، وأعمارهم القصيرة كزهرة البنفسج سرعان ما تملأ المكان عطراً وجمالاً.

وختاماً، أنصح بقراءة الكتاب… وجزى الله الشيخ المؤلف خير الجزاء.



الاثنين، 17 يناير 2022

رسالة في الأعذار المبيحة لترك صلاة الجمعة وصلاة الجماعة إعداد أبو إسلام أحمد بن علي

رسالة في الأعذار المبيحة لترك صلاة الجمعة وصلاة الجماعة

إعداد أبو إسلام أحمد بن علي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ هذه ورقات معدودة فيها بيان الأعذار التي تُبيح للمسلم أن يتخلف عن حضور صلاة الجُمعة والجماعة، وقد جاءت مقرونةً بأدلتها من السُّنة المطهرة، وعدتها إجمالاً تسعة، وتفصيلاً ما يربو على العشرين، على أن ذكر هذه الأعذار لا يصح اتخاذه ذريعةً للتخلُّف عن الجماعة والجمعة، فإن من يفعل ذلك عامداً فهو آثم، وأسوأ منه حالاً من يتخلف بغير عُذرٍ، فإنه ترك سُنَّة مباركة وشعيرة ظاهرة.

والخطاب بهذه الأعذار إنما هو مُوجَّهٌ -بالدرجة الأولى -لمن كانت فطرته سليمة ليس فيها دغل ولا دخن، بحيث تطمح نفسه إلى السمو دائماً، وتتعلق روحه بفعل الخير والطاعات ولزوم الجماعات، ولكن قد يعرض له بعض الأعذار التي تبيح التخلُّف ولا توجبه.

وهذا التخفيف يدخل في خاصية التوازن الكبير في أحكام شريعتنا الإسلامية، وهو دليلٌ قويٌّ على كونها شريعةٌ ربانية سمحة تتناغم مع الفطرة، وتراعي احتياجات الإنسان. 

أما الأعذار التي ذكرها الكاتب؛ فهي:

أولاً: المريض:

حديث أنس بن مالك -في قصة مرض النبيِّ صلى اله عليه وسلم -قال لم يخرج إلينا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ثلاثاً) (صحيح).

عنِ ابنِ مسعودٍ أنَّه قال: (ولقد رأَيْتُنا وما يتخلَّفُ عنِ الجماعةِ إلّا مُنافِقٌ معلومُ النِّفاقِ أو مريض) (منار السبيل: 1/ 128).

ثانياً: الخائف حدوث مرض أو زيادته؛ لأنه في معناه.

ثالثاً: إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة.

لحديث أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء) (صحيح مسلم )

ولحديث عائشة مرفوعاً: (لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافع الأخبثين). (رواه أحمد ومسلم وأبو داود )

رابعاً: المدافع الأخبثين (البول أو الغائط):

لحديث عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول: (لا صلاة بحضرة الطعام ولا هو يدافعه الأخبثان). (رواه أحمد ومسلم وأبو داود).

خامساً: الخوف الشديد:

لحديث ابن عباس موقوفاً: (من سمِع النِّداءَ فلم يمنعْه من اتِّباعِه عذرٌ لم  تُقبلْ منه الصَّلاةُ الَّتي صلّى) قالوا: وما العذرُ؟ قال: (خوفٌ أو مرضٌ) (أخرجه أبو داود).

ولحديث جابر: (أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم ما صلى العصر يوم خيبر إلا بعدما غربت الشمس وافطر الصائم) (صحيح ابن حبان).

و الخوف له أنواع عديدة منها :

*  الخوف على ضائع يرجوه .

* الخوف على المال من التلف أو الضياع أو السرقة.

* الخوف من شرود الدابة .

* أو الخوف على الطبيخ أو الخبيز من الاحتراق .

* أو مسافر يخاف فوت رفقته.

*  أو الخوف من سلطان أو لص .

*  الخوف على الأهل و العيال .

*  أو خاف من غريم يلزمه ولا شيء معه يعطيه .

*  أو أن يكون له دين على غريم يخاف سفره أو وديعة عنده إن تشاغل بالجماعة مضى وتركه.

* أو يخاف على مال استؤجر لحفظه كنظارة بستان

* الطبيب الذي يقوم بعمل جراحة لمريض ولا بد من إتمام الجراحة خوفاً عليه.

* أو الشخص يكون له مريض يخاف ضياعه أو موته ويجب أن يرافقه.

ونصَّ عليه؛ لأن ابن عمر استصرخ على سعيد بن زيد وهو يتجمر للجمعة فأتاه بالعقيق وترك الجمعة .

* الجندي الذي يحرس في سبيل الله.

* الخوف على النفس من سيل أو سبع أو عدو.

سادساً: شدة الوحل والطين والمطر والثلج والجليد والريح الباردة في الليلة المظلمة:

لحديث ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يأمر المنادي فينادي بالصلاة صلوا في رحالكم في الليلة الباردة وفي الليلة المطيرة في السفر) (متفق عليه). 

ولحديث أبي رجاء، قال: (أصابنا مطر في يوم جمعة في عهد بن عباس فأمر مناديا فنادى أن صلوا في رحالكم) (مصنف ابن أبي شيبة: 2/ 43).

سابعاً: بسبب تطويل الإمام في الصلاة:

لحديث أبي مسعود قال أتى رجل النبي  صلى الله عليه وسلم  فقال إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا) (صحيح ابن خزيمة: 3/ 48).

ثامناً: بسبب أكل الثوم والبصل والكُرَّاث:

جابر بن عبد الله، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته) (سنن أبي داود )، وفي رواية: (من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن المساجد)، وفي رواية: (فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم) (متفق عليه).

تاسعاً: في رفقة السفر:

لحديث أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُنادي على من برفقته في السفر أن صلوا في رحالكم، (وكان يفعل ذلك في الليلة المطيرة والباردة في السفر) (صحيح ابن خزيمة: 3/ 78).

عاشرا:ً النائم:

لحديث عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يحتلم أو يستكمل خمس عشرة سنة وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق) (تفسير ابن كثير: 1/ 453).

-فائدة شافعية-

أعذار ترك الجمعة والجماعة

ويُعذر في ترك الجُمعة والجماعة: عند المطر، والمرض، والتمريض، وإشراف القريب ونحوه على الموت، والخوف على نفسه أو ماله أو عرضه، ومُدافعة الحدث مع سعة الوقت، وشدة الجوع والعش، وشدة الحرَّ والبرد، وشدة الريح بالليل، وشدة الوحل، وسفر الرفقة.

________________________

يقول الشمس الرملي: (ويُعذر في ترك الجُمعة والجماعة) المرخص لتركها؛ حتى تنتفي الكراهة حيثُ سُنَّت، والإثم حيثُ وجبت.

(عند المطر) والثلج والبرد ليلاً أو نهاراً، (والمرض) الذي يشقُّ معه الحضور، (والتمريض) أي: لمن لا متعهد له؛ فإن كان للمريض من يتعهده لم يكن المكفيُّ معذوراً،  (وإشراف القريب ونحوه على الموت) وإن لم يكن يأنس به، 

(والخوف على نفسه أو ماله أو عرضه) أو نحو مال غيره الذي يلزمه الدفع عنه، ومن ذلك خشية ضياع مُتموَّلٍ كخُبزٍ في التنور، ولا متعهد غيره يخلُفه، 

(ومُدافعة الحدث) البول والريح والغائط، كذا مدافعة كل خارجٍ من الجوف، وكلُّ مشوِّشٍ للخشوع، وإنما يكون ذلك عُذراً (مع سعة الوقت) كما في مكروهات الصلاة، 

(وشدة الجوع والعطش) بحضرة مأكول أو مشروب قد اشتاقه وقد اتسع الوقت للخبر الصحيح: "لا صلاة بحضرة طعام أو قريب الحضور"، 

(وشدة الحرَّ والبرد، وشدة الريح بالليل) وبعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس للمشقة، ويرخذ من تقييده "بالليل" أنه ليس عذراً في ترك الجمعة، 

(وشدة الوحل) بفتح الحاء ليلاً أو نهاراً كالمطر، 

(وسفر الرفقة) لمريد سفراً مباحاً، وإن قصُر، ولو سفر نزهةٍ لمشقَّة تخلُّفهٍ باستيحاشه وإن أمن على نفسه أو ماله.

الفوائد المرضية على المقدمة الحضرمية (المختصر اللطيف)، شمس الدين الرملي، ص 67 -68.



حسن السُّمعة بإبطال قول من اشترط العدد والمكان الخاص لصلاة الجمعة عبد العزيز بن محمد بن الصديق


حسن السُّمعة بإبطال قول من اشترط العدد والمكان الخاص لصلاة الجمعة

عبد العزيز بن محمد بن الصديق

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ أجمع العلماء على وجوب صلاة الجمعة، وكونها فرضُ عينٍ على كل مُسلمٍ بالغٍ عاقل، وأن الله سبحانه عظَّم من شأنها، وأمر بالسَّعي إليها، وحذَّر بعقوبة الطبع على كل من يتخلف عنها، وقد وضع الفقهاء شروطاً لصحتها وذلك من خلال استقراء أحداث السيرة، والأحاديث الصحيحة، وذكروا من تجب عليه، ومن لا تجب عليه، ومن تنعقد به، ومن لا تنعقد به، وعليه فلا يجوز لمن نظر في أقوالهم أن يجعل مستند رأيهم الهوى والعبث، فلكل شرط لديهم حظٌّ من النظر، ودليلٌ يستند إليه، سواء من النص أو القياس الآثار الواردة عن الصحابة، ونحو ذلك. ولكن تبقى هذه المسألة من المسائل الاجتهادية التي تحتمل الصواب والخطأ.

وهذه الرسالة هي جوابٌ عن سؤال ورد إلى الشيخ الغماري بخصوص العدد الذي اشترطه الفقهاء لصحة صلاة الجمعة، هل له دليلٌ صحيح يُعتمد عليه؟ وألحق به الجواب عن اشتراط المكان أيضاً (وهو المسجد الجامع)، وقد ذكر الغماري أن جماعة الجُمعة كسائر الجماعات، لا يشترط لها عددٌ مُعيَّن، وأنها تصحُّ باثنين فصاعداً، وأن ما اختاره هو مذهب من نوَّر الله تعالى بصيرته! ولا يُلزم أحداً به.. غير أن من أخذ به فقد عمل بالصواب.

واستدلَّ الغُماري بأدلَّةٍ، منها: 

أولاً: أن هذه الشروط مُحدثة ولا أصل لها في اللغة ولا في الشرع.

ثانياً: حديث أبي موسى الأشعري: (اثنانِ فما فوقَهُما جماعةٌ) وهو حديث صحيحٌ مُرسلاً، قال: فالمعتبر في جماعة الجمعة هو ما سمَّاه الشارع جماعةً، ودلت عليه اللغة أيضاً، فالجماعة هي كل ما انتفت عنه صفة الفردية.

ثانياً: عن أبي هريرة: أنه كتَب إلى عُمرَ يَسألُه عنِ الجمُعةِ بالبحرَينِ وكان عامِلَه عليها، فكتَب إليه عُمرُ: (جَمِّعوا حيث كنتُم). (عمدة القاري، بإسناد جيد)؛ قال الغماري: كما أنه فعل أسعد بن زرارة حيث صلَّى في نقيع ماء، ومصعب بن عُمير حيثُ جمَّع بهم ولم يكن ذلك في مسجد خاص.

وما ذهب إليه الغُماري، هو مذهب الظاهرية، وطائفة من السلف، كإبراهيم النخعي، والحسن بن صالح، وداود، ومكحول، واختاره الطبري، والشوكاني، وظاهر قول ابن رشد، وهو قول جماعةٍ كبيرةٍ من العلماء المتأخرين.

وخلاصة كلام الغماري في رسالته، ما يلي:

أولاً: أن اشتراط العدد لم يأت في شريعتنا ما يدلُّ عليه صراحةً.

ثانياً: أنه من التشبُّه بأهل الكتاب في اشتراط العدد لصلاتهم!

ثالثاً: أن هذه المسألة من المسائل النظرية التي لا طائل تحتها.

رابعاً: أنه يكفي في صلاة الجماعة ما يُسمى جماعةً لغةً وشرعاً، وذلك يصدق على الاثنين؛ فصاعداً.

خامساً: أنه لا يشترط الجماعة في صلاتها ركعتين، بل إذا صلاها الإنسان وحده لعُذرٍ صلاها ركعتين؛ لأنها فُرضت كذلك، وليست لأنها بدلاً عن الظهر.

سادساً: أنه لا يُشترط لفعلها المسجد الجامع.

سابعاً: أن اشتراط فعلها في المسجد هو من التشبه باليهود والنصارى الذين لم يُصححوا عباداتهم إلا في البيع والكنائس.

ثامناً: تصحُّ صلاة الجمعة في أيِّ مكانٍ، سواءً كا ن مبيناً أم لا، مُسقَّفاً أم لا، في المسجد وغير المسجد، في المصر الجامع أم لا، إلا ما استثناه الشارع من ذلك.

تاسعاً: أنها تجب على أهل البوادي كما تجب على أهل الحضر بلا فرق.

عاشراً: أن اشتراط إذن الحاكم في إقامتها شرطٌ باطل.

وأختم بفائدة ذكرتها في مقال (نور اللمعة في خصائص الجمعة) للسيوطي:

قال الإمام السيوطي: وأقوى ما رأيته لاختصاص الجمعة بالأربعين، ما أخرجه الدارقطني في "سننه"، عن جابر رضي الله عنه، قال: (مضت السُّنة أن في كل أربعين فما فوق ذلك جُمعة). نور اللمعة في خصائص الجمعة، للسيوطي (ص 47).

لكن الحديث الذي ذكره السيوطي ضعيف جداً، قال ابن حبان: لا يجوز أن يحتج به، وقال البيهقي: هذا الحديث لا يحتج بمثله، وفيه عبد العزيز بن عبد الرحمن متروك.

وأقوى منه: ما رواه أبو داود (1069)، وابن ماجه (1082)، وغيرهما: عن كعب بن مالك رضي الله عنه: «أن أولَ مَن جمعِّ بأهل المدينة أَسْعدُ بن زرارة رضي الله عنه، وكانوا يومئذ أربعين»، وهو حديث حسن..

وفيه: قال عبد الرحمن بن كعب بن مالك؛ لأبيه: كم كنتم يومئذ؟ قال: «أربعين رجلاً».

وروى البيهقي في "السنن الصغير" (610)، عن عمر بن عبد العزيز، أنه كتب: «إذا بلغ أهل القرية أربعين رجلا فليجمعوا».

وأما ما رواه الزُّهريُّ: «أن مُصعب أول من جمع الجمعة بالمدينة وهم اثني عشر رجلاً» (دلائل النبوة؛ للبيهقي: 2/ 433).

فلنا فيه ثلاثة أجوبة:

الأول: ما روي عن كعب متصل، وقول الزهري منقطع ضعيف، والمتصل أقوى.

الثاني: أن الزُّهري أراد ذكر عدد النقباء الذين حضروا الجمعة، لا جميع من حضرها ممن أسلم، وكان أسعد بن زرارة أحد النقباء الذين حضروها، وقد أخبر أنه صلاها أربعين رجلا،

الثالث: أن الزهري أضاف الجمع إلى مُصعب، لكونه هو الذي صلاها، وأضافها كعب إلى أسعد بن زرارة؛ لأنه أول من دعا إليها.





فضائل الشام للإمام عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت 562 هـ) تحقيق: عمرو علي عمر

فضائل الشام

للإمام عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت 562 هـ)

تحقيق: عمرو علي عمر

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ هذا كتاب نفيس في بيان فضل الشام ومحاسنها، للإمام التاج أبي سعد السمعاني، صاحب المصنفات الكبيرة (كالأنساب) وغيرها، وقد أوضح المؤلف السمعاني فضل الشام: من آي الكتاب، والسُّنن، والآثار، والأشعار المستحسنة، كما ننبه إلى أن السمعاني له كتابٌ آخر في مدح الشام، سماه (فرط الغرام إلى ساكني الشام)، كتبه سنة 560 هـ، وذكره بعض المؤرخين، ولكن لم يُعثر عليه حتى اللحظة.

والشام هي المنطقة الممتدة من الفرات إلى العريش، وأشهر بلدانها دمشق (والتي عُرفت بشام شريف في عهد العثمانيين) والقدس وغزة والخليل، وهي أرض المحشر والمنشر، وهي الأرض التي بارك الله فيها، فكانت البركة فيها مضاعفة، فعن الحسن في قوله تعالى: {الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فيها} قَالَ الشام. وعن قتادة {الَّتِي بَارَكْنَا فيها} قَالَ هي أرض الشام. وعن طاوس: {الْقُرَى الَّتِي باركنا فيها} قرى الشام. وعن سعيد بْن المسيب: {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ معين} قَالَ هي دمشق.

وقد تضمن هذا الكتاب من الأحاديث والآثار ما يربو على الثلاثين، منها الصحيح والضعيف، وكلها مروية بالأسانيد، بالإضافة سبعة مقطوعات شعرية جميلة، وقد انتقينا من صحيحها ما فيه غُنيةٌ عن كثيرٍ من الضعيف، بالإضافة إلى ذكر بعض الكتب المؤلفة في فضائل الشام، كما يلي:

أولاً: ذكر بعض الأحاديث الصحيحة في فضائل الشام: 

1.عن ابن حَوالة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيصير الأمرُ إلى أن تكونوا جُنوداً مُجَندَةً: جندٌ بالشام، وجندٌ باليمن، وجندٌ بالعراق» قال ابن حَوَالة: "خِرْ لي يا رسول الله! إن أدركتُ ذلك؟" فقال: «عليك بالشام؛ فإنها خيرةُ الله مِنْ أرضه، يَجْتَبِي إليها خِيرتَهُ من عباده. فأما إن أبيتم؛ فعليكم بيمنكم، واسقوا من غُدُركم؛ فإن الله تكفل لي بالشام وأهله». (الغُدُر: القطعة من الماء، أخرجه أحمد [17005]، وأبو داود [2483]، وصحّحه الألباني في صحيح الجامع الصغير [3659]). 

2. وعنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا فسدَ أهلُ الشامِ فَلا خيرَ فِيكُمْ، لا تزالُ طائفةٌ من أُمتي منصورين، لا يضرُّهم مَنْ خَذَلَهم حَتَّى تقومَ الساعةُ» (أخرجه أحمد [20361]، والترمذي [2192] وصحّحه، وصحّحه الألباني في الصحيحة [403])

3.عن بهز بن حكيم بن معاوية القشيري، عن أبيه، عن جده قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أين تأمرني؟" فقال: «ها هنا»، وأومأ بيده نحو الشامِ، قال: «إنكم محشورون رجالًا وركبانًا، وتُجرُّون على وجوهِكم» (أخرجه أحمد [20050]، والحاكم [8686]، وصحّحه ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني في تخريج أحاديث فضائل الشام).

4.عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينا أنا نائم إذ رأيتُ عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننتُ أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام» (أخرجه أحمد [21733]، وصحّحه الأرناؤوط).

5.عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَتَخْرُجُ نَارٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ من حَضْرَمَوْت تحشرُ الناس»، قلنا: "فماذا تأمرنا يا رسول الله؟" قال: «عليكم بالشام» (أخرجه أحمد [4536]، والترمذي [2217]، وصحّحه الألباني في تخريج أحاديث فضائل الشام). 

6.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو بن العاص رضي اللَّه عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:  «إني رأيتُ عمودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فنظرتُ فَإِذَا هُوَ نورٌ ساطعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلا إِنَّ الإِيمَانَ -إِذَا وَقَعَتِ الفتن- بالشام» (أخرجه الحاكم [8554]، وصحّحه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني في تخريج أحاديث فضائل الشام).

7. وعن خريم بن فاتك الأسدي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهلُ الشامِ سوطُ اللهِ تعالى في الأرضِ، ينتقمُ بهمْ ممنْ يشاءُ من عبادُه، وحرامٌ على منافقيهمْ أنْ يظهروا على مؤمنيهمْ، وأنْ يموتوا إلا همًّا، وغمًّا، وغيظًا، وحزنًا» (أخرجه الخليلي في «جزء من حديثه» كما في «الجامع الصغير» (9194)، وصححه السيوطي، وضعفه الألباني).

8. عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق، من خير مدائن الشام» (أخرجه أحمد [21725]، وأبو داود [4298]، وصحّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب [3097]). 

ثانياً: من الكتب المؤلفة في فضائل الشام:

  1. إتحاف الأخصى بفضائل الأقصى؛ لشمس الدين المنهاجي ت 880 هـ.

  2. الإعلام بنبذة من فضائل الشام، لشهاب الدين المنيني، ت 1172 هـ.

  3. الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل؛ لمجير الدين العليمي، ت 928 هـ.

  4. باعث النفوس إلى زيارة القدس المحروس، لبرهان الدين الفزاري، ت 729 هـ.

  5. ترغيب أهل الإسلام في سُكنى الشام، لابن عبد السلام، ت 660 هـ.

  6. روضة الأنس في فضائل الخليل والقدس، لعارف الشريف، ت 1383 هـ.

  7. فضائل بيت المقدس، لأبي بكر الواسطي، ت بعد 410 هـ.

  8. فضائل بيت المقدس؛ لضياء الدين المقدسي، ت 1405 هـ.

  9. فضائل الشام، لابن عبد الهادي، ت 744 هـ.

  10. فضائل الشام ودمشق؛ لأبي الحسن الربعي، ت 444 هـ.

  11. فضائل القدس؛ لأبي الفرج بن الجوزي، ت 597 هـ.

  12. مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام، لشهاب الدين المقدسي، ت 765 هـ.

  13. نزهة الأنام في محاسن الشام، لأبي البقاء البدري، المولود سنة 1341 هـ.