أرشيف المدونة الإلكترونية

الاثنين، 17 يناير 2022

فضائل الشام للإمام عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت 562 هـ) تحقيق: عمرو علي عمر

فضائل الشام

للإمام عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت 562 هـ)

تحقيق: عمرو علي عمر

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ هذا كتاب نفيس في بيان فضل الشام ومحاسنها، للإمام التاج أبي سعد السمعاني، صاحب المصنفات الكبيرة (كالأنساب) وغيرها، وقد أوضح المؤلف السمعاني فضل الشام: من آي الكتاب، والسُّنن، والآثار، والأشعار المستحسنة، كما ننبه إلى أن السمعاني له كتابٌ آخر في مدح الشام، سماه (فرط الغرام إلى ساكني الشام)، كتبه سنة 560 هـ، وذكره بعض المؤرخين، ولكن لم يُعثر عليه حتى اللحظة.

والشام هي المنطقة الممتدة من الفرات إلى العريش، وأشهر بلدانها دمشق (والتي عُرفت بشام شريف في عهد العثمانيين) والقدس وغزة والخليل، وهي أرض المحشر والمنشر، وهي الأرض التي بارك الله فيها، فكانت البركة فيها مضاعفة، فعن الحسن في قوله تعالى: {الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فيها} قَالَ الشام. وعن قتادة {الَّتِي بَارَكْنَا فيها} قَالَ هي أرض الشام. وعن طاوس: {الْقُرَى الَّتِي باركنا فيها} قرى الشام. وعن سعيد بْن المسيب: {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ معين} قَالَ هي دمشق.

وقد تضمن هذا الكتاب من الأحاديث والآثار ما يربو على الثلاثين، منها الصحيح والضعيف، وكلها مروية بالأسانيد، بالإضافة سبعة مقطوعات شعرية جميلة، وقد انتقينا من صحيحها ما فيه غُنيةٌ عن كثيرٍ من الضعيف، بالإضافة إلى ذكر بعض الكتب المؤلفة في فضائل الشام، كما يلي:

أولاً: ذكر بعض الأحاديث الصحيحة في فضائل الشام: 

1.عن ابن حَوالة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيصير الأمرُ إلى أن تكونوا جُنوداً مُجَندَةً: جندٌ بالشام، وجندٌ باليمن، وجندٌ بالعراق» قال ابن حَوَالة: "خِرْ لي يا رسول الله! إن أدركتُ ذلك؟" فقال: «عليك بالشام؛ فإنها خيرةُ الله مِنْ أرضه، يَجْتَبِي إليها خِيرتَهُ من عباده. فأما إن أبيتم؛ فعليكم بيمنكم، واسقوا من غُدُركم؛ فإن الله تكفل لي بالشام وأهله». (الغُدُر: القطعة من الماء، أخرجه أحمد [17005]، وأبو داود [2483]، وصحّحه الألباني في صحيح الجامع الصغير [3659]). 

2. وعنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا فسدَ أهلُ الشامِ فَلا خيرَ فِيكُمْ، لا تزالُ طائفةٌ من أُمتي منصورين، لا يضرُّهم مَنْ خَذَلَهم حَتَّى تقومَ الساعةُ» (أخرجه أحمد [20361]، والترمذي [2192] وصحّحه، وصحّحه الألباني في الصحيحة [403])

3.عن بهز بن حكيم بن معاوية القشيري، عن أبيه، عن جده قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أين تأمرني؟" فقال: «ها هنا»، وأومأ بيده نحو الشامِ، قال: «إنكم محشورون رجالًا وركبانًا، وتُجرُّون على وجوهِكم» (أخرجه أحمد [20050]، والحاكم [8686]، وصحّحه ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني في تخريج أحاديث فضائل الشام).

4.عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينا أنا نائم إذ رأيتُ عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننتُ أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام» (أخرجه أحمد [21733]، وصحّحه الأرناؤوط).

5.عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَتَخْرُجُ نَارٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ من حَضْرَمَوْت تحشرُ الناس»، قلنا: "فماذا تأمرنا يا رسول الله؟" قال: «عليكم بالشام» (أخرجه أحمد [4536]، والترمذي [2217]، وصحّحه الألباني في تخريج أحاديث فضائل الشام). 

6.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو بن العاص رضي اللَّه عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:  «إني رأيتُ عمودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فنظرتُ فَإِذَا هُوَ نورٌ ساطعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلا إِنَّ الإِيمَانَ -إِذَا وَقَعَتِ الفتن- بالشام» (أخرجه الحاكم [8554]، وصحّحه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني في تخريج أحاديث فضائل الشام).

7. وعن خريم بن فاتك الأسدي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهلُ الشامِ سوطُ اللهِ تعالى في الأرضِ، ينتقمُ بهمْ ممنْ يشاءُ من عبادُه، وحرامٌ على منافقيهمْ أنْ يظهروا على مؤمنيهمْ، وأنْ يموتوا إلا همًّا، وغمًّا، وغيظًا، وحزنًا» (أخرجه الخليلي في «جزء من حديثه» كما في «الجامع الصغير» (9194)، وصححه السيوطي، وضعفه الألباني).

8. عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق، من خير مدائن الشام» (أخرجه أحمد [21725]، وأبو داود [4298]، وصحّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب [3097]). 

ثانياً: من الكتب المؤلفة في فضائل الشام:

  1. إتحاف الأخصى بفضائل الأقصى؛ لشمس الدين المنهاجي ت 880 هـ.

  2. الإعلام بنبذة من فضائل الشام، لشهاب الدين المنيني، ت 1172 هـ.

  3. الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل؛ لمجير الدين العليمي، ت 928 هـ.

  4. باعث النفوس إلى زيارة القدس المحروس، لبرهان الدين الفزاري، ت 729 هـ.

  5. ترغيب أهل الإسلام في سُكنى الشام، لابن عبد السلام، ت 660 هـ.

  6. روضة الأنس في فضائل الخليل والقدس، لعارف الشريف، ت 1383 هـ.

  7. فضائل بيت المقدس، لأبي بكر الواسطي، ت بعد 410 هـ.

  8. فضائل بيت المقدس؛ لضياء الدين المقدسي، ت 1405 هـ.

  9. فضائل الشام، لابن عبد الهادي، ت 744 هـ.

  10. فضائل الشام ودمشق؛ لأبي الحسن الربعي، ت 444 هـ.

  11. فضائل القدس؛ لأبي الفرج بن الجوزي، ت 597 هـ.

  12. مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام، لشهاب الدين المقدسي، ت 765 هـ.

  13. نزهة الأنام في محاسن الشام، لأبي البقاء البدري، المولود سنة 1341 هـ.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق