الفوائد المرضية شرح الإمام الشمس الرملي الشافعي على المقدمة الحضرمية
على مختصر المقدمة الحضرمية الصغير
من فقه السادة الشافعية
للعلامة الشيخ عبد الله بافاضل الحضرمي
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذا الكتاب هو مختصرٌ لطيف صغير من المختصر الكبير المُسمى "بالمقدمة الحضرمية"، أو "المختصر الكبير"، أو "مسائل التعليم" للعلامة الشيخ عبد الله بافضل الحضرمي، وكان قد استقى مادته من كتاب "المنهاج" للنووي -رحمه الله تعالى -ويعتبر الشيخ بافضل من علماء اليمن المعروفين، وأسرته لها باع كبير في نشر العلم والدين.
وقد اشتهر علماء اليمن بتأليف المختصرات النافعة، التي جابت البلدان، وانتفع منها العلماء والطلبة، وقد حظي المختصر الكبير بشروحٍ كثيرة، كما حظي المختصر اللطيف بشرح نفيس من تصنيف العلامة شمس الدين الرملي، والذي آثرتُ هنا: أن أنقل ترجمته، وترجمة العلامة بافضل (التي استفدتها مما كتبه الشيخ محمد أحمد الشاطري، والشيخ محمد بن أبي بكر باذيب)، بالإضافة إلى الشروحات التي حظي بها المختصر الكبير، وهي كثيرةٌ بفضل الله تعالى.
ترجمة الإمام الشمس الرملي
هو الإمام شمس الدين الأنصاري المعروف بـ"الشافعي الصغير"، محمد بن أحمد بن حمزة بن شهاب الدين الرملي، المنوفي، المصري، نسبةً إلى رملة، قرية صغيرة نسبياً بالقرب من منية "الوجه البحري".
ولد بمصر سنة (919 هـ)، ونشأ بها، ودرس على والده، وكان أغناه عن التردد على علماء ذلك الوقت، حيث كان معظمهم من تلاميذ والده، وشارك والده في بعض شيوخه؛ كالشيخ زكريا الأنصاري، وبرهان الدين ابن أبي شريف، فقد أخذ عنهما كما أخذ عنهما والده من قبل.
وكانت نشأته صالحة، فقد نشأ على الدين والتقوى وحفظ الجوارح ونقاء العرض، وقد أجمع العلماء على تقمه وإمامته، وكونه مرجع أهل مصر في تحرير الفتاوى، وجلس للتدريس بالمدرسة الناصرية بعد وفاة والده، وحضر درسه أكثر تلاميذ والده، منهم: الشهاب أحمد بن قاسم، والشيخ ناصر الدين الطبلاوي، وولي منصب إفتاء الشافعية، وأقام عدة مدارس، ودرس التفسير والحديث والأصول والفروع والنحو والمعاني والبيان.
واستمر على هذا النحو من الإفادة والاستفادة والتدريس والإفتاء، حتى وافته المنية بالقاهرة، سنة (1004 هـ)، رحمه الله رحمة واسعة.
وصنّف شروحاً وحواشي كثيرة، منها:
1 - تحفة البهية في شرح عقيدة الهذلية - في الكلام
2 - رسالة في الوضوء
3 - رسالة في فضل السواك
4 - شرح هديّة الناصح وحزب الفلاح للشيخ أحمد الزاهد = عمدة الرابح في معرفة الطريق الواضح شرح هديّة الناصح.
6 - غاية البيان في شرح نظم "زبد" ابن رسلان.
7 - غاية المرام في شرح شروط المأموم والإمام
8 - فتح الملك الوهاب بشرح "العباب" - في الفقه (ولم يتمه).
9 - نهاية المحتاج في شرح المنهاج للنووي - في الفروع (وهو أشهر كتبه)
10-وشرح الإيضاح في مناسك الحج للنووي.
11-وشرح منظومة ابن العماد.
12-وشرح العقود في "النحو".
13- وشرح الآجرومية.
14-وشرح مختصر الشيخ عبد الله بافاضل "الصغير".
15-وله حاشية على شرح التحرير.
ترجمة صاحب المختصر الكبير "المقدمة الحضرمية"
الشيخ عبد الله بلحاج بافضل الحضرمي الشافعي
رحمه الله تعالى (850 -918 هـ)
اسمه ونسبه:
هو الفقيه الإمام العلامة، العارف بالله، صاحب المصنفات النافعة: عبدالله بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الحاج بن عبدالرحمن بن عبد الله بن يحى بن القاضي أحمد بن محمد بن فضل بن محمد بن عبد الكريم بافضل، القحطاني، السعدي، المذحجي، الحضرمي، التريمي.
والمذحجي: نسبةً إلى قبيلة مذحج اليمنية، أي: القحطانية الشهيرة، ومذحج بميزان مجلس، والسعدي: نسبةً إلى سعد العشيرة بن مذحج، وإنما سُمي سعد العشيرة؛ لأنه كان يسير في عدد ضخمٍ من أبنائه وأحفاده، قالوا: إنهم حوالى ثلاثمائة،فإذا قيل له: من هؤلاء؟ قال: إنهم عشيرتي؛ لئلا يستكثرونهم عليه.
وهو من آل بافضل، ثم من آل بلحاج، أي: بن الحاج، وحذفت النون اختصاراً، كما تقول العرب: بلحارث بن كعب، وأمثالها.
وآل أبي فضل هم المشايخ الشهيرون بالعلم والتقى والصلاح والفضل، وقبيلتهم خصبة بالفحول من الرجال لعدة أجيال، وقد كتب الشيخ الشاعر الكبير: محمد بن عوض بافضل عن الكثير منهم في كتابه "صلة الأهل في مناقب آل أبي فضل".
مولده ونشأته:
ولد رحمه الله بتريم سنة (850 هـ)، ونشأ في حجر والده الشيخ عبدالرحمن، المتوفى بتريم سنة (866 هـ)، وكان والده من أهل العلم والصلاح، أخذ عن أبيه الشيخ أبي بكر، وتربى به، وعن الإمام الكبير الشيخ عمر المحضار وإخوانه، وعن الشيخ الإمام عبدا لله العيدروس، المتوفى سنة ( 865 هـ)، وحفظ القرآن صغيراً، وحفظ عدة متون في الفقه واللغة، واشتغل بعلم التجويد، و اعتنى بالفقه والحديث.
وكان العصر الذي نشأ فيه عالمنا، هو العصر الذهبي المتوسط لأهل العلم بحضرموت، والمؤسس على الكتاب والسنة، والاكتفاء الذاتي بالزراعة والصناعة.
شيوخه:
أخذ الإمام عبد الله بن عبد الرحمن بافضل عن علماء عصره في تريم ومكة والمدينة وعدن وشبام، فمن أبرز شيوخه:
- الشيخ الإمام، الفقيه المفتي: عبدالله بن أحمد بامخرمة ، السيباني، المتوفى سنة (903 ه) .
- الشيخ، الإمام الفقيه: محمد بن أحمد بن عبد الله بافضل ، المتوفى سنة (٩٠٣ ه ).
- العلامة الجليل، القاضي: برهان الدين إبراهيم بن علي بن ظهيرة القرشي، المكي، الشافعي، المتوفى سنة (891 هـ).
- العلامة المحدث: ناصر الدين محمد أبو الفرج بن أبي بكر ابن الحسين المراغي، العثماني، الشافعي، المدني ، المتوفى سنة ( 880 هـ) .
- الشيخ، العارف بالله: إبراهيم بن محمد بن أحمد باهرمز، الشبامي، المتوفى سنة ( 875 ه) .
- العلامة الجليل، الفقيه الصالح العارف: محمد بن أحمد بن عبد الله باجرفيل، الدوعني، الحضرمي، ثم العدني ، المتوفى سنة (903 هـ).
تلامذته:
أخذ عن الإمام عبد الله: جمعٌ كثيرٌ من طلبة العلم، البعض أخذ عنه في تريم، والبعض في الشحر بعد رحيله إليها، وحصرهم متعسّر، ولكن نكتفي بمن ذكروا في كتب الطبقات من كبار أعلام القرن التاسع والعاشر:
-السيد الشريف : عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن الفقيه المقدم، المعروف بصاحب (الحمرا) ، المتوفى سنة( 889 هـ) .
- الإمام الجليل، السيد العلامة : عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر باعلوي ، المتوفى سنة (923 هـ)، وهو من أتراب الفقيه بافضل، لكنه صرَّح بأخذه عنه.
- السيد الشريف، العلامة الهمام: محمد بن عبدالرحمن الأسقع ابن الفقيه عبد الله بلفقيه باعلوي، الحسيني، التريمي، المتوفى سنة ( 917 هـ) .
- الفقيه العلامة : عبد الله بن أحمد باسُرُومي، الشَّحري، المتوفى سنة (943 ه).
- السيد الشريف المؤرخ: عمر بن محمد بن أحمد باشيبان، العلوي، الحسيني، المتوفى سنة (944 هـ) .
- السيد الشريف الفقيه: أحمد البيض بن عبد الرحمن -الملقب بالجزيرة ابن الحسين بن علي بن محمد بن أحمد بن الفقيه المقدم، المتوفى سنة ( 945 ه) .
- السيد الشريف القاضي: أحمد شريف بن علي بن علوي خرد باعلوي، الحيي، التيمي، المتوفى سنة (959 هـ) .
- الشيخ الإمام، الفقيه العلامة: عبد الله بن محمد بن سهل بن حكم باقشير، الحضرمي ، المتوفى سنة (958 هـ).
- السيد العلامة، الفقيه المؤرخ: محمد بن علي بن علوي خرد باعلوي، التريمي، المتوفى سنة (960 هـ) .
- الشيخ الفقيه، الصالح الورع: أحمد بن عبد القوي بن عبد الوهاب بن أبي بكر الحاج بافضل، التريمي، المتوفى سنة (950 هـ) .
هؤلاء أعلام الآخذين عن الشيخ عبد الله بافضل، وهم غيض من فيض، وكلهم أجلاء، ومن كبار العلماء.
سعيه في أمور الخير
كان له رحمه الله جاه كبير، وصيت ذائع، وكتب مرة إلى السلطان عامر بن عبدالوهاب الطاهري سلطان عدن أن يوسع جامع تريم ، ويعمر مسيل ثبي، فبعث السلطان بمال جزيل مع السيد محمد بن أحمد باسكوته، وذلك سنة ( 903 هـ) .
وكان آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، كثير السعي في حوائج المسلمين ومصالحهم، وكانت له هيبة عند القبائل ، ويقوم بالصلح بينهم.
مؤلفاته
ألف الإمام بافضل رحمه الله عدداً من المؤلفات النافعة، والتي كتب الله لها القبول، ولا سيما مختصراته الفقهية، كما أن له مصنفات أخرى نافعة لم تشتهر كثيراً، وعسى أن يكتب الله لها أن تطبع فتنتشر كما انتشرت المختصرات الفقهية.
فمن مصنفاته :
1-المختصر الكبير، الذي يعرف با المقدمة الحضرمية، أو مسائل التعليم، وبحمد الله صدر محققاً عن دار المنهاج .
2-المختصر الصغير، وبحمد الله أيضاً، صدر محققاً عن دار المنهاج .
3-منسك الحج.
4-ونزهة الخاطر في أذكار المسافر.
5-لوامع الأنوار وهدايا الأسرار في فضل القائم بالأسحار.
6-وحلية البررة في أذكار الحج والعمرة.
7-الحجج القواطع في معرفة الواصل والقاطع.
8-و رسالة في أوراد المساء والصباح.
9-مؤلف في معرفة القبلة.
10-مجموع الفتاوى.
11-وصية نافعة .
وفاته
ولم يزل رحمه الله على الحال الجميل، والمجد الأثيل، حتن نزل باحته الحمام، فلبَّى داعي ربه، وانتقل إلى رحمة الله إلى دار السلام، وكان موته عشية الأحد، لخمسٍ مضت من رمضان، سنة (918 هـ).
عناية العلماء بالمقدمة الحضرمية
لقد حظي متن المقدمة الحضرمية أو المختصر الكبير بمكانة رفيعة بين الفقهاء والمتفقهين؛ وذلك لما له من مزايا كبيرة وخصائص نفيسة، فحفظوه وقرؤوه، ودرسوه ودرَّسوه، وتكاثرت عليه أقلام العلماء بين شارح ومُحضِّي؛ فممن شرحه:
- العلامة عبد القادر الغنيمي، الأنصاري، وسماه: «شرح المقدمة الحضرمية».
- العلامة محمد بن عقيب، وسماه: «شرح المقدمة الحضرمية».
- العلامة سعيد محمد باعشن الدوعني، الحضرمي، المتوفى سة (1270 هـ)، وسماه: «بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم»، وقد عنيت به دار المنهاج، فخرج بتحقيق علمي متميز.
- العلامة محمد بن عبد الله باسودان، المتوفى سنة (1281 هـ)، وسماه: «شرح مختصر بافضل».
- العلامة سالم بن عبد الرحمن باصهي، الشبامي، المتوفى سنة (1336 هـ)، وسماه: «التيسير في المختصر الكبير».
- العلامة محمد بن علي زاكن باحثان، الحضرمي، المتوفى سنة ( 1383 هـ)، وسماه: «التحفة السنية شرح المقدمة الحضرمية».
- الإمام شهاب الدين أحمد بن محمد ابن حجر الهيثمي، وسماه: «المنهج القويم بشرح مسائل التعليم» وعليه عدة حواش، منها:
* «المواهب المدنية على شرح المقدمة الحضرمية»، للعلامة محمد بن سليمان الكردي، المتوفى سنة (1194 هـ) ، وهي «الحواشي الكبرى».
* القول الفصل على شرح مقدمة بافضل، للعلامة الكردي أيضاً، وهي «الحاشية الوسطى».
«الحواشي المدنية على شرح المقدمة الحضرمية»، للعلامة الكردي أيضاً، وهي «الحاشية الصغرى».
وللحاشية الصغرى:
** «تقريرات على حاشية الكردي»، للملامة محمد بن هادي السقاف، المتوفى سنة (1382 هـ).
** «الفرائد الدينية في تلخيص الحواشي المدنية»، للعلامة أحمد بن كويا الشالياتي المليباري، المتوفى سنة (1374 هـ)
* «شرح المنهج القويم»، للعلامة أحمد بن محمد الباقاني النابلسي، المتوفى سنة (1195 هـ) .
* «حاشية على شرح الحضرمية لابن حجر»، للعلامة نجم الدين الحسين بن علي بن حسن بن فارس العشاري، المتوفى سنة (1200 ه).
* «الدرر السنية على شرح المقدمة الحضرمية»، للعلامة زين الدين أبي الخير عبد الرحمن بن عبد الله السويدي، المتوفى سنة (1200 هـ)
* «حاشية الجرهزي على المنهج القويم»، للعلامة عبد الله بن سليمان الجرهزي، المتوفى سنة ( 1201 هـ).
* «حاشية الترمسي أو المنهل العميم بشرح المنهج القويم»، للشيخ العلامة محمد محفوظ الترمسي (ت 1308 هـ)، وهي من أوسع الشروح وأكبرها، وقد طُبعت بدار المنهاج.
* «موهبة ذي الفضل على شرح مقدمة بافضل»، للإمام محمد محفوظ بن عبد الله التريمي، المتوفى سنة (1338 هـ)، وقد صدر عن دار المنهاج محققاً.
* «حاشية على شرح المنهج القويم»، للعلامة صالح بافضل بن محمد بن عبد الله بافضل، المتوفى سنة (1333 هـ).
*** وعليها تقرير، للعلامة محمد بن طالب بن سعيد الكلاوي، المتوفى سنة (1334 هـ) .
-الشيخ مصطفى ديب البُغا في كتابه «الهدية المرضية على المقدمة الحضرمية»، أو (الحواشي البغوية)، وهو شرحٌ مختصر مشفوعٌ بالدليل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق