تشجير متن الغاية والتقريب في الفقه الشافعي
لأحمد بن الحسين بن أحمد الأصفهاني (ت ٥٩٣ هـ)
د. عماد علي جمعة
جامعة القصيم- الرياض
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ إن أفضل ما يشتغل به المرء بعد تصحيح الاعتقاد، وإخلاص التوحيد لله عز وجل في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، هو الاشتغال بالفقه الذي هو أصل الخير، ومنبع الفضائل، وفي الحديث: (ومن يرد الله به خيرا يفقهه فِي الدّين) أَي يفهمهُ ويبصره فِي كَلَام الله تَعَالَى وَكلام رَسُوله صلى الله عليه وسلم..
ولا شك أن دراسة متن من متون الفقه المذهبية من الأمور التي تسهل على الطالب حفظ أصول المسائل، وأطراف الأدلة، والتمييز بين القضايا المتشابهة، وإحكام الأبواب والفروع المختلفة، ومعرفة معتمدات المذاهب، والتطبيقات الأصولية والحديثية عليها..
ومن خيرة كتب الفقه الشافعي كتاب متن الغاية والتقريب، فهو على صغر حجمه قد اشتمل على أكثر أبواب الفقه ومعظم أحكامه ومسائله في العبادات والمعاملات وغيرها، مع سهولة العبارة وجمال اللفظ وحسن التركيب إلى جانب ما امتاز به من تقسيمات موضوعية..
وهذا الكتاب هو تشجير لمتن الغاية والتقريب، الذي شرحه الكثير من العلماء، ونظمه بعضهم، واختصره وترجمه آخرون، وهو كتاب نفيس ومفيد في الجملة..
ومما ينبغي التنبيه إليه أن المقصود الأعظم من دراسة أي مذهب من المذاهب الإسلامية الأربعة، هو تحقيق الفهم للأدلة، وتنمية الملكة الفقهية وأصول الاستدلال، وتغذية المسائل الأصولية بما تحتاجه من فروع،
ولا ننكر أن المذاهب الأربعة هي مذاهب مخدومة من أصحابها، تنقيحا، وتحقيقا، وترجيحا، وتوفيقا بين الأدلة والآراء.. لكنه لا ينبغي أن تكون هذه المذاهب مثار عصبية وتنازع وفرقة بين المسلمين، بل ينبغي أن يكون منشود كل متمذهب هو الوصول إلى الحق، وموافقة سنة النبي عليه الصلاة والسلام، كذلك فإن الخروج من الخلاف ومراعاته في كثير من المسائل مستحب، فربما اختلف الناس في مسألة، وكان الحق في غير معتمدات المذاهب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق