نور اللمعة في خصائص الجمعة
تأليف الحافظ جلال الدين السيوطي
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذه رسالةٌ نافعةٌ في بابها، ألفها الإمام السيوطي لبيان خصوصيات الجمعة وفضلها، ويوم الجمعة هو سيد الأيام وأعظمها عند الله تعالى، وهو أفضل من يوم الفطر والنحر، وقد أضَّل الله عنه الأمم قبلنا، وهدانا بفضله وكرمه إليه، وجعله لنا يوم عيد ومغفرة وعتق من النار، وفيه ساعةاستجابة لا يوافقها عبد مسلمٌ إلا استُجيب له.
وقد جاءت هذه الرسالة تتميماً لما ذكره الإمام ابن القيم في كتابه "زاد المعاد" حيث قال السيوطي: قد ذكر الإمام شمس الدين ابن القيم في كتابه "الهدي" ليوم الجمعة خصوصيات بضعاً وعشرين خصوصية، وفاته أضعاف ما ذَكر، قال: وقد رأيتُ استيعابها في هذه الكراسة، مُنبهاً على أدلتها على سبيل الإيجاز. انتهى.
وقد بلَّغها السيوطي فيما يظهر (111) مائة وأحد عشر خصوصية، منها واحدٌ مكررة وهي الخصوصية (66) كررها في (82)، فيكون مجموع ما ذكره (100) خصوصية.
ومن المعلوم أن كتب الفضائل والخصائص لا تخلو من أحاديث ضعيفة وواهية بل وموضوعة، وهذا الأمر ينطبق على رسالة الإمام السيوطي، فقد اشتملت على ذلك كله، والضعيف فيها أكثر، بل أورد فيها أحاديث لا أصل لها، بالإضافة إلى بعض الإسرائيليات، والبلاغات، وفتاوى الفقهاء واستنباطاتهم.
ولا شكَّ أن في الصحيح غُنية وكفاية، ويكفي الحريص على الطاعة والخير ما جاء في فضل الجمعة، من قوله صلى الله عليه وسلم: (مَن غسَّل يَومَ الجمُعَةِ واغتَسَل وبكَّر وابتَكَر ومَشى ولم يَركَبْ ودَنا منَ الإمامِ فاستَمَع ولم يَلغُ كان له بكلِّ خُطوَةٍ عمَلُ سَنَةٍ أجرُ صِيامِها وقِيامِها).
وفي هذا المقال مباحث:
الأول: أهمية هذه الرسالة.
الثاني: ذكر المواضيع العامة للرسالة.
الثالث: عشر فوائد تتعلق بالجمعة زيادة على ما في الكتاب.
الرابع: المقارنة التي ذكرها الناشر بين ما الخصائص التي ذكرها ابن القيم وبين الخصائص التي ذكرها السيوطي.
أهمية هذه الرسالة:
أولاً: تعلقها بيوم عظيم، وهو يوم الجمعة، الذي عظمه الله تعالى، وعظمه المسلمون، وهو بمثابة عيدهم الأسبوعي.
ثانياً: أن هذه الرسالة من أنفع الرسائل التي جُمعت في خصائص الجُمُعة.
ثالثاً: كثرة ما بها من الأحاديث والآثار والتي زادت على المائة والخمسين حديثاً، والتي يُحتاج لمعرفة صحيحها من ضعيفها.
رابعاً: كثرة البدع التي استُحدثت في هذا اليوم بسبب كثرة الأحاديث الواهية والموضوعة.
خامساً: أن هذه الرسالة تضمنت مقدمة جيدة للمُحقق؛ حيث وازن بين ما ذكره السيوطي فيها من خصائص الجمعة، وبين ما ذكره ابن القيم في زاد المعاد، وكانت خاتمة هذه الرسالة.
المقدمة
التعريف بالمصنف وفيه ستة فصول:
الفصل الأول: نسبه ومولده وأسرته
الفصل الثاني: تحصيله، علمه، وثقافته.
الفصل الثالث: شيوخه وتلامذته .
الفصل الرابع: آثاره العلمية (مؤلفاته، عددها، أسباب كثرتها)
الفصل الخامس: المآخذ التي تؤخذ عليه.
الفصل السادس: وفاته
فصل: تحقيق نسبة رسالة «نور اللمعة في خصائص الجمعة» للسيوطي
ذكر الخصائص:
الخصوصية الأول: «أنه عيد هذه الأمة».
الخصوصية الثانية: «أنه يكره صومه منفرداً».
الخصوصية الثالثة: «أنه يكره تخصيص ليلته بالقيام»
الخصوصية الرابعة: «قراءة ألم تنزيل وهل أتى على الإنسان في صبحها».
الخصوصية الخامسة: «أن صلاة صبحها أفضل الصلوات عند الله».
الخصوصية السادسة: «صلاة الجمعة، واختصاصها بركعتين، وهي في سائر الأيام أربع».
الخصوصية السابعة: «وأنها -يعني صلاتها -تعدل حجة تطوع».
الخصوصية الثامنة: «والجهر فيها وصلوات النهار سرية»
الخصوصية التاسعة: «قراءة (الجمعة) و (المنافقون) فيها»
الخصوصية العاشرة: «اختصاصها بالجماعة؛ وهو شرطٌ فيها، لا تصح إلا به»
الخصوصية الحادية عشرة: «اختصاصها بأربعين، مع الإمام».
الخصوصية الثانية عشرة: «اختصاصها بمكانٍ واحد من البلد».
الخصوصية الثالثة عشرة: «اختصاصها بإذن السلطان، عند أبي حنيفة».
الخصوصية الرابعة عشرة: «واختصاصها بإرادة تحريق من تخلف عنها».
الخصوصية الخامسة عشرة: «الطبع على قلب من تركها»
الخصوصية السادسة عشرة: «مشروعية الكفارة لمن تركها»
الخصوصية السابعة عشرة: «الخطبة»
الخصوصية الثامنة عشرة: «الإنصات للخطبة»
الخصوصية التاسعة عشرة: «تحريم الصلاة عند جلوس الإمام على المنبر».
الخصوصية العشرون: «النهي عن الاحتباء وقت الخطبة»
الخصوصية الحادية والعشرون: «نفي كراهة النافلة وقت الاستواء» .
الخصوصية الثانية والعشرون: «لا تسجر جهنم في يومها ».
الخصوصية الثالثة والعشرون: واستحباب الغسل لها» .
الخصوصية الرابعة والعشرون: «أن للجماع فيه أجرين»
الخصوصية الخامسة والعشرون إلى التاسعة والعشرين: «استحباب السواك، والطيب، والدهن، وإزالة الظفر، والشعر» .
الخصوصية الثلاثون: «استحباب لبس أحسن الثياب» .
الخصوصية الحادية والثلاثون: «وتبخير المسجد»
الخصوصية الثانية والثلاثون: «استحباب التبكير لها».
الخصوصية الثالثة والثلاثون: «لا يستحب الإبراد بها في شدة الحر بخلاف سائر الأيام».
الخصوصية الرابعة والثلاثون: «وتأخير الغداء والقيلولة عنها».
الخصوصية الخامسة والثلاثون: «تضعيف أجر الذاهب إليها بكل خطوة أجر سنة» .
الخصوصية السادسة والثلاثون: «لها أذانان، وليس ذلك لصلاة غيرها إلا الصبح »
الخصوصية السابعة والثلاثون: «الاشتغال بالعبادة حتى يخرج الخطيب»
الخصوصية الثامنة والثلاثون: «وقراءة الكهف»
الخصوصية التاسعة والثلاثون: «قراءة الكهف ليلتها».
الخصوصية الأربعون: «قراءة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة بعد صلاتها»
الخصوصية الحادية والأربعون: «قراءة الكافرين والإخلاص من مغرب ليلتها»
الخصوصية الثانية والأربعون: «قراءة سورة الجمعة والمنافقين في عشاء ليلتها»
الخصوصية الثالثة والأربعون: «منع التحلق قبل الصلاة»
الخصوصية الرابعة والأربعون: «تحريم السفر في يومها قبل الصلاة»
الخصوصية الخامسة والأربعون: «فيه تكفير الآثام» .
الخصوصية السادسة والأربعون: «الأمان من عذاب القبر لمن مات يومها أو ليلتها».
الخصوصية السابعة والأربعون: «الأمان من فتنة القبر لمن مات يومها أو ليلتها فلا يسال في قبره».
الخصوصية الثامنة والأربعون: «رفع العذاب عن أهل البرزخ فيه».
الخصوصية التاسعة والأربعون: «اجتماع الأرواح فيه» .
الخصوصية الخمسون: «أنه سيد الأيام»
الخصوصية الحادية والخمسون: «أنه يوم المزيد»..
الخصوصية الثانية والخمسون: «أنه مذكور في القرآن دون سائر أيام الأسبوع، قال تعالى: {إذا نودي للصلاة من يوم الجُمُعة}» .
الخصوصية الثالثة والخمسون: «أنه الشاهد والمشهود في الآية وقد أقسم الله به» .
الخصوصية الرابعة والخمسون: «وأنه اليوم المدخر لهذه الأمة» .
الخصوصية الخامسة والخمسون: «أنه يوم المغفرة».
الخصوصية السادسة والخمسون: «أنه يوم العتق» .
الخصوصية السابعة والخمسون: «فيه ساعة الإجابة».
الخصوصية الثامنة والخمسون: «الصدقة فيه تضاعف على غيرها من الأيام».
الخصوصية التاسعة والخمسون: «والحسنة والسيئة فيه تضاعف».
الخصوصية الستون: «قراءة حم الدخان يومها وليلتها».
الخصوصية الحادية والستون: «وقراءة يس ليلتها»
الخصوصية الثانية والستون: «وقراءة آل عمران فيه»
الخصوصية الثالثة والستون: «وقراءة سورة هود فيه»
الخصوصية الرابعة والستون: «قراءة البقرة وآل عمران ليلتها» .
الخصوصية الخامسة والستون: «جلب الذاكر للمغفرة قبل صيح يومها» .
الخصوصية السادسة والستون : «وما يقال ليلة الجمعة»
الخصوصية السابعة والستون: «الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم -يومها وليلتها» .
الخصوصية الثامنة والستون والتاسعة والستون والسبعون: «عيادة المريض وشهود الجنازة وشهود النكاح والعتق فيه».
الخصوصية الحادية والسبعون: «كلمات مخصوصة من قالها يوم أو ليلة الجمعة سبع مرات دخل الجنة».
الخصوصية الثانية والسبعون: «ظهوره -صلى الله عليه وسلم -في الصيف ودخوله البيت في الشتاء ليلة الجمعة» ؟!
الخصوصية الثالثة والسبعون: «الانتشار في السوق بعد صلاة الجمعة»
الخصوصية الرابعة والسبعون: «انتظار العصر بعدها يعدل عمرة».
الخصوصية الخامسة والسبعون: «صلاة حفظ القرآن في ليلتها»
الخصوصية السادسة والسبعون: «وزيارة القبور يومها وليلتها»
الخصوصية السابعة والسبعون: «علم الموتى بزيارة الأحياء فيه».
الخصوصية الثامنة والسبعون: «عرض أعمال الأحياء على أقاربهم من الموتى فيه».
الخصوصية التاسعة والسبعون: «يقول الطير فيه سلام سلام يوم صالح».
الخصوصية الثمانون: «حديث إذا راح منا سبعون رجلا إلى الجمعة كانوا كسبعين موسى الذين وفدوا إلى ربهم أو أفضل».
الخصوصية الحادية والثمانون: «استحباب الصيام والتصدق يوم الأربعاء والخميس والجمعة».
الخصوصية الثانية والثمانون: «وما يقال ليلة الجمعة» -وهي مكررة =انظر الخصوصية السادسة والستون.
الخصوصية الثالثة والثمانون: «فضل صلاة ركعتين بعد المغرب ليلة الجمعة».
الخصوصية الرابعة والثمانون: «حديث إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام».
الخصوصية الخامسة والثمانون: «ما يقال عند دخول المسجد يوم الجمعة»
الخصوصية السادسة والثمانون: «كراهة الحجامة فيه».
الخصوصية السابعة والثمانون: «وحصول الشهادة لمن مات فيه»
الخصوصية الثامنة والثمانون: «صلاة الضحى أربع ركعات يوم الجمعة بكيفية مخصوصة».
الخصوصية التاسعة والثمانون: «إذا وافق يوم عرفة يوم جمعة»
الخصوصية التسعون: «دعاء مخصوص يقال بعد صلاة الجمعة»
الخصوصية الحادية والتسعون: «لا تفتح فيه أبواب جهنم وهذه غير الخصلة السابقة أنها لا تسجر فيه»
الخصوصية الثانية والتسعون: «ويستحب السفر ليلتها»
الخصوصية الثالثة والتسعون: «أن لله ملائكة يكتبون من صلى ليلة الجمعة ويوم الجمعة في جماعة».
الخصوصية الرابعة والتسعون: «من اغتسل ليلة الجمعة وصلى ركعتين بكيفية مخصوصة رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه»
الخصوصية الخامسة والتسعون: «زيارة الإخوان في الله».
الخصوصية السادسة والتسعون: «لا تكره فيه الصلاة بعد الصبح ولا بعد العصر عند طائفة».
الخصوصية السابعة والتسعون: «صلاة أربع ركعات بكيفية مخصوصة يوم الجمعة داخل المسجد» انظر =الخاصية الثالثة والثمانين.
الخصوصية الثامنة والتسعون: «لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يترك مجلس قومه عشية الجمعة».
الخصوصية التاسعة والتسعون: «مباهاة الله ملائكته بعباده يوم الجمعة».
الخصوصية المائة: «دعاء مخصوص في ساعة من يوم الجمعة»
الخصوصية الحادية بعد المائة: «أن الله يبعث الجمعة يوم القيامة زهرة منيرة»
فصل موازنة بين ما ذكره الحافظ ابن القيم والحافظ السيوطي عن خصائص يوم الجمعة
فوائد في الكتاب
الفائدة الأولى
جاء في بعض كتب الحنابلة أن بعضهم كابن بطة وجماعة، قالوا: (ليلة) الجمعة أفضل من (ليلة) القدر، عدا الليلة التي أنزل فيها القرآن، واستدلوا بحديث الليلة الغراء، وغرة الشيء خياره، وأنه جاء في فضل يوم الجمعة ما لم يأتِ في فضل يوم ليلة القدر، وأجابوا عن قوله تعالى: {ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر} أن ليلة القدر خير من ألف شهر ليس فيها ليلة الجمعة، وهذا كما قدرها الأكثرون أن ليلة القدر خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، واستدلوا أيضاً: بأن ليلة الجمعة باقية في الجنة؛ لأن في يومها تقع الزيارة إلى الله تعالى، وهي معلومةٌ في الدنيا بعينها على القطع، وليلة القدر علينا مظنون. انتهى.
نور اللمعة في خصائص الجمعة، ص 73.
الفائدة الثانية
والحاصل: أن أفضل الأيام عندنا يوم عرفة، ثم يوم الجمعة، ثم يوم عيد الأضحى، ثم يوم عيد الفطر ، وأن أفضل الليالي ليلة المولد الشريف، ثم ليلة القدر، ثم ليلة الجمعة، ثم ليلة الإسراء هذا بالنسبة لنا . وأما بالنسبة له - صلى الله عليه وسلم - فليلة الإسراء أفضل الليالي؛ لأنه رأى فيها ربه بعيني رأسه على الصحيح. حاشية الشرواني على "تحفة المحتاج" (2/ 405)
قلتُ (محمد حنونة): مُراد الفقهاء -والله أعلم -بأن ليلة المولد أفضل من ليلة القدر، أن ليلة المولد يعني بخصوصها أفضل من سائر ليالي القدر -عدا الليلة التي تنزَّل فيها القرآن. وليلة المولد بخصوصها لا تتكرر.
وأشار السيوطي -رحمه الله -أن الليل أفضل من النهار، بقوله: احتجَّ من قال بتفضيل الليل على النهار، بأن في كل ليلةٍ ساعة إجابة، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة، وليس ذلك في النهار سوى في يوم الجمعة.
نور اللمعة في خصائص الجمعة (ص 86).
الفائدة الثالثة
(فائدة) قال سعيد بن منصور -بإسناده -إلى محمد بن قيس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمر سليكاً أن يُصلي ركعتين أمسك عن الخطبة، حتى فرغ منها.
نور اللمعة في خصائص الجمعة، ص 52
الفائدة الرابعة
قيل في بيان اختصاص الجُمُعة (بالأربعين) دون سائر الصلوات:
1-لأنها شرعت لمباهاة أهل الذمة في المدينة وهي لا تحصل إلا بذلك العدد؛
2-ولأن الأربعين أكمل الأعداد، كما أن كمال الإنسان ونمائه إلى الأربعين،
3-ولأن ذلك القدر قدر زمن بعث الأنبياء،
4-ولأنه قدر ميقات موسى والجمعة ميقات المؤمنين،
5-وقيل: إن قدر هذا العدد لا يجتمع إلا وفيهم ولي الله تعالى اهـ. برماوي.
حاشية الجمل على شرح المنهج (2/ 20)
الفائدة الخامسة
الخطب المشروعة «عشرة»:
أ- منها «ستة» في غير الحج، وهي:
في الجمعة، والعيدين، والكسوفين، والاستسقاء،
ب- وفي الحج «أربعة»، وهي:
الأولى: خطبة اليوم السابع عند الكعبة بعد صلاة الظهر،
والثانية: خطبة اليوم التاسع ببطن عُرَنة في عرفات.
والثالثة: خطبة اليوم العاشر، يوم النحر.
والرابعة: خطبة اليوم الثاني من أيام التشريق.
1- وكل هذه الخطب «مسنونة» إلا خطبتي الجمعة.
2- وكل هذه الخطب «أفراد» إلا التي في الجمعة وعرفات والعيدين، فإنها خطبتان.
3- وكل هذه الخطب واجبة «بعد صلاة الظهر»، عدا الجمعة وعرفات، فإنهما تجبان قبل الصلاة.
وعدا خطبة الاستسقاء، فإنه «يجوز» تقديمها على الصلاة وتأخيرها عنها.
انظر: حاشيتي قليوبي وعميرة: 1/ 320، وشرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 431 - 432.
الفائدة السادسة
فائدة: أحببت نقلها؛ لتعم الفائدة بها من (المجموع) للإمام النووي، قال رحمه الله تعالى: (قال أصحابنا: الناس في الجمعة ستة أقسام
أحدها: من تلزمه وتنعقد به، وهو: الذكر الحر البالغ العاقل المستوطن الذي لا عذر له.
الثاني: من تنعقد به ولا تلزمه، وهو: المريض، والممرض، ومن في طريقه مطر، ونحوهم من المعذورين.
الثالث: من لا تلزمه ولا تنعقد به ولا تصح منه، وهو: المجنون والمغمى عليه.
والرابع: من لا تلزمه ولا تنعقد به وتصح منه، وهو: المميز، والعبد، والمسافر، والمرأة، والخنثى.
الخامس: من تلزمه ولا تصح منه ولا تنعقد به، وهو المرتد.
السادس: من تلزمه وتصح منه وفي انعقادها به خلاف، وهو: المقيم غير المستوطن، والأصح: أنها لا تنعقد به). انتهى بتصرف يسير.
شرح السبحة الثمينة، ص 305
الفائدة السابعة
وبما أن الجمعة وقتها الظهر فهل هي ظهر مقصورة؟ أم هي صلاة مستقلة قام عليها الطلب استقلالا؟
والجواب: ما ذكره في (مغني المحتاج).
قال: والجديد أن الجمعة ليست ظهراً مقصوراً، وإن كان وقتها وقته وتتدارك صلاتها به، بل صلاة مستقلة؛ لأنه لا يغني عنها، ولقول عمر رضي الله عنه: «الجمعة ركعتان تمام غير قصر، على لسان نبيكم ي وقد خاب من افترى» رواه الإمام أحمد وغيره، وقال في (المجموع): "إنه حسن. والقديم: أنها ظهر مقصورة". انتهى.
شرح السبحة الثمينة، ص 236
الفائدة الثامنة
من الأعذار التي ذكرها الشافعية في جواز تعدد الجمعة:
١- أن لا يكون في المحل وضع من يسع من يغلب فعلهم عادة.
٢-بعدت أطرافه بأن لا يبلغهم النداء.
٣-أو كان بينهم قتال.
نيل الرجا، الشاطري، ص ١٢٤.
الفائدة التاسعة
قال الإمام السيوطي: وأقوى ما رأيته لاختصاص الجمعة بالأربعين، ما أخرجه الدارقطني في "سننه"، عن جابر رضي الله عنه، قال: (مضت السُّنة أن في كل أربعين فما فوق ذلك جُمعة). نور اللمعة في خصائص الجمعة، للسيوطي (ص 47).
لكن الحديث الذي ذكره السيوطي ضعيف جداً، قال ابن حبان: لا يجوز أن يحتج به، وقال البيهقي: هذا الحديث لا يحتج بمثله، وفيه عبد العزيز بن عبد الرحمن متروك.
وأقوى منه: ما رواه أبو داود (1069)، وابن ماجه (1082)، وغيرهما: عن كعب بن مالك رضي الله عنه: «أن أولَ مَن جمعِّ بأهل المدينة أَسْعدُ بن زرارة رضي الله عنه، وكانوا يومئذ أربعين»، وهو حديث حسن..
وفيه: قال عبد الرحمن بن كعب بن مالك؛ لأبيه: كم كنتم يومئذ؟ قال: «أربعين رجلاً».
وروى البيهقي في "السنن الصغير" (610)، عن عمر بن عبد العزيز، أنه كتب: «إذا بلغ أهل القرية أربعين رجلا فليجمعوا».
وأما ما رواه الزُّهريُّ: «أن مُصعب أول من جمع الجمعة بالمدينة وهم اثني عشر رجلاً» (دلائل النبوة؛ للبيهقي: 2/ 433).
فلنا فيه ثلاثة أجوبة:
الأول: ما روي عن كعب متصل، وقول الزهري منقطع ضعيف، والمتصل أقوى.
الثاني: أن الزُّهري أراد ذكر عدد النقباء الذين حضروا الجمعة، لا جميع من حضرها ممن أسلم، وكان أسعد بن زرارة أحد النقباء الذين حضروها، وقد أخبر أنه صلاها أربعين رجلا،
الثالث: أن الزهري أضاف الجمع إلى مُصعب، لكونه هو الذي صلاها، وأضافها كعب إلى أسعد بن زرارة؛ لأنه أول من دعا إليها.
الفائدة العاشرة
ذكر الساعة التي في الجمعة: وقد اختلف أهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم في هذه الساعة على أكثر من ثلاثين قولاً /ص 78 -85/:
فقيل إنها رُفعت.
وقيل: إنها في جمعة واحدة من كل سنة.
وقيل: إنها مخفيَّةٌ في جميع اليوم.
وقيل: إنها تنتقل في كل جمعة، ولا تلزم ساعةً بعينها.
وقيل: من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
وقيل: عند طلوع الشمس.
وقيل: أول ساعة بعد طلوع الشمس.
وقيل: في آخر الساعة الثالثة من النهار.
وقيل: إذا زالت الشمس.
وقيل: إذا أذن المؤذن لصلاة الجمعة.
وقيل: من الزوال إلى مصير الظل ذراعاً.
وقيل: من الزوال إلى أن يخرج الإمام.
وقيل: من الزوال إلى أن يدخل في الصلاة.
وقيل: من الزوال إلى أن يخرج غروب الشمس.
وقيل: عند خروج الإمام.
وقيل: ما بين خروج الإمام إلى أن تُقام الصلاة.
وقيل: ما بين خروج الإمام إلى أن انقضاء الصلاة.
وقيل: ما بين أن يحرم البيع إلى أن يحل.
وقيل: ما بين الأذان إلى انقضاء الصلاة.
وقيل: ما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن تنقضي الصلاة.
وقيل: من حيث يفتتح الخطبة حتى يفرغ منها.
وقيل: عند الجلوس بين الخطبتين.
وقيل: عند نزول الإمام من المنبر.
وقيل: عند إقامة الصلاة.
وقيل: من بين إقامة الصلاة إلى تمام الصلاة.
وقيل: هي الساعة التي كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلي فيها الجمعة.
وقيل: من صلاة العصر إلى غروب الشمس.
وقيل: في صلاة العصر.
وقيل: بعد صلاة العصر إلى آخر وقت الاختيار.
وقيل: من حين تصفرُّ الشمس إلى أن تغيب.
وقيل: آخر ساعةٍ بعد العصر.
وقيل: إذا تدلى نصف الشمس للغروب.
__________________________________________
ختم الباحث كتاب بذكر موازنة بين الخصائص التي ذكرها ابن القيم في زاد المعاد والتي ذكرها السيوطي في رسالته "اللمعة"، وهي بمثابة تلخيص للرسالتين، وبيان للصحيح والضعيف منهما، كما يلي:
أولاً: ما اتفق عليه السيوطي وابن القيم وهو صحيح وعددها (25) خصوصية:
أنه عيد هذه الأمة.
أنه يكره صومه منفرداً.
قراء ة (الم السجدة والإنسان في صبحها)
صلاة الجمعة.
الجهر فيها
الجماعة
قراءة سورة الجمعة والمنافقين فيها
الخطبة
الإنصات
نفي كراهة النافلة وقت الاستواء (وإن كان الحديث الذي استشهد به السيوطي ضعيف، إلا أن في المسألة تفصيلاً فقهياً، وهو ما رجحه ابن تيمية، ابن القيم، راجع الزاد (1/ 378).
الغسل
السواك
الطيب
لبس أحسن الثياب
التبكير
تضعيف أجر الذاهب إليها بكل خطوة أجر سنة.
الانشغال بالعبادة حتى يخرج الخطيب (وأدلة ابن القيم أقوى، وقد ذكرها ص 378 في الخصوصية الحادية عشرة)
قراءة سورة الكهف في يومها
تكفير الآثام
أنه يوم المزيد
أنه الشاهد والمشهود
أنه المدخر لهذه لأمة
أن فيه ساعة الإجابة
الصدقة فيه تُضاعف (صحَّ ذلك عن كعب)
استحباب الإكثار فيه من الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم
ثانياً: ما اتفق عليه السيوطي وابن القيم، ولم تثبت صحته (5) خصوصيات.
اختصاصها بأربعين
اختصاصها بمكان واحد من البلد
لا تسجر جهنم في يومها
أن الأرواح تجتمع في يومها
تحريم السفر يوم الجمعة
ثالثاً: ما وافق فيه ابن القيم السيوطي ولم يعده من الخصائص وعدده (4) خصائص:
الطبع على من ترك الجمعة (ذكرها ابن القيم في الزاد، ضمن الخصوصية الثالثة، ص 376)
أنه سيد الأيام (ذكرها ابن القيم في الزاد، في فضل الجمعة قبل ذكر الخصائص، ص 376)
إذا وافق يوم الجمعة يوم عرفة (ذكره ابن القيم في الزاد، ص 60 ولم ذكره في الخصائص).
تحريم الصلاة عند جلوس الإمام على المنبر (ذكرها ابن القيم في الزاد ضمن الخصوصية الحادية عشر ص 379، وهذا هو الراجح في هذه المسألة، ويخرج من ذلك تحية المسجد).
رابعاً: ما تفرد فيه ابن القيم وعدده (3) خصائص:
أن يوم الجمعة تفزع منه الخلائق، وانظر الزاد (ص 412) الخصوصية الثامنة والعشرون.
أنه خيرة الله من أيام الأسبوع، انظر الزاد (ص 414) الخصوصية الثلاثون.
أنه يوم اجتماع الناس وتذكيرهم (ص 421) الخصوصية الثالثة والثلاثون.
خامساً: ما تفرد به ابن القيم ولم يأتِ فيه بدليل صحيح، وعدده (خصوصية واحدة)، وهي:
أنه اليوم الذي يُستحبُّ فيه للعبادة (ص 398) خصوصية الثانية والعشرون وهذه غير الخصوصية التي اتفقا عليها، وهي صحيحة، وهي الانشغال بالعبادة حتى يخرج الخطيب.
سادساً: ما انفرد به السيوطي وهو صحيح عنده وعدده (10) خصائص:
يكره تخصيص ليلته بالقيام
إرادة تحريق من تخلف عنها.
النهي عن الاحتباء أثناء الخطبة.
استعمال الدهن
تأخير الغداء والقيلولة في يومها
لها أذانان (مع خلاف فقهي).
قراءة الكهف ليلتها (والذي اتفقا عليه يومها)
منع التحلق قبل الصلاة.
الأمان من فتنة القبر لمن مات يومها أو ليلتها.
أن الله يبعثها يوم القيامة زهراء منيرة.
سابعا: ما تفرد به السيوطي وليس له فيه دليل صحيح وعدده (1 + 3 + 49 =53) خصوصية:
أن صلاة صبحها من أفضل الصلوات عند الله
اشتراط إذن السلطان
الكفارة لمن تركها
للجماع فيها أجرين
استحباب إزالة الظفر في يومها.
استحباب إزالة الشعر في يومها.
تبخير المسجد يوم الجمعة
قراءة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة بعدها
قراءة الكافرون والإخلاص من مغرب ليلتها
قراءة سورة (الجمعة) و (المنافقون) في عشاء ليلتها
الأمان من عذاب القبر لمن مات يومها أو ليلتها (والذي صح الأمان من فتنة القبر)
رفع العذاب عن أهل البرزخ
أنه مذكور في القرآن دون سائر الأيام
أن الله ليس بتارك أحداً من المسلمين يومها إلا غفر له
أنه يوم العتق
الحسنة والسيئة فيه تُضاعف
قراءة (حم والدخان) يومها وليلتها
قراءة (يس) ليلتها
قراءة (آل عمران) يومها
قراءة (هود) يومها
قراءة (البقرة وآل عمران) ليلتها
جلب المغفرة قبل صبح يومها لمن ذكر ذكراً مخصوصاً.
ما يُقال ليلة الجمعة (+1)
عيادة المريض وشهود الجنازة والنكاح والعتق (+ 3).
الانتشار في السوق بعد الصلاة
انتظار العصر بعدها يعدل عمرة
صلاة حفظ القرآن ليلتها.
زيارة القبور يومها وليلتها
علم الموتى بزيارة الأحياء لهم فيه
عرض أعمال الأحياء على أقاربهم الأموات (والثابت أن الأعمال تُعرض على الله كل اثنين وخميس).
يقول الطير فيه: سلام، سلامٌ يوم صالح
حديث (إذا راح منا سبعون رجلاً إلى الجمعة كانوا كسبعين موسى).
صيام يوم الأربعاء والخميس والجمعة، والتصدق يوم الجمعة.
صلاة ركعتين بعد المغرب ليلتها
حديث: (إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام)
ما يقال: إذا دخل المسجد يومها
ما يُقال إذا دخل المسجد يومها.
كراهة الحجامة فيه
حصول الشهادة لمن مات فيه
صلاة الضحى أربع ركعات يومها
دعاءٌ مخصوص يُقال بعد صلاة الجمعة
لا تفتح فيه أبواب جهنم
استحباب السفر ليلتها (والذي ثبت في الصحيح السفر يوم الخميس)
إن لله ملائكةً يكتبون من صلى ليلة الجمعة ويوم الجمعة في جماعة (أورد فيه أثراً من بلاغات ثابت البُناني).
صلاة ركعتين مخصوصة ليلتها.
لا تُكره فيه الصلاة بعد الصبح ولا بعد العصر (أورد أثراً عن طاووس).
زيارة الإخوان في الله يوم الجمعة
صلاة أربع ركعات مخصوصة لمن دخل المسجد يومها
دعاء مخصوص يومها.
ثامناً: ما تفرد به السيوطي ولم أعثر عليه، وعدده (4) خصائص:
دعاء مخصوص يومها وليلتها.
استحباب الظهور ودخول البيت ليلتها.
استحباب ترك مجلس القوم عشية الجمعة.
مباهاة الله ملائكته بعباده يوم الجمعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق