رحلتي مع الشيخ نزار ريان من البداية حتى الاستشهاد
تأليف: د. وائل محيي الدين الزرد
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ ذكريات جميلة تبعث القارئ على النشوة والطرب، وكلمات ورافة مُفعمةٌ بالحُسن والبهجة، تكاد حروفها تنطق بالحب العميق، وتشدو سطورها بمآثر الصالحين… ذكريات عجيبة تفعل في القلب ما لا يفعله الشراب العتيق، وأجدني واجماً أمام هذه المعاني العظيمة، والمواقف الكثيرة، التي لا يكاد يعقلها إلا من عرف قدر هؤلاء الكبار.
وقد حاولت أن أترجم بعضها بعباراتٍ أقل، فوجدتني عاجزاً عن ذلك، إذ المواقف والمعاني لا تختصر، بل إن محاولة تقريبها وتقليلها يُصيبها بالخلل، الأمر الذي يُشبه نقل الزهرة من منبتها؛ فيُعرضها للجفاف، وقد وجدتُ في هذا الكتاب معاني لا يُمكن تداركها بغير تدبرها والاستفادة منها، لأنها تُبرز عبقرية المترجم له وصلاحه وتقواه وجهاده، حيث التواضع الجم والأدب والصفات الحميدة، تجتمع في الشيخ العالم المجاهد نزار ريان -رحمه الله تعالى.
ولعلَّ سيرة الشيخ نزار قريبةً جداً من سيرة الشيخ القسام -رحمه الله تعالى - غير أن الشيخ نزار عايش الصحوة الإسلامية منذ بدايتها، ولك أن تتخيل حجم التضييق والمعاناة التي نالت الشيخ بسبب أذى الاحتلال والسلطة الفلسطينينة، وقد كان له قدم الصدق في العمل الدعوي والجهادي.
ولا شك أن عمل الدعوة له "لذَّة" لا تُدانيها لذة المال والنساء والأبناء… وللمحتسب "أجراً" لا تدانيه قيمة الدنيا ونعيمها.. طالما أن الداعية يستذكر حديث (لأن يهدي الله بك رجلاً)... ولذة الشعور بالرضى واستعلاء الإيمان وانتصاره بقوله: {ويومئذٍ يفرح المؤمنون}، لتكون الخاتمة هي الشهادة في سبيل الله: {من المؤمنين رجال صدقوا}، وهكذا كانت خاتمة الشيخ -رحمه الله تعالى.
إن ذكرى هؤلاء العظماء والشهداء ستبقى مستمرةً بعدهم زماناً طويلاً، لأنهم كانوا في حياتنا كالنقش الجميل، وأعمارهم القصيرة كزهرة البنفسج سرعان ما تملأ المكان عطراً وجمالاً.
وختاماً، أنصح بقراءة الكتاب… وجزى الله الشيخ المؤلف خير الجزاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق