تحفة الاعتقاد
متن مختصر في صحيح العقيدة وبيان ما يُخالفها
تأليف: إسلام محمود دربالة
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة
تمهيد/ إن الكلام في العقيدة الصحيحة ليس تضييعاً للوقت كما تدَّعي بعض التنظيمات الإسلامية، ولا خروجاً عن مألوف الطبيعة والفطرة، بل هو تجديدٌ لما وقر في النفوس من تعظيم الله عز وجل، ومحبة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومن أجل ذلك فإن كل ما يُبذل في بيان هذه العقيدة ليس ضياعاً للوقت، ولا معركة في غير مكانها، ولا إهداراً للطاقة وتركاً لقضايا الأمة المصيرية، بل هو الحق الذي لا ينبغي العدول عنه، والمعركة التي يجبأن يُبدأ بها، لأن معرفة الرب سبحانه، والإيمان به كما وصف نفسه، والاعتقاد بصفاته التي تليق بجلاله وعظمته كل ذلك من عوامل النصر والتمكين، وهو أوجب الواجبات في الدين، بل هو الدين كله.
ونحن نعيش في هذه الأيام -وفي بلدنا خاصَّة -فتنة كبيرة، ومتغيرات خطيرة تعصف بدين العامة، كعصف الريح العاتية، تمر على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والعالم والجاهل -كقطع الليل المظلم، ولا أحدٌ يُحرك ساكناً، وهذا إن دلَّ يدلُّ على التهاون والتساهل في أمور المعتقد والدين والذي سيفضي في النهاية بهؤلاء الزعماء والقادة بالضمور والانحراف والعياذ بالله.
وقد رأينا في بلدنا وبلاد المسلمين عامة أحوالاً تتبدل، ونفوساً تتغير، بين عشيّةٍ وضحاها، مع قلة الورع والدين، لا سيما من بعض من يلبسون العمائم ويضعون الطرابيش، فأصبح الدين مظاهر جوفاء على أشكالٍ خربة، ولقد أخبرنا نبينا صلى االله عليه وسلم عن وقوع الفتن وشدة خطرها؛ فقال صلى االله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافراً ويمسي مؤمنا ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا)، ولذلك لابد من الثبات في وجه هذه الفتن.
وهذا متنٌ مختصرٌ نفيس في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة، منتزعة من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد بيّن فيه مؤلفه: العبادة تعريفها وأنواعها، والدين ومراتبه، والتوحيد وأقسامه، والشرك وأنواعه، والكفر وأنواعه، وأركان الإيمان، وأركان الإسلام، والنفاق وأنواعه.
ثم تحدث عن سيرة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، عن نسبه، وبعثته، وهجرته، وتبليغ رسالة ربه، وتحدث عن عقيدتنا في الصحابة وفضلهم، وعن الخلفاء الراشدين، والعشرة المبشرين بالجنة، وعن زوجات النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وأتبع ذلك بالحديث عن مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، وكرامات الأولياء، وعن السنة والبدعة، والنصيحة وبراءة أهل السنة من أهل البدع.
خاتمة ونصيحة:
أوصي نفسي وإخواني بالثبات على العقيدة الصحيحة، وهو أعظم أحوال الثبات لا سيما في مسائل التوحيد، والإيمان بالكتب، والرسل، والتصديق بالقدر والمشيئة، والبعث والنشور، وحسن الظن بالله، مهما كانت الشدائد والفتن، مهما تعددت أحوال الابتلاء.
كما أوصي بحفظ هذه المادة، وتدريسها في المساجد والأندية وحلقات العلم والدرس، وإعادة النظر فيها باستمرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق