مقال حول كتاب = أبو حامد الغزالي بين مادحيه وقادحيه
(450 -505 هـ)
د. يوسف القرضاوي
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة
تمهيد/ يعتبر أبو حامد الغزالي إحدى الشخصيات القلقة في تاريخنا الغابر، وهو أحد من اجتمع فيه العقل والفهم والذكاء، فكان من أذكياء العالم، ولكنه في ذات الوقت كان يحمل نفساً قلقة، وعقلاً ثائراً، فكان فكره غير ثابت، ولم يستقر على حالةٍ واحدة؛ بل دخل في أمورٍ كان عليه ألا يخوض غمارها، واستحسن أموراً لم تكن حسنةً في ذات الأمر، بل كان دخوله فيها سبباً لانتقاده الكثير والكبير من قبل العلماء، فتعمق في الفلسفة حتى قيل فيه: "أمرضه الشفاء" أي شفاء ابن سينا، وخاض في معارف المتصوفة ووضع كتابه "الإحياء" في محاولة منه لأن يكبح جماح القوم ويردَّ غلواءهم، لكنه أُصيب برذاذ شطحهم، فلم يسلم له حاله من هذا المرض الفتاك "التصوف".
وقد عاش الغزالي تناقضاً مستمراً في داخله بين طريقي الفقه والتصوف؛ بحيث يصعب معالجة التصوف بأحواله المناقضة للشرع، والتي لا يمكن أن تتواءم مع مطالب الدين والحاجات الدنيوية، ولكنَّ شيئاً ما جبذه إلى التصوف؛ فخضع للطرف الأبعد، وأغرته بعض المعارف العقلية والحالات النفسية إلى أن يسلك طريق التصوف، وكان نتاج ذلك عثراته المتتالية والمتناثرة في كتبه المطبوعة، وأخطر ما يؤخذ عليه فيها هو قوله "بالكشف" الذي هو علمٌ مشتملٌ على السحر والكهانة والتعامل مع الجان، ولكنَّه صرح بأنه لا يجوز إيداع ذلك في الكتب، بحجة أنها أسرار!!.
وما نقله هو عن أسرار هذا الكشف، مُقرراً له بما يُنسب لـزين العابدين –ولا يصحُّ عنه:
يا رب جوهر علمٍ لو أبوحُ به ... لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
وهذا يُفيد ويُنبي بأن ثمَّة أسرار تناقض مفردات الشرع المعروفة، بحيث لو أفصح عنها، لحُكم عليه بالردة، واستبيح دمه.
ومع ذلك فإن الغزالي بتصوفه العقلي وفلسفته الوليدة هي تجربة واحدة لا يُمكن تعميمها، وحقها أن نعاملها كدراسة حالة، لأن آراءه في هذا الباب غير منضبطة وبالتالي لا يُمكن اعتمادها أو الركون إليها، بالإضافة إلى ما كان عليه من الأشعرية المتعصبة ومذهبه في تأويل الصفات، ونظرته الخاطئة الداعية إلى إهمال الحياة المادية من أجل الاستغراق في اللذات الروحية.
ولكنه بحكم شهرته وذيوع صيته، كان أيقونةً صعبة، لها تأثيرها العميق الممتد من القرن الخامس الهجري إلى وقتنا الحالي، ولن ينتهي الجدل الدائر حوله، ما دام أن هناك من يعتقد إمكان الاستفادة من تراث الغزالي بعد تنقيته تماماً من الشوائب الكثيرة والكبيرة العالقة فيه.
والغزالي كغيره من الشخصيات البارزة التي تعرضت للنقد في جوانب معينة من شخصيته وسلوكه وكتبه ورسائله وآرائه، وبالطبع تفاوتت آراء النُّقاد فيه، وتباينت مناهج النقد ما بين غالٍ ومتوسط ومتهاون، كل ذلك تبعاً لاختلاف الطرق والأذواق.
ولم تكن الأذواق وحدها هي المتحكمة في تقييم شخصية الغزالي، ولكن تناقضات الغزالي المستمرة في كتبه كانت سبباً رئيساً لتوجيه سهام النقد إلى عقلية الغزالي المتناقضة واعتقاداته المتضاربة، ومن ذلك قوله بإنكار البعث الجسماني واللذة الحسية في بعض كتبه مثل "ميزان العمل" والذي نسب فيه هذا القول إلى شيوخ الصوفية والإلهيين، وأن النعيم واللذة والألم هي للأرواح فقط، ويقول في "المنقذ" هذا هو اعتقاد الصوفي، بينما يقوم بتكفير من ينكر البعث الجسماني في كتبه الأخرى كـ "التهافت"، ولا شكَّ أن إنكار حقيقة البعث الجسماني كفرٌ وضلال؛ لأنه مُنافٍ لمبادئ القرآن الكريم.
ولنا أن نتساءل كما يقول الدكتور سليمان دينا في كتابه "الحقيقة في نظر الغزالي": كيف كان الغزالي يُكفر الفلاسفة في الظاهر ويتبعهم في الباطن؟
وقد أدى هذا التعارض البيِّن ببعض دارسي الغزالي إلى القول بأن له مذهبان:
المذهب الأول: (للعوام)، وقد أودعه في كتبه مثل "التهافت".
المذهب الثاني: (للخواص)، تبع فيه مذاهب الفلاسفة، كما في "معارج القدس"، وغيرها.
ولا شك أن الغزالي هاجم الجانب الإلهي من الفلسفة، والتي يُراد منها إخضاع الدين للعقل؛ وبالطبع لم تمت الفلسفة بنقد الغزالي لها، وإنما تقلصت مساحتها وسلطانها، وفقدت ما لها من كيان وموقع في قلوب كثيرٍ من أبناء عصره، والحقيقة أن كل ما يملكه الفلاسفة من العقل هو قياس الشاهد على الغائب، والمحدود على غير المحدود، وهو قياسٌ مرفوضٌ تماماً، فهي من هذا الوجه شيءٌ يُشبه الخرافة، ومجازفة غير مضمونة، وهذا لم يمنع من ظهور فلاسفة كبار أمثال ابن باجه، وابن رشد، وابن طفيل، وغيرهم من الفلاسفة.
وفي المقابل لم ينكر الغزالي الفلسفة في طريقة النقد والبناء العقلي، الذي لا يتعارض مع الدين، فقد أعاد للإنسان المسلم تفكيره الحر القائم على أسس إسلامية صحيحة نسبياً، بدلاً من أن يُفكر بمنطق أرسطو وأفلوطين.
ومعلومٌ أن الفلسفة وحدها لا تُنمي المجتمعات، ولا تنهض بالأمم، وإنما الحياة والنهوض والتقدم الحقيقي يكون بالإيمان، والأخلاق، والعلم، وطريق ذلك بالنسبة لنا هو الرجوع إلى النبع الصافي والمحجة البيضاء التي تركنا عليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أبواب السلوك والاعتقاد والعبادة.
كذلك تقصير الغزالي في علم الحديث، أدى به إلى السقوط المدَوِّي في أحابيل الأحاديث الواهية والموضوعة والضعيفة جداً، والتي يذكرها أحياناً بصيغة الجزم، حتى وصفه ابن الجوزي بأنه "حاطب ليل"؛ لأن نشأته العلمية الأشعرية كان يغلب عليها الطابع العقلي الجدلي، بحيث لم تترك علوم المنطق والجدل مساغاً لعلم الحديث، وقد اعترف الغزالي نفسه في كتابه "قانون التأويل" بأن بضاعته مزجاةٌ في علم الحديث، ولا يُقال إن ما انتقده ابن الجوزي عليه هو نفسه منتقدٌ فيه، لأن موضع البحث هو الغزالي نفسه، ولو أن الغزالي اقتفى علم الحديث ودرسه بشكل أكبر؛ لتغير مسار تفكيره بالكلية.
على أن كتاب "الإحياء" للغزالي لقي خدمةً علمية جليلة من الحافظ زين الدين العراقي، والذي قام بتخريج أحاديثه تخريجاً موجزاً طُبع معا حاشية الإحياء، والمسمى (المغني عن حمل الأسفار، بتخريج ما في الإحياء من الأحاديث والأخبار)، فمن الواجب مراجعة أحكام العراقي عند النظر في أحاديث الكتاب.
ومما انتُقد على الغزالي –على ذكائه المُفرط في الفلسفة: أنه كان يستلب أفكار غيره دون أن ينسبها إلى أصحابها، هذا مع أنه عاب هذا في كتابه "الإحياء"، وعدَّه من السرقة المُحرَّمة، لكنه مارس هذا الأمر بطريقة غير مُبررة، وقد نقل عن عدد من الكتب منها: (الذريعة) للراغب الأصبهاني، و(القوت) لأبي طالب المكي، و(الرعاية) للمحاسبي، وقد نقل جُلَّه، حتى قال الكوثري: إن الغزالي تبطَّنه في إحيائه، فكانت هذه الأفكار بالنسبة للغزالي ملكاً شائعاً، ولكن الأمانة العلمية تقتضي أن لو أشار إلى ذلك.
يُضاف إلى ذلك كله موقفه السلبي أمام الأحداث العظام والكوارث الضخمة التي مرت بهذه الأمة، حيث احتلال الصليبيين لبيت المقدس، وقتلهم ستين ألفاً من أهله في عشية واحدة، ومن العجيب حقاً أن الغزالي لم يُشر إلى هذه الأحداث بالمطلق، ولا أظهر اهتماماً بها، ولا شك أن هذا منه يُعد تقصيراً كبيراً في المصلحة العامة للمجتمع بل للأمة، وهو موقفٌ يحتار أمامه ذوي الألباب.
كذلك كان الغزاليُّ مسؤولاً بطريقةٍ ما عن التخلف الحضاري والعلمي في وقتٍ ما لهذه الأمة؛ إذ هو أول من دعا إلى التقليد والجمود على أقوال السابقين في الفروع الفقهية، وإغلاق باب الاجتهاد تماماً، وكان هذا من أسوأ المواقف العلمية التي تغلق منافذ التفكير، وتعارض الفقه في أهم مميزاته وخصائص وهي "المرونة"، وصلاحيته لكل زمان ومكان، وما كان أفول شمس الحضارة الإسلامية إلا بمثل هذه الدعوات التي نقلتها من المقدمة إلى المؤخرة، ومن الابداع والاجتهاد إلى الجمود والتخلف.
كذلك انتقد على الغزالي بعض الكتب التي نُسبت إليه، والتي فيها الترويج للباطل والمذاهب المنحرفة، وكان ذلك في مرحلة مبكرة من حياته، وقد كان بوسعه أن يتبرأ منها، ولكن لم يُنقل ذلك عنه، ومن هذه الكتب "المضنون به عن غير أهله"، وهو كتابٌ مليءٌ بالسحر والشعوذة، والقول بقدم العالم، ونفي علم الله بالجزئيات، وكل واحدة من هذه كافية للقول بكفر القائل به عند الغزالي وسائر أهل السنة، وأنكر ابن الصلاح أن يكون هذا الكتاب للغزالي؛ فقال: معاذ الله أن يكون له! ووافقه السُّبكي، وقال الإسنوي في "طبقاته": ويُنسب إليه مصنفان بل وُضعا عليه، وهما "السر المكتوم"، و"المضنون به عن غير أهله". وقال ابن رشد: لعله لم يؤلفه.
ومما يُذكر أيضاً أن الغزالي ترك التصوف والفلسفة، وقطع علاقته بهما دون أن يضمن ذلك في رسالة أو كتاب؛ بل كانت حاله تدلُّ على ذلك؛ فإن آخر ما اشتغل به هو كتاب الله عز وجل، والنظر في صحيح البخاري ومسلم، ومات وهو مُشتغلٌ بذلك، فكان يُوزع أوقاته على التلاوة والذكر والتدريس، ولو أنه استقبل من أمره ما استدبر؛ لبدأ بطلب الحديث، واعتصم بصحيح السُّنة وهدي النبوة، فإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا الكتاب يذكر القرضاوي بعض الذين تعرضوا للغزالي بالنقد، والوجوه التي انتقدوه فيها، وقام بتمحيص هذه الوجوه فأثبت ما كان منها صحيحاً، ونفى الوجوه الأخرى، ومن أبرز هذه الانتقادات:
(1) نقد الطرطوشي محمد بن محمد، أبو بكر (ت 520 هـ)، من كبار فقهاء المالكية، وانتقد عليه خوضه في آراء الفلاسفة ورموز الحلاج، وفي المقابل حاول التاج السُّبكي الجواب عليه في "طبقاته" وهو صاحب رأيٍ منحرف وكلام فجّ، مع تعصبه المقيت للأشعرية.
(2) نقد المازري أبو عبد الله (ت 536 هـ)، وقد أنكر على الغزالي اكثاره من الأحاديث الموضوعة والواهي ة في كتبه، ومعلومٌ أنه لم تكن للغزالي في الحديث يدٌ باسطة.
(3) نقد ابن الصلاح، تقي الدين عثمان بن عبد الرحمن (ت 643 هـ)، وانتقد ادخال الغزالي علم المنطق في علم الأصول، واعترض عليه، بأن الصحابة وسلف الأمة لم يعرفوا المنطق الأرسطي.
(4) نقد ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ)، وقد انتقد الغزالي في مواضع كثيرة من كتابه القيّم (تلبيس إبليس)، ويذكر في كتابه "المنتظم" أنه ألف كتاباً سماه (إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء)، وقد ذكر فيه كيف باع أبو حامد الفقه بالتصوف.
(5) نقد شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 هـ)، والذي تميز عن الغزالي بتبحره في علم الحديث روايةً ودراية، وجمع من المعقول والمنقول أعظم مما جمعه الغزالي، وقد تعقب الغزالي في مواطن كثيرة من كتبه وآرائه التي تبع فيها آراء الفلاسفة، وأحكام القرامطة، وبيّن أن في "الإحياء" مواد فاسدة، والتي خلطها بمعارف الصوفية، فكان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين، فألبسه ثياب المسلمين.
وقد مرَّ الغزالي في حياته بثلاث مراحل، وهي:
المرحلة الأولى: وهي الفلسفة والمنطق، حيث تتلمذ على الإمام أبي المعالي الجويني (419 -478 هـ) الأشعري المذهب، وفي هذه المرحلة درس الفلسفة ووصل إلى الشك، وذلك في العام (458 -489 هـ).
المرحلة الثانية: وهي مرحلة التصوف والتعرف إلى الأذواق الصوفية وعلومهم؛ حيث أقام بمكة مدةً من العام (489 -499 هـ).
المرحلة الثالثة: وهي المرحلة السلفية، حيث انشغل بدراسة وتدريس القرآن والحديث في أخريات حياته من العام (499 -505 هـ)، وقد مات وصحيح البخاري على صدره -رحمه الله تعالى.
وقد وردت إشارات كثيرة إلى عقيدة وحدة الوجود عند الغزالي في كتابه "مشكاة الأنوار"، كانت بمثابة دفعة كبيرة لإحياء هذا المذهب الإلحادي عند المتصوفة وقد رأينا كثيراً من يهرعون إليه في واقعنا المعاصر وفي تاريخنا السابق.
وقد قسَّم الغزالي التوحيد إلى أربع مراتب:
1. توحيد المنافقين: وهو من قال لا إله إلا الله بلسانه وقلبه غافل.
2. توحيد العوام: وهو التصديق بلا إله إلا الله لفظاً ومعنى.
3. توحيد الكشف: وهو مقام المقربين، وهو رؤية فعل الله في الكون.
4. توحيد المشاهدة: وهو الاستغراق في توحيد الربوبية، ورؤية أنه ليس في الوجود سوى الله وصفاته وأفعاله (مفعولاته).
· خلاصة هذا البحث:
1. أن الذين انتقدوا الغزالي كانوا أئمةً كباراً في العلم والفقه وأئمةً في الزهد والورع والتقوى، ولم يكونوا أصحاب هوىً ولا غرض دينوي، ولا محاسدة ولا منافسة.
2. أن الذين انتقدوا الغزالي لم يمتروه حقه فيما أحسن فيه، بل أشادوا له فيه.
3. أن الأخطاء والكلام الباطل الوارد في كتاب الإحياء لا يسعنا إلا أن نردَّه ونُبين بطلانه، نصحاً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم –وللمؤمنين.
4. ينتقد على الغزالي انغماسه في طريق التصوف، وإذعانه الشديد لأعمالهم المبتدعة دون أن يحاكمها إلى منطق الفقه وأصوله، وهي بالطبع مخالفة لقوانين الشرع، ومنحرفةٌ تماماً عن هدي الكتاب والسنة الصحيحة.
5. لا يُقبل اعتذار الغزالي عن انحرافات الصوفية، وتجاوزاتهم في حق الشريعة،
6. للغزالي جهوده الجيدة في الرد على الفلاسفة والمتكلمين.
7. أن كثيراً من أحاديث "الإحياء" ليست لمجرد الترغيب والترهيب والترقيق، بل كثيراً ما يذكر الغزالي أحاديث واهية وموضوعة تناقض الموقف الصحيح للإسلام، في مثل قضايا: الزهد، والنظر إلى المال، والغنى، والفقر، والتوكل، والأخذ بالأسباب، وأن للقرآن ظاهرٌ وباطن، وأن من العلم ما يجب إخفاؤه عن الناس حتى عن العلماء.
8. أن بعض الأحاديث الضعيفة التي يذكرها في "الإحياء" يترتب على القول بها اختلال النسب بين الأعمال، وتعظيم ما حقه التصغير، وتصغير ما حقه التعظيم، أو تأخير ما حقه التقديم، وتقديم ما حقه التأخير.
9. لا يمكن اعتبار التصوف الذي دعا إليه الغزالي تصوفاً معتدلاً بفهم الكتاب والسنة، ولكن يُمكن الإفادة من شخصه كإنسان لديه شحنة روحية عالية، مع الحذر من المبالغات والغلواء الواقعة في كتبه، والبعيدة تماماً عن نهج الوسطية.
10. شخصية الغزالي قلقة ومضطربة وآراؤه متعارضة فهو ينفي في كتاب ما يُثبته في الآخر، وقد عاب عليه ذلك كثيرٌ من القدماء: كابن طفيل في كتابه "حي بن يقظان"، وابن رشد، وشيخ الإسلام ابن تيمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق