الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع
تأليف الإمام محمد بن أحمد الخطيب الشربيني
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ إن الفقيه هو الذي يضع الأمور في مواضعها، ولذلك قيل: الفقه قبل العبادة، والفقه في الدين وتعلم أحكامه من أنفس ما تصرف في سبيله الأوقات، إذ به التمييز بين الحلال والحرام، وعليه المعول في تصحيح العبادات والمعاملات، وعليه تبتني مصالح الأمة، لذا كان الاهتمام به لدى علماء الأمة في الدرجة الأولى، فصرفوا في سبيله الأوقات، وكتبوا فيه المصنفات، وكان الفقهاء هم حملة الأمانة، وورثة الأنبياء، وحرّاس الشريعة، وهم قومٌ نوَّر الله بصائرهم، فاهتدوا باجتهادهم إلى أحكام الله المبثوثة في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بمتن أبي شجاع أو (متن الغاية والتقريب)، ودرسوه في مجالسهم العامة والخاصة، وبلغت طبعاته وشروحه وحواشيه العشرات، ذلك أنه من أتقن المختصرات، لما حوى من الضوابط والتقسيمات، والقواعد المهمات، فقد أجمل فيه وأحسن، ووضحه مع غاية الاختصار وبيَّن، حيث خلا من التطويل الممل، والإيجاز المخل.
ومما وصلنا من الشروح القيمة الشرح المُسمّى (بالإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع) للإمام الخطيب الشربيني، وهو شرح قد عمَّ الانتفاع به، وتناوله العلماء والمحققون بالشرح والتمحيص والنقد، فوضعت عليه الحواشي والتعليقات، لأنه تضمن جملةً كبيرةً من المسائل الفقهية على وفق ترتيب الأصل، وقد في كثيرٍ من المسائل الدليل والتعليل الذي تظهر به فائدة الحكم.
وفيما يلي مقدمات مهمة جداً "مقتبسة من بعض الكتب":
ترجمة أبي شجاع -رحمه الله تعالى-
هو القاضي العلامة، الإمام الزاهد، الفقيه المدقق، الوزير الصالح، أبو شجاع، ويكنى أيضاً بأبي الطيب، شهاب الدين، أحمد بن الحسن بن أحمد، البصري المولد، الأصبهاني الأصل، المعروف بأبي شجاع.
روى عنه الحافظ أبو طاهر السلفي المتوفى سنة (٥٧٦هـ) في «معجم السفر» حديثاً عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من بنى لله عز وجل مسجداً بنى الله تعالى له في الجنة مثله».
ثم قال الحافظ السلفي: (القاضي أبو شجاع هذا من أفراد الدهر، درس بالبصرة أزيد من أربعين سنة مذهب الشافعي، ذكر لي هذا سنة خمس مئة، وعاش بعد ذلك مدة لا أتحققها، وسألته عن مولده؛ فقال: سنة أربع وثلاثين وأربعمائة بالبصرة، قال: ووالدي مولده بعبادان، وجدي الأعلى أصبهاني).
ولما تولى الوزارة، نشر العدل بين الناس، وكان لا يخرج من بيته حتى يصلي ويقرأ من القرآن ما أمكنه، لا تأخذه في الحق لومة لائم، وكان له عشرة أنفار يفرقون على الناس الزكوات، ويعطونهم الهبات، فكان يصرف على يد الواحد منهم مثة وعشرين ألف دينار، فعم إنعامه الصالحين والأخيار، ثم زهد في الدنيا، وأقام بالمدينة المنورة يكنس المسجد النبوي الشريف، ويفرش الحصر، ويشعل المصابيح إلى أن مات بها.
وله من المصنفات: «مختصر أبي شجاع»، والمسمى أيضاً: «غاية الاختصار»، و«غاية التقريب»، وله شرح على «الإقناع » للإمام الماوردي.
ترجمة الخطيب الشربيني -رحمه الله تعالى-
هو شمس الدين، محمد بن أحمد الشربيني الخطيب الشافعي، أحدُ أعيان الشافعية في القرن العاشر الهجري.
مولده ونشأته: لم تذكر كتب التراجم سنة ميلاده، وقد نشأ في شربين، وهي مدينة بمحافظة الدقهلية، بجمهورية مصر العربية، وحفظ القرآن الكريم في صغره، وتلقى على أكابر الشيوخ في الفقه والنحو واللغة والتفسير والبلاغة من أمثال الشيخ أحمد البرلسي، الملقب (بعميرة)، والنور المحلي، والبدر المشهدي، والشهاب الرملي، وناصر الدين الطبلاوي.
وقد تخرج في الأزهر، ودرّس في الأزهر نفسه، وقد وصفه معاصروه بالعلم والعمل والزهد والورع وكثرة النُّسك والعبادة، ووصفه الشعراني: بأنه الأخ الصالح، العالم، الزاهد، المقبل على عبادة ربه ليلاً ونهاراً. وأنه صحبه نحو أربعين سنة، فما رأى عليه شيئاً يعيبه في دينه، ولم ير في أقرانه مثله في حفظ جوارحه من المعاصي.
ومع إقباله الشديد على الطاعة والزهد في الدنيا، والتفرغ لدراسة العلم وتدريسه كان كثير التواضع، شديد الحياء، على علمٍ جمٍّ وفضلٍ كبير، فكان يؤثر على نفسه، ولو كانت به خصاصة.
قال عنه ابن العماد: إنه كان من عادته أن يعتكف من أول شهر رمضان، فلا يخرج من الجامع إلا بعد صلاة العيد، وكان إذا حجَّ لا يركب إلا بعد تعبٍ شديد، وكان من بداية الطريق يُعلم الناس المناسك وآداب السفر، ويحثهم على الصلاة، وكيفية القصر والجمع، وإذا كان بمكة أكثر من الطواف، وكان كثير الثناء على شيوخه، ولم يذكر أحداً بسوء ولا يعيب أحداً ولا يُسفه رأيه.
وقال عنه أحد معاصريه: كان يؤثر الخمول ولا يكترث بأشغال الدنيا، بمعنى أنه كان لا يسعى لسلطان، ولا يجري لمنصب، ولا يُحب الظهور، وصفاته تدل على أنه كان يجد حلاوة الإيمان في قلبه، بحبه لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحبه للناس حباً خالصاً، وإقباله على عبادة ربه. وكان كثير الزيارة لقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يستخير ربه سبحانه في الروضة الشريفة إذا همَّ بأمرٍ من الأمور، وكان ذلك عادة العلماء في ذلك العصر.
فلم يكتب حرفاً في كتابه "مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج" إلا بعد أن ذهب لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى ركعتين بنية الاستخارة في الروضة الشريفة.
وحينما عزم على تفسير القرآن الكريم، تردد في ذلك، وتوقف وتحرز. يقول الشيخ: إلى أن يسر الله تعالى لي زيارة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم سنة (961 هـ)، فاستخرت الله تعالى في حضرته بعد أن صليتُ ركعتين في روضته، وسألت الله أن يُيسر لي أمري، في شرح الله سبحانه لذلك صدري، فلما رجعتُ من سفري واستمر ذلك الانشراح معي، وكتمتُ ذلك في سري؛ حتى قال لي أحد أصحابي: "رأيتُ في منامي أن الشافعي -يقول لي: قُل لفلان يعمل تفسيراً على القرآن كما كان يُحب الإمام الشافعي -رضي الله عنه".
كتبه ومؤلفاته:
ظفرت المكتبة العربية بالكثير من مصنفاته ومؤلفاته، التي امتاز فيها بالبحث الدقيق والعلم الغزير، فقد لاقت قبولاً عظيماً، فشرقت وغربت، وما زالت تدرس وتُقرأ، ومن هذه المؤلفات:
1- في التفسير: السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير.
2- الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع في الفقه، ويقع في مجلدين.
3-ومغني المحتاج في معرفة معاني ألفاظ المنهاج للإمام النووي في الفقه.
4-وشرح التنبيه؛ لأبي إبراهيم الشيرازي في أصول فقه مذهب الشافعي.
5-وشرح البهجة في الفقه لابن الوردي.
6-شرح شواهد قطر الندى وبل الصدى في النحو.
7-تقريرات على المطول في البلاغة للتفتازاني.
8-مناسك الحج.
وتوفي الإمام الشربيني بعد هذه الحياة الحافلة بجلائل الأعمال بعد عصر الخميس الثاني من شهر شعبان، سنة (977 هـ) سبع وسبعين وتسعمائة، ودفن بالقاهرة، وله مزار بجوار قرافة المجاورين، رحمه الله تعالى.
مجتهدو المذهب -رحمة الله تعالى عليهم-
لا ريب أن مذهب الإمام الشافعي غنيٌّ بعلمائه المجتهدين، وأئمته المبرزين، الذين جعلوا حياتهم في خدمته، فأبرزوا من كنوزه الدرر الغوالي. ومصنفاتهم الكثيرة النافعة تشد بغزير علمهم، وعظيم فضلهم، فجزاهم الله عن الأمة خير الجزاء، وإن من الهير للطالب أن يسير في مذهبه وهو على بصيرةٍ برجاله المجتهدين.
ولما كان الحال لا يتسع لحصرهم جميعاً، لزم الاقتصار على ذكر بعضهم لا غضاً من شأن الآخرين، ولا انتقاصاً من أقدارهم؛ فهم جيمعاً مصابيح هداية، وهم جميعاً في العلم والفضل والورع كالحلقة المفرغة لا يُدرى أين طرفاها.
1-الإمام الرافعي: هو شيخ الإسلام أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم القزويني الرافعي، الإمام الحجة، كان عمدة المحققين، بلغ درجة الاجتهاد، وله مؤلفات نافعة كالشرح الصغير، والمحمود وهو كتاب في الفقه، وقد شرح مسند الشافعي، وشرح كتاب الوجيز للغزالي شرحاً وافياً سماه "المحرر"، وكان مع علمه وعلو مدركه ورعاً تقياً، وتوفي رحمه الله سنة ثلاث وعشرين وستمائة (623 هـ).
2-الإمام النووي: هو الشيخ محيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، وهو محرر المذهب ومنقحه، وهو صاحب التصانيف المشهورة، ولد بنوى سنة (631 هـ) -قريةً من قرى الشام بأعمال دمشق، ونشأ بها، وقرأ القرآن الكريم، ثم قدم دمشق وقرأ التنبيه في أربعة أشهر، وحفظ المهذب في بقية السنة، وكان يقرأ في اليوم اثني عشر درساً على المشايخ في عدة علوم، وكان يجدُّ في طلب العلم حتى فاق أقرانه، وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، يواجبه الملوك، وكان ذا وفاء في البحث عن العلم والعلماء، ولم يزل على ذلك إلى أن سافر إلى بلده، وتوفي في الرابع عشر من شهر رجب، سنة (676 هـ) رحمه الله تعالى.
3-الإمام ابن حجر: هو شهاب الدين أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيثمي، نسبةً إلى محلة أبي الهيثم من إقليم الغربية بمصر، ولد سنة (909 هـ)، وأخذ من القاضي زكريا الأنصاري، والرملي، واللقاني، والبلقيني، وغيرهم، وبرع في العلوم العقلية والنقلية، وكان بحراً في الفقه، قدوةً في زمانه، له مؤلفات كثيرة، أشهرها: (تحفة المحتاج) شرح المنهاج، وشرحان على الإرشاد، كبير ويُسمى (بالإمداد)، وصغير ويٍُمى (بفتح الجواد)، وله (الزواجر عن اقتراف الكبائر)، و(الفتاوي الهيثمية)، و(الفتح المبين في شرح الأربعين) وغير ذلك، ذهب إلى مكة حاجاً للمرة الثالثة سنة (940 هـ)، وأقام يُفتي ودرس إلى أن مات بالمعلاة، سنة (955 هـ).
3-الإمام الرملي: هو محمد بن أحمد بن حمزة، شمس الدين الرملي، المنوفي المصري الأنصاري الشهير بالشافعي الصغير. أخذ عن الشيخ زكريا الأنصاري، والبرهان بن أبي شريف وغيرهما، وكان قوي الفهم غزير العلم مرجعاً في الفتاوى، وله تآليف نافعة، كشرح المنهاج، وشرح البهجة الوردية، وعمدة الرابح، وغير ذلك، وتوفي رحمه الله سنة (1004 هـ).
عناية العلماء بمتن (غاية الاختصار) لأبي شجاع
لقد اعتنى أهل العلم بمتن «غاية الاختصار» فعكف عليه الطلبة حفظاً ودرساً، والعلماء نظماً وشرحاً، وتكاثرت أقلام الفقهاء على شروحه بين محشي ومقرر، وما ذلك إلا لبركة مؤلفه وصدقه وإخلاصه، ولاختصار هذا المتن المبارك، وبعده عن الحشو المخل، والتطويل الممل، فممن شرحه:
1- الإمام أحمد بن علي الحسني الشهير بالبدوي، المتوفى سنة ( ٦٧٥ ه)، وسماه : «الإخبار في حل ألفاظ غاية الاختصار» .
2- وشرحه: الإمام هبة الله بن عبدالله القفطي الشهير بابن سيد الناس، المتوفى سنة (٦٩٧هـ).
3- وشرحه: الإمام محمد بن علي بن وهب الشهير بابن دقيق العيد، المتوفى سنة ( ٧٠٢هـ )، وسماه: «تحفة اللبيب في شرح كتاب التقريب» .
4- وشرحه: الإمام عبد الله بن أحمد بن إسماعيل الحنفي، المتوفى بعد سنة (٧١٠هـ ).
5- وشرحه: الإمام تقي الدين أبو بكر بن عبدالله بن عبد المؤمن الحصني، المتوفى سنة (٨٢٩هـ)، وسماه : «كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار»، وعلى هذا الشرح:
* مختصر للشيخ أبي زرعة، المتوفى بعد سنة (٩٠٢ ه) ، سماه : «التماس الأسرار من اقتباس الأنوار في شرح غاية الاختصار» .
* مختصر للشيخ إسماعيل المجذوب حفظه الله تعالى، سماه : «المختار من كفاية الأخيار قسم العبادات» .
6- وشرحه: الإمام أبو عبدالله محمد بن أحمد بن موسى الكفيري العجلوني، المتوفى سنة (٨٣١هـ) .
7- وشرحه الإمام أبو العباس أحمد بن أبي بكر البلقيني، المتوفى سنة (٨٤٤هـ )، وسماه: «تحفة الأبرار في حل ألفاظ غاية الاختصار».
8- وشرحه: الإمام علي بن يوسف بن أحمد الغزولي، المتوفى سنة (٨٦٠هـ)، وسماه: «مائدة الجياع و سكردان الباع في شرح مختصر أبي شجاع ».
9-وشرحه: الإمام أبو زرعة أحمد بن محمد بن عمر البارنباري، المتوفى سنة (٨٨٩هـ ).
10- وشرحه: الإمام أحمد بن محمد بن محمد الأخصاصي القادري، المتوفى سنة ( ٨٨٩هـ ).
11- وشرحه: الإمام محمد بن سلامة بن محمد الأدكاوي المعروف بابن سلامة، المتوفى سنة (٨٩٢ هـ) .
12- وشرحه: الإمام أبو عبدالله محمد بن قاسم بن محمد الغزي المعروف بابن قاسم وبابن الغرابيلي، المتوفى سنة (٩١٨هـ) ، وسماه: «فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب»، ويُسمى أيضاً: «القول المختار في شرح غاية الاختصار»، وعلى هذا الشرح عدة حواش لجماعة من العلماء.
* حاشية للشيخ أحمد بن أحمد بن سلامة القليوبي، المتوفى سنة (١٠٦٩ه).
* حاشية للشيخ نور الدين علي بن أحمد بن محمد العزيزي البولاقي، المتوفى سنة (١٠٧٠هـ) .
* حاشية للشيخ عبد البر بن عبد الله بن محمد الأجهوري، المتوفى سنة (١٠٧٠هـ).
* حاشية للشيخ داود بن سليمان بن علوان الرحماني، المتوفى سئة (١٠٧٨ه).
* حاشية للشيخ أبي الضياء نور الدين علي بن علي الشبراملسي، المتوفى سنة (١٠٨٧ ه)، سماها: «كشف القناع عن شرح أبي شجاع» .
* حاشية للشيخ عبدالرحملن بن محمد المحلي، المتوفئ سنة (١٠٩٨ه)، سماها: «كشف القناع عن متن وشرح أبي شجاع».
* حاشية للشيخ إبراهيم بن محمد بن أحمد البرماوي الأنصاري الأحمدي، المتوفى سنة (١١٠٦ ه) ، وعلى هذه الحاشية:
** تقرير للشيخ شمس الدين محمد بن محمد الأمبابي، المتوفي سنة (١٣١٣ ه)، سماه: «تقرير الأمبابي على حاشية البرماوي» .
* حاشية للشيخ أحمد بن محمد المنفلوطي المعروف بابن الفقي، المتوفى سنة (١١١٨ه).
* حاشية للشيخ عشري بن علي بن أحمد الصعيدي، المتوفى بعد سنة (١١١٩هـ)، سماها: «الزهر الباسم علي أبي شجاع وشرحه لابن قاسم».
* حاشية للشيخ أحمد بن عمر الديربي الغنيمي، المتوفى سنة (١١٥١هـ)، سماها: «فتح العزيز الغفار في الكلام على آخر شرح ابن قاسم على غاية الاختصار».
* حاشية للشيخ يوسف بن سالم الحفني، المتوفى سنة (١١٧٨ ه)، سماها: «غاية المراد شرح ترجمة أمهات الأولاد».
* حاشية للشيخ إسماعيل بن عبد الرحمن البلبيسي، المتوفى بعد سنة (١١٧٩هـ).
* حاشية للشيخ عطية بن عطية الأجهوري البرهاني، المتوفى سنة (١١٩٠هـ).
* حاشية للشيخ أبي الحسن علي بن محمد بن علي الدمشقي المعروف بالسليمي، المتوفى سنة (١٢٠٠هـ) .
* حاشية للشيخ حسن بن علي الكفراوي، المتوفى سنة (١٢٠٢ه)، سماها: «الدر المنظوم بحل المهمات في الختوم».
* حاشية للشيخ محمد بن أحمد بن حسن الجوهري، المتوفى سنة (١٢١٤هـ ).
* حاشية للشيخ مصطفى بن محمد بن يوسف القلعاوي، المتوفى سنة (١٢٣٠ه ).
* حاشية للشيخ أحمد بن حسين بن خميس الطبلاوي، المتوفى سنة (١٢٧٤هـ).
* حاشية للشيخ إبراهيم بن محمد البيجوري، المتوفى سنة (١٢٧٧ه)، وعلى هذه الحاشية:
** مختصر للشيخ عبدالهادي نجا بن السيد رضوان بن محمد الأبياري، المتوفى سنة (١٣٠٥ ه) ، سماه: «الثغر الباسم في مختصر حاشية البيجوري على ابن قاسم».
* حاشية للشيخ محمد بن عمر نووي الجاوي، المتوفى سنة (١٣١٦ ه)، سماها: «قوت الحبيب الغريب على شرح ابن قاسم على التقريب».
* حاشية للشيخ إبراهيم بن عبد الله الشرقاوي، سماها: «وسيلة فتح القريب المجيب».
* حاشية للشيخ علي بن أحمد الطوخي.
13- وشرحه الإمام شهاب الدين أحمد بن محمد المنوفي المعروف بابن عبد السلام، المتوفى سنة (٩٢٧ ه)، وسماه: «الإقناع»، ثم اختصر منه شرحا آخر وسماه: «تشنيف الأسماع على ألفاظ مختصر أبي شجاع».
14- وشرحه: الإمام تقي الدين أبو بكر بن عبدالله بن عبدالرحمن المعروف بابن قاضي عجلون، المتوفى سنة (٩٢٨ هـ)، وسماه: «كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار»، ثم لخصه وسماه: «عمدة النظار في تصحيح غاية الاختصار».
15- وشرحه: الإمام أبو زكريا يحيى بن شهاب الدين أحمد الميري، وسماه: «نقي الأسماع في حل ألفاظ أبي شجاع»، مخطوط، نسخ سنة ( ٩٥٥ه ) .
16- وشرحه: الإمام أبو الفضل ولي الدين البصير، المتوفى بعد سنة (٩٧٢هـ)، وسماه: «النهاية في شرح الغاية».
17- وشرحه: الإمام يونس بن عبد الوهاب العيثاوي، المتوفى سنة (٩٧٦هـ).
18- وشرحه: الإمام محمد بن أحمد الخطيب الشربيني، المتوفى سنة (٩٧٧هـ)، وسماه: «الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع»، وعلى هذا الشرح عدة حواشي لجماعة من العلماء:
* حاشية للشيخ محمد مجاهد أبي النجا، المتوفى سنة ( ٩٧٢ ه)، سماها: «تحفة الحبيب على شرح الخطيب».
* حاشية للشيخ أحمد بن أحمد القليوبي، المتوفى سنة (١٠٦٩هـ).
* حاشية للشيخ إبراهيم بن عطا بن علي المرحومي، المتوفى سنة (١٠٧٣هـ).
* حاشية للشيخ أبي الفيض عبد الرحمن بن يوسف بن محمد الأجهوري، المتوفى سنة (١٠٨٤ هـ)، سماها: «فتح اللطيف المجيب بما يتعلق بكتاب إقناع الخطيب».
* حاشية للشيخ إبراهيم بن محمد البرماوي، المتوفى سنة (١١٠٦ه)، وعلى هذه الحاشية:
** تقرير للشيخ محمد بن محمد بن حسين الأمبابي، المتوفى سنة ( ١٣١٣ه).
* حاشية للشيخ أحمد بن عمر الديربي، المتوفى سنة (١١٥١ه)، سماها: «فتح الملك القريب في الكلام على آخر شرح الخطيب»
* حاشية للشيخ حسن بن علي المدابغي، المتوفى سنة (١١٧٠ ه)، سماها: «كفاية اللبيب في حل شرح أبي شجاع للخطيب».
* حاشية للشيخ إسماعيل بن عبد الرحمن البلبيسي، المتوفى بعد سنة (١١٧٩ه).
* حاشية للشيخ محمد بن سليمان الكردي ، المتوفى سنة (١١٩٤ه).
* حاشية للشيخ أحمد بن أحمد بن محمد السجاعي، المتوفى سنة (١١٩٧هـ)، سماها: «أزهار رياض رضا التحقيق والتدقيق».
* حاشية للشيخ محمد بن إبراهيم بن يوسف الهيتمي السجيني أبي الإرشاد، المتوفى سنة (١١٩٧ هـ) .
* حاشية للشيخ محمد بن عبد الله بن سراج، مخطوط، نسخ سنة (١٢٠٠ه).
* حاشية للشيخ سليمان بن عمر الجمل، المتوفى سنة (١٢٠٤ هـ).
* حاشية للشيخ سليمان بن محمد بن عمر البجيرمي، المتوفى سنة (١٢٢١هـ)، سماها: «تحفة الحبيب على شرح الخطيب».
* حاشية للشيخ عبد الله بن محمد الشافعي النبراوي، المتوفى سنة (١٢٧٥ه).
* حاشية للشيخ عوض من علماء القرن الثالث عشر، طبع بهامش «الإقناع» سنة (١٢٩٣هـ) .
19- وشرحه: الإمام شهاب الدين أحمد بن قاسم الصباغ العبادي، المتوفى سنة (٩٩٤هـ ) في شرحين:
الأول: «فتح الغفار بكشف مخبآت غاية الاختصار».
والثاني: «الكفاية في شرح الغاية».
20- وشرحه: الإمام أبو المكارم محمد بن محمد بن محمد البكري، المتوفى سنة (٩٩٤هـ ).
21- وشرحه: الإمام شمس الدين محمد بن إبراهيم المعروف بابن القصير، المتوفى سنة (١٠٩٣ هـ)
22- وشرحه: مجهول، وسماه: «البداية في شرح الغاية»، مخطوط ، نسخ سنة (١٠٩٦ هـ)
23- وشرحه: الإمام أبو المعالي حسن بن علي الفوي، المتوفى سنة (١١٧٦هـ)، وسماه: «وسع الاطلاع على مختصر أبي شجاع».
24- وشرحه: الإمام أحمد فائز بن السيد محمود بن أحمد الشهرزوري المعروف بفائز البرزنجي، المتوفى بعد سنة (١٣٠٨ ه)، وسماه: « روضة الأزهار شرح غاية الاختصار» .
25- وشرحه: الإمام مصطفى بن يوسف بن سلام الجيزاوي الشاذلي، وسماه: «جواهر الاطلاع ودرر الانتفاع على متن أبي شجاع»، طبع بمصر في مطبعة التضامن سنة (١٣٥٠ ه) .
26- وشرحه: الإمام إبراهيم الدسوقي ابن أبي المجد، طبع بمصر في مطبعة النجاح سنة (١٣٢٧هـ) .
27- وشرحته: الدكتورة شفاء محمد حسن هيتو، وسمته «إمتاع الأسماع بشرح متن أبي شجاع»، ربع العبادات .
28- وضع أدلته: شيخنا الدكتور محمد مصطفى ديب البغا حفظه الله تعالى، وسماه: «التذهيب في أدلة متن الغاية والتقريب»، طبع بدمشق سنة ( ١٣٩٨ هـ).
وقد نظم جماعة من العلماء « مختصر أبي شجاع »، فممن نظمه:
1- الإمام أبو عبدالله محمد بن أحمد بن جامع المعروف بابن العجمي، المتوفى سنة (٧٢٧ هـ) .
2-ونظمه: الإمام شهاب الدين أحمد بن إسماعيل بن أبي بكر الأبشيطي، المتوفى سنة (٨٨٣ هـ) .
3- ونظمه: الإمام شرف الدين يحيى بن موسى العمريطي، المتوفى بعد سنة (٩٨٩هـ)، وسماه: «نهاية التدريب في نظم غاية التقريب»، وعلى هذا النظم:
* شرح للشيخ أحمد بن حجازي بن بدر الفشني، المتوفى سنة (٩٧٨ هـ)، وسماه: «تحفة الحبيب بشرح نظم غاية التقريب».
* وشرح للشيخ عبدالوهاب الشويخ الجوهري، وسماه: «نزهة اللبيب ببيان نهاية التدريب».
4- ونظمه: الإمام عبد القادر بن محمد بن أحمد، ويقال له: مظفر بن محمد الحصني، المتوفى بعد سنة ( ٨٩٦ هـ) .
5- ونظمه: الشيخ حسين بن أحمد الدوسري، وسماه: «تنشر الشعاع في نظم أبي شجاع».
6- ونظمه: عبد الرحمن بن حسن الحرقاني، وسماه: «نور القلوب المظلمة وقمع النفوس الظالمة في العبادات المعظمة».
خلاصة ما سبق
كلمة أخيرة عن كتاب (المذهب الشافعي) لمحمد طارق مغربية
أولاً: طريقة مقترحة لتدريس المذهب:
درج العلماء عبر العصور على تدريس العلوم وفق منهجية تعين الدارس على فهم الموضوع والإحاطة به شيئا فشيئا، وهذه سنة الله في الكون، بأن يكون الشيء صغيرا فيكبر بالرعاية والتعهد.
والفقه رأس علوم المسلمين من حيث التصنيف والحجم وتغلغله في كل مناحي الحياة. والأصل في علوم الشرع جميعا الأخذ عن أهلها، لا مجرد التلقي من الكتب، فلا يأمن القارئ على نفسه التصحيف، أو الفهم الخاطئ.
ولم يكن أهل العلم يستحلون الكلام في شيء من المسائل قبل الحصول على شهادة من شيوخهم بأهلية الإفتاء والتدريس. وكانوا يتدرجون في الدراسة من متن صغير يحوي أصول المسائل إلى كتاب أكبر فيه الدليل والتعليل وهكذا.
والذي درج عليه علماء الشافعية في بلادنا الابتداء «بمتن أبي شجاع» الأصفهاني؛ فإذا حفظه الطالب انتقل إلى شرح العلامة ابن قاسم الغزي عليه. ثم يقرأ «عمدة السالك وعدة الناسك» للعلامة ابن النقيب المصري رحمه الله تعالى.
ومنهم من يقرأ بعده «فتح المعين للمليباري». ثم «منهاج الطالبين» للإمام النووي رحمه الله تعالى. ومنهم من يبدأ «بالمنهاج» رأساً.
ودراسة «فتح المعين» تعين الطالب على التمكن وحفظ الفروع ومعرفة المفتى به؛ فالمليباري رحمه الله تلميذ الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله، وهو يعتمد على ترجيحات شيخه لكنه لا يذكر فيه خلافاً.
فإذا انتقل الطالب بعدها «للمنهاج» وشروحه اتسع صدره للخلاف الذي يذكره النووي رحمه الله تعالى ضمن المذهب.
ثم يتدرج الطالب صعوداً ليقرأ فقه الخلاف العالي مع سائر المذاهب رضوان الله عن أئمتها أجمعين.
والعلماء السالفون راعوا هذا الجانب في التصنيف؛ فتجد لأحدهم شرحاً مختصراً على كتاب يكاد يكون حاشية تفك مغالقه، ثم تراه يضع عليه شرحاً، وهذه طريقة اقترحها لدرس المذهب تتيح للطالب التمكن من المسائل في أقصر مدة إن شاء الله تعالى.
فأول ما يقرؤه الطالب (متن أبي شجاع) رحمه تعالى، ويضم إليه قراءة (الورقات) لإمام الحرمين الجويني رحمه الله في أصول الفقه. فيتعرف على الفقه وأصوله بسرعة، ويأخذ فكرة مجملة عن موضوعيهما.
وإذا كان سريع الحفظ فليحفظ نظماً في الفقه كنظم العمريطي رحمه الله -لمتن أبي شجاع. أو نظم الزبد لابن رسلان رحمه الله.
أما في المرحلة الثانية: فيقرأ في «شرح ابن قاسم الغزي» رحمه الله، مع شرح للورقات «كشرح الإمام المحلي» رحمه الله تعالى.
ويضيف إليها في هذه المرحلة كتابا في أحاديث الأحكام؛ ككتاب «عمدة الأحكام» للإمام المقدسي رحمه الله، أو «البلغة في أحاديث الأحكام» للحافظ سراج الدين ابن الملقن، وكلا الكتابين مما اتفق عليه الشيخان، إلا أن البلغة مرتب على ترتيب المنهاج للإمام النووي. فيعرف الطالب الحكم بدليله، وتترابط لديه الأحكام بأدلتها ومآخذها.
ويطالع في كتاب مبسط من كتب القواعد الفقهية؛ لتتمهد له الأشباه والنظائر. ومن هذه الكتب: «المواهب السنية على نظم الفرائد البهية في القواعد الفقهية» والنظم للعلامة السيد أبي الأهدل اليمني الشافعي، والشرح للعلامة الشيخ عبد الله بن سليمان الجرهزي رحمهما الله تعالى.
ويطالع في كتاب من كتب التراجم ليتعرف أسماء العلماء في المذهب. ومن الكتب المختصرة في هذا الفن: «طبقات الشافعية» لابن هداية الله الحسيني رحمه الله تعالى.
وفي المرحلة الثالثة: يقرأ في شرح كبير على «متن أبي شجاع»، فمن الشروح الجيدة المعتمدة: حاشية الإمام الباجوري شيخ الجامع الأزهر رحمه الله تعالى، وهو جار فيه على طريقة المصريين من تقديم قول الرملي مع ذكر خلاف ابن حجر الهيتمي رحمهما الله تعالى. كما أنه شرح ممزوج سهل العبارة، يختصر الطريق أمام الطالب.
ومن الشروح الممتازة عليه أيضا: «الإقناع بحل ألفاظ أبي شجاع» للإمام الشربيني رحمه الله تعالى؛ صاحب: «مغني المحتاج»، و «التنبيه» وغيرها من الكتب النافعة. والإمام الشربيني يستكثر من الفروع والفوائد والتتمات في هذا الكتاب.
ومن الشروح الجيدة أيضا: «كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار» للإمام الشريف تقي الدين أبي بكر بن محمد الحصني الحسيني الدمشقي رحمه الله. وهو كتاب نافع جدا حافل بالأدلة والتعليلات، مع ذكر وجوه كبار الأئمة في المذهب، غير أن فيه بعض المسائل التي خالفت المعتمد؛ فينبه عليها المدرس تلاميذه أثناء مرورها.
ويقرأ في الأصول كتاب «اللمع» لأبي إسحاق الشيرازي رحمه الله. ويطالع في كتاب «المستصفى» للإمام الغزالي رحمه الله، أو «الوصول إلى الأصول» لابن برهان رحمه الله.
وكتاب «الأشباه والنظائر» للإمام السيوطي رحمه الله.
وفي شرح الحديث يقرأ كتاب «فتح العلام بشرح أحاديث الأحكام» للشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله.
ويطالع في كتاب «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة رحمه الله.
وفي المرحلة الرابعة: ينتقل لقراءة «منهاج الطالبين وعمدة المفتين» للإمام النووي رحمه الله -مع شرح الجلال المحلي رحمه الله. والمطالعة في الشروح والحواشي «كحاشيتي الشيخين قليوبي وعميرة على شرح المحلي»، أو «مغني المحتاج» للإمام الشربيني رحمه الله، أو «النجم الوهاج بشرح المنهاج» للإمام الدميري رحمه الله تعالى.
ويقرأ في الأصول: «منهاج الإمام البيضاوي» بشرح الإمام الأسنوي -رحمهما الله تعالى، المسمى: «نهاية السول بشرح منهاج الأصول» والكتاب حافل بنصوص الشافعي رحمه الله، وفيه مناقشات واعتراضات تمرن الطالب في مجال المناظرة والحجاج.
ويقرأ في شرح الحديث: إحكام الأحكام بشرح عمدة الأحكام» للإمام الحافظ المجتهد أبي الفتح تقي الدين ابن دقيق العيد رحمه الله. وهو من أنفع الكتب في شرح أحاديث الأحكام، حلاه صاحبه بروائع الاستدلال في اللغة والأصول والفقه ومناقشة المذاهب، مما يعطي الطالب ملكة ممتازة في الاستنباط واستخراج الدليل. غير أن في عبارته تركيزا وجزالة. مما حدا بالإمام ابن العطار الشافعي الدمشقي تلميذ الإمام النووي رحمه الله وناشر علمه، فعمد إلى الإحكام وهذب عبارته ووضحها مع زيادة فوائد ونكات من شرح شيخه النووي رحمه الله على صحيح مسلم، فجاء كتابا جامعاً للمحاسن وسماه: «العدة بشرح أحاديث العمدة».
ويجدر بالطالب في هذه المرحلة أن يقرأ كتابا في تخريج الفروع على الأصول؛ يربط به بين العلمين، ويقتدر على فهم مأخذ إمامه ومن أين نشأ الخلاف.
ومن الكتب المؤلفة في هذا العلم في المذهب: «التمهيد في تخريج الفروع على الأصول» للإمام الأسنوي رحمه الله تعالى. وطريقته فيه أنه يذكر القاعدة الأصولية، ثم يمثل لها بما ابتنى عليها من فروع في المذهب، وهو نافع جداً للشافعي في معرفة الأصول مربوطة بفروعها التي نشأت عنها.
ومنها أيضاً: كتاب الإمام الزنجاني المقتول شهيدا ببغداد وقت دخول التتار إليها رحمه الله «تخريج الفروع على الأصول»، وهو يعرض القاعدة الخلافية ويذكر الخلاف فيها بين الشافعي وأبي حنيفة رحمهما الله تعالى، ثم يذكر ما يتفرع عليها عندنا.
ومنها كتاب فضيلة العلامة الشيخ الدكتور مصطفى بن سعيد الخن رحمه الله تعالى «أثر الاختلاف في الأدلة الأصولية في اختلاف الفقهاء» وهو من أنفع الكتب المؤلفة في عصرنا في موضوعه. وهو يعرض القاعدة الأصولية ويذكر خلاف أهل العلم فيها، ثم يمثل لأهم نتائج الخلاف. والكتاب مرجع لا غنى عنه لطالب العلم في عصرنا بما فيه من غزارة علم، وسهولة عبارة جزى الله مؤلفه خير الجزاء وأعلى مقامه في الجنان.
ويطالع الطالب في طبقات «الشافعية الكبرى» لتاج الدين السبكي رحمه الله تعالى. فإذا قرأ الطالب هذه الكتب على أشياخه ونقحها صار على درجة من التمكن تؤهله لقراءة «تحفة المحتاج بشرح المنهاج» لابن حجر الهيتمي المكي وحواشي الشرواني وابن قاسم العبادي عليه.
ويقرأ في الأصول «متن جمع الجوامع» بشرح العلامة المحلي رحمه الله تعالى وحواشي العطار وتقريرات الشربيني.
وينبغي التنبيه أن هذه الكتب هي ما استقر عليه العمل والفتوى، فإذا أحكمها الطالب مع ما قبلها صارت له ملكة الفتوى والتدريس. ويطالع بعدها ما شاء من الكتب.
وهنا تبرز ملاحظة هامة وهي أن الكتب المفيدة كثيرة، لكن ليس كل كتاب مفيد صالحا للتدريس. وهي أنه ظهر فارق كبير بين الكتاب الذي يدرس وبين الكتاب الذي يعد من أمهات المذهب؛ فهناك كتب كثيرة جيدة وفيها من العلم ما الله به عليم، ولكنها رغم ذلك لا تصلح للدرس. فالدراسة تحتاج إلى أمر محدد يستطيع الأستاذ أن يدير العملية التعليمية مع طلبته؛ كتاب واضح محدد له بداية وله نهاية، وله مصطلحه الخاص بغير تشعب، فالتشعب قد يجعل الطالب والأستاذ يقضيان الأزمان المديدة دون أن يصلا إلى شيء
ثانياً: كلمة مختصرة حول المتون والمختصرات:
شاعت قراءة الكتب المختصرة والمتون المعتبرة في سائر علوم المسلمين، ونخص الفقه منها بالنصيب الأوفى، فتسابق أهل العلم كل ينظم أصول مسائل مذهبه في متن صغير، أو منظومة محكمة وجرى العمل على هذا سنين متطاولة، تقرأ هذه الكتب في حلق التدريس ومعاهد العلم، ثم خرج من يقول: إن هذه الطريقة أفسدت الفقه، فنرى الإمام الحجوي المالكي رحمه الله تعالى يقول: "والاختصار لا يسلم صاحبه من آفة الإفساد والتحريف!"
ويقول أيضا: "والرزية كل الرزية في الاشتغال بالمختصرات فالاختصار والتوسع في جميع الفروع من غير التفات للأدلة هو الذي أوجب الكهولة، بل التقرب من الشيخوخة!" .
وهذا الكلام صحيح، لكن ليحذر الطالب المبتدئ أن يغتر به، فهو ليس له ولأمثاله، فواجبهم دراسة المختصرات حتى إذا أتقنوها انتقلوا إلى الكتب الكبار التي حوت العلم والاستدلال والمناقشة. فإن لم يأخذوا أنفسهم بهذا أضاعوا العلم وضاعوا معه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فإذا بلغ الطالب شأو الترجيح والموازنة بين الأقوال فليضع نصب عينيه هذه الكلمة التي صدر بها الإمام الحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير الدمشقي رحمه الله تعالى؛ كتابه العجاب: (تفسير القرآن العظيم) في معرفة طرائق الترجيح فيما اختلف فيه من العلم.
قال العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى: فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف: أن تستوعب الأقوال في ذلك المقام، وأن تنبه على الصحيح منها وتبطل الباطل، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته، لثلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته، فتشتغل به عن الأهم فالأهم، فأما من حكى خلافا في مسألة ولم يستوعب أقوال الناس فيها فهو ناقص، إذ قد يكون الصواب في الذي تركه، أو يحكي الخلاف ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الأقوال، فهو ناقص أيضا، فإن صحح غير الصحيح عامداً فقد تعمد الكذب، أو جاهلا فقد أخطأ، وكذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته أو حكى أقوالا متعددة لفظاً ويرجع حاصلها إلى قول أو قولين معنى، فقد ضيع الزمان، وتكثر بما ليس بصحيح، فهو كلابس ثوبي زور، والله الموفق للصواب".
وأمر أخير نبه عليه العلامة محمود محمد شاكر، وهو تفشي ظاهرة الاستهانة بعلوم الأمة، فنشأ جيل يهاجم حواشي المتأخرين، ويصفهم بالجمود والتحجر، ثم استطار الشرر فطال كتب العلم أجمع وصولا إلى الأس والأساس.
بل بلغت الاستهانة مبلغها في الدين، بعدما نشأ ما يسمونه بالجماعات الإسلامية، فيتكلم متكلمهم في القرآن وفي الحديث بألفاظ حفظها عن شيوخه، لا يدري ما هي، ولايرد بل يكذب أحاديث البخاري ومسلم بأنها من أحاديث الآحاد، بجرأة وغطرسة! !
بل جاء بعدهم أطفال الجماعات الإسلامية، فيقول في القرآن والحديث والفقه بما شاء هو، ويردد ما قال مالك وأبو حنيفة والشافعي وابن حنبل، ويقول: نحن رجال وهم رجال!! بل تعدى ذلك إلى صحابة رسول الله بهذا اللفظ نفسه، فيقول: نحن رجال وهم رجال. أي بلاء حدث في زماننا هذا؟ إنما هو وباء تفشى في مصر بل تجاوزها، ورحم الله أبا العلاء المعري، وذكر وباء نزل بمصر وغيرها فقال:
ما خص مصراً وبأ وحدها … بل كائن في كل أرض وبأ
وبأ بالقصر هو الوباء بالمد.
انطفأ سراج العلم، وسراج الخلق، وبقيت العقول في ظلمات بعضها فوق بعض. أي نكبة نزلت بعلوم هذه الأمة العربية الإسلامية، على يد الصغار في حقيقتهم، الكبار في مراتبهم التي أنزلتهم إياها تصاريف الزمان، فأطلقوا ألسنتهم في مواريث أربعة عشر قرنا بالاستهزاء والقدح والازدراء.
وغفر الله للشريف الرضي حيث قال دفاعا عن نفسه، والدفاع عن علم أمتنا أولى بما قال:
وإن مقام مثلي في الأعادي .. مقام البدر تنبحه الكلاب
رموني بالعيوب ملفقات .. وقد علموا بأني لا أعاب
ولما لم يلاقوا فيَّ عيباً .. كسوني من عيوبهم وعابوا
ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهو بعباده لطيف خبير، وهو القادر على أن يرد من زاغ عن الطريق إلى الجادة، وأن يعيذه من شرور نفسه وفلتات لسانه!.
ثالثاً: المتون والمختصرات:
من أهم ما اشتغل به العلماء عبر العصور تدريس علومهم وتفهيمها الطلبة؛ وتفرقوا في ذلك طرائق قددا.
والاختصار قائم على إيجاز اللفظ، مع جزالة المعنى. وسأحاول عرض أهم المتون والمختصرات التي جرى عليها درس الشافعية عبر العصور.
■ فمنها كما مر المختصرات من كلام الإمام رحمه الله تعالى.
■ ومنها: كتاب «اللباب» للمحاملي رحمه الله تعالى.
■ ومنها: «التلخيص» لابن القاص الطبري، وهو كتاب لم ينسج على منواله؛ يذكر فيه قول المذهب ثم يعقب بذكر خلاف أهل العراق.
■ ومنها كتاب «الإقناع» للإمام الماوردي رحمه الله تعالى.
- و منها: «الوجيز» للغزالي، وقد مضى الكلام عليه.
■ ومنها: «التنبيه» للإمام الشيرازي، وهو من أجل المختصرات عند الشافعية، وكان الطلبة يشتغلون بحفظه قبل : «المحرر» و«المنهاج».
وقامت على الكتاب حركة علمية ضخمة، فممن شرحه: ابن الخل، قال الإمام الأسنوي: وهو مجلد ضخم ليس فيه غير تصوير المسألة وتعليلها بعبارة مختصرة وهو أول من تكلم على «التنبيه».
والإمام الصائن الجيلوي وضمن شرحه من عجائب النقول وغرائب الفوائد، إلا أن بعض حساده دس فيه وجوها منكرة، وأقوالا مستغربة، فأفسد عليه الكتاب. صرح بذلك الإمام الأسنوي، ونبه على جلالة الجيلوي، لكيلا يرى الناظر ما في الكتاب فينسبه له، حتى قال: وإلا فكيف يظن الإقدام على مثل ذلك من أحد من أهل العلم، خصوصاً في تصنيف له، عالماً أن ذلك لا بد أن يظهر على طول الزمان.
■ ومنها : «كفاية النبيه بشرح التنبيه» للإمام نجم الدين ابن الرفعة الأنصاري؛ الإمام الفقيه رحمه الله تعالى. وهو من أجل من شرح التنبيه.
■ ومنها: «تحفة النبيه بشرح التنبيه» للعلامة الإمام مجد الدين أبي بكر محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز الزنكلوني المصري. وهو شرح حافل.
■ ومنها: «غاية الفقيه في شرح التنبيه» للإمام شرف الدين أبي العباس أحمد بن كمال الدين الأربلي.
■ ومنها: «عمدة الفقيه شرح التنبيه» لابن يونس.
■ وللإمام سراج الدين عمر بن محمد الأنصاري الشهير بابن الملقن شرحان على التنبيه، مبسوط ومختصر.
■ ومنها: «شرح التنبيه» للإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى. وهو شرح مختصر نافع!".
وقد ألف الإمام النووي رحمه الله تعالى كتابا سماه: - «تصحيح التنبيه» تعرض فيه لما خالف فيه الشيرازي رحمه الله الراجح من المذهب.
وكتاب الإمام الأسنوي: «تذكرة النبيه في تصحيح التنبيه».
ومن المختصرات الهامة في المذهب الشافعي: «متن غاية الاختصار» للقاضي الفقيه المعمر خادم الروضة الشريفة أبي شجاع الأصفهاني رحمه الله تعالى ويسمى أيضا «متن الغاية والتقريب»، ولم يخدم كتاب من كتب المذهب كما خدم هذا الكتاب غير «المنهاج».
فمن شروحه: «كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار» للإمام تقي الدين أبي بكر بن محمد بن عبد المؤمن الحصني الحسيني الدمشقي رحمه الله تعالى.
وكتاب: «تحفة اللبيب شرح التقريب» للإمام الحافظ تقي الدين ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى.
وكتاب: «شرح ابن قاسم الغزي» وهو شرح مختصر كثير الفوائد، وعليه حاشية للإمام الباجوري شيخ الجامع الأزهر رحمه الله تعالى.
وكتاب: «الإقناع بحل ألفاظ أبي شجاع» للخطيب الشربيني رحمه الله تعالى. وعليه حاشية للشيخ البجيرمي لخصها من كلام شيخه الحفناوي رحمهم الله تعالى.
ومن الكتب الدراسية النافعة: «قوت الحبيب الغريب» بشرح التقريب للشيخ نووي الجاوي رحمه الله تعالى. وقامت الأستاذة زينب عبد العزيز بتبسيط الكتاب وجعله ملائما للغة العصر، وطبع الكتاب في دار السلام بمصر.
ونظمه الشيخ العمريطي في ألف بيت، وكثر حفظ هذا النظم بين طلاب العلم وشداته.
ومن شروحه: كتاب «تحفة الحبيب بشرح نظم التقريب» للشيخ الفشني رحمه الله تعالى. وعليه تعليقات للشيخ حسن حبنكة الميداني رحمه الله تعالى.
■ ومن متون المذهب المعتبرة: «المحرر» للإمام أبي القاسم الرافعي إمام المذهب ومحققه.
■ واختصر الإمام النووي رحمه الله تعالى المحرر في: «منهاج الطالبين وعمدة المفتين» وقال في مقدمته: "وأتقن مختصر المحرر للإمام أبي القاسم الرافعي رحمه الله تعالى ذي التحقيقات. وهو كثير الفوائد، عمدة في تحقيق المذهب، معتمد للمفتي وغيره من أولي الرغبات، وقد التزم مصنفه رحمه الله أن ينص على ما صححه معظم الأصحاب، ووفى بما التزمه وهومن أهم أو أهم المطلوبات، لكن فيه كبر يعجز عن حفظه أكثر أهل العصر إلا بعض أهل العنايات، فرأيت اختصاره في نحو نصف حجمه، ليسهل حفظه مع ما أضم إليه إن شاء الله تعالى من النفائس المستجادات، منها: التنبيه على قيود بعض المسائل هي من الأصل محذوفات، ومنها مواضيع يسيرة ذكرها في المحرر على خلاف المختار في المذهب كما ستراها إن شاء الله تعالى واضحات، ومنها إبدال ما كان من ألفاظه غريباً أو موهماً خلاف الصواب بأوضح وأخصر منه بعبارات جليات.
ومنها مسائل نفيسة أضمها إليه ينبغي أن لا يخلى الكتاب منها، وكذا ما وجدته من الأذكار مخالفاً لما في المحرر وغيره من كتب الفقه فاعتمده؛ فإني حققته من كتب الحديث المعتمدة، وقد أقدم بعض مسائل الفصل لمناسبة أو اختصار، وربما قدمت فصلا للمناسبة".
ومنذ ألف النووي رحمه الله «المنهاج» لم يشتغل العلماء بغيره تقريبا، إلا من شرحه ثم شرح غيره من كتب المذهب.
فمن أوائل شروحه شرح الإمام تقي الدين السبكي، ولم يتمه فأكمله ابنه بهاء الدين. وشرحه الإمام الأسنوي شرحا ممتازاً غير أنه لم يكمل أيضا، فأتمه تلميذه البدر الزركشي.
ثم أنشأ الزركشي عليه شرحا مبتدأ. كما وضع عليه زوائد سماها: «الديباج في توشيح المنهاج» وهو نافع مفيدا.
وشرحه شهاب الدين الأذرعي رحمه الله تعالى شرحين: «غنية المحتاج» و«قوت المحتاج». وهما متقاربان في الحجم تقريبا، وفي كل منهما ما ليس في الآخر من الفوائد.
وشرحه العلامة ابن الملقن رحمه الله تعالى شرحين: «كافي المحتاج» و«عجالة المحتاج». وفيهما فوائد ومنافع.
وللعلامة ابن النقيب رحمه الله تعالى نكت نافعة على المنهاج سماها: «السراج بنكت المنهاج» استمد غالبها من شرحي السبكي والإسنوي رحمهما الله تعالى.
كما شرحه الإمام كمال الدين الدميري في: «النجم الوهاج» وهو شرح نافع يكثر فيه صاحبه من الدليل والتعليل ونقل الفوائد والتتمات في خواتيم الأبواب.
وشرحه العلامة جلال الدين المحلي شرحا سماه: «كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين» وكثر انتفاع الطلبة به لاختصاره وتحريره، وصار مدار التدريس عليه، حتى صار المحلي لقب بالشارح.
ومن أشهر حواشيه: «حاشية الشيخ القليوبي»، و«الشيخ عميرة البرلسي».
ومن أشهر شروحه وأنفعها: «مغني المحتاج بمعرفة معاني ألفاظ المنهاج» للإمام الخطيب الشربيني رحمه الله تعالى.
واعتماد الشافعية في الفتوى على شرحي الإمام ابن حجر الهيتمي المسمى: «تحفة المحتاج بشرح المنهاج» و شرح الإمام الرملي المسمى: «نهاية المحتاج بشرح المنهاج».
هذه بعض شروح المنهاج وقد أربت شروحه على السبعين، وفيها من العلوم والفوائد الكثير الطيب.
وممن اختصر المنهاج شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى، وسمى مختصره: «منهج الطلاب»، وشرح مختصره وسمى الشرح: «فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب» .
ومن أنفع ما قيد عليه حاشية الشيخ سليمان الجمل وهي نافعة جدا حاوية لغرر الفوائد. وعليه حاشية للشيخ البجيرمي سماها: (التجريد لنفع العبيد)
■ ومن المتون المشهورة في المذهب متن: «عمدة السالك وعدة الناسك» وهو نافع مختصر لا يتعرض لذكر الخلاف غالبا، ويمشي على اعتماد الشيخين النووي والرافعي رحمهما الله تعالى، فإن اختلفا فعلى ترجيح النووي، ولم يخالف المعتمد إلا في نحو أربعين مسألة.
وعليه شرح مطبوع للشيخ محمد المكي سماه: «فيض الإله المالك بشرح عمدة السالك».
وعليه حاشية تفك عباراته للشيخ محمد الغمراوي رحمه الله تعالى سماها: «أنوار المسالك».
ولبعض علماء اليمن رسالة نافعة سماها: «الفرج بعد الشدة في المسائل غير المعتمدة من العمدة» .
وشرحها فضيلة العلامة الدكتور مصطفى ديب البغا الدمشقي حفظه الله تعالى، وسمى شرحه: «تنوير المسالك بشرح عمدة السالك».
■ ومن أشهر المتون عند المتأخرين: «فتح المعين بشرح مهمات الدين» للشيخ زين الدين المليباري تلميذ الإمام ابن حجر الهيتمي رحمهما الله تعالى.
و«مهمات الدين» له أيضا.
وهو خلاصة ما في كتب شيخه، ويذكر فيه ترجيحه معبرا بقوله: قال شيخنا.
وللكتاب شرح للشيخ محمد شطا الدمياطي البكري سماه: «إعانة الطالبين» ضمنه خلاف الرملي وحلاه بكثير من المسائل والفوائد.
كما شرحه الشيخ علوي السقاف رحمه الله تعالى وسمى شرحه: «ترشيح المستفيدين بشرح قرة العين». وهو في شرحه يعرض كثيرا بالشيخ البكري، رحمهما الله تعالى.
■ ومن المتون المختصرة المفردة للعبادات: «متن مسائل التعليم» المسماة: «المقدمة الحضرمية».
ومن أحسن شروحه وأفضلها: «المنهاج القويم» للإمام ابن حجر الهيتمي.
وعليه حاشية للشيخ محمد الكردي وسماه: «الحواشي المدنية».
كما حشى عليه الشيخ الترمسي حاشية ضخمة.
وشرحه الدكتور مصطفى البغا حفظه الله تعالى شرحا كبيراً، ثم حشى عليه بفوائد سماها: «الحواشي البغوية على المقدمة الحضرمية».
هذه أشهر المتون في المذهب التي عليها مدار التدريس والفتوى.
وبها اشتغال علماء المذهب وأعلامه والأصل في طالب العلم أن يكب عليها حفظاً ودرساً ويطالع ما كتب عليها من شروح وحواش، ثم ينتقل لقراءة الكتب الخلاف العالي والمناقشات الفقهية.
أما في عصرنا فقد كتبت مؤلفات في المذهب بغية تقريبه لأهل العصر وشداة طلبة العلم ممن لم يرتض بعبارات الفقهاء ولغتهم أعرض لطائفة منها بقصد التمثيل لا الحصر.
فمنها: «الجواهر النقية في فقه السادة الشافعية» للعلامة الشيخ أحمد البنهاوي رحمه الله تعالى. وهو متن متين نافع لمن أراد دراسة مختصر في المذهب!
ومنها: «تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب» للعلامة الشيخ محمد أمين الكردي النقشبندي رحمه الله تعالى. اقتصر فيه صاحبه على أهم ما ينتفع به الزاهد من الأحكام. وجرى فيه على معتمد الإمام الرملي رحمه الله تعالى.
وفيه مقدمة في التوحيد وخاتمة في التصوف!
وكتاب: «الكفاية لذوي العناية» للعلامة الشيخ مصطفى نجا مفتي ولاية بيروت رحمه الله تعالى. وقد اقتصر فيه على أهم الأحكام في العبادات والمعاملات.
ومنها كتاب: «الفقه المنهجي» لأصحاب الفضيلة: الدكتور مصطفى الخن رحمه الله، والدكتور مصطفى البغا حفظه الله، والشيخ علي الشربجي حفظه الله.
والكتاب نافع للمبتدئين ولمن لم يحصل ثقافة شرعية. يعتني مؤلفوه بذكر حكمة التشريع والأدلة، بلغة سهلة تناسب روح العصر.
وكتاب: (المعتمد في الفقه الشافعي) لفضيلة الدكتور محمد الزحيلي حفظه الله تعالى .
وكتاب (الوجيز في الفقه الشافعي) لفضيلة الدكتور وهبة الزحيلي حفظه الله تعالى.
ومنها كتاب: (التقريرات السديدة في المسائل المفيدة) للشيخ حسن بن أحمد الكاف اليمني رحمه الله تعالى وهو تلخيص وتهذيب لإعانة الطالبين مع حذف المشكل وما لا علاقة له بالفقه وحسن ترتيب.
واختصر الكتاب في: (الأهم في فقه طالب العلم) وطبع من الكتابين قسم العبادات!!.
رابعاً: كتب الفتاوى:
الفتاوى هي التطبيق العملي لمسائل الفقه بتنزيلها على الواقع وحاجات الناس، ولذلك اعتنى أهل العلم بتدوين فتاويهم، وسأعرض لجملة من كتب الفتاوى عند الشافعية:
فمن أقدم ما وصل إلينا: «فتاوى القاضي حسين» رحمه الله تعالى، التي نقلها عنه تلميذه الإمام البغوي رحمه الله تعالى.
و«فتاوى الإمام الحناطي» رحمه الله تعالى.
و«فتاوى الإمام البغوي» رحمه الله تعالى.
و«فتاوى الإمام الغزالي» رحمه الله تعالى.
وللإمام عز الدين بن عبد السلام فتاوى كثيرة طبع بعضها.
و فتاوى الإمام النووي المسماة: «المنثورات» رتبها تلميذه علاء الدين العطار رحمه الله تعالى.
و«فتاوى الولي العراقي» رحمه الله تعالى.
و«فتاوى الحافظ العلائي» خليل بن كيكلدي رحمه الله تعالى.
و«الفتاوى» لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري وجمعها تلميذه الإمام الرملي وسماها: «الإعلام والاهتمام بجمع فتاوى شيخ الإسلام»..
ومنها كتاب: «الحاوي للفتاوي» وهو للإمام المصنف المكثر جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى، وجمع فيه رسائل ومسائل سئل عنها وضمنها هذا الكتاب، وقد طبع مراراً.
ومن أهم كتب الفتاوى عند الشافعية وأجمعها: «الفتاوى الكبرى» لعلامة المتأخرين ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى. وهو موسوعة فقهية كبرى ضمنها رسائل وكتباً كبيرة، وهو من أنفع كتب الفتاوى وأجمعها.
ومنها «فتاوى الإمام الرملي» جمع ولده.
ومنها «فتاوى العلامة ابن مزروع» وهو في غالبه توجيه لعبارات في الكتب الفقهية، فالأولى عده من كتب السؤالات الآتية.
ويلتحق بكتب الفتاوى كتب السؤالات، وهي أسئلة يوجهها بعض الطلبة أو أهل العلم لمن عرف في عصره بالتقدم في علم المذهب.
فمنها: «قضاء الأرب في سؤالات حلب» للإمام تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى، وهي أجوبة عن أسئلة وجهها من حلب الإمام شهاب الدين الأذرعي، وغالبا ما يٍُسمى «بالحلبيات».
ومنها: «المسائل الحموية» وهي أجوبة الإمام شرف الدين البارزي الحموي على أسئلة الإمام الأسنوي المصري.
مع التنبيه أن بعض العلماء صنف في المذهب رسائل في بيان موضوع واحد، وسأعرض لبعضها قاصداً التمثيل لا الحصر فهي أكثر من أن تحصر.
فممن اشتهر بالتصنيف في آحاد المسائل الإمام تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى، وجمعها ولده التاج السبكي في: «الفتاوى» وله كتب كثيرة في آحاد المسائل فمنها: «شفاء السقام في زيارة خير الأنام» وكتاب «السيف المسلول على من سب الرسول».
وممن اشتهر بذلك أيضا الإمام ابن العماد الأقفهسي رحمه الله تعالى؛ ومن ذلك كتابه: «القول التمام في أحكام المأموم والإمام» ويعتبر من أوسع ما ألف في الإمامة على المذهب الشافعي
وكتاب: «أحكام الخنثى» للإمام الأسنوي رحمه الله تعالى.
ومنها: «منظومة في المعفوات» أي: النجاسات المعفو عنها شرحها عدد العلماء، من أبرزهم: الإمام شهاب الدين الرملي وسمى شرحه: «فتح الجواد بشرح نظم ابن العماد».
ولولد ابن العماد كتاب كبير سماه: «الإرشاد فيما وقع في الفقه من الأعداد» يسوق فيه المائل مرتبة على ما ورد فيها من عدد. وقد أجاد فيه جداً حتى استكثره عليه بعض من ترجم له وقال إنه من تصنيف أبيه، ومن ذلك: أدب القاضي للإمام أبي العباس ابن القاص رحمه الله تعالى.
وكتاب: «أدب القاضي» لابن أبي الدم الحموي رحمه الله تعالى.
وكتاب: «أدب الشهود» لابن سراقة العامري من متقدمي الأصحاب.
ولشيخ الإسلام زكريا الأنصاري: «عماد الرضا ببيان أدب القضا».
وفي الفرائض كثرت الكتب جدا؛ فمنها: «الرحبية» وشرحها سبط ابن المارديني وعليها حاشية للعلامة البقري رحمهم الله تعالى.
وكذلك «حاشية الشنشوري» على «شرح الترتيب في علم الفرائض» وحاشية الباجوري» رحمهم الله تعالى عليها كما شرح كثير من العلماء فرائض «المنهاج» للنووي رحمه الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق