أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 20 فبراير 2022

ديوان الإمام الحداد المسمى بالدر المنظوم لذوي العقول والفهوم

ديوان الإمام الحداد

المسمى بالدر المنظوم لذوي العقول والفهوم

تأليف الشيخ عبد الله بن علوي الحداد (ت 1132 هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ هذا ديوان جميل، يتضمن أشعاراً حسنة، وجُملاً مستحسنة، تعالج قضايا الإيمان والتوحيد، والآداب وتعديل السلوك، بالإضافة إلى مدح النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومدح الآل والأصحاب، أودع فيه مؤلفه أطايب الكلم، وعلوماً نفيسة، ومعارف لطيفة، وفنوناً وفوائد ظريفة، وقد خصّه بذوي العقل والفهم، واستوعب هذا النظم غالب الأبحر الشعرية الخمسة عشر المعروفة في علم العروض.

وقد تضمن هذا الديوان مائة وبضعة وثمانين قصيدة، بقوافي مختلفة، وكلامه فيه سهلٌ قريبٌ، وقد تمدح بالإخوان في كثير من أبياته، وشكى من غربة زمانه، وضيق أيامه، وبكائه المستمر على أطال الأحباب وآثار القوم، وذكر الأماكن التي كان يعتادها ويرتادها،  وحثِّه على اغتنام الأوقات، والدأب في الطاعات، والزهد في الدنيا، ودعا التجرد من الأغراض الخبيثة، والعزلة والسياحة، وقد يذكر الزُّهاد والعُباد وأسمائهم في القصيدة الواحدة [ص 444 -454]، وله تذييلات ببيت على بعض القصائد المشتهرة [ص 548، 643، 573].

ومما يؤخذ عليه أنه حشا الديوان ببعض الأفكار التي كان يعتقد بها شيوخ التصوف في زمانه من الأبدال والأقطاب مما لم يصحُّ فيه شيء [ص 34]، بالإضافة إلى دعوته إلى اعتقاد الأشعرية [ص 231] التي ساد في تلك الفترة، وكذلك تعبيره بالألفاظ المحدثة كاللاهوت والناسوت مما جرى عليه المتصوفة في أشعارهم، وهي ألفاظ مقيتة بدعيَّة [ص 185].

كذلك إفراطه في قضايا التوسل البدعي الذي صار غالباً على من يقرظ الشعر في تلك الفترة [ص 396، 466]، وامتداحه للتصوف [ص 508] وأسراره مع أن المشهور عن الشيخ اعتداله في الطريقة، وامتداحه أيضاً لإحياء العلوم للغزالي [ص 659 -660]، وختم ديوانه بقصيدة في نظم لبس الخرقة بسنده [ص 751 - 753].

حرف الهمزة فيه قصيدة واحدة

حرف الباء وفيه 15 قصيدة.

وحرف التاء فيه 5 قصائد

حرف الجيم وفيه قصيدتان

حرف الحاء وفيه 3 قصائد

حرف الدال وفيه 6 قصائد

وحرف الراء وفيه 33 قصيدة

حرف الزاي وفيه قصيدة واحدة

حرف السين وفيه قصيدتان

حرف العين وفيه 5 قصائد

حرف الفاء وفيه 3 قصائد

حرف القاف وفيه 3 قصائد

حرف الكاف وفيه 3 قصائد

حرف اللام وفيه 19 قصيدة

حرف الميم وفيه 11 قصيدة

حرف النون وفيه 20 قصيدة

حرف الهاء وفيه قصيدة واحدة

حروف الواو وفيه قصيدتان

حرف الياء وفيه قصيدة واحدة

ترجمة وجيزة للإمام الحداد:

(1044 - 1132 هـ = 1634 - 1720 م)

هو عبد الله بن علوي بن محمد بن أحمد المهاجر بن عيسى الحسيني الحضرميّ، المعروف بالحداد أو الحدادي باعلوي: فاضل من أهل تريم (بحضرموت) مولده في " السبير " من ضواحيها، ووفاته في " الحاوي " ودفن بتريم. بكان كفيفا، ذهب الجدري ببصره طفلا. واضطهده اليافعيون حكام تريم.

مختارات من ديوان الإمام الحداد:

[ص 27، 25، 29]

فآهِ على عيشِ الأحبة ناعماً … هنيئاً مُصفَّى من جميع الشوائب

وآهٍ علينا في غرورٍ وغفلةٍ … عن الملأ الأعلى وقُرب الحبايبِ

وكم من دموعٍ في الخدود سواكب … تجدد بها سُحب الجفون الدوائبِ

[ص 34] 

يلذُ لنا أن لا يلذ لنا الكرى … لما خالط الأرواح من خالصِ الحُبِّ

وما زال هذا دأبنا وصنيعنا … إلى أن أنخنا العيس بالمنزل الرحب

[ص 57]

رزين القلب بالإخلاص مجتهداً … واعلم بأن الريا يُلقيك في العطب

واحفظ لسانك من طعنٍ على أحدٍ … من العباد ومن نقلٍ ومن كذبِ

وكن وقوراً خشوعاً غير مُنهمكٍ … في اللهو والضحك والأفراح واللعب

ونزّه الصدر من غشٍّ ومن حسدٍ .. وجانب الكبر يا مسكينُ والعجبِ

[ص 59]

وحدَّ بلاغك من دنياك ما وسع به … سعي المُجدِّ إلى مولاك واحتسبِ

واعلم بأن الذي يبتاع عاجله … بآجلٍ من نعيمٍ دائماً يخبِ

[ص 94]

ومن حاد عن علم الكتاب وسنةٍ … فبشره في الدنيا بخزيٍ وذلَّةِ

وبشّره بالعقبى بسُكنى جهنَّمٍ … وحرمان من جنات الخلود ورؤيةِ

[ص 101]

وكن في أحاديث الصفات وآيها … على مذهب الأسلاف حيثُ السلامةِ

واشهد للطف الفضل في كون آدم … من الطين مخلوق اليدين النزيهةِ

فسواه والنفخ الكريم معقب … به ثم بعد النفخ أمر بسجدة

وإبليس لم يسجد فأسخط ربه … وحلت به من مقته شر لعنة

لذلك احتال الصفيَّ وزوجه … بحيلته في حين كانا بجنة

وقال كلا من شجرة النهى مطمعا … له ولها في الخلد والملكية

فلما ألما بالخطيئة أهبطا … من الجنة العليا إلى دار وحشة

وحل بهم كرب عظيم وحسرة … وخوف مقيم في انقطاع وغربة

إلى أن تلقى آدم من إلهه … من الكلمات الموجبات لتوبة

فتاب عليه فاجتباه وخصه … وأكرمه فضلاً بأمر الخلافة

وأسرار أمر اللَه نوحاً وقَد دعا … على قومه أن يغرقوا بالسفينة

ليركبها والمؤمنون وأهله … وزوجان من كل الوجود لحكمة

وللَه في آل الخليل سرائر … تجل عن الإحصاء عدا لكثرة

رأى كواكباً في أول الأمر فانتهى … به الحال تدريجيا لإفراد وجهة

وكسر إبراهيم أصنام قومه … وأبقى كبيراً كي يروحوا بخزية

إذا ما أحيلوا في السؤال عليه لم … يرد وأني من جماد وميت

فقامت عليه حجة أي حجة … فكادوا له كيداً بنار عظمية

له أوقدوها ثم ألقوه فانثنت … عليه بأمر الله في مثل روضة

وفي قصة الأطيار وهي عجيبة … وكم من أمور في الوجود عجيبة

كأسرار موسى حين ألقته أمه … رضيعاً بأمر اللَه في وسط لجة

فجاءت به الأقدار حتى أتت به … عدواً هو المخشي في أصل قصة

فرباه حتى كان ما كان وانتهى .. نهايته فاعجب لأسرار قدرة

وحين رأى ناراً فأمكث أهله … وجاء إليها للهدى أو لجذوة

فنودي من الوادي أنا اللَه فاستمع … لما أنا موح وانطلق برسالة

وكلمه سبحانه بعد هذه … على طور سينا مرة بعد مرة

وكم في العصا واليد من سر قدرة … كتكذيب فرعون وإيمان سحرة

وعيسى من الآيات في أصل كونه … بدون أب عن نفحة قدسية

وقد كان يحيى الميت عن إذن ربه … ويبرئ بإذن اللَه من كل علة

ويخلق من طين كهيئة طائر … فيحيا بسر منه من سر نفخة

وإن له في آخر الوقت مهبطاً … إلى الأرض بين الأمة الأحمدية

وعن آل إسرائيل حدث ففيهم … أعاجيب نص السنة النبوية

وقد جمع الأسرار والأمر كله … محمد المبعوث للخلق رحمة

به ختم اللَه النبوة وابتدا … فللَه من ختم به وبداية

[ص 111 - 113]

أولئك قوم قد هدى اللَه فاقتده … بهم واستقم والزم ولا تنفلت

ولا تعد عنهم إنهم مطلع الهدى … وهم قد بلغوا علم الكتاب وسنة

فذو القدح فيهم هاذم أصل دينه … ومقتحم في لج زيغ وبدعة

فما بعد هدي المصطفى وصحابه … هدى ليس بعد الحق إلا الضلالة

أبان كتاب الله فيما أبان عن … مسالك فقه واعتبار وعبرة

وأحوال من يأتي وأحوال من مضى … وأنباء ترغيب وانباء رهبة

ومنشور أحكام ومأثور حكمة … ومستور أسرار العلوم الدقيقة

وعن كل ما يحتاجه الخلق كلهم … بدين ودنيا في اجتماع ووحدة

وشرح الصراط المستقيم وحثهم … عليه وأحوال المعاد ورجعة

وعن كل فرض أوجب اللَه تركه … وما جازه الأشكال من شأن شبهة

وحفظ قوانين المعاش وما به ال … قوام وضب الكل تحت السياسة

[ص 113]

ومعرفة الذات العلي علاؤها … بما لا خفا فيه على ذي بصيرة

ومعرفة الأوصاف في عظم شأنها … وجملة أوصاف الإله عظيمة

ومعرفة الأفعال وهي فسيحةٌ … وفيها مجالٌ واتساعٌ لفكرة

[ص 120]

وجاهد تشاهد واغنم الوعد بالهدى … هدى نصه في العنكبوت بآية

وحافظ على المفروض من كل طاعة … وأكثر من النفل المفيد لقربة

بكنتُ له سمعاً إلى آخر النبا … عن اللَه في نص الرسول المثبَّتِ

[ص 122] 

وجالس كتاب الله واحلُل بسوحه .. ودُم ذاكراً؛ فالذكر نور السريرة

عليك به في كل حينٍ وحالةٍ … وبالفكر إن الفكر كُحلُ البصيرةِ

[ص 122 -123]

وبعدُ؛ لإن الحق أفضلُ مسلكٍ … سلكتَ وتقوى الله خيرُ البضاعةِ

ومن ضيَّع التقوى وأهمل أمرها … تغشَّته في العُقبى فنون الندامةِ

ومن كانت الدنيا قُصارى مُراده … فقد باء بالخُسران يوم القيامةِ

ومن أكثر العصيان من غير توبةٍ … فذاك طريحٌ في فيافي الغوايةِ

بعيدٌ عن الخيرات حلَّ به البلا … وواجهه الخُذلان من كلِّ وجهةِ

[ص 124]

عجبتُ لمن يوصي سواه وإنه … لأجدرَ منه باتباع الوصية

يقولُ بلا فعلٍ ويعمل غافلاً … على ضد علمٍ يا لها من خسارةِ

علومٌ كأمثال البحار تلاطمت … وأعماله في جنبها مثل قطرةِ

[ص 126]

ومن لم ينتهز من فائت العمر فرصة … ولم يغتنم خالي فراغ وصحة

ولم يخش أن يفجأه موت مجهز … فإن مجيء الموت غير مؤقت

ولم يتأهب للرجوع لربه … ولم يتزود للطريق البعيدة

وبين يديه الموت والقبر والبلا … وبعث وميزان وأخذ الصحيفة

وجسر على متن الجحيم وموقف … طويل وأهوال الحساب المهولة

ولكنه يرجو الذي عم جوده … وإحسانه والفضل كل الخليقة

إله رحيم محسن متجاور… إليه رجوعي في رخائي وشدتي

غياثي إذا ضاقت عليَّ مذاهبي … ومنه أرجى كشف ضري وشدتي

وحسبي كفاني علمه واطلاعه … على ما بقلبي والفؤاد وجملتي

هربت بتقصيري وفقري وفاقتي … إليه وعذري راجياً نيل رحمة

ووجهت وجهي قاصداً لغنائه … على رغبة مني بإعطاء رغبة

[ص 126]

إله رحيم محسن متجاور … إليه رجوعي في رخائي وشدتي

غياثي إذا ضاقت عليَّ مذاهبي … ومنه أرجى كشف ضري وشدتي

ملاذي ومقصدي وركني ومفزعي … عليه اعتمادي وهو ذخري وعدّتي

[ص 206]

سُبحانَ مَن خَلَقَ الأَكوانَ مِن عَدَمٍ … وَعَمَّــــها مِنهُ بِالأَفضالِ وَالمَدَدِ

تَبارَكَ اللَهُ لا تَحصـــي مَحامِدَهُ … وَلَيسَ في حَــــــدٍّ وَلا عَـــــــــدَدِ

اللَهُ اللَهُ رَبّي لا شَريكَ لَهُ … اللَهُ اللَهُ مَــــــــعبودي وَمُلتَحــــــــــــِدي

اللَهُ اللَهُ لا أَبغــي بِـــهِ بَدَلاً … اللَهُ اللَهُ مَقصـــــــودي وَمُعتَمِــــــــــدي

اللَهُ اللَهُ لا أُحصي ثَناهُ وَلا … أَرجو سِــــواهُ لِكَشــفِ الضُرِّ وَالشـدَدِ

اللَهُ أَدعــــوهُ وَأَســأَلُـــهُ ….  اللَهُ اللَهُ مَأمــــــولي وَمُستَنِــــــــــــــدي

[ص 231 -232]

وَواظِـب عَـلى دَرسِ القُـرآنِ فَـإِنَّ فــي …  تِـلاوَتِهِ الإِكـسـيــرُ وَالشَــــــرحُ لِلصَدرِ

أَلا إِنَّهــُ البَــحــرُ المُــحــيــطُ وَغَــيــرَهُ …  مِــنَ الكُــتُــبِ أَنــهـارٌ تَـمُـدُّ مِـنَ البَـحـرِ

تُـــدَبِّرِ مَـــعـــانـــيــهِ وَرَتــلِهِ خــاشِــعــاً …. تَــفــوزُ مِـنَ الأَسـرارِ بِـالكَـنـزِ وَالذُخـرِ

وَبِــالجِــدِّ وَالصَــبــرِ الجَـمـيـلِ تَـحُـل فـي …فَـسـيـحِ العُـلا فَـاِسـتَـوصِ بِـالجِدِّ وَالصَبرِ

وَكُـــن شـــاكِـــراً لِلَهِ قَـــلبــاً وَقــالِبــاً … عَــلى فَــضــلِهِ ِنَّ المَــزيــدَ مَــعَ الشــكــرِ

[ص 235]

وَإِن رُمــــتَ أَمــــراً فَـــاِســـأَلِ اللَهَ إِنَّهُ … هُــوَ المُــفَـضَّلـُ الوَهّـابُ لِلخَـيـرِ وَالوَفـرِ

وَأوصــيــكَ بِــالخَـمـسِ الَّتـي هِـيَ يـا أَخـي … عِـــمـــادٌ لِديـــنِ اللَهِ واسِـــطَــةُ الأَمــرِ

وَحــافِــظ عَــلَيــهــا بِــالجَـمـاعَـةِ دائِمـاً … وَواظِـب عَـلَيـهـا فـي العِـشاءِ وَفي الفَجرِ

وَقُــم فــي ظَــلامِ اللَيــلِ لِلَهِ قــانِــتــاً … وَصَـــلِّ لَهُ وَاِخـــتِـــم صَـــلاتَــكَ بِــالوَتــرِ

وَكُـــن تـــائِبــاً مِــن كُــلِّ ذَنــبٍ أَتَــيــتَهُ … وَمُــســتَــغــفِـراً فـي كُـلَّ حـيـنٍ مِـنَ الوِزرِ

عَــســى الواهِـبُ المَـولى الكَـريـمُ بِـمَـنِّهِ … يَــجـودُ عَـلى ذَنـبِ المُـسـيـئيـنَ بِـالغُـفـرِ

[ص 297 -301]

قَد كَفاني عِلمُ رَبّي … مِن سُؤالي وَاِختِياري

فَدُعائي وَاِبتِهالي … شاهِدٌ لي بِاِفتِقاري

فَلِهَذا السِرُّ أَدعو … في يَساري وَعِساري

أَنا عَبدٌ صارَ فَخري … ضِمنَ فَقري وَاِضطِراري

قَد كَفاني عِلمُ رَبّي … مِن سُؤالي وَاِختِياري

يا إِلَهي وَمَليكي … أَنتَ تَعلَمُ كَيفَ حالي

وَبِما قَد حَلَّ قَلبي … مِن هُمومٍ وَاِشتِغالي

فَتَدارَكَني بِلُطفٍ … مِنكَ يا مَولى المَوالي

يا كَريمَ الوَجهِ غِثني … قَبلَ اَن يَفنى اِصطِباري

قَد كَفاني عِلمُ رَبّي … مِن سُؤالي وَاِختِيارِ

يا سريعَ الغَوثِ غَوثاً … مِنكَ يُدرُكُني سَريعا

يَهزِمُ العُسرَ وَيَأتي … بِالَّذي أَرجو جَميعا

يا قَريباً يا مُجيباً…  يا عَليماً يا سَميعا

قَد تَحَقَّقَت بِعَجزي … وَخُضوعي وَاِنكِساري

قَد كَفاني عِلمُ رَبّي … مِن سُؤالي وَاِختِياري

لَم أَزَل بِالبابِ واقِفٌ … فَأَدِم رَبّي وُقوفي

وَبِوادي الفَضلِ عاكِفٌ … فَأَدِم رَبّي عُكوفي

وَلِحُسنِ الظَنِّ لازِمٌ … وَهوَ خِلّي وَحَليفي

وَأَنيسي وَجَليسي … طولَ لَيلي وَنَهاري

قَد كَفاني عِلمُ رَبّي … مِن سُؤالي وَاِختِباري

حاجَةً في النَفسِ يا ربّ… فَاِقضِها يا خَيرَ قاضي

وَأَرِح سِرّي وَقَلبي … مِن لَظاها وَالشَواظِ

في سُرورٍ وَحُبورِ … وإِذا ما كُنتُ راضي

فَالهَنا وَالبَسطُ حالي … وَشِعاري وَدِثاري

قَد كَفاني عِلمُ رَبّي … مِن سُؤالي وَاِختِياري

[ص 498 - 499]

فوا أسفي ووا ندمي وحزني … على ما كان مني في الخوالي

ووا لهفي على زمنٍ تقضَّى … على عملٍ بمذموم الخصال

وعمرٍ ضاع في إيثار دارٍ ….. حقيقتها تشبَّه بالخيال

[ص 536 ]

إذا جاء فتانا القبور ليسألا … فقل ربي الله العظيم وموئلي

وقُل ديني الإسلام والهادي أحمد … نبيي حبيبُ الله أفضل مرسل

[ص 537 - 539]

وللمتقين الجنة الخلد أزلفت … وفازوا بها من ماجد متفضل

فأورثهم جناته ونعيمها … بما عملوا من صالح متقبل

ووفقهم للخير ثم أثابهم … برضوانه عنهم وبالوطن العلى

منه القرب والملك الذي ليس ينقضي … مصفى من الأكدار من كل مشغل

ورؤية رب العالمين هي المنى … وغاية قصد القاصدين المكمل

من الحور والولدان زوج وخادم … ومن ذهب والورق قصر لمنزل

وأنهارها قد فجرت وعيونها … وفاكهة من كل قطف مذلل

فقل يا عباد اللَه من كل مؤمن … تقى منيب خاشع متبتل

هلموا إلى اللَه الكريم وأسرعوا … وسيروا على النهج القويم الموصل

[ص 589 - 592 ]

سلام سلام كمسك الختام .. عليكم أحبابنا يا كرام

ومن ذكرهم أنسنا في الظلام … ونور لنا بين هذا الأنام

سكنتم فؤادي ورب العباد … وأنتم مناتي وأقصى المراد

فهل تسعدوني بصفو الوداد … وهل تمنحوني شريف المقام

أنا عبدكم بأهيل الوفا … وقربكم صرف همي والشفا

فلا تسقموني بطول الجفا … ومنوا بوصل ولو في المنام

أموت وأحيا على حبكم … وذلي لديكم وعزي بكم

وراحات روحي رجا قربكم … وعزمي وقصدي إليكم دوام

فلا عشت إن كان قلبي سكن … إلي البعد عن أهله والوطن

ومن حبهم في الحشا قد قطن … وخامر مني جميع العظام

إلى مر بالقلب ذكر الحبيب … ووادي العقيق وذاك الكثيب

يميل كميل القضيب الرطيب … ويهتز من شوقه والغرام

أموت وما زرت ذاك الفنا … وتلك الخيام وفيها المنى

ولم أدن يوما مع من دنا … للثم المحيا وشرب المدام

لئن كان هذا قيا غربتي … ويا طول حزني وكربتي

ولي حسن ظن به قربي … بربي وحسبي به يا غلام

عسى اللَه يشفى غليل الصدود … بوصل الحبائب وفك القيود

قربي رحيم كريم ودود … يجود على من يشا بالمرام

[ص 736]

من لم يبالي لم يُبالَ به … ومن أضاع الناس أضاعوه

ومن شراهم يشتروه ومن … يبيعهم بالرُّخصِ باعوه






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق