المصباح في أذكار المساء والصباح
تأليف الشيخ محمد بن محمد الصالحي المَنِبجي الحنبليّ
المتوفى سنة (775 هـ)
تحقيق أحمد المزيدي
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ الذكر أنيس الصالحين، وجنَّة العارفين، ونور المقربين، والصلة الوثيقة بين العباد وبين ربهم جلَّ في علاه، هو عصمتهم من المهالك والأخطار، به يستدفعون الآفات، ويستكشفون الكربات، وإذا أظلتهم مصيبةٌ فإليه ملجأهم، وإذا نزلت بهم نازلةٌ فإليه مفزعهم، حتى إنه ليدع القلب الحزين ضاحكاً، والعبد المهموم فرحاً، فلا يعرف صاحبه الضعف ولا الهزيمة ولا الكسل، فلله درُّ الذاكرين ما أحلى شمائلهم، وما أزكى مجالسهم..
وهذا الكتاب هو من جملة الكتب المؤلفة في الأذكار، الذي ينبغي لكل مسلمٍ الحرص عليه، يذكر مصنفه فيه فصولاً في الأذكار وآدابه والأحاديث الواردة فيها مع تخريج كل حديث، وتوضيح غريبه، وتفسير العلماء لها.
بالإضافة إلى ذكره آثار التابعين وأحوالهم، وذكر بعض الاسرائيليات، وقد ابتدأ كتابه بذكر فضل الذكر، ثم شرع بأذكار الليل -موافقةً لعنوان الكتاب، أو لأنه يتقدم النهار، ثم جاء بأذكار النهار، ثم ختم بالأذكار عقب الصلوات.
وينبغي للعبد أن يجعل له من أذكار المساء والصباح شيئاً يواظب عليه، ولا يتركه لشدة حاجته إليه، وعظم الانتفاع به في الدنيا والآخرة.
فصول الكتاب:
في فضل الذكر والحث عليه
من فضل الذكر طرد الوسواس.
من فضل الذكر قضاء الحوائج من غير سؤال
من فضل الذكر اشتغال العبد عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش وغير ذلك.
دوام الذكر يكون سبباً لمحبة الله عز وجل للعبد ودوامها عليه
باب الذكر أوسع من جميع الأبواب.
الإخلاص في الذكر، وحسن القصد فيه من أنفع ما للعبد
الذكر بالقلب واللسان معاً هو أفضل الذكر
الذكر ثلاثة أنواع.
ينبغي للعبد أن يجعل له من أذكار المساء والصباح شيئاً يواظب عليه
في أذكار المساء.
فيما ورد من استحباب قراءة سور من القرآن عند النوم.
في آداب النوم وذكر الله تعالى
في استحباب الوضوء عند النوم.
فيما ورد من فضل النوم على طهارة مقروناً بذكر الله
في استحباب الاكتحال عند النوم
في استحباب صلاة ركعات قبل النوم.
في استحباب التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل عند النوم
في كراهة النوم على غير ذكر الله تعالى
فيما ورد من استحباب الاستغفار عند النوم.
فيما ورد من الأدعية عند النوم
فيما ورد من التعاويذ عند النوم
فيما يُقال للفزع عند النوم
فيما ورد من التحفظ بذكر الله من الشيطان عند النوم.
فيما يُقال عند النوم لدفع الأرق وهو السهر
فيما ورد عند النوم من السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
فيما يُقال عند النوم لمن أهمَّه أمرٌ أو نزلت به نازلة
فيما يُقال عند النوم لمن أراد أن يرى رؤيا صالحة
فيما يُقال عند النوم لدفع الاحتلام
فيما يُقال عند النوم لمن أراد أن ينتبه أي الليل شاء
فيما ورد من فضل النية والتوبة والوصية عند النوم
أذكار الاستيقاظ من النوم
فيما يُقرأ من القرآن عند الاستيقاظ
في آداب الاستيقاظ ومن أراد النوم بعده
في التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار والدعاء بعد الاستيقاظ.
فيما يقوله إذا استيقظ من الليل للصلاة
فيما يقوله من رأى رؤيا يكرهها أو يُحبها إذا استيقظ من النوم
في أذكار الصباح
فيما ورد من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل صباحاً ومساءً
فيما ورد من الاستغفار عند الصباح والمساء
فيما ورد من التحفظ بذكر الله من الشيطان وغيره عند الصباح والمساء.
فيما ورد من الأدعية عند الصباح والمساء
في الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم صباحاً
فيما ورد من الذكر بآيات وسور من القرآن عند الصباح والمساء
في فضل ختم القرآن عند الصباح والمساء وذكر طرفٍ من آداب التلاوة
أذكار دبر الصلوات المفروضة
في استحباب قراءة آيات وسور دبر الصلوات
فيما ورد من الاستغفار دبر الصلوات
فيما ورد من استحباب التهليل دبر الصلوات
فيما ورد من التسبيح والتحميد والتكبير دبر كل الصلوات
فيما ورد من الدعاء دبر الصلوات
فيما ورد من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دبر الصلوات
في الذكر عُقيب صلاة العصر
فيما ورد من أذكار صلاة المغرب
في أذكار صلاة الفجر
في الجلوس في المصلى بعد الفجر حتى تشرق الشمس، وبعد العصر حتى تغرب.
فيما ورد من أذكار دبر صلاة الجمعة.
-الفائدة الأولى-
يقول المنبجي (ص 33): "وينبغي التنبيه عليه، وهو أن الذكر ثلاثة أنواع:
أحدها: ذكر الله تعالى بأسمائه وصفاته، والثناء عليه بها.
الثاني: تلاوة كلامه، وتسبيحه، وتحميده، وتكبيره، وتهليله، وتمجيده، وهو لفظ الذكر عند كثيرٍ من المتأخرين، وهو الذي قصدته في هذا الكتاب.
الثالث: ذكره بأحكامه وأوامره ونواهيه، وهو ذكر العلم كما قال عطاء: مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام، لتعلم كيف تُصلي وتصوم وتبيع وتشتري وتنكح وتطلق، وأشباه ذلك.
والتحقيق: أن ذكر الله تعالى لا ينحصر في نوعٍ من هذه الأنواع، بل كل نوعٍ منها ينقسم إلى أقسام، ليس هذا محل ذكرها، بل سبيلها الكتب المطولة".
-الفائدة الثانية-
يقول المنبجي (ص 33): "وأما الذكر في القرآن على ما ذكره ابن الجوزي وغير واحدٍ على عشرين وجهاً:
أحدها: الذكر باللسان: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [البقرة: 200].
الثاني: الحفظ: {وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 63].
الثالث: الطاعة: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } [البقرة: 152].
الرابع: الصلوات الخمس: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [البقرة: 198].
الخامس: الذكر بالقلب: {ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ } [آل عمران: 135].
السادس: العظة: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ} [الأعراف: 165].
السابع: البيان: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ} [الأعراف: 63].
الثامن: الحديث: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42] أي حدثه بحالي وقصتي.
التاسع: الكتاب المنزل: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
العاشر: الخبر: {قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا } [الكهف: 83].
الحادي عشر التوحيد: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} [طه: 124].
الثاني عشر: القرآن: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ } [الأنبياء: 2]
الثالث عشر: الشرف:{كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ} [الأنبياء: 10]
الرابع عشر: الغيب: {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} [الأنبياء: 36].
الخامس عشر: اللوح المحفوظ: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ} [الأنبياء: 105].
السادس عشر: الثناء على الله: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا } [الأحزاب: 41].
السابع عشر: الوحي: { فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا } [الصافات: 3].
الثامن عشر: صلاة العصر: {أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} [ص: 32].
التاسع عشر: صلاة الجمعة: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9].
العشرون: الرسول: { وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا} [طه: 99].
-الفائدة الثالثة-
(ص 84): لا ينبغي للعبد أن ينام حتى يُصلح أربعةً:
أولها: لا ينام وله على وجه الأرض خصمٌ؛ حتى يأتيه فيتحلل منه.
الثاني: لا ينبغي أن ينام ما لم يتب من ذنوبه.
الثالث: لا ينبغي له أن ينام وقد بقي عليه فرضٌ من فرائض الله تعالى.
الرابع: لا ينبغي له أن ينام إلا ووصيته مكتوبةً عنده.
تنبيه: ذكر المزيدي أن من مؤلفات الشيخ (الغناء والرقص محاورات المنبجي مع ابن تيمية)، ولم أجد فيمن ترجم للشيخ من ذكره إلا هذا المزيدي! والذي يظهر أن الشيخ المنبجي كان من فضلاء الحنابلة، وكان على طريقة السلف في التعبد والتقشف، ولا أستبعد أن هذا المؤلف منحولٌ عليه من قبل بعض المتأخرين، فلم تكن بينه وبين ابن تيمية شيء، بدليل أنه ينقل عنه في كتابه هذا، ويصفه "بشيخ الإسلام" (انظر، ص: 60، 145) وغيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق