أرشيف المدونة الإلكترونية

الاثنين، 21 فبراير 2022

فضائل القرآن للإمام أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 هـ) تحقيق د. فاروق حمادة

فضائل القرآن

للإمام أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 هـ)

تحقيق د. فاروق حمادة

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ اجتهد العلماء في عصر التدوين وما بعده في تأليف الكتب التي تُعنى بفضائل القرآن الكريم وثواب قراءته، وجمعوا في ذلك الأحاديث والآثار ذات العلاقة، ومن أول من عني بذلك الإمام الشافعي في كتابه "منافع القرآن"، وتبعه في ذلك أبو عُبيد القاسم بن سلام في كتابه "فضائل القرآن"، ثم جاء هذا الكتاب للإمام النسائي، والذي يُعد ثالث ثلاثة كتبٍ هي أم هذا الباب. 

وهذا الكتاب على صغر حجمه فيه مائة وستة وعشرون حديثاً (126) تعتبر أنفس وأجمع ما كُتب في هذا الموضوع، وذلك لتناوله القضايا الكبرى المتعلقة بالقرآن الكريم من كيفية نزوله، ومدة نزوله، وجمعه، وكتابته، ونقله.

بالإضافة إلى ذكره أبرز وأهم وأصح ما روي في فضائل السور والآيات بناءً على منهجه في الانتقاء، وبالتالي خلا كتابه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والواهية. 

وعليه؛ فأحاديثه كلها تدور بين الصحيح والحسن، وفيه بضعه أحاديث [109، 111] تكلم في رجالها إلا أنها قد حُسِّنت، وتلقاها الأئمة بالقبول، وبهذا يمكن الإطمئنان إلى جميع الأحاديث الواردة في الكتاب.

وقد استعرض الإمام النسائي الأبواب التي تتعلق بموقف المسلم حيال النص القرآني، في تلقيه وتعلمه، واستذكاره وتعهده، ثم بالتزام تعاليمه، والوقوف عند حدوده، باتباع ما فيه والعمل به، ثم في أدائه وتبليغه للناس، وتزيين الصوت والتغني به، وقراءته عن ظهر قلب، وفي كل حال.

ثم بيَّن وجوب تعظيم هذا القرآن بالإنصات المقرون بالخشية عند سماعه، وترك المراء والمجادلة فيه، وعدم القول فيه أو في أحكامه بغير علم ولا أهلية ولا معرفة.

واختصر هذا الكتاب الشيخ محمد علي حميسان، فذكر منه (107) مئة وسبعة أحاديث منتقاة، تؤدي الغرض من الكتاب.

بين يدي المقال: 

لماذا أنزل الله تعالى القرآن؟

أنزل الله تعالى هذا الكتاب العظيم لأمرين:

الأول: أن يكون معجزةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن أكثر المشركين كانوا مكذبين بنبوته ورسالته، فأنزل الله كتاباً يتحداهم بأن يأتوا بسورةٍ من مثله، لأنهم كانوا أساطين الفصاحة وفطاحل البلاغة، ولأن القرآن من جنس الحروف والكلمات التي كانوا ينطقون بها، قال الله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة: 23، 24)، فأخبر تعالى أنهم لم يفعلوا فيما مضى، ولن يفعلوا فيما يأتي، أي: الاتيان بسورة من مثله، كما ثال في آيةٍ أخرى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } (الإسراء: 88)، ولا يزال القرآن أكبر معجزةٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يزل ولا يزال ييتحدى من ينكر نبوته ورسالته، وينكر كون القرآن كلام الله أن يأتي بسورة من مثله.

وإنما قلنا هو أكبر معجزةٍ لأنها فاقت معجزات الأنبياء، لأن معجزات الأنبياء عليهم السلام كانت كونيةً حسيَّة، وقد انقضت بانتهاء أوقاتها كقلب العصا حيةً لموسى عليه السلام، وإبراء الأكمه والأبرص لعيسى عليه السلام، وإلانة الحديد لداود عليه السلام، وأما هذا الكتاب المعجز لفظاً ومعنى فهو معجزةٌ باقيةٌ ما بقي الدهر، وكانت لرسول الله معجزاتٌ كثيرى لكنها قد انتهت بانتهاء وقتها، كتفجير الماء الزلال من بين أصابعه، وتسليم الأحجار والأشجار عليه، وحنين الجذع له، وأما هذه المعجزة فهي المعجزة العلمية الخالدة، وها قد مضى أكثر من أربعة عشر قرناً، والقرآن يتحدى من تسول له نفسه بالكفر والشك أو التكذيب للرسالة والقرآن أن يأتي بمثل سورةٍ من سوره، ولما عجز العرب، وانتهت البلاغة والفصاحة، فغيرهم من باب أولى.

وكل من أغواه الشيطان وسولت له نفسه الأمارة أن يُعارض وأن يُحاكي القرآن بان سُخفه وركاكة لفظه، وسماجة كلماته، حتى أصبح أضحوكةً للأنام، كمسيلمة الكذاب، وأمثاله.

الأمر الثاني: أن يكون هذا الكتاب هدايةً للبشر، يُخرجهم من ظلمات الكفر والشرك إلى نور التوحيد والإيمان، يخرجهم من عبادة الأصنام والكواكب والبحار إلى عبادة الملك الجبار.

وليكون دستوراً شاملاً لكل ما يحتاجه البشر من أمور دينهم ودنياهم وآخرتهم، لأنها شريعة باقية خالدة، ختم الله بهذه الرسالة جميع الرسالات، فليس بعد محمد رسولٌ، وليس بعد هذا الكتاب العزيز كتاب، ولذا كان وافياً بحاجات البشر، آتياً بما يُصلحهم ويُسعدهم، ومن أجل ذلك نرى فيه أصول الأحكام التي يستنبط منها ما جدَّ من الحوادث والمسائل، وتقوم السنة بدورها كشرحٍ للكتاب، إن كانت مصدراً مستقلاً، ولكن أصلها من الكتاب العزيز؛ لقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (الحشر: 7).

وفي هذا الكتاب العقائد الصحيحة، والأحكام العادلة، والآداب الرفيعة، والأخلاق العظيمة، والحكم السنية، والمواعظ المؤثرة، والأمثال النفيسة، والقصص الحسنة.

وبالجملة فقد حوى ما قد حوته الكتب السابقة، وزاد عليها ما يحتاج إليه الأنام، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } (النحل: 89)، وإن كان مما لا يختلف فيه اثنان أن هذا الكتاب قد أنزل لهداية البشر وإصلاحهم وإسعادهم.

أبواب الكتاب:

1-باب كيف نزول الوحي.

2-بابٌ من كم أبوابٍ نزل القرآن؟

3-على كم نزل القرآن؟

4-كيف نزل القرآن؟

5-بسان من نزل القرآن؟

6-كم بين نزول أول القرآن ونزول آخره؟

7-عرض جبريل القرآن.

8-ذكر كاتب الوحي.

9-ذكر قُرّاء القرآن

10-ذكر الأربعة الذين جمعوا القرآن على عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

11-جمع القرآن.

12-باب سورة كذا سورة كذا.

13-السُّورة التي يُذكر فيها كذا.

14-كتاب القرآن.

15-فاتحة الكتاب

16-فضل فاتحة الكتاب

17-سورة البقرة.

18-آية الكرسي.

19-الآيتان من آخر سورة البقرة.

20-الكهف.

21-المُسبِّحات.

22-إذا زُلزلت.

23-{قل يا أيّها الكافرون}.

24-سورة الإخلاص.

25-فضل المعوذتين.

26-أهل القرآن.

27-الأمر بتعلم القرآن واتباع ما فيه.

28-الأمر بتعلم القرآن والعمل به.

29-فضل من علَّم القرآن.

30-فضل من تعلَّم القرآن.

31-الأمر باستذكار القرآن.

32-مَثَل صاحب القرآن.

33- نسيان القرآن.

34-من استعجم القرآن على لسانه.

35- الماهر بالقرآن.

36-المتتعتع بالقرآن.

37-التغنِّي بالقرآن.

38-تزيين الصوت بالقرآن

39-حُسن الصوت بالقرآن.

40-الترجيع.

41-الترتيل.

42-تحبير القرآن.

43-مدُّ الصوت.

44-السَّفر بالقرآن إلى أرض العدو.

45-أيقرأه عن ظهر قلبِ؟

46-القراءة على الدابة.

47-قراءة الماشي.

48-في كم يُقرأ القرآن؟

49-قراءة القرآن على كل الأحوال.

50-إغتباط صاحب القرآن.

51-من أحبَّ أن يسمع القرآن من غيره.

52-البكاء عند قراءة القرآن.

53-قول المقرئ للقارئ حسبنا.

54-قول المقرئ للقارئ: حسبك.

55-قول المقرئ للقارئ: أمسك.

56-قول المقرئ للقارئ: أحسنت.

57-مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن.

58-من رايا بقراءة القرآن.

59-من قال في القرآن بغير علم.

60-ذكر قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن.

61-المراء في القرآن.

62-ذكر الاختلاف فيه.

ومن الكتب التي عنيت بفضائل القرآن:

1-"منافع القرآن" للإمام محمد بن إدريس الشافعي (ت 204 هـ).

2-"فضائل القرآن" لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ).

3-"فضائل القرآن" خلف بن هشام بن ثعلب المقرئ البزار (ت 229 هـ).

4-"فضائل القرآن" هشام بن عمار أبو الوليد السلمي (ت 245 هـ).

5-"فضائل القرآن" حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري (ت 246 هـ).

6-"فضائل القرآن" العباس بن الفرج البصري (ت 257 هـ).

7-"فضائل القرآن" يحيى بن زكريا بن مزين (ت 259 هـ).

8-"فضائل القرآن" أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت ؟).

9-"فضائل القرآن" أحمد بن المعذل بن غيلان (ت ؟).

10-"فضائل القرآن" لعلي بن الحسن بن فضال (ت 290 هـ).

11-"فضائل القرآن" عبد الرحمن بن محمد بن سلم (ت 291 هـ).

12-"فضائل القرآن" محمد بن الحسن الصفار (ت 290 هـ).

13-"فضائل القرآن" محمد بن أيوب الضريس (ت 294 هـ)

14-"فضائل القرآن" لمحمد بن سلمان العبسي الكوفي (ت 297 هـ).

15-"فضائل القرآن" لجعفر بن محمد الفريابي (ت 301 هـ).

16-"ثواب القرآن" لعلي بن سعيد العسكري (ت 305 هـ).

17-"فضائل القرآن" أبو بكر عبد الله بن دواد السجستاني (ت 310 هـ).

18-"فضائل القرآن" داود بن محمد الأودني الحنفي (ت 320 هـ).

19-"فضائل القرآن" علي بن إبراهيم القمي الإمامي (ت 329 هـ).

20-"فضائل القرآن" محمد بن مسعود العياشي السمرقندي (ت ؟).

21-"فضائل القرآن" محمد بن يعقوب الكليني الشيعي (ت 329 هـ).

22-"فضائل القرآن" محمد بن أحمد بن الحداد الشافعي (ت 334 هـ).

23-عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني (ت 369 هـ).

24-"ثواب القرآن" عبد السلام بن أحمد البصري (ت 370 هـ).

25-"فضائل القرآن" لجعفر بن محمد المستغفري (ت 432 هـ).

26-أبو ذر عبد بن أحمد الأنصاري الهروي المالكي (ت 434 هـ).

27-"فضائل القرآن" محمد بن علي، أبو حسن الاصطخري (ت 443 هـ).

28-"فضائل القرآن" علي بن أحمد الواحدي (ت 468 هـ).

29-"فضائل القرآن" أحمد بن محمد الرازي الحنفي (ت 631 هـ).

30-"فضائل القرآن" محمد بن عبد الواحد الغافقي (ت 619 هـ).

31-"الدر النظيم في منافع آيات القرآن الكريم" لمحمد بن خلف الوادآشي، واختصره أبو بكر بن منظور، وكلاهما مخطوطان.

32-"بهجة الزمان في فضل القرآن"؛ لعبد الرحمن الغرناطي.

33-خمائل الزهر في فضائل السور؛ لجلال الدين السيوطي (ت 911 هـ).





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق