ماذا تعرف عن دين الشيعة الإثنا عشرية؟
أ. د. صالح حسين الرقب
الأستاذ المشارك بقسم العقيدة -الجامعة الإسلامية
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة
تمهيد/ في عصرٍ انقسم فيه المسلمون إلى شيعٍ متنازعة، وأحزابٍ مُتفرقة، وغاب عن ساحتهم الإمام العادل، والعالم الرَّبانيِّ المُنقذ، وأصبحت ريح الخلاف شديدةٌ هائجة، وصار بأسهم بينهم شديداً، وقد تحكَّمت السياسة في أعناق أهل الدين، وسكنت الحزبيات بمطامعها المادية إلى نشر الملل الباطلة، والفرق الهالكة، مع تكالب أعداء هذه الأمة في الشرق الغرب على هذه القصعة، وبثَّ المُنحلُّون سمومهم في الأمة، وغيَّمت سُحب البدع الحاقبة، وأظلمت الدُّنيا بالمتصوفة وبالشيعة والبهائية والقاديانية، وغيرها من فرق أهل الضلال، وهم ينعقون ليل نهار بباطلهم، وقد علم الناس من أحوالهم واتضح للعوام من حقائقهم ما يجعل نعيقهم مصدر إلهامٍ للناس بضرورة الإقبال على السُّنة، والتشرُّف بدعوة النبيِّ المباركة (لا تزال طائفةٌ من أمتي)، وهي دعوة السلف الصالح رضوان الله عليهم.
وفي هذا الوقت بالذات بدأ خطر الشيعة الروافض يتزايد أوارُه في أنحاء العالم الإسلامي، بدءاً من دعاوي التقريب بين السُّنة والشيعة، والتي كان هدفها الأساس هو نشر التشيُّع بين صفوف أهل السُّنة؛ ليكون التحوُّل في نظم الأفكار والعقائد من الهدى إلى الضلال، ومن الرشد إلى الغيّ -عياذا بالله تعالى.
وكذلك الأمر بالنسبة للمتصوفة، وهم غصن خبيث نبت في شجرةٍ خبيثة، يبثون سمومهم ومكرهم في هذه الأمة بكل وسيلة، ومع كل قناة، وقد اغترَّ بظاهر حالهم كثيرٌ من المنتسبين إلى أهل السُّنة وراج على العوام ضلالهم، ولا يظنُّ ظانٌّ أن أهل الباطل يهيبون علينا، بل هم أهون شيءٍ عندنا، ذلك أن الحقَّ أبلجٌ ناصع، والباطل أسودٌ بهيم.
ولذا كان واجباً عليَّ أن أقول: إن المجتمع في ذمتكم يا أهل السُّنة، وأنتم المسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى أن تردُّوا على الرافضي، وعلى الصُّوفي، وعلى الشيعي، والشيوعي، والحداثي، والعلماني، وعلى كُلِّ مُبطلٍ بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} (الكهف: 29).
وإني أحمد الله لأهلنا في غزة البدة المباركة: أن جعل فيها من يذوذ عن كتاب الله عز وجل، ويدافع عن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وصحابة النبيِّ الكريم رضوان الله عليهم، بحقِّ هذا العلم الذي تعلموه: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} (المجادلة: 11).
وفي هذا الكتاب النفيس يتعرض المؤلف "حفظه الله" إلى أهم معتقدات الشيعة الفاسدة، والقضايا الشركية التي وقعوا فيها، وأما اعتبار الشيعة ديناً؛ فهذا باعتراف المراجع الدينية لديهم: أن دينهم خاصٌّ بهم،
وابتدأ المؤلف بمقدمات تمهيدية ذكر فيها أسماء هذه الفرقة، وسبب تسميتها بذلك، موثقاً ذلك من المصادر المعتمدة لديهم، وهي ثلاثة: (الإمامية، والاثنا عشرية، والرافضة)، ثم شرع -بعد ذلك -في بيان اعتقادات الشيعة، وقد لخصتها في اثني عشر وجهاً، وهي:
أولاً: عقيدة الشيعة في القرآن الكريم:
يعتقد الشيعة بأن: القرآن مُحّرف، وأن الذين حرفوه هم الصحابة رضوان الله عليهم، وأن المصحف الكامل يحتفظ به الإمام المهدي المنتظر، وسيُخرج به يوم خروجه من السرداب! وقد دلَّ على هذا التحريف عندهم كثرة الروايات القائلة به، وهو قول مراجع الشيعة في كتبهم.
ويرى الشيعة أن العمل بالقرآن الموجود هو عملٌ مؤقت ريثما يظهر القرآن الذي يحتفظ به المهديّ، بالإضافة إلى عدم اهتمام الشيعة المعاصرين بتعلُّم القرآن الكريم أو تفسيره، لأنه مُحرَّفٌ عندهم! وكل ذلك من ضروريات المذهب الشيعي.
ويعتقد الشيعة وفقاً للمعتزلة أن القرآن مخلوق، مثل سائر الأشياء المخلوقة، ويُقدِّس الشيعة خمسة كتب، وهي (صحيفة علي، والجامعة، ومصحف فاطمة، والصحيفة السجادية، والجفر)، ويزعمون أن فيها ما كان ويكون وسيكون. وقد أجاد الشيخ صالح في الردُّ عليهم وكشف عوارهم وحقيقتهم.
ثانياً: عقيدة الشيعة في السنة النبوية:
السُّنة عند الشيعة هي ما صحَّ لهم من طرق أهل البيت عليهم السلام، ومعظم الروايات تُسند عن أئمتهم، والقليل جداً يُرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما كتب السُّنة التي بين أيدي المسلمين فلا يعتبرونها ولا يُقرُّون بها، وضابط قبول الروايات عندهم هو موافقتها لأصولهم في الإمامة، ويعتقد الشيعة أن صحيحي البخاري ومسلم مليئين بالخرافات والأساطير، ويُطلقون الدعوات إلى ضرورة تطهير هذه الكتب مما فيها، ويُثيرون حولهما مجموعة كبيرة من المطاعن والأكاذيب والسخريات بدعوى النقض.
ثالثاً: عقيدة الشيعة في الصحابة:
تقوم عقيدة الشيعة الإثنا عشرية على سب وشتم وتكفير جميع الصحابة رضوان الله عليهم إلا ثلاثة، وهم: سلمان، والمقداد، وأبا ذر الغفاري، ويُلحقون بهم عمار بن ياسر، ويزعمون أنه حاص حيصةً ثم رجع إلى الحق عندهم. ويعتقد الشيعة فضل من يلعن الصحابة ويتبرأ منهم، لا سيما خليفتي رسول الله أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما، وسموهما بـ"صنمي قريش"، ويعتقدون وجوب إخراجهم من قبورهم وصلبهم قبل يوم القيامة ورجمهم، بالإضافة إلى اعتقادهم أن عثمان ومعاوية رضي الله عنهما صنمين آخرين، ويعتقدون أن عائشة وحفصة رضي الله عنهما كافرتين من أهل النار، ويقولون في السيدة الصديقة أموراً عظيمة رضي الله عنها، ويتهجمون عليها بوقاحة كبيرة وإجرامٍ عظيم، ويزعمون أن المهدي عند خروجه سيُحيي عائشة ويقيم الحدَّ عليها بالرجم - خيَّبهم الله تعالى.
رابعاً: عقيدة الشيعة في الإمامة:
ويعتقد الشيعة أن الإمامة وهي اعتقاد خلافة معصومٍ من أهل البيت في اثني عشر رجلاً من عليِّ إلى المهدي من أصول الإيمان، وأحد أركان الإسلام الخمسة، وأنها من الأمور التي يُسأل عنها العبد يوم القيامة، وأن مُنكرها كافرٌ من أهل النار، وأن منكر الإمامة كمنكر النبوَّة، ويعتقد الشيعة أن الأئمة المعصومين اختُصُّوا بعلومٍ وأمور من بين جميع الناس، منها:
1. معرفتهم علم الغيب، ومعرفتهم جميع العلوم، وجميع اللغات.
2.أنهم لا يموتون إلا باختيارٍ منهم، وأن الله فوَّض إليهم تدبير الخلائق.
3. أن الأئمة لديهم كل الكتب السماوية التي أنزلها الله على الأنبياء.
4.أنهم يطوفون كل ليلة جمعة حول العرش، ويقتبسون من العلوم الإلهية.
5. أن الكون سماواته وأرضه، والجنة والنار، والملائكة، وآدم وحواء إنما خُلقوا لأجل أهل البيت.
6. أن الله خلق آل مُحمَّدٍ من نوره وصورهم من طينة مخزونة من تحت العرش، وأسكن ذلك النور فيهم!!.
7. أن الأئمة هم أسماء الله وصفاته التي يجب معرفتها، وأنه لولاهم لما عُبد الله -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
8. تفضيل الأئمة الاثني عشر على جميع الأنبياء.
خامساً: عقيدة الشيعة في الإمام المهدي:
وهو الإمام الثاني عشر في سلسلة أئمة الشيعة، وهو في حقيقته شخصية خُرافية حيث أن الإمام الحادي عشر وهو الحسن العسكري (ت 260 هـ) لم يُعقِّب ولداً، بل مات عقيماً. وأمه مجهولة، وتاريخ ولادته مجهول، ولا يُعرف وقت خروجه، ولا عمره حين يخرج، وقال الشيعة: إنه ليس له اسمٌ عندهم، ويررون في ولادته ونشأته خرافات كثيرة (استوعبها هذا الكتاب)، ويعتقد الشيعة أن بإمكان المهدي الغائب إغاثة من يستغيث به! عياذاً بالله تعالى من الشرك.
سادساً: عقيدة الرجعة عند الشيعة:
فيعتقد الشيعة عودة أئمتهم بعد الموت في دار الدنيا لمحاسبة من اغتصب حقهم، ولم يؤمن بإمامتهم، وذلك بعد قيام دولة المهدي، وأنه عند عودة المهدي سيحكم بحكم داود وسليمان، وأنه يُقيم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما من قبريهما، ويصلبهما ويحرقهما بالنار، وأنه يُقيم عائشة رضي الله عنها، ويحُّدها بالرجم، وأنه يقتل ثلاثة آلاف من قُريشٍ يبعثهم الله من قبورهم! وأنه يقتل العرب عن آخرهم!! وأن من علامة ظهوره أنه يظهر عُرياناً عند قرص الشمس.
سابعاً: زيارة القبور عند الشيعة:
وهي فريضة من فرائض دين الشيعة الروافض، يكفرون تاركها، ويجعلونه من أهل النار، وقد وضعوا لذلك الأحاديث الكثيرة المكذوبة والموضوعة في فضل زيارة قبور الأئمة، والاستشفاء بترابها، وأدنى هذه الفضائل أنها تعدل عشرين حجة وعمرة، وعتق ألف رقبة!! ومن الأمور المنكرة والشركية التي يفعلها الشيعة عند القبور:
أ. الطواف بالقبور، والذبح والنذر لها، وقد سموها مشاهد.
ب. الصلاة عند قبور الأئمة تحيةً للقبر، وربما يجعلونها في جهة القبلة.
ج. الانكباب على القبر، وتقبيله، ووضع الخد عليه، والتمسُّح به.
د. دعاء الأئمة المقبورين، ويطلبون منهم الشفاء والإعانة والمدد والسعادة، من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله عز وجل.
ه. اتخاذ القبر قبلةً في الصلاة، وأنه أفضل من استقبال الكعبة.
ثامناً: عقيدة التقيَّة عند الشيعة:
وهي التظاهر بغير الحقيقة أمام المخالفين من العوام والعلماء، وهي واجبةٌ عندهم، ولا تُرفع إلا بخروج المهدي.
تاسعاً: المُتعة عند الشيعة:
وهو نكاحٌ مؤقَّت، يملك الشيعيُّ بموجبه حقَّ الاستمتاع بامرأةٍ محصنة أو عازبة لأجلٍ محدود، ويكون بلا وليٍّ ولا شهود، ولا يحتاج إلى طلاقٍ لانهائه، ويثبت به نسب الولد، ولا يثبت الإرث بين المُتمتعين! هذا مع ثبوت روايات عن أئمة أهل البيت بتحريمه، ويروي الشيعة في فضله أحاديث مكذوبة وموضوعة عن أهل البيت، ويعدُّونها أصلاً من أصول دينهم، ومنكرها كافرٌ، في النار… وقد جاء في هذا الكتاب بيان الفتاوى الشاذة، والممارسات المُنكرة التي يُبيحها مراجع الشيعة في هذا العصر من "إعارة الفروج"، و"إنشاء بيوت خاصة بنكاح المتعة"، وقد أشار "رافسنجاني" أن في إيران وحدها ربع مليون لقيط! من جراء "زنا المتعة".
عاشراً: عقيدة البداء عند الشيعة:
وهو اعتقاد الشيعة أن الله لا يعلم الشيء إلا بعد حدوثه، أو هو ظهور الشيء بعد خفائه، وهي عقيدةٌ كُفرية، ومع ذلك فهي أصلٌ من أصولهم، ويترتب على قولهم ها وصف الله تعالى بالجهل، تعالى الله العليم الخبير عن ذلك، وقد ألَّف الشيعة المعاصرون حوالى (25) مؤلفاً لإثبات هذه القضية، وغرضهم منها إثبات عصمة الأئمة في إخبارهم عن الأشياء المستقبلية، فإن خالف خبرهم الواقع في المستقبل، قالوا: بدا لله كذا؛ فغيَّر أمره!!.
. حادي عشر: عقيدة الطينة عند الشيعة:
فيعتقد الشيعة أنهم مخلوقون من طينةٍ خاصة، ويروون في ذلك الأحاديث الكثيرة عن أهل البيت، ويزعمون أن أرواحهم مخلوقةً قبل أبدانهم بألفي عام.
ثاني عشر: عقيدة الشيعة في أهل السُّنة:
يعتقد الشيعة أن أهل السُّنة هم النواصب، وأنهم كافرون من أهل النار، بما فيهم الصحابة، والتابعين، والأئمة الفقهاء الأربعة، وأبو حنيفة النعمان، وسائر أهل السنة من بعدهم، وأنهم حلال الدم والعرض، تُقتل رجالهم وتُسبى نساؤهم، وأن سيئات الشيعة في الآخرة توضع على أهل السنة، وحسنات أهل السُّنة يظفر بها الشيعة.
وختم المؤلف بذكر أقوال علماء أهل السُّنة والجماعة في الشِّيعة؛ بدءاً من الإمام مالك، الذي يقول: "الذي يشتم أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليس له حظٌّ في الإسلام"، وسئل الإمام أحمد عمن يشتم الصحابة؛ فقال: "أخشى عليه الكفر"، وفي رواية قال: "ما أراه على الإسلام"، وقال الشافعيُّ: "لم أرَ أحداً أشهد بالزور من الشيعة الإثنا عشرية"، وقد بلغت أربعةً وعشرين قولاً مُحكماً، وبهذا تنتهي فصول هذا الكتاب.
وختاماً أدعو جميع العقلاء من هذه الأمة إلى نبذ هذه الفرقة الباطلة ومن جرى مجراها، ورفض كل ذلك الضلال تحت أيِّ مُسوِّغٍ كان، وأيِّ دعوى كانت، كما أنها دعوةٌ أيضاً لاجتماع الكلمة والصف على دعوة أهل السُّنة، والتي تعتبر رحمةً من الله عز وجل لهذه الأمة؛ لأن ربنا قال في نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين} (الأنبياء: 107)،
ولأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد تُوفي؛ فإن سنته باقية، والتي هي عصمةٌ من الضلال: {وإن تُطيعوه تهتدوا} (النور: 54)، وهذه السُّنة هي أمانٌ من الزيغ والفُرقة؛ فعلى كل عاقلٍ أن يلزم الحقَّ واتباعه، مهما شطَّت زوارق السياسة، وخدعتنا كلمات أصحابها.
وقد رأينا أن السُّنة -بفضل الله سبحانه -تنتشر في كل بُقعةٍ من بقاع العالم الإسلامي، بل في كثيرٍ من بلاد أوروبا، وقد سئم الناس اليوم ويئسوا من أن ينتصر الإسلام بالبدع والإلحاد وأهلهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق