أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

منهج الإمام النووي رحمه الله في كتابه التبيان -بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة

منهج الإمام النووي رحمه الله في كتابه التبيان

فريد عبد الرحمن بوهنة

ماجستير العلوم الإسلامية -الجامعة العالمية

كتاب إلكتروني منشور -مكتبة الألوكة

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة


تمهيد/ هذا الكتاب هو أحد أبرز كتب الإمام الفقيه الزاهد يحيى بن شرف النوويُّ عليه سحائب الرحمة والرضوان، والموسوم بـ "آداب حملة القرآن"، وهو من جملة مصنفاته التي أشرقت على الناس بأنوارها، وغرست في قلوب الخاصة والعامة هيبة القرآن والشَّغف بتلاوته والإقبال عليه، وأوضحت لهم معالم الهداية في باب الذكر والتدبُّر، وقومت لهم بعض الأفكار المغلوطة في باب التلاوة والفقه المتعلق بها.

وعن نفاسة هذا الكتاب وقيمته العلمية، يقول الشيخ عبد الغني الدقر في سياق حديثه عن مؤلفات الشيخ النووي ومدى أهميتها وإقبال العامة والخاصة عليها: "وهو -أي التبيان -كتاب صغير ويستغنى به عن الكتب الكبيرة، ألفه النووي رحمه الله لأهل دمشق، و قد كانت ـــــ كما يقول النووي ــــــ لهم عناية بالقرآن الكريم".

ويقول الإمام الحافظ السخاوي عنه: "وهو كتاب نفيس لا يستغنى عنه، خصوصاً القارئ والمقرئ".

ويُوضِّح لنا الإمام النوويُّ سبب تألأيفه لهذا الكتاب فيقول: "ورأيت أهل بلدتنا دمشق - حماها الله تعالى وصانها وسائر بلاد الإسلام - مكثرين من الإعتناء بتلاوة القرآن العزيز: تعلما وتعليما، وعرضا ودراسة، في جماعات وفرادى، مجتهدين في ذلك بالليالي والأيام، زادهم الله حرصا عليه، وعلى جميع أنواع الطاعات، مريدين وجه الله ذي الجلال والإكرام، فدعاني ذلك إلى جمع مختصر في آداب حملته، وأوصاف حفاظه وطلبته، فقد أوجب الله - سبحانه وتعالى - النصح لكتابه، ومن النصيحة له بيان آداب حملته وطلابه، وإرشادهم إليها، وتنبيههم عليها".

ثُمَّ بيّن رحمه الله منهجه في هذا الكتاب، في "المُقدمة" وغرضه الأساسيَّ منه؛ فيقول: "وأوثر فيه الاختصار، وأحاذر التطويل والإكثار، وأقتصر في كل باب على طرف من أطرافه، وأرمز من كل ضرب من آدابه إلى بعض أصنافه، فلذلك أكثر ما أذكره بحذف أسانيده… والسبب في إيثار اختصاره، إيثاري حفظه وكثرة الإنتفاع به وانتشاره".

وذكر رحمه الله أن جماعات من المصنفين في كتب الآداب، وضعوا كتباً في آداب تلاوة القرآن، ولكن لما رأى ضعف الهمم عن مطالعتها وحفظها، انتخب لهم هذا المختصر؛ فيقول: "وقد صنف في فضل تلاوته جماعة من الأماثل والأعلام، كتباً معروفة عند أولي النهى والأحلام، لكن ضعفت الهمم عن حفظها، بل عن مطالعتها، فصار لا ينتفع بها إلا أفراد من أولي الإفهام".

وقد ختم الإمام النوويُّ -رحمه الله-كتابه بباب خاص أورد فيه، كل المصطلحات، و الألفاظ الواردة في البحث، مما يعين لقارئ الكتاب، في حالة غموض فكرة أو إشكال مسألة؛ وقد بيَّن ذلك في "ألمُقدمة"؛ فقال: "ثم ما وقع من غريب الاسماء واللغات في باب في آخر الكتاب، ليكمل انتفاع صاحبه، ويزول الشك عن طالبه، ويندرج في ضمن ذلك، وفي خلال الأبواب جمل من القواعد، ونفائس من مهمات الفوائد، وبين الأحاديث الصحيحة والضعيفة مضافات إلى من رواها من الأئمة الأثبات، وقد ذهلوا عن نادر من ذلك في بعض الحالات".

  • خلاصة هذا البحث:

وتضمن هذا البحث تصحيحاً لبعض الأغلاط التي وقع فيها بعض المُحققين لنُسخة التبيان بناءً على تصحيحات فضيلة الشيخ أيمن سويد في دروسه، والتي بلغت ثلاثة وعشرين تصحيحاً لتصحيفٍ وقع في كلمة، أو خطأ في الشكل والضبط أو سقطٍ وقع في عبارة، وذكر صحة أو ضعف بعض الأحاديث (ص 19 - 28).

وقد تضمنت هذه الدراسة بعد المقدمة، وقبل الخاتمة مبحثان، هما:

المبحث الأول: ويشتمل على الكلام حول الإمام النووي وكتابه التبيان ، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: ترجمة موجزة للمؤلف رحمه الله تعالى وغفر له .

المطلب الثاني: آراء العلماء وأقوالهم حول الكتاب.

 المبحث الثاني: منهج الإمام النووي رحمه الله في كتابه، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الغاية من تأليفه للكتاب، ومنهجه في عرض الأبواب، والسر في ترتيبها .

المطلب الثاني: منهجه في الأدلة التي ساقها و بيان صحتها من ضعفها  







 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق