النشاط الأشعري المعاصر
السمات ومكونات الخطاب والعلاقات
كتبه: محمد براء ياسين
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلم حنونة
تمهيد/ يشهد العالم العربي والإسلامي تحولاً كبيراً في حركات التصوُّف المحترق، الذي أمسى يحتضر في بيئته وبين أبنائه، مُعلناً إفلاسه الكبير وعجزه التام في مواجهة الفطرة الصافية التي استقرت في قلوب الخُلَّص من عباد الله، بعدما كتب الله سبحانه -للدعوة السَّلفية المباركة أن تنتشر في ربوع المعمورة، فأشرقت لها بساتين الشام وحدائق القدس وأضاءت جبال مكة وسواحل المغرب وروافد العراقين.
وأصبح التصوُّف يرثي نفسه، وينتحب على أضرحةٍ خلت من عُمَّارها، ويندب قبوراً مهجورةً من عُبّادها، فلا من يستغيث بميّت، ولا من يدعو حجراً، ولا من يعتقد في صخرةٍ أو نجمٍ أو شجرة.
فلم تُطق الشَّربةُ رهبان التصوُّف؛ بما أصابهم من الذُّل والصَّغار، فراهنوا على التحريش والرفس والطقطقة، فهملجت شيوخهم بالباطل، وأظهروا العداوة والبغضاء لأهل السُّنة، وأفرطوا في تشويه رموز الدعوة السلفية المباركة، فخرجوا عن حدود الأدب، وامتحنوا الناس بنبرة التخوين والتجهيل والتسفيه.
ولم يكتفي أرباب الطائفة بذلك حتى غدا كبارهم على موائد السلطان، تنافق الحكام ليلاً ونهاراً، وتشرعن جهادها الجاهلي على أبناء الدعوة السلفية المباركة، وغيرها من الدعوات الإسلامية، وتتصل بأرباب الدولة والسلطان في سبيل دفع صوت الحق، والزج بشباب الدعوة في سجون المكر والخيانة، وتعتمد على مؤسسات صديقة في الغرب أو أخرى مساندة لها في الشرق، بقصد الاستعلاء، في محاولة للوصول نحو المملكة الباطنية المنشودة.
واتقد لدى الصوفيين شعورٌ عميق بضرورة السيطرة والغلبة على مراكز التوجيه الديني في المجتمع، أو الولايات الدينية في الدولة، ولهذا الزحف أدواته التي يسعى للتأثير بها على قطاع كبير من الناس، من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة. ومن خلال الاتصال بالجهات السياسية: المحلية والدولية بقصد الحصول على الدعم الكافي لنشر البدع والخرافات.
ويبدو أن هذه الحركة المعاصرة للتصوف الأشعري ولدت ميِّتة، وستبقى ميَّتة، لأنها تجد مصلاً قوياً يقتلها في مهدها، وتواجه سداً قوياً يضادها في الاتجاه الآخر، يمنع تمددها، ويحصرها في أضيق مكان وأصغر بقعة.
وقد صبٌّوا جمَّ عداوتهم لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى، وأذكوا متحمسي الأشاعرة ليجلبوا على الأمة العار والسكون، وقدحوا زندهم، لإحياء عقائد الجهمية في التوحيد والإيمان، وإحياء البدع السلوكية، تحت أيِّ حكمٍ وضعيٍّ كان، فاجتمعوا على هدفٍ واحد، وهو مناكفة "السلفية" المعاصرة، وإحياء النعرة المذهبية، من خلال القدح في رموز الدعوة السلفية عموماً، وبشيخ الإسلام ابن تيمية على وجه الخصوص.
وقاد هذه الحركة المتعصبة شخصيات صوفية تنتمي إلى المدرسة الأشعرية، والتي أضحت تتشكى من غربة المذهب الأشعري، وظهور المذهب المعادي له "السلفية المعاصرة"، ولكن لم ينل هؤلاء خيراً، بل بقي استعلاء أهل السُّنة بكتاب الله وسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة.
وقد تناول هذا البحث العديد من الشخصيات التي تتبنى النشاط الأشعري المعاصر، وتوظف عناصر الخصومات الشديدة ضد أبناء الطوائف الأخرى المسلمة، وعرض هذا الكتاب أهم رموز التيار الأشعري المعاصر، وإنتاجاته الفكرية والعلمية، وأهم نشاطاته المعاصرة من خلال البرامج الفضائية والمتلفزة ومواقع التواصل الإجتماعي، والإصدارات المعرفية، والخلافات الحاصلة بين شخصياته.
مباحث الكتاب:
الفصل الأول: سمات "النشاط الأشعري" المعاصر
يتضمن هذا الفصل تعريفاً بثلاث سمات، بدا أنها تُميّز من يُمثل الاتجاه الأشعري الذي نعنيه في هذا البحث عن غيرهم من الأشعرية المعاصرين.
المبحث الأول: القابلية للتوظيف السياسي
المبحث الثاني: النشاط والحركة
المبحث الثالث: العدائية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وذلك من خلال:
أولاً: نسبة التجسيم لابن تيمية.
ثانياً: أنهم يبنون على هذا الوصف التحذير من ابن تيمية، وجعله خطراً على عقائد المسلمين.
ثالثاُ: زرع وهم توبة ابن تيمية من عقائده.
رابعاً: تبني فكرة أن ابن تيمية هو بذرة الإرهاب المعاصر.
الفصل الثاني: مكونات الخطاب الأشعري المعاصر.
المكون الأول: الدعوة إلى اتباع المذهب الأشعري والماتريدي في الاعتقاد
المكون الثاني: الدعوة إلى تقليد المذاهب الأربعة في الفقه
المكون الثالث: الدعوة إلى الطرق الصوفية في السلوك
الفصل الثالث: المواقف والعلاقات
المبحث الأول: موقف "النشاط الأشعري المعاصر" من مدرسة التنوير الإسلامي.
المبحث الثاني: موقف "النشاط الأشعري المعاصر" من المدرسة السلفية المعاصرة.
المبحث الثالث: موقف "النشاط الأشعري المعاصر" من الرافضة.
المبحث الرابع: موقف "النشاط الأشعري المعاصر" من بعض الحركات الإسلامية
المبحث الخامس: موقف "النشاط الأشعري المعاصر" من تنظيمات الغلاة القتالية
الخاتمة، وأهم النتائج والتوصيات.
خاتمة
وختام هذه الدراسة بإشارات نقدية تتعلق بطرائق غير صحيحة في التعامل مع «النشاط الأشعري المعاصر». وهي ثلاث:
أولاً: غلط الاستسهال في الردود، دون بذل الوسع في تحري الأقوال وفهمها، وترتيب الحجج المستقيمة في الجواب عن الشبهات، إذ ذلك يؤدي إلى تقوية شبهاتهم لا إضعافها. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «كل من لم يناظر أهل البدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين («درء تعارض العقل والنقل» (١/ ٣٥٧)).
وقيل: من لم يطلع على دلائل خصمه لم يقدر على قطعه وقصمه" («الانتصار في الرد على القدرية المعتزلة الأشرار» للعمران (١/ ٩٠)).
ثانياً: شعر قومٌ بالضعف العلمي لدى التعامل مع المذهب الأشعري، فأصبحوا يحثون على القراءة في كتبهم، دون انضباط بالتأصيل الفقهي في النظر في كتب المبتدعة، وما فيه من تفصيل بين الأحوال، ودون استحضار البعد الرسالي لدى النظر في كتبهم، فيصبح النظر في كتب الكلام لمجرد التحصيل المعرفي، وقد قرر أهل العلم أن مقصود النظر في كتب المبتدعة؛ إما: الاستعانة بها في الرد عليهم، وإما معرفة غلط فرقة مبتدعة أخرى، «وهذا لا يحتاج إليه من لا يحتاج إلى رد المقالة الباطلة لكونها لم تخطر بقلبه، ولا هناك من يخاطبه بها، ولا يطالع كتابا هي فيه، ولا ينتفع به من لم يفهم الرد، بل قد يستضر به من عرف الشبهة ولم يعرف فسادها» كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية»! («منهاج السنة النبوية» (٥/ ٢٨٣)).
ثالثاً: تجاوز قواعد العلم من أجل وهم التقريب بين المذاهب، لأي غاية كانت =يضر ولا ينفع، وكثيراً ما تسعى دعوات التقريب إلى إلغاء الفروقات الحقيقية بين المذاهب، فإن لم يكن؛ فبالتخفيف من حدتها بدعوى أن الخلاف لفظي.
وقد استعمل هذا بعض من يريد التقريب بين أهل السنة والأشعرية، فعمد إلى إلغاء الفروق الحقيقية بين مقالات أهل السنة والأشعرية.
فادعى أن الخلاف بين قول ابن تيمية في اعتبار صفة الكلام قديمة النوع حادثة الآحاد وبين قول الأشعرية في الكلام النفسي خلاف لفظي (كما يقوله الشيخ محمد الحسن ولد الددو، وذلك في شرحه على منظومة خاله الشيخ محمد سالم ولد عدود -رحمه الله تعالى- في الاعتقاد التي قدم بها نظمه لمختصر خليل).
وادعى آخر أنه لا خلاف بين ابن تيمية والأشعرية في مسألة التحسين والتقبيح العقليين (كما يقوله حاتم العوني، انظر كلامه والرد عليه في مقال نقض دعوى الدكتور حاتم العوني - وفقه الله - في أن مذهب الأشعرية لا يختلف عن تقرير ابن تيمية في مسألة التحسين والتقبيح العقليين»، منشور في ملتقى أهل الحديث).
أهم نتائج البحث
١ - «النشاط الأشعري المعاصر» اسم لتوجه ديني ظهر في السنوات الأخيرة، من أبرز رموزه علي جمعة، وأسامة الأزهري، وسعيد فودة، وعلي الجفري، وعمر بن حفيظ، وسيف العصري، ونزار حمادي، وجلال الجهاني، وتتوزع انتماءات أصحابه على بلدان متنوعة؛ مصر واليمن والأردن، وتونس وليبيا، والكويت.
٢ - امتاز «النشاط الأشعري المعاصر» بثلاث ميزات: النشاط والحركة، والقابلية للتوظيف السياسي، والعدائية لعدد من أئمة الحديث ولشيخ الإسلام ابن تيمية خاصة.
٣ - لـ «النشاط الأشعري المعاصر» مؤسسات متعددة، تعنى بنشر خطابه، كما أن لرموزه نشاطا إعلامياً في القنوات الفضائية وفي شبكات التواصل الاجتماعي، ونشاطاً في مجال التحقيق والتأليف. وقد تناولنا في البحث النشاط الإعلامي والتحقيق والتأليف بشيء من التفصيل.
٤ - لـ«النشاط الأشعري المعاصر» قابلية للتوظيف السياسي واستعماله أداة في وأد روح المقاومة، التي تمثل السلفية رافداً لها، ويحرص «النشاط الأشعري المعاصر» لدى تلقيه الدعم من القوى الغربية أو المحلية الخارجة عن شرائع الإسلام بتوصيف علاقته بأنها علاقة لا تصل إلى درجة التبعية وتلقي الأوامر أو التوجيه أو الإملاء.
٥ - لـ«النشاط الأشعري المعاصر» موقف عدائي من شيخ الإسلام ابن تيمية، فهم ينسبونه إلى البدعة والتجسيم، مقلدين في ذلك بعض شيوخ الأشعرية في عصر ابن تيمية كتقي الدين السبكي وولده تاج الدين، أو معتمدين على تفسيراتهم لبعض نصوصه وكلامه، والتجسيم مختلف في كفر صاحبه عندهم، وهم لا يختارون تكفير ابن تيمية، ويدعي بعضهم تراجعه وتوبته، لكنهم ينشطون في ذمه والتنفير عنه، والتحذير منه، ويجعلونه خطرا على عقائد المسلمين، ويجعله بعضهم مصدراً من مصادر التطرف
والإرهاب في الوقت المعاصر.
٦ - يتكون الخطاب الذي يتبناه «النشاط الأشعري المعاصر» من ثلاثة مكونات يعدها «النشاط الأشعري المعاصر» مكونات لمفهوم السُّنية، وهي: الدعوة إلى المذهب الأشعري أو الماتريدي في الاعتقاد، والدعوة إلى المذاهب الأربعة في الفقه، والدعوة إلى الطرق الصوفية في السلوك.
٧- يعد «النشاط الأشعري المعاصر» العناية بعلم الكلام من الواجبات الكفائية التي بيعت في هذا العصر، ويعلون من شأنه، ويرون فيه صلاحية لمخاطبة. جميع أصناف الناس، بمن فيهم العوام، ويرون فيه الإجابة عن الأسئلة والتشكيكات العقدية المعاصرة.
٨- يدعو النشاط الأشعري المعاصر» إلى تنويع طرق الخطاب العقدي، بالمخاطبة بالأدلة الكلامية العقلية، والأدلة النقلية، وإلى مخاطبة كل صنف من الناس بما يؤثر فيهم. وقد أوردت في البحث نصاً للفخر الرازي يبين فيه تعذر مخاطبة العوام بصريح المذهب الأشعري.
٩ - يدفع النشاط الأشعري المعاصر» وصف الابتداع عنه بدعوى وقوع التأويل من السلف، وبدعوى انتساب أثمة من المحدثين والفقهاء للمذهب الأشعري.
١٠ - يتفاوت رموز «النشاط الأشعري المعاصر» في موقفهم من تحديد درجة الاختلافات داخل المذهب الأشعري، والتوجه العام لديهم هو نفي وجود اختلاف حقيقي داخل المذهب.
١١ - يتفاوت رموز «النشاط الأشعري المعاصر» في فهم علم الكلام واشتغالهم فيه.
١٢. يدعوا النشاط الأشعري المعاصر إلى إحياء المذهبية وفقاً للمنهجية المتبعة لدى متأخري أتباع المذاهب، وينتقدون اللامذهبية انتقاداً شديداً.
١٣. لبعض رموز النشاط الأشعري المعاصر تصريحات وفتاوى تخالف الطريقة المذهبية المعلن عنها في تلقي الأحكام الفقهية يظهر ذلك بشكل واضح في كثير من تصريحات وفتاوى علي جمعة التي لقيت انتقاداً من منسوبي النشاط الأشعري المعاصر أنفسهم.
١٤. يدعو النشاط الأشعري المعاصر إلى بدع خطيرة تتعلق بالسلوك أخطرها الاستغاثة بغير الله تعالى.
١٥. يعتني النشاط الأشعري المعاصر بالدعوة إلى بدعة المولد عناية خاصة، ويستدلون لها، ويجيبون عن حجج مانعيها، ويشيعون كلام العلماء الذين أجازوها، وفي كلام بعضهم إشارات إلى خلل في محبة النبي صلى الله عليه وسلم لدى من يمنعها
١٦. يرفض النشاط الأشعري المعاصر القول بوحدة الوجود الذي يقول بالاتحادية كابن عربي وابن سبعين والتلمساني، لكن رموزه يتفاوتون في موقفهم من ابن عربي بناء على الاختلاف في دلالة كلامه على القول بوحدة الوجود، ويسعى سعيد فودة إلى تخليص الصف الداخل الصوفي الاشعري من هذا القول أو الاقتراب منه.
١٧. يتفاعل النشاط الأشعري المعاصر مع الوسط الفكر الإسلامي وغير الإسلامي، ويتخذ مواقف من الاتجاهات النشطة في الساحة؛ كالسلفية المعاصرة، والحركات الإسلامية، والتنظيمات القتالية، ومدارس تجديد الخطاب الديني، والتنوير، والشيعة الاثني عشرية.
١٨. يقف النشاط الأشعري المعاصر موقفاً عدائياً شديداً من المدرسة السلفية المعاصرة، ويرى أنها مدرسة شاذة، نشأت في حقبة الاستعمار و انقطعت عما كان عليه المسلمون عبر القرون السابقة ولا تمثل إلا جزءًا يسيراً من الأمة، ويرونها مدرسة تتبنى القول بالتجسيم في الاعتقاد، وبدعة اللامذهبية في الفقه، وموقفاً شاذاً من التصوف، ويصفون رموز المدرسة السلفية المعاصرة بالجهل ولا يرون لهم أي سلف معتبر بل هم في نظرهم ورثة للكرامية واليهود ومجسمة الحنابلة؛ فلا يرون أي شرعية لوجود هذه المدرسة ويدعون عليها بالهلاك.
١٩. يدعي النشاط الأشعري المعاصر أن السلفية المعاصرة ليست امتدادا للحنابلة، ونشطت فئة متصلة بالنشاط الاشعري المعاصر باسم "الحنابلة الجدد" تدَّعي اختطاف السلفيه للمذهب الحنبلي، وترصد الخلافات العقدية والفقهية الجذرية بين أقوال الحنابله أو معتمد اقوالهم وبين السلفية المعاصرة، وتدعو للتماهي بين المذهب الحنبلي والاشعري.
٢٠. يسعى النشاط الأشعري المعاصر إلى إشاعة الردود على السلفيين وذلك بالتأليف بالكتابه او النشر في شبكات الانترنت.
٢١. ينسب النشاط الأشعري المعاصر ظاهره التطرف للسلفية ويعد داعش نتيجة حتمية للسلفية.
٢٢. يتكلم النشاط الأشعري المعاصر في ظاهرة التطرف بقصد إضعاف رصيد خصومهم بسبب ديني أو سياسي، ولذلك يربطها بابن تيمية وبسيد قطب.
٢٣. يشيع لدى النشاط الأشعري المعاصر وصف الحركات الإسلامية بالتلاعب في الدين بحسب دعواهم يستعملون الدين لتحقيق أغراضهم السياسية.
٢٤. يقف رموز النشاط الأشعري المعاصر بالجملة من مدرسة التنوير الإسلامي نفس الموقف السلبي الذي وقفه الكوثري ومصطفى صبري في النصف الأول من القرن الماضي، وله في الرد على هذه المدرسة عدد من الكتابات.
٢٥. يدعو النشاط الأشعري المعاصر إلى التعايش مع الرافضة والتعاون معهم على المتفق عليه ويقبلون الدعوة إلى التقريب بشروط، ويتفاوتون في السير على التقرير الأشعري التقليدي في عرض قضايا الخلاف بين الأشعرية والرافضة، وأبعدهم عن ذلك أحمد الطيب الذي يدعي أن الاختلاف مع الرافضة كالاختلاف بين المذاهب الفقهية.
٢٦. يرفض النشاط الأشعري نشر مذهب الشيعة الاثني عشرية في بلاد السنة ويرفض مبدأ تصدير الثورة الذي تبنته إيران.
٢٧. النشاط الأشعري المعاصر محجوب بعداوته للسلفية عن التصدي للمشروع الإيراني والخطر الرافضي في المنطقة، وهو ما يفسر الوقوف ضد الثورة السورية، ويطرح نزار حمادي بأن التصدي للرافضة لا يتم إلا بالقضاء على من يسميهم الوهابية.
٢٨. ثمة مسالك غير صحيحة في التعامل مع النشاط الأشعري المعاصر منها:
الاستسهال في الردود دون بذل الوسع في تحري أقوال الأشعرية وفهمها.
ومنها التوسع في قراءه كتب المبتدعة دون الانضباط الفقهي.
ومنها تجاوز قواعد العلم من أجل وهم التقريب مع المذهب الاشعري بدعوه ان الاختلاف أهل السنة معهم غير موجود او غير حقيقي.
أهم التوصيات:
١. ضرورة كتابة دراسات وبحوث نقدية حول نشاط الاشعري المعاصر، ومن المقترحات:
بحث تقييمي للمستوى العلمي لرموز النشاط الأشعري المعاصر في العلوم العقلية التي يدعون التقدم فيها.
بحث ينقض دعاويهم انتساب الأئمة لمذهبهم ممن سلم من بدعتهم.
بحث ينقض دعاويهم حول تأويل السلف
بحث يبين الموقف الحنبلي من الأشعرية.
بحث حول دعواهم أنهم أكثرية الأمة.
بحث حول دعاويهم ضد الحركات الإسلامية.
٢. ضرورة إحياء المنهجية الصحيحة في تلقي العلوم الشرعية، بما في ذلك إبراز أهمية الدليل العقلي في الاعتقاد، وإبراز الموقف الرشيد من قضية التمذهب الفقهي، وإبراز التراث السلفي في قضايا السلوك وأعمال القلوب.