أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 14 فبراير 2021

أحاديث قراءة النبيِّ صلى الله عليه وسلم في النوافل -إعداد: د. بلال حميد يحيى الروحاني -جامعة الأندلس

أحاديث قراءة النبيِّ صلى الله عليه وسلم في النوافل

جمعاً وتخريجاً

إعداد: د. بلال حميد يحيى الروحاني -جامعة الأندلس

اعتنى به: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ خلق الله الإنسان لأجل عبادته والتقرب إليه، فقال جل وعلا: {وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلا ليعبدون}، وقد شرعت لنا أنواعٌ مختلفة من الطاعات والقربات، ومن أجلِّها وأعظمها قُربةً الصلاة، فهي صلةٌ بين العبد وربِّه، وقد استحبَّ الشارع الحكيم الإكثار منها، وجعل لنا باباً للتطوع وصلاة النافلة، وذلك سداً للنقص الحاصل في الفرائض، ورفعةً لدرجات العبد عند الله سبحانه وتعالى.

وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُكثر من النوافل، حتى ذكر بعض العلماء (ابن القيم في "الزاد") أنه صلى الله عليه وسلم كان يُصلي في اليوم الواحد ما لا يقل عن أربعين ركعة، ومعلومٌ أن صلاة النافلة متنوعة وتختلف في صفتها ووقت أدائها وتقييدها، وطولها وقصرها، والآيات التي وردت القراءة فيها، فقيام الليل -مثلاً -يُستحب تطويل القراءة فيه، بينما ركعتي الفجر يُستحب تخفيفها.

وهذا بحثٌ نفيس جاء فيه تحديد السور التي ورد أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بها في النوافل، مع بيان صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للنافلة في القراءة والركوع والسجود، وأنه كان يؤديها بخشوع وطمأنينة قلب والبكاء والسؤال والإنكسار التام بين يدي الله عز وجل.

وقد قسَّم الباحث بحثه هذا إلى مقدمة، وثمانية مباحث، وخاتمة، وسلك فيه منهج الاستقراء والتتبع للروايات الواردة في صلاة النبي للنافلة، وفيه ذكر حديث عُبادة بن الصامت، وعائشة، وابن عباس، وحُذيفة، واببن مسعود، وأبي أمامة، والنعمان بن بشير، وابن عمر، وقد حكم على كل حديث بما يناسبه، معع بيان معاني غريب الألفاظ، وهذه المباحث كالتالي:

1.قراءة النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قيام الليل:

 وكان النبيَّ ثم قراءته صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته بالليل بركعتين خفيفتين، ثُم يُطيل بقية الركعات فيُطيل ثُم يُخفف قليلاً، حتى يختم بالوتر ثلاثة ركعات، وكان يُصلي ثلاث عشرة ركعة، ويستاك بين كل ركعتين، وكان يُطيل ركوعه وسجوده، ويجعل ركوعه قريباً من سجوده، وكان يقرأ ما يقرب من خمسة أجزاء متتالية مترسلة بتدبر وتفكُّر، (البقرة -النساء -آل عمران)، وكان صلى الله عليه وسلم يُصلي ركعتين خفيفتين عقب الوتر، يُصليهما جالساً، فإذا أراد الركوع، قام فقرأ في الأولى: الزلزلة والكافرون.

2.ثم قراءته صلى الله عليه وسلم في صلاة الوتر:

وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى: الأعلى، وفي الثانية: الكافرون، وفي الثالثة: الإخلاص، ويقرأ مع الإخلاص المعوذتين. وقد صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه أوتر بركعة وقرأ فيها مائة آية من سورة النساء.

3.ثم قراءته صلى الله عليه وسلم في سنة الفجر:

وكان صلى الله عليه وسلم يُخففها ليُدرك صلاة الفريضة في أول الوقت، ويقرأ فيهما بسورتي: الإخلاص والكافرون، أو يقرأ من قوله سبحانه: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136)، وفي الثانية: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 52). وفي رواية: يقرأ في "الثانية": { قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 64).

4.ثم قراءته صلى الله عليه وسلم في صلاة الضحى:

ولم يُروَ أنه كان يقرأ فيها بسورةٍ مُعينة، ولكن ورد أنه صلاها يوم الفتح في بيت أم هانئ ثماني ركعات خفيفة. ومن صلاها أربع يُطول بها.

5.ثم قراءته صلى الله عليه وسلم في ركعتي الطواف:

وهما ركعتان خفيفتان، وكان يقرأ فيهما بسورتي: الإخلاص والكافرون.

6.ثم قراءته صلى الله عليه وسلم في سنة المغرب:

وكان يقرأ فيهما بالكافرون والإخلاص.

7.ثم قراءته صلى الله عليه وسلم في صلاة العيدين:

وكان يقرأ في الأولى: بالأعلى، وفي الثانية: بالغاشية. وأحياناً: يقرأ بسورة (ق) في الأولى، والثانية بـ(القمر).

8.ثم قراءته صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف:

وليس في القراءة بعد الفاتحة في صلاة الكسوف شيءٌ محدد، بل يقرأ فيهما بما تيسَّر من القرآن، والمستحبُّ إطالةُ القراءة حتى ينجلي الكسوف، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُطيل حتى يكون قيامه الأول قدر سورة البقرة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق