أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 12 فبراير 2021

السر الجليل في خواص "حسبنا الله ونعم الوكيل" -بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

السر الجليل في خواص "حسبنا الله ونعم الوكيل"

أو "الجواهر المصونة واللآلئ المكنونة"

تأليف أبو الحسن الشاذلي (ت 656 هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ علي بن عبد الله الشاذلي "أبو الحسن" أحد صوفية القرن السابع الهجري، اشتهر بالقطبية واشتغل بالسحر والدجل، هاجر من المغرب بعد أن طرده أهلها منها، فارتحل إلى إفريقية، وسكن الإسكندرية؛ وكانت بداياته في التصوف على يد عبد السلام بن بشيش، وأظهر الانتساب إلى آل البيت في بعض كتبه، وأعجب الناس بكثرة الخوارق التي يأتي بها، وفقد بصره في آخر حياته. وكانت وفاته بصحراء عيذاب ودُفن هناك.

وللشاذلي العديد من الكتب المنسوبة إليه، ومنها هذا الكتاب المُسمى (العذب السلسبيل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل) أو (السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل)، وهذا الكتاب منسوبٌ إليه عند كافة الصوفيين، وقد جاءت نسبته إليه في "معجم التاريخ (3/ 2085)، وهو موجود في مكتبة رشيد بمصر، والظاهريّة بدمشق.

ومن يقرأ عنوان الكتاب للوهلة الأولى يبدي إعجابه به، ولكن عند الغوص في أعماق الكتاب، والمرور على فقراته، نجد أنه مليء بالسحر والطلاسم، والتوسلات الشركية، ودعوات تسخير الجان وتحضيرهم، والاستعاثة بخدام الآيات والحروز: أذيَّةً لعباد الله، وتسليطاً للشياطين على خلق الله، ويقوم الشيخ الصوفي أو المريد بدفن هذه الجداول والأوفاق في مكان قريب، أو اصطحابها في عمامة، أو وضعها تحت وسادة، 

وبيّن الشاذلي أن الشياطين تحضر عند صناعة هذه الأختام -مباشرةً -بثياب خضر (29) ثم يطلب الشيخ الصوفي أو المريد منه أن يُسخر له جميع الجن والشياطين العلويين والسفليين؛ فيقول الشيطان: قد سخّرتُ!.ثم يقول الشيطان: اعتقني؛ فيُعتقه، ويعطيه خاتم سليمان (بحسب زعمه)، ويقول له: افعل ما تُريد!!.

كذلك تجد فيه العبارات الغريبة، والأوفاق السحرية، والأختام الشيطانية، والتي يحصل بها حضور الشياطين، وتسليطهم على عباد الله، وتعريض الناس للعنت والشقاء، وأذيتهم في أبدانهم وأهليهم وأموالهم، والتسبب لهم بالأمراض والجنون والطاعون.

وقد زعم الشاذلي بأن هذه الأوفاق السحرية والأختام "الشيطانية" يحصل أمورٌ منها: إقبال الناس على من يستعملها بالمحبة والهيبة، وإذلال الأعداء والانتصار عليهم، وتوسعة الأرزاق، والوصول إلى الأمارة والوزارة والسيادة، أو طلب الجاه وتسخير القلوب عطفاً وصرفاً، أو من أردا أن تمدحه جميع الخلائق، وأنه إذا دخل أي شخصٍ عليه فإنه يُحبه محبةً عظيمة، بعد أن يكون دجَّج نفسه بالروائح والبخور العلوية.

كذلك يستعملها الشيخ الصوفي إذا أراد أن تكون له السيادة والسعادة، أو من أردا أن تظهر له الغيبيات وتحصل له المكاشفات، أو من أراد مشاهدة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، أو أراد أن ينعقد لسان فلان (31)، أو كشف الحقيقة، ورعب الظالم، أو إذا أردت أن تُكلم فلاناً فيطيش عقله، وارتعدت فرائصه. 

ومن العجيب حقاً أن يُقحم هذا الشاذلي قضايا الإخلاص والتوحيد في خضم هذا الشرك والكفر المُبين ،أو يجعل هذه البدع والطلاسم ابتغاء مرضات الله، ولنيل القربة منه سبحانه، وهذه هي الطامة الكبرى والداهية العظمى، التي يصدقها السفهاء، ويلتجئ إليها أصحاب العقول الخفيفة، ومن لا حظ له في دين الإسلام.

كذلك تجد من البدع والأذكار التي تؤدي بطريقة مُعينة في مكانٍ خالٍ وبأعداد مُعينة، ويتكون هذا الكتاب من خمس أبواب، وهي:

الباب الأول: في خواص هذه الآية.

الباب الثاني: في خواص خوارق هذه الآية، ودفع الأعداء والتعطيف والتأليف.

الباب الثالث: في كيفية التريض بهذه الآية وأنها تورث المكاشفة.

الباب الرابع: بيان بعض الجداول، وفي خواص الأسماء، وخدام الآيات والحروز، وتحريك الروحانيات للدخول على الحكام و الملوك وأشراف الناس.

الباب الخامس: في نبذة من خواص خوارق خواص هذه الآية في السار والضار، ثم ذكر صلاة "الفتح" لعبد السلام بن بشيش، ومن لازمها حصلت له الفتوحات.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق