الرحلة إلى نقطة البداية
أحمد الحبيشي
دار العودة- بيروت، 1983 م.
تمهيد/ أحمد محمد علي الحبشي، صحفي وسياسي يماني، وشاعر وكاتب، ولد في مارس من العام 1951م في عدن، درس البكالوريوس في جامعة بغداد عام 1978م، وشارك في الكفاح ضد الاستعمار البريطاني مدة طويلة.
ويبدو أن شاعرنا قد ملَّ من حياة الدماء، ومن القتل والتشريد والدمار الذي أصاب العالم العربي عامة، واليمن وبيروت خاصة… ورغب في عودة اليمن السعيد سعيداً كما كان، ينعم بالهدوء والدِّعة والسلام، وكذلك الأمر في "بيروت"، وغيرها من بقاع العالم العربي التي أحرقتها نيران الحروب الداخلية...
وقد كتب جزءاً من هذا الديوان الصغير في بغداد وعينه ترمق ما يجري في اليمن، في صنعاء وعدن، من حرب ضروس بين الإخوة المتصارعين، والذي دار لسنوات طويلة وممتدة بين تياري "الجبهة القومية"، و"جبهة التحرير" اللتان تنازعتا حكم اليمن إبان استقلاله من الاحتلال البريطاني عام 1967م، بعد 120 عاماً من الاحتلال الغاشم، وقد قُتل في هذه الأحداث الدموية المئات من قيادات الثورة اليمنية الشرفاء، والآلاف من الأبرياء بلا ذنب ولا خطيئة.
وأجمل ما في النثر ترنيمة الشاعر على إيقاعات الأطفال، وذكر أمجاد الآباء...ومما جاء فيه:
[1]
قوله: أيها النائمون.. وقد غضب الرَّعدُ من فوقكم ؟!..
هل ينامُ المساء بأجفانكم؟!.. صامتاً كالمآتم !
لينحني الفجر ليُشاهد قيثارةً حُوصرت بالعويل !.
ليُحاصر ما تيسَّر من كبرياء .. وليُشاهد زيتونةً لونتها الدماء !.
[2]
ويقول: غضبَ الليلُ على الأحياءِ ..وانصبَّ البلاء!
أوقف الناسُ الكلام… ونامت كل الأشياء!.
في بلادي... في بلاد البسطاء!.
كان في الدار وميضُ الضُّوءِ نداً للمساء .. ويُقاوم !.
[3]
ويقول: تهفو قلوب الحالمين بعالم خالٍ من "النيترون" والموت المطوَّر بـ"الأواكس".. ويُشع الكون بريق النجمة الحمراء..
إذ يمتدُّ متصلاً توحده الأغاني والسنابل والحمام..
وتسافر الأحلام تصحبها الطفولة في عيون الساهرين على السلام…
والراحلين إلى السلام..
[4]
ويقول أيضاً: مُحالٌ أن يكون لقاؤنا ضغثاً من الأحلام..
فقد تصابى جراح أمتنا … واغتربت جوانحنا…
أمسافرون إلى الصباح بلا دليل ؟!!..
[5]
ما هذا الآتي كالحُلمِ ؟..
لا تسأل عن "سيف بن ذي يزن"، أو عن "بلقيس"..
فالناسُ نيام .. والصمتُ كلام ..
وبِشِرعَة أحزانِ اليومٍ، فالعاشقُ يُصبح زنديقاً.. والحُبُّ حرام ..
لكن القلب برغمِ الخوفِ،، يُحبُّ الحُبَّ، ويحيا على أضغاث الأحلام...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق