أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 3 ديسمبر 2020

البُشرى معانيها -أنواعها -أعلامها

البُشرى

معانيها -أنواعها -أعلامها

أحمد خليل جمعة- محمود خليل محفوض

اليمامة، دمشق، ط 1، 1998م


تمهيد/ من المعاني الرائقة التي أخذت مساحةً ميمونةً في القرآن الكريم "البُشرى"، واشتقاقاتها، والتي اشتملت على كثيرٍ من المعاني والدلالات التي يغلب عليها معاني السُّرور والفرح والخير، والانبساط، وارتياح القلب، وحصول السعادة، ووجود ما يرغبُ فيه، ولا شكَّ أن هذه البشارات الطيِّبة مشروطةٌ بالإيمان والعمل الصالح عموماً؛ كما قال الله عز وجل: { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (يونس: 2)، وقال جلَّ في علاه: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة: 25).

وقد جاءت البُشرى للمُسلمين الذين حفظوا أوامر الله واجتنبوا نواهيه، وجُعلت بشارتهم في كتاب الله؛ كما في قوله سبحانه: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (النحل: 89)، وقال جل وعلا: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (النحل: 102).

كما أن أهل الإيمان لهم بشارةٌ خاصَّة عند الله عزَّ وجل، قال الله عز وجل:{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (البقرة: 223/ التوبة: 122/ يونس: 87/ الصف: 13)، وجاء بشارتهم بالفضل الكبير، والفوز العظيم، والفتح القريب، والنصر المُبين، فخصَّ الله سبحانه المؤمنين بحلاوة البُشرى وجمالها، هؤلاء المؤمنون الذين عزفوا عن متابعة الهوى، وآثروا الآخرة على الدنيا، فأكثروا من الطاعات، وعادوا بالإنابة إلى الله عز وجل. 

وقد تكون البشارة مقرونة بعمل مُعيَّنٍ لبيان عظيم منزلة العامل به عند الله سبحانه، كالصبر مثلاً؛ كما في قوله سبحانه: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (البقرة: 155)، والإخبات لله سبحانه كقوله: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} (الحج: 34)، والإحسان كذلك في قوله: {وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} (الحج: 37).

وفي المقابل نجد أن البشارة قد تجيء بالشرِّ إذا كانت مُقيدةً بالعذاب أو الوعيد الشديد، كما جاء في بشارة الكافرين على سبيل التهكم والتقريع؛ في قوله سبحانه {وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (التوبة: 3).

وهذا كتابٌ نفيس جمع من معاني البشارات الطيبة والمباركة الواردة في القرآن الكريم والتي يرغب كل مؤمنٍ تقي أن يكون من أهلها، وذكرت -في المقابل -أنواع البشارات الأخرى التي وقعت للكافرين بالوعيد والعذاب والتي ينفر منها كل عاقلٍ ذكي، ويقع الكتاب في ثمانية أبواب، نذكرها كما يلي:

الباب الأول: من أضواء البشرى

الفصل الأول: معاني البشري ومدولالتها في القرآن واللغة.

الفصل الثاني: البشرى والاستبشار في ميزان الأخلاق

الباب الثاني: الأمر بالبشري ونوعها:

الفصل الأول: أقسام البشرى.

الفصل الثاني: البشرى بالشر ومفهوما.

الباب الثالث: البشري في ميزان الإيمان والعبادة:

الفصل الأول: البشر والإيمان.

الفصل الثاني: البشرى وأداء العبادات.

الفصل الثالث: البشري وذكر الله عز وجل.

الباب الرابع: البشرى بين مكارم الأخلاق:

الفصل الأول:البشرى حلية للمؤمنين.

الفصل الثاني: البشرى تصاحب المتصدقين

الفصل الثالث: البشرى تصاحب المتصدقين.

الفصل الرابع: البشرى والصبر. 

الباب الخامس: البشري في حياة الأنبياء والرسل:

الفصل الأول: الأنبياء مبشرون أمر الله.

الفصل الثاني: بشارات تخصُّ الأنبياء.

الفصل الثالث: البشارات بالنبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم.

الباب السادس: البشرى والنساء:

الفصل الأول: سارة والبشرى بإسحاق النبيِّ عليه السلام.

الفصل الثاني: مريم ابنة عمران، والبشرى بعيسى النبيّ عليه السلام.

الفصل الثالث: عائشة ابنة الصديق والبشرى بالبراءة والطهر.

الباب السابع: بشرى وبشارات:

الفصل الأول: وقفة في واحة الأدب مع الصحابة.

الفصل الثاني: من روائع البشارات بالجنات.

الباب الثامن: البشرى بالنار:

الفصل الأول: المبشرون بالنار.

الفصل الثاني: أقوام مبشرون بالنار.

الفصل الثالث: من المبشرين بالنار في عصر النبوة.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق