عقيدة الشيعة في الخضر من مجلس الخضر
فاطمة الجعفر (أم أسامة الشيعية)
بقلم: أ. محمد حنُّونة
تمهيد/ ليس كل كتابٍ يستحق النقد والنظر، وإنما أردتُ من تعُّقبي لهذا الكتاب بيان عقيدة الشيعة في الخضر عليه السلام كما يراها بسطاء الشيعة في العراق والكويت، وبيان ما ذكروه من أخبار الخضر، وأحواله، وبعض القصص التي قد تبدوا شعبية أو خرافية وغير منطقية، ولن أتعرض إلى الخوارق الكونية التي يزعم الشيعة أن الخضر قادرٌ على صنعها، ولكن أتعرض فقط إلى النواحي العقدية التي لها صلة وثيقة بمعتقداتهم الموروثة، وتراثهم الثقافي.
وهذا الكتاب ينقسم إلى فصلين:
الفصل الأول: في اسم الخضر، وحياته، ولقبه، والروايات التي وردت فيه.
الفصل الثاني: ذكر مجلس الخضر (الذي يُعقد بنية الشفاء والتوسُّل).
وفي ختام هذا الكتاب، ختمت فاطمة الشيعية كتابها بأدعية، وتسليمات على أئمة الشيعة والخضر، وعقبت ذلك أبيات واستغاثات تتوسل فيها إلى الخضر (تُسميها نخوات) تنخى فيها الخضر ليُجيب دعواتها، وتستنجد به في كشف كربتها، وهذا شرك عظيم، وضلالٌ مبين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تقول الكاتبة في النخوة الأولى لها على الخضر!!:
نخينا الخضر وحيدر علينا… نريد المراد بالعجل أمسية
مقام وجاه ما أريدن ولا مال … بس الخضر أريده يُمر عليَّه
يالخضر بو محمد بحق المَشت يسره … تنظر حاجتي وتسهلها ليَّه
إلك مُحب يتوسَّل مره … يالخضر بو محمد فرجله يا شفيَّه
ناديت اللي مر على عين الحياة وشربها… يحضَرني ويخلِّصني من الأذيَّة
[والعياذ بالله تعالى]..
وتقول في النخوة الثانية:
يا بو محمد يالخضر … أريد من عندك نصر!!
على أعدائي طول العمر… بجاه منحور النحر!!
[والعياذ بالله تعالى]..
عقيدة الشيعة في الخضر:
1) اسمه: تاليا بن ملكان (مالك) بن عابر بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام.
2) وهو نبيٌّ عندهم كما في رواية محمد بن عمار عن جعفر الصادق، وهو رجلٌ نورانيّ، يُسمع صوته، ولا يُرى شخصه.
3) وأنه كما يروون عن الإمام علي الرضا: حيٌّ في البَرِّ؛ لأنه شرب من ماء الحياة أيام ذي القرنين وكان من أصحابه، وستطول مدة حياته إلى يوم القيامة.
4) وأنه كان مع ذي القرنين، وكان مسكن ذي القرنين بدومة الجندل (بين العراق وسوريا) وكان الخضر يرشده في بعض أعماله، ومنها بناء السد.
5) وأنه هو الذي دفن آدم عليه السلام بعدما مات بمدة، وكان آدم دعا لمن يدفنه بطول العمر.
6) وأن الخضر يُجالس أهل البيت، ويجتمع بهم في مناسباتهم، وكان يُسلِّم على عليٍّ بالخلافة، واعتبر الإمام علي رضي الله عنه هو رابع خليفةٍ لله في الأرض بعد: آدم، وداود، وهارون عليهم السلام.
7) أن الخضر من شيعة أهل البيت، يتلقى عنهم العلوم اللدنية، وعليٌّ رضي الله عنه أعلم منه ومن موسى عليه السلام، وهذا بهتان عظيم.
8) أنه-الخضر- عزَّى أهل البيت بوفاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبموت عليٍّ، والحسين لما قتل ورثاه ببيتٍ من الشعر، وأن الخضر لما التقى بموسى عليه السلام، أخبره بمصاب آل محمد، فأخذا يبكيان واشتدَّ بكاؤهما!!.
9) أن جميع الرسل والأنبياء يتوسلون ويتشفعون بآل البيت، بما فيهم آدم عليه السلام عندما ارتكب الخطيئة، وإبراهيم لما ألقي في النار، وموسى لما ألقى عصاه، ويونس في بطن الحوت، ويوسف في غابة الجُب، ونوح في السفينة !.
10) أن غيبة الإمام الحجة (المنتظر عندهم) لحكمة، ولكنها غير معلومة! ومثله في هذه الأمة كمثل الخضر، ومثل ذي القرنين، وأنه نطق في مهده، فقال: أنا بقية الله في أرضه، والمنتقم من أعدائه!!.
11) أنه لا بُدَّ من إمامٍ حُجَّةٍ قائم (القطب عند الصوفية)، يدفع الله به البلاء، ويكون حجة لله على خلقه!.
12) وأن الخضر شارك الإمام المهدي -عندهم - في بناء مسجد جمكران في إيران (يبعد حوالى 5 كيلو عن قُم الإيرانية)، وذلك سنة 398 هـ !! مع تعظيم الخضر (كما يقولون) لهذا المسجد، وفرضه أداء صلاة خاصة فيه ، وتقدير أجر مُضاعف لها، واعتبار من صلى فيه كأنه صلَّى في البيت العتيق!!.
13) وأن الرجل الذي يكشف أمر الدجال للناس هو الخضر عليه السلام، وأن الدجال لا يُسلَّط عليه، وأنه يقتل الدجال، ويُسمِّي ذلك اليوم (عند الشيعة) "يوم الخلاص"!.
14) وأن أهل البيت -عندهم- هم أصحاب الولاية المطلقة، ينزل عليهم الوحي، ويأتيهم الإلهام من الله، وعلمهم جزء من علم الله، غير أنهم لا يبلغون إلا ما أمروا بتبليغه.
15) وأن الخضر له مقامات كثيرة صلى فيها: أشهرها التي في الصحن الغربي لقبة الصخرة عند صخرة تُسمى (بج بج)، ومسجد الكوفة، ومسجد السهلة (الذي أخذت منه طينة الأنبياء!)، ومقام ببغداد (بجانب جسر الكرخ)، ومقام في السماوة (على ضفة الفرات الأيسر)، ومقام الأسكندرية بالعراق، وهناك مقامات أخرى في مناطق مختلفة في العالم العربي، والتي يتخذها الناس مزارات ومواطن للتبرك ..
16) وأن الخضر يحضر المجلس الذي يُعقد باسمه في البيوت، ويشفي المرضى من الشلل، ويزيل الأمراض المستعصية، ويُعالج العاهات المستديمة، وتأخر زواج الفتيات.
وصورة هذا المجلس:
أن نساء الشيعة كُن يُجهزن غرفةً بالمواد الجافة من السكر والطحين ويضعون إبريق ماء وسجادة، ويجلسن خارج الغرفة بعد إغلاقها، ثُمَّ يُصلين على محمد وآل محمد، فليوح لهم نورٌ خاطف داخل الغرفة، فإذا فرغ فتح الباب! يتبركون بآثار الماء والطحين والسكر، وتُصلى كل واحدة على السجادة ركعتين!!.
17) والشيعة في حسينياتهم وعزاءاتهم: إذا ساد الصمت، يقولون: مرَّ الخضر أبو محمد، وهم يُعظمونه جداً كتعظيم الصوفية أو أشد !!..
18) وأن صلاة الحاجة هي: أن تُصلي ركعتين قربةً لله تعالى، ثُم تنويها هدية للخضر، وبعد التسليم والتسبيح، ويدعو بدعاء خاص لذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق