مناقب الأسد الغالب
مُمزِّق الكتائب، ومُظهر العجائب، ليث بني غالب
أمير المؤمنين، أبو الحسن، عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه
للإمام شمس الدين محمد بن محمد الجزري المقرئ (ت ٨٣٣ هـ)
تحقيق: طارق طنطاوي، مكتبة القرآن- القاهرة.
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ لا ريب أنَّ عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه كان شخصيَّة عظيمة، جمع بين الفروسية والبيان، والجلال والهيبة، والمعرفة والزهد، أضف إلى ذلك قرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم نسباً وصهراً، وقد هلك فيه الرجال ما بين مُحبٍّ مُغالٍ، ومُبغضٍ قالٍ، وحتى لا نقع في الغلو والتقصير؛ فإنه لا بُدٌّ لنا من التحاكم إلى ما بين أيدينا من الأحاديث والآثار، والأخبار التي جاءت في مناقبه وسيرته مما صح أو حسن، ونترك ما دون ذلك، ونختار الأقرب للصواب..
وهذا الكتاب هو جزءٌ لطيف مفيد جـدًا، جمع فيه الإمام الجزري جملة كبيرةً من فضائل سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -وما جمعه من جليل الصفات، وكرم الشمائل، وما حواه من علوم القرآن والحديث، والفقه والقضاء، والزهد، والورع، والتقوى، والشجاعة، والولايـة، والكرم، وحسن الخُلق، وكمال العـقل، وإصابة الرأي، ولكل هذه الصفات، فقد أجمعت القلوب السليمة على محبته، والفطر المستقيمة على سلوك طريقته، فكان حبه علامة السعادة والإيمان، وبغضه محض الشقاء والنفاق والخذلان.
قلتُ (محمد حنونة) وقد اختصرتُ هذا الكتاب اختصاراً شديداً، نافعاً، اقتصرتُ فيه على ذكر الراوي الأعلى، مع تخريج أحاديثه، وبيان درجتها باختصار شديد.
وقسمت هذا المختصر إلى قسمين:
القسم الأول: ذكرتُ فيه الصحيح من الأحاديث في فضائل الإمام علي بن أبي طالب، وقد بلغت عدتها (١٠) عشرة فضائل مجموعةً في اثني عشر (١٢) حديثاً مرفوعاً وأثراً موقوفاً من مجموع أحاديث الكتاب.
القسم الثاني: أعقبت ذلك بذكر الضعيف من الأحاديث والواهي والموضوع، وقد ذكرتُ فيه ستة وعشرون (٢٦) حديثاً وأثراً واهياً من مجموع أحاديث الكتاب، والتي تضمنت سبعة (٧) أحاديث من المسلسلات كالمسلسل (بالمصافحة، وبالأسودين، وبقص الظفر يوم الخميس، وبالعد، وبوضع اليد على الكتف، وبالسادات، وبالقضاء: ١٨ -٢٤)، وختم بحديث في ذم الرافضة.
القسم الثالث: ذكر بعض اللطائف الإسنادية، والمسلسلات الحديثية، التي هي نافلة في الكتاب، ومنها: (رواية المرأة عن عمتها) واكتفيتُ بذلك.
_________________________________
أولاً: الأحاديث الصحيحة الواردة في مناقب الأسد الغالب (علي بن أبي طالب):
١) هو أكثرُ الصَّحابةِ فضلاً ومَنقبَةً بعد الخلفاء الثلاثةِ الفضلاء:
● قال الإمام أحمد: "ما جاء لأحد من أصحاب النَّبيِّ ﷺ من الفضائل ما جاء لعليِّ بن أبي طالب".
٢) دعا له النَّبيُّ ﷺ يوم غدير خُم، في (١٢/ ذي الحجة، سنة ١١ هـ)، عند عودته من حجة الوداع؛ بقوله: "من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللهُمَّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصُر من نصره، واخذُل من خذله"، وهو حديثٌ صحيحٌ متواتر.
(رواه ابن ماجة في سننه: ١١٦، والترمذي في سننه: ٣٧٣١، وصححه الألباني)
٣) ولمَّا خرج النبيُّ ﷺ إلى تبوك سنة (٩هـ)، خلَّف عليَّاً على المدينة، فتحدَّث النَّاسُ بذلك، فبكى عليٌّ، وقال: "أتخلِّفني مع الخوالف!"؛ فقال ﷺ: "أما ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارون من موسى، غيرَ أنَّه لا نبيَّ بعدي".
(متفقٌ عليه، رواه البخاري: ٣٧٨٩، ومسلم: ٢٤٠٤)
٤) لا يُحبُّ عليَّاً إلا مؤمن، ولا يبغضُه إلا منافق:
● قال عليٌّ: "والله إنَّه لمِمَّا عهدَ إليَّ رسول الله ﷺ أنَّه لا يبغضني إلا منافق،
ولا يُحبُّني إلا مؤمن". (رواه مسلم في صحيحه: ٧٨)
● وفي رواية، قال: "والذي فلق الحبَّة، وبرأ النسمة، إنَّه لعهدُ النبيِّ الأميِّ إليَّ، أنَّه لا يُحبُّني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق". (صحيح، رواه ابن ماجه في سننه: ١١٤)
● وعن أبي سعيد الخدريّ، قال: "كُنَّا معشر الأنصار نعرف المنافقين ببغضهم عليَّ بن أبي طالب" (الحلية: ٦ /٢٩٤).
● وعن أبي ذرٍّ -رضي الله عنه، قال: "ما كُنَّا نعرف المنافقين إلا بتكذيب الله ورسوله لهم، والتخلف عن الصلاة، والبُغضُ لعليِّ بن أبي طالب". (صحيح، رواه أحمد في فضائل الصحابة: ٩٧٩).
٥) من آذى عليَّاً، فقد آذى رسول الله ﷺ:
عن أمِّ سلمة، قالت، سمعتُ رسول الله ﷺ، يقول: "من سبَّ عليَّاً فقد سبَّني" .
(رجاله ثقات، رواه أحمد في مسنده: ٢٦٧٤٨، والحاكم في المستدرك: ٤٦١٥، وقال الذهبيُّ: صحيح)
٦) عليٌّ رجلٌ يُحبُّه الله ورسوله:
فعن سهل بن سعد، أن رسول الله ﷺ، قال يوم خيبر ٧ هـ: "لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله"، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيُّهم يُعطاها، فلما أصبح النَّاسُ، قال: "أين علي بن أبي طالب، فأعطاه الراية".
(متفقٌ عليه، رواه البخاري: ١١١، ومسلم: ٢٤٠٦).
٧) أنَّه لم يَرمَد، ولم يُصدَع رأسه، منذ مسح عليه رسول الله ﷺ:
عن أم موسى، قالت: سمعتُ علياً، يقول: "ما رمِدتُ ولا صُدعتُ منذ مسح رسول الله ﷺ وجهي، وتفل في عيني يوم خيبر".
(حسن، رواه أحمد في مسنده ١/ ٧٨، وله شواهد)
٨) عليٌّ أقضانا:
وعن حبيب بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال عمر رضي الله عنه: "عليٌّ أقضانا، وأُبيٌّ أقرؤنا".
(إسناده صحيح لولا عنعنة حبيب، وأخرجه الحاكم (٣/ ١٣٥)، عن ابن مسعود،
وقال: صحيح ولم يُخرجاه، وهو صحيح)
٩) علي بن ابي طالب إمام هاد، مهدي:
عن فضيل بن مرزوق، ثنا أبو إسحاق، عن زيد بن يثيع عن علي، قال: قال رسول اللهﷺ: "إن تُولوا أبا بكر، تجدوه زاهداً في الدنيا، راغباً في الآخرة، وإن تُولوا عمر، تجدوه قوياً أميناً لا تأخذه في الله لومة لائم، وإن تولوا علياً، تجدوه هادياً مهدياً، يأخذ بكم الصراط المستقيم، ولن تفعلوا".
(حسن الإسناد، قال ابن الجزري: رواه البزار في مسنده (١٥٧١)، وإسناده صحيح الرجال، كلهم ثقات على شرط مسلم، إلا زيد بن يثيع، روى له أصحاب السنن، وذكره ابن حبان في الثقات. ورواه عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع به. وقال ابن الجزري: كذا رواه أحمد في مسنده (١/ ١٠٩)).
١٠) وعن أسماء بن الحكم، وكان ثقةً، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: سمعتُ من رسول الله ﷺ حديثاً نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني غيره استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وأن أبا بكر حدَّثني، وصدق، قال: "ما من رجلٍ يُصيبُ ذنباً، فيتوضأ، ثُمَّ يُصلي ركعتين ويستغفر الله إلا غفر الله له".
(صحيح، رواه أحمد (٢، ٤٧، ٥٦)، والطيالسي (ص٢)، كلاهما في مسنده، وغيرهما).
_________________________________
ثانياً: الأحاديث الضعيفة الواردة في مناقب الأسد الغالب (علي بن أبي طالب):
١) ما رُوي عن عُبادة بن الصَّامتِ، وأبي ذرٍّ أنَّهما قالا:
"كُنَّا نبور -نختبر- أولادنا بحُبِّ علي بن أبي طالب، فإذا رأينا أحدهم لا يُحبُّ عليَّاً، علمنا أنه ليس منّا، وأنه لغيرِ رشده -يعني ولد زنا-".
(موضوعٌ، فيه حصين بن مُخارق مُتَّهم بالوضع، ولا يصحُّ بحال).
٢) ورُويَ عن شريك بن عبد الله (وكان سيِّئ الحفظ)، أنه قال:
"إذا رأيتَ الرَّجُلَ لا يُحبُّ عليَّ بن أبي طالب، فاعلم أنَّ أصله يهوديٌّ".
(وهذا لا يصحُّ أيضاً).
٣) وما روي عن أبي سعيدٍ، وجابر، عن النَّبي ﷺِّ أنَّه قال لعليٍّ:
"كذب من زعم أنه يُحبُّني ويبغضك".
(رواه الطبرانيُّ، ولا يصحُّ أيضاً، وضعف إسناده الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٣٢- ١٣٣)).
٤) وما جاء في حديث المؤاخاة،وقول النَّبيِّ ﷺ لعليّ:
"أنت أخي في الدُّنيا والآخرة"
(ضعيفٌ؛ رواه الترمذي (٣٧٢٠)، وفيه حكيم بن جبير: ضعيف، وطرقه معلولة، ولا يصحُّ بحال).
٥) وما رُوي عن عائشة مرفوعاً:
"أنا سيِّد ولد آدم، وعليٌّ سيِّدُ العرب"
(موضوع، رواه الحاكم في المستدرك (٣/ ١٢٤)، وفيه عمر بن الحسن متهمٌ بالوضعِ).
٦) وحديثُ زيد بن أرقم: كان لأصحاب النبيِّ ﷺ أبوابٌ شارعةٌ إلى المسجد، فقال النبيُّ ﷺ يوماً: "سُدُّوا هذه الأبواب إلا باب عليّ".
(ضعيف، رواه أحمد في مسنده (٤/ ٣٦٩)، وفيه ميمون بن عبد الله ضعيف).
٧) وما رُوي عن أبي سعيد، أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال لعليّ في مرضه:
"لا يحلُّ لأحدٍ يُجنِبُ في هذا المسجد غيري وغيرك" -يعني: يستطرقه!
(ضعيف، فيه عطية العوفي: ضعيف مُدلِّس).
٨) وفي رواية لأم سلمة، عنه أنه قال: "لا يحلُّ المسجد للجنب، ولا للحائض، إلا لمحمَّد، وأزواجه، وعليٌّ، وفاطمة بنت محمَّد".
(وفي إسناده: عطية العوفي، وكثير النواء ضعيفين).
٩) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: كان أبي يسهر مع علي رضي الله عنه، وكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف؛ فقيل له: لو سألته!، فسأله، فقال: دعا لي النَّبي ُّﷺ يوم خيبر: "اللهمَّ أذهب عنه الحرَّ والبرد".
(ضعيف، رواه أحمد في فضائل الصحابة (٩٥٠)، وابن ماجه (١١٧)، وغيرهما من طريق ابن أبي ليلى، وهو ضعيف؛ لسوء حفظه).
١٠) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين بن علي، عن فاطمة بنت محمد ﷺ، قالت: خرج علينا رسول الله ﷺ، فقال: "إن الله عز وجل باهى بكم، فغفر لكم عامَّة، وغفر لعليٍّ خاصَّة، وإني رسول الله إليكم غير هائبٍ لقومي، ولا مُحابٍ لقرابتي، هذا جبريل يُخبرني أن السعيد كل السَّعيد، حقَّ السعيد من أحبَّ علياً في حياتي وبعد وفاتي"، قال ابن الجزري: حديث غريب.
(وقال المُحقِّق: فيه من لم أعرفه، ورائحة النكارة تفوح منه).
١١) عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن علي، قال: دعاني رسول الله ﷺ؛ فقال: "يا علي إن فيك من عيسى مثلاً، أبغضته اليهود حتَّى بَهَتوا أُمَّه! وأحبته النصارى حتَّى أنزلته بالمنزلة التي ليس بها".
(ضعيف الإسناد، باطل المتن، رواه أحمد في الفضائل (١٢٢١)، والنسائي في خصائص علي (١٠٠)، وابن الجوزي في الواهيات (١/ ٢٢٧)، وفيه الحكم بن عبد الملك، وهَّاه ابن معين، وتوبع بمحمد بن كثير الملائي، وهو منكر الحديث. وفيه: ربيعة بن ناجد، قال عنه الذهبيُّ: لا يكاد يُعرف، وفيه عيسى بن عبد الله يروي الموضوعات عن آبائه).
١٢) وروى عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحيُّ، عن علي، قال: قال رسول الله ﷺ: "أنا دار الحكمة وعليٌّ بابها".
(رواه الترمذي (٣٧٢٣)، وأحمد في فضائل الصحابة (١٠٨١)، ورواية ابن عباس عند الحاكم (٣/ ١٢٦)، والخطيب (١١ / ٤٨- ٥٠) بلفظ: "أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها؛ فمن أراد العلم، فليأتها من بابها"، ورواه جابر بن عبد الله ولفظه: "فمن أراد العلم فليأتِ الباب"، وفيه جماعةٌ من الضعفاء، وانظر ما قاله المعلمي اليماني في تعليقه على الفوائد المجموعة للشوكاني (ص ٣٤٩)).
١٣) عن أحمد بن عمران بن سلمة عن سفيان عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: كنتُ عند النَّبيِّ ﷺ؛ فسُئل عن علي؛ فقال: "قُسِّمت الحكمة عشرة أجزاء، فأُعطي عليٌّ تسعة أجزاء، والناسُ جزءاً واحداً"، قال ابن الجزريّ: كذا رواه الحافظ أبو نُعيم في الحلية، وهو مُنكرٌ مُركَّب على سفيان، والله أعلم.
(وهذا الحديث باطلٌ، وآفته من روى عن الثوري، وهو أحمد بن عمران بن سلمة، قال الذهبيُّ: "لا يُدرى من ذا"، وقال الأزدي: "مجهولٌ منكر الحديث"، انظر اللسان (١/ ٢٥٤- ٢٥٥)).
١٤) عن عبيدة، عن شقيق، عن ابن مسعود، قال: "إن القرآن نزل على سبعة أحرف، ما منها إلا له ظهر وبطن، وإن عليَّ بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر والباطل".
(ضعيفٌ جداً، وإسحاق بن محمد بن مروان ليس مما يُحتجُّ بحديثه. انظر اللسان (١/ ٤١٧)).
١٥) عن أبي شيبة الجندي سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن حذيفة، قال: قال رسول الله ﷺ: "إن تستخلفوا علياً، وما أراكم فاعلين، تجدوه هادياً مهديَّاً، يحكملكم على المحجة البيضاء"، قال ابن الجزري: حديثٌ حسن الإسناد، رجاله موثقون، ورواه أيضاً إبراهيم بن هراسة عن الثوري به.
(قال المُحقِّقُ: وفيه من لم أهتدِ إليه)
١٦) وروى عن شريك عن أبي اليقظان، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: قالوا يا رسول الله، ألا تستخلف علينا؟ قال: "إن استخلف عليكم، فتعصون خليفتي، ينزل عليكم العذاب". قالوا: ألا تستخلف أبا بكر؟، قال: "إن تستخلفوه تجدوه ضعيفاً في بدنه قوياً في أمر الله"، قالوا: ألا تستخلف عمر؟، قال: "إن تستخلفوه تجدوه قوياً في بدنه، قوياً في أمر الله"، قالوا: ألا تستخلف عليَّاً؟، قال: "إن تستخلفوه ولن تفعلوا يسلك بكم الطريق المستقيم، وتجدوه هادياً مهدياً".
(ضعيف، قال ابن الجزري: رواه البزار (١٥٧٠- مسنده)، وقال: لا نعلمه روي عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، وأبو اليقظان هو عثمان بن عمير، قد ضعفوه، وقالوا: كان شيعياً.. وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ١٧٦): فيه أبو اليقظان عثمان بن عمير ضعيف).
١٧) عن يونس، عن الحسن، عن قيس بن عباد، قال: قلتُ لعلي: أخبرنا عن مسيرك هذا، أَعهدٌ عهده إليك رسول الله ﷺ أم رأيٌ رأيته؟ قال: ما عهد إليَّ رسول الله ﷺ بشيٍ، ولكنه رأيٌ رأيته.قال ابن الجزري: "وهذا إسنادٌ صحيحٌ، لا شك فيه، فرضي الله عنه وأرضاه، لم يأْلُ فيما قال عن الحقِّ، ومحضُ الصدق، وهذا هو المظنون به رضوان الله عليه".
(قلتُ: ضعيف، فيه تدليس الحسن، ويونس مدلسان).
١٨) المسلسل بالمصافحة:
وبإسناده: عن عيسى القصَّار، قال: صافحتُ الحسن، قال: صافحتُ عليَّ بن أبي طالب، وقال: صافحتُ رسول الله ﷺ، قال: "صافحت كفِّي هذه سُرادقات العرش".
(وفي إسناده مجاهيل، ومن لم نقف عليه)
١٩) المسلسل بالأسودين:
وبإسناده: عن الحسين بن علي، قال: أضافني عليُّ بن أبي طالب على الأسودين: التمر والماء، وقال: "من أضاف مؤمناً فكأنما أضاف آدم، ومن أضاف اثنين؛ فكأنما أضاف آدم وحواء، ومن أضاف ثلاثة، فكأنما أضاف جبريل وميكائيل، وإسرافيل".
قال ابن الجزري: "وهو حديث غريبٌ جداً، لم يقع لنا من هذا الوجه إلا بهذا الإسناد، والله أعلم".
(قلتُ: موضوع، أخرجه أبو الفيض الفاداني المكي في (العجالة في الأحاديث المسلسلة: ص 14- 15/ ط دار البصائر -من طريقه عن علي بن الحسن الواعظ به).
٢٠) المسلسل بقصِّ الأظافر يوم الخميس:
وبإسناده: عن الحسين بن علي أنه كان يُقلِّم أظفاره يوم الخميس، ويقول: رأيتُ علياً يُقلِّم أظفاره يوم الخميس، قال: رأيتُ رسول الله ﷺ يُقلِّم أظفاره يوم الخميس؛ ثم قال:
"يا عليّ، قصُّ الظُّفرِ، ونتف الإبط، وحلقُ العانةِ يوم الخميس، والغُسل والطيب واللباس يوم الجمعة".
(موضوع، أخرجه التيميُّ في مسلسلاته، والديلمي في مسنده؛ كما في العجالة؛ لأبي الفيض المكي (ص ٣٠)، وضعفه السخاويُّ في الجواهر، وصرح بأن رجاله لا يُعرفون، وقال ابن حجر: لم يثبت في استحباب قصِّ الأظفار يوم الخميس شيء).
٢١) المسلسل بالعدِّ:
وبإسناده: عن الحسين بن علي، أن عليَّ بن أبي طالب حدَّثه بهذه الكلمات، وعدَّها في يده؛ فقال: حدثني رسول اللهﷺ، وعدهنَّ في يدي، قال: "عدهُنَّ في يدي جبريل، قال جبريل: هكذا نزلتُ بهنَّ من عند رب العزَّة عز وجل، اللهمَّ صلِّ على مُحمَّد وعلى آل محمد؛ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد. وبارك على مُحمَّد وعلى آل محمد؛ كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد. اللهمَّ وتحنَّن على مُحمَّد وعلى آل محمد؛ كما تحنَّنتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
اللهمَّ وسلِّم على مُحمَّد وعلى آل محمد؛ كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد".
(قال السَّخاويُّ في (القول البديع ص ٤٨- ط. الريان): "ورجال سنده فيهم من اتُّهم بلكذب والوضع، فالحديث بسبب ذلك تالف").
٢٢) المسلسل بوضع اليد على الكتف:
وبإسناده: عن الحارث الأعور، قال: حدثني عليُّ بن أبي طالب ويده على كتفي، قال: حدثني رسول الله ﷺ ويده على كتفي، قال: "حدثني الصادق الناطق، رسول ربِّ العالمين، وأمينه على وحيه، جبريل عليه السلام، ويده على كتفي، قال: سمعتُ إسرافيل، يقول: سمعتُ اللوحَ، يقول: سمعُ الله عز وجل من فوق العرش، يقول للشيء: كُن! فلا يبلغ الكاف النون، حتى يكون ما يكون".
(قلتُ: باطلٌ، وقد صرَّح ببطلانه الحافظ السَّخاويُّ، كما في العُجالة للفاداني، (ص ٩٥- ٩٦)، وفيه روى هذا الحديث بإسناده).
٢٣) المُسلسل بالسَّادات:
وبإسناده: عن أبي حامد أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري، حدثنا محمد بن الحسن بن علي إمام عصره، حدثنا أبي الحسن بن علي السيد المحجوب، حدثنا ابن علي بن موسى الرضا، حدثنا أبي موسى بن جعفر الكاظم، حدثنا أبي جعفر بن محمد الصادق، حدثنا أبي محمد بن علي الباقر، حدثنا أبي علي الحسين زين العابدين بن علي، حدثنا أبي الحسين بن الحسين ابن سيد الشهداء، حدثنا أبي علي بن أبي طالب سيِّد الأولياء، أخبرني سيِّدُ الأنبياء مُحمَّد ﷺ، قال: "أخبرني جبريلُ سيِّدُ الملائكة، قال: قال الله -سيِّدُ السادات- إني أنا الله لا إله إلا أنا، مَن أقرَّ لي بالتوحيد، دخل حِصني، ومن دخل حِصني، أمن عذابي!".قال ابن الجزريِّ: "كذا وقع هذا الحديث بهذا السياق من المسلسلات السعيدة، العمدة فيها على البلاذري، والله أعلم".
(قلتُ: فيه من لم أقف على حاله، والحديث أخرجه الشيرازي في الألقاب؛ كما في
(التحافات السَّنيَّة بالأحاديث القُدسيَّة)؛ للمناوي برقم (٤٥)).
٢٤) المسلسل بالقضاة:
وبإسناده عن القاضي شُريح، قال: حدثنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: "شُمُّوا النرجس ولو في اليوم مرَّة، ولو في الشهر مرة، ولو في السنة مرة، ولو في الدهر مرة، فإن في القلب حبة من الجنون والجذام والبرص، لا يقطعها إلا شمُّ النرجس". قال ابن الجزريِّ: "رويناه هكذا مسلسلاً بالقُضاةِ، من هذه الطريق، بهذا اللفظ، ورواه الحافظ أبو منصور شيرويه الديلمي مسلسلاً أيضاً بالقضاة، متصلاً بالقاضي أبي القاسم محمد بن محمد الخلال".
(منكرٌ جداً، قالها ابن عساكر، وانظر (تنزيه الشريعة)؛ لابن عراق: (٢/ ٢٧٦- ٢٧٧)، وفردوس الأخبار للديلمي (برقم: ٣٤٠٦)).
٢٥) حديثُ الرَّافضة:
وعن علي بن أبي طالب، قال: قال النَّبيُّ ﷺ: "يظهر في آخر الزمان قومٌ يُسمَّونَ الرافضة، يرفضون الإسلام" قال ابن الجزريّ: "رواه الإمام أحمد في (مسنده)، عن محمد بن جعفر الوركاني، عن يحيى بن المتوكل به، ويحيى الوركاني ضعفوه، وفيه كثير النواء شيعيٌّ وثقوه، وقد رويناه من حديث ابن عباس مرفوعاً، بلفظ: "يكونُ في آخر الزمان قومٌ يُسمَّونَ الرافضة، يرفضون الإسلام، فإذا رأيتموهم، فاقتلوهم فإنهم مشركون"، وفي رواية: "ينبذون".
(ضعيف جداً، أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (١/ ١٠٣)، وفيه يحيى بن المتوكل منكر الحديث، وكثير ضعيف).
٢٦) وعن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي، قال: حدثني أخي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه عن جده أن رسول الله ﷺ أخذ بيد حسنٍ وحُسين؛ قال: "من حبَّني وأحبَّ هذين وأباهما وأمُّهما كان معي في درجتي يوم القيامة".قال ابن الجزري: "حديثٌ حسن الإسناد، رواه الترمذي، عن نصر بن علي، فوافقناه بعلو، ولله الحمد، وقال الترمذي: لا نعرفه من حديث جعفر إلا من هذا الوجه".
(رواه الترمذيُّ (٣٧٢٣)، وقال الذهبيُّ في (الميزان ٣/ ١١٧) عن هذا الحديث: مُنكرٌ جداً).
_________________________________
ثالثاً: ذكر اللطائف الإسنادية الواردة في كتاب مناقب الأسد الغالب:
١- المسلسل برواية البنت عن عمتها:
روى الإمام ابن الجزري بإسناده (ح ٥، ص ١٤)، عن بكر بن أحمد البصري، قال: حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضا، قالت: حدثتني فاطمة، وزينب، واُم كلثوم بنات موسى بن جعفر، قلن:َ حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد الصادق، قالت: حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن علي،قالت: حدّثتني فاطمة بنت علي بن الحسين، قالت: حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي، عن اُم كلثوم بنت فاطمة بنت النبيّ ﷺ ورضي الله تعالى عنها، قالت: "أنسيتم قول رسول الله ﷺ يوم غدير خم : مَن كنتُ مولاه فعلي مولاه" وقوله ﷺ: "أنتَ منّي بمنزلة هارون من موسى" قال ابن الجزري: وهذا الحديث روته خمس بنات أخوة، كل واحدة تروي عن عمتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق