أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 20 أغسطس 2022

طب الماهر النطاسي سقم القلب القاسي بهمزية ابن زكري الفاسي في المديح النبوي الآسي لابن زكري الفاسي (ت ١٤٤٤هـ)

طب الماهر النطاسي سقم القلب القاسي بهمزية ابن زكري الفاسي

في المديح النبوي الآسي

لابن زكري الفاسي (ت ١٤٤٤هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ هذه الهمزية المغربية لابن زكري، جاءت على نسق الهمزية المصرية للبوصيري، فكلاهما من البحر الخفيف، أجزاؤه في كل شطر (فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن)، لكن همزية البوصيري أشهر وألفاظها أدق ومعانيها أعمق، ويقع هذا النظم في (٥٥٣) بيت، وخصَّه بالمديح المبارك لسيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم، فذكر من شرف نسبه، وعظيم فضله، وعلو قدره، وصفاته الخلقية والخُلقية، وبعض معجزاته الحسية، وغير ذلك، وللناظم شرحٌ عليها معروف، ذكره بعض من ترجم له، ولم أقف عليه.

والمقصود بالنطاسي هو العالم الماهر والطبيب الحاذق، وقد جعل الناظم قصيدته هذه دواءً نافعاً للقلوب القاسية، يداويها بالحب المشروع للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومدحه والثناء عليه، فلعل القلب يتماثل للشفاء ويعود لسابق عهده من الفضيلة والخير، ويزداد إيماناً بذلك.

وقد أبدع ابن زكري، وأتى بما لم يأتِ به البوصيري من ترتيب أحداث السيرة، والمولد الشريف، وحادثة الفيل، وبيعة العقبة، والهجرة، وما يرتبط بالاسم الشريف من الأمور كالأذان، وكتابة اسمه على باب الجنة، والمعارك والفتوحات التي جاءت سورة الفتح، والاجتماع على الحوض، وختم بالكلام على العترة والآل ونسلهم، والثناء على أهل المغرب وأن فيهم الصلحاء والشرفاء وأهل الفضل، وبعض التوسلات الغير مشروعة.

ولم تخل القصيدة من الغلو المذموم، والإطراء المبالغ به-كقوله (٤٢ -٤٩):

فقت آحادهم ومجموعهم .. بل والجميع فليس ثمَّ استواءُ

رفع الله بعضهم درجاتٍ .. لك فيها على الدوام ارتقاءُ

عمَّ من نورك انبساطٌ فمنه .. للعوالم كلها الإنشاءُ

أنت أصل ومنشأ وأساسٌ .. بتوسطك استقام البناءُ

وسرى النور منك في كل كونٍ .. فبه كان للبناء بقاءُ

أنت واسطةٌ للإيجاد والإمـ .. داد للكل منكم النعماءُ

وإذا كان منك عرشٌ مُحيطٌ .. فبكونك قامت الأشياءُ

ولا شك أن هذه الأبيات مردودة وغير مقبولة، ومعناها لا يصح شرعاً ولا عقلاً.

وذكر فيها -أيضاً -بعض الراوايات التي لا أصل لها في مولده (٧٧):

حضرتْ عند وضعه الحُور مع ءا.. سية ثم مريم العذراء

وقوله -أيضاً -في تفصيل ليلة المولد على ليلة القدر (٨٣):

وليلته على ليلة القدر .. علوٌ بقربه وزكاءُ

ترجمة المصنف

هو الشيخ العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن زكري الفاسي، أحد أعلام القرن الثاني عشر الهجري، الذين تبحروا في العلوم، وشاركوا في التصنيف، وكانت فاس هي الحاضن الأول لهذا العلم في جملة النبهاء والأعلام.

وكان عالماً بالعربية والتفسير والحديث والتصوف والأدب، ومن فقهاء المالكية. وله تآليف تشهد بطول باعه وكثرة اطلاعه. قال مخلوف: "ولكل من الشيخين عبد المجيد المنالي وأحمد بن عبد السلام بناني تأليف مستقل في التعريف به". 

وتوفي الشيخ ابن زكري ليلة الأربعاء، ١٨ صفر، ١١٤٤ هـ، ودفن في مقبرة الشرفاء الطاهريون، بفاس.

ومن مصنفاته:

١-"تفسير سورة "الإخلاص" مخطوط.

٢- "شرح سورة الفاتحة"، مخطوط.

٣-وتفسير سورة الكهف "مخطوط. 

٤-"أجوبة على استشكالات في تفسير الفاتحة" مخطوط.

٥-"حاشية على الجامع الصحيح للبخاريّ" مطبوع في خمسة أجزاء. 

٦-و"المهمات المفيدة في شرح النظم المسمى بالفريدة" مطبوع في جزأين.

٧- و"الإلمام والإعلام في صلاة القطب ابن مشيش عبد السلام" مخطوط.

٨-و"شرح النصيحة الكافية لمن خصَّه الله بالعافية"، لأحمد زروق" مخطوط، جزآن.

٩- الخصائص في ذكر النبي عليه السلام، مخطوط.

١٠- شرح ألفية ابن مالك = شرح الخلاصة، مخطوط.

١١-شرح الحكم العطائية - في الأدب والموعظة، مخطوط.

١٢-شرح القصيدة الهمزية للبوصيري - في الأدب، مخطوط.

١٣-شرح القواعد الزروقية في التصوف، مطبوع.

١٤-عيون الفوائد في علم العقائد، مخطوط.

١٥- فوائد يضطرّ إليها النجيب- في النحو، مخطوط.

١٦- المهمات المفيدة على شرح الفريدة للسيوطي - في النحو، منشورة.

١٧-حاشية غير مكتملة على توضيح ابن هشام.

١٨- الفوائ المتبعة في العوائد المبتدعة أو (السيف الصارم على المبتدع الضارم).

١٩-أجوبة على سؤالات.

٢٠-همزيته التي عارض بها همزية البوصيري، وهي كتابنا هذا.











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق