تنبيهات في الحج على الكتابة المسماة
(افعل ولا حرج)
تأليف: عبد المحسن العباد البدر
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذه رسالة تعقب فيها الشيخ البدر على الشيخ العودة في كتابه (افعل ولا حرج)، وقد قطع البدر المسائل التي تحتمل الاجتهاد بمسألة وجوب الاقتداء؛ فكان شعاره (افعل كما فعل)، ورجحها على مسألة تخفيف النبيِّ صلى الله عليه وسلم على أصحابه وترخيصه بتقديم بعض الأمور أو تأخيرها؛ بقوله (افعل ولا حرج)، وذهب إلى أن أفعال النبيِّ صلى الله عليه وسلم المطلقة تُفيد الوجوب، بينما يرى أن كتاب العودة هو تهوينٌ لأمر المسائل الخلافية في الحج، وانتقاء ما فيه ترخيص وتيسير غير منضبط، ولو كان مرجوحاً أو شاذاً، وتوسع في الاستدلال بحديث (افعل ولا حرج).
والذي يظهر لي من هذه الرسالة أنه لا وجه لانتقاد البدر على العودة في كثيرٍ من المسائل، بل لم أجد تبريراً لهذه الرسالة سوى أنها نوعٌ من التحامل على الشيخ في بعض مسائل الفروع.
والعجيب أن البدر يقرر أن العودة لم يستدل على اختياراته بشيء، وأنها من اختلاف التضاد، والصحيح أن أدلة العودة قويةٌ جداً، ولا يوجد شيء منها يناقض الشريعة أو يضادها، بل هي في تناسق كامل مع روح الشريعة ومقاصدها، عدا مسألة واحدة، وهي (الطواف للحائض).
وبعض هذه التنبيهات ليست جوهرية، تمسُّ لب القضية، وإنما يمكن الاستفادة من تعليقات البدر في تصحيح حديث شبرمة مرفوعاً، ونسبة وجوب التمتع لابن عباس، وزيادة ركني: الإحرام والسعي، ومسألة اشتراط الطهارة للطواف (انظر ص 32 -35)، وقضية جواز الرمي عن النساء، وختم البدر بضرورة الرجوع في الفتوى إلى المحققين من أهل العلم !! دون غيرهم من المتسرعين، وأن الصحفيين يُفتون بغير علم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق