الأربعون البلدانية
أربعون حديثاً عن أربعين شيخاً من أربعين مدينةً لأربعين من الصحابة
للإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر
(499 -571 هـ)
تحقيق: عبدو الحاج محمد الحريري
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذا جزءٌ حديثيٌّ نفيس، جمع فيه الحافظ ابن عساكر أربعين حديثاً عن أربعين صحابياً، وأربعين شيخاً في أربعين بلداً، والتي عُرفت بـ(الأربعين البلدانية)، وقد قلَّد في ذلك الإمام الحافظ أبي طاهر السِّلَفي؛ حيث جمع أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً في أربعين بلداً، وزاد عليه ابن عساكر: أن يروي كل حديثٍ عن واحدٍ من الصَّحابة، قال: وهي إذا اعتبرت تخرج في أربعين باباً، كل حديثٍ بابٌ منها، إذا جُمع إليه ما يليق به صار كتاباً.
وقد تكلم على كل حديثٍ بما يليق به، من حيث الصحة والضعف، والقبول والرد، وذكر من أخرجه من الأئمة، وإذا ما اتفق عليه الشيخان أو انفرد بإخراجه أحدهما، مع الدقة في ضبط الألفاظ، والتعريف بأسماء الرواة، وأعيانهم، وأنسابهم، وكناهم، والتعريف بكل بلدٍ ذكره بسطرٍ واحد، وذكر أقوال أهل العلم في كل حديث مُسندةً إليهم، وما يتفق له من علو ونزول أو موافقة أو مساواة.
ويعتبر الحافظ ابن عساكر من أحد العلماء، والحفاظ المتقنين، والأئمة المذكورين. حج إلى بيت الله الحرام، ورحل إلى بغداد مرتين، ودخل خراسان، والعراق، وأصبهان، في طلب الفقه والحديث. وجمع الأبواب والطرق والمعجم بأسماء شيوخه، وأملى في كل فن، وجمع للشام تاريخاً لم يسبق إلى مثله في ثمانمائة جزء، وكتاب الأشراف في أطراف الكتب الأربعة: أبي داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجة ورتبها، وأتقنها إتقاناً لم يسبق إلى مثله. وتقدم وتصدر في بلده، وشهد له أهلها بالحفظ والفضل، وبنى له نور الدين الملك العادل محمود ابن قسيم الدولة داراً للحديث، وحدث بها، ونشر العلم، واجتهد في إفادته وبلغت أماليه قريب الأربعمائة، كل مجلس في فن. =قاله البكري.
وقد وضع أول الكتاب مقدمة رائقة في مدح أهل الحديث والثناء عليهم، بما لا مزيد عليه، وبادر بها إلى بيان مقصوده من هذه لأربعين، وذكر اشتغال المحدثين بتصنيفها، وأغراضهم منها، وذكر بعض من صنَّف فيها، وذكر أنه جمع ثلاث أجزاء في الأربعينات، وهي (الأربعين الطوال)، و(الأربعين في الأبدال العوال)، و(الأربعين في الاجتهاد في إقامة فرض الجهاد).
وقد وقع حديثين عن صحابيين تكررا مرتين: وهما علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وجميع أحاديث هذا الجزء صحيحة أو حسنة، إلا حديثاً واحداً، وهو ما جاء في الكتاب السادس عشر، وطرفه (فضل العلم أفضل من فضل العبادة وخير دينكم الورع)، قال: هذا حديث غريب.
وأما عن منهجه؛ فقد أوضحه بقوله: فأول ما أبدا به ذكر أحاديث في الحث على حفظ أربعين حديثاً من السنة، وأن من حفظها يكون فقيها مستوجبا للشفاعة، ودخول الجنة، ثم أردف ذلك بذكر حديث حديث أولاً في كل بلد دخلته من سائر الآفاق؛ من الحجاز والشام وخراسان والجبال والجزيرة والعراق، وأول ما أبدأ به ذكر الحرمين الشريفين المعظمين المكرمين، ثم الشام والعراق وأصبهان ومدن كور خراسان إلى غير ذلك من الأمصار التي دخلتها في سائر الأقطار، وقد أخرجت لذكر ذلك معجما مفرداً؛ فمن وقف عليه وجد ذكرها فيه مقيداً، ولا يتأتى ذلك إلا لذي رحلة واسعة، وصفاق آفاق =كثير أسفار، وجوَّاب بلاد شاسعة، قد أذرع الأهوال، وقطع الفراسخ، وأنفق الأموال في لقاء المشايخ ، واستهان الشدائد، وانتهز الفوائد، وقد رزق الله ـ سبحانه ـ من ذلك ما يسره، وسهل منه ما شاءه وقدره ، فله الحمد على ما أعطى ومنح ، وله الشكر على ما منَّ به وفتح، والله يعصمنا من المباهاة، ويعيننا من المنافسة والمراءاة؛ فإنه الموفق للسداد، والمعين على بلوغ المراد.
قال: وقد دخلت مدناً غير ما ذكرتُ، منها ما سمعتُ به شيئاً نازلاً، أو إنشاداً، أو لم يتفق لي فيها سماع شيءٍ: كبعلبك، وتدمر، وعرض، والرصافة، وماكسين، ورأس العين، ودُنيسر، وماردين، وأرزن، وبدليس، وخِلاط، وهيت، وعانة، والحديثة، وخور الريّ، ومرّينان، وبامين، وبورجان، وقرميسين، وقاشان، وكنكور.
ويذكر الإمام الحافظ ابن عساكر موضحاً منهجه، بقوله أول كل حديث:
أولاً: التعريف بالبلد.
ثانياً: الحديث وراويه
ثالثاً: درجة الحديث
وذكر أول الكتاب حديث (من حفظ على أمتي) من حديث ابن عباس، وابن مسعود، وأبي هريرة، وأبي ذر، وهي أحاديث ضعيفةٌ جداً، ثم قال: وقد رُوي هذا الحديث أيضاً عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبي هريرة الدوسي، وأبي سعيد الخدري، وأبي أمامة الباهلي، وأنس بن مالك -رضي الله عنهم -عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، بأسانيد فيها كلها مقال، ليس فيها ولا فيما تقدمها للتصحيح مجال، لكن الأحاديث الضعفة إذا ضُمَّ بعضها إلى بعض أخذت قوَّةً، لا سيما ما ليس فيه فرض.
ذكر الشيخ -والبلد -والصحابي:
أبو محمد عبد الله بن محمد الغزال المصري -بمكة -عمر بن الخطاب.
أبو الفتوح عبد الخلاق بن عبد الواسع الهروي -بالمدينة -علي بن أبي طالب.
أبو الحسن مكي بن أبي طالب -بمنى -عثمان بن عفان.
أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس -بدمشق -أبي ذر الغفاري.
أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد العلوي -بالكوفة -علي بن أبي طالب.
أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري -ببغداد -جابر بن عبد الله.
أبو القاسم عبد الواحد بن محمد المديني -بجي وهي شهرستان -حذيفة.
أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك المعروف بالخلال -بأصبهان -معاذ بن جبل.
أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمذاني -بمرو الشاهجان -ابن عباس.
أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي -بنيسابور -قدامة بن عبد الله.
أبو القاسم تميم بن أبي سعيد المؤدب -بهَراة -معاوية بن حَيدة القُشيري.
أبو القاسم الحسين بن علي الزُّهري البُوشنجي -ببوشنج -عثمان بن حُنيف.
أبو نصر أسعد بن الموفق بن أحمد اليعقوبي -ببون -أبي شريح الخزاعي.
أبو المعالي عمر بن محمد بن عبد الله -ببُغ -خولة بنت قيس بن فهد.
أبو نصر محمد بن محمود السرخسي -بسرخس -أبي هريرة.
أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله العمري -بأزجاة -ثوبان.
أبو نصر زهير بن علي بن زهير السرخسي -بميهنَة -جابر بن سَمُرة.
أبو المكارم محمد بن أحمد بن الطوسي -بطابران -أم حبيبة.
أبو سعد ناصر بن سهل النوقاني -بنوقان -أم الدرداء.
فاطمة بنت أبي نصر منصور البيهقية -بسانزوار =شان زوار -أبو قتادة.
أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن علي البيهقي -بخُسرو جرد -عبد الرحمن بن عوف.
أبو الحسين محمد وأبو بكر عمر ابنا محمد البسطاميان -ببسطام -كُرز بن علقمة.
أبو القاسم عبد الكريم بن محمد الرماني -بدَامَغان -سعد بن أبي وقاص.
أبو عبد الله الحسين بن محمد السِّمناني -بسمنان -العباس بن عبد المطلب.
أبو سعد عبد الرحمن بن أبي القاسم الرازي -بالري -عمرو بن الحارث.
أبو العلاء حمد بن مكي بن حستويه الزنجاني -بزنجان =زنكان -العرباض بن سارية.
أبو اليسر عطاء بن نبهان الأبهري -بأبهر -عائشة.
أبو الفضل محمد وأبو القاسم محمود الحداديان -بتبريز -ابن مسعود.
أبو الفضل نعمة الله بن محمد المرندي -بمرند -أبي أُسيد.
أبو الخير سعادة بن إبراهيم الخُويَّيَ -بخُوّي -زيد بن خالد الجُهني.
أبو علي أحمد بن إسماعيل وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجفقاني، وأبو علي حسكا الكوركي -بجرباذقان -زُهير بن صُرد.
أبو علي أحمد بن سعد، أبو بكر هبة الله بن الفرج الهمذانيان -بهمذان -عقبة بن عامر.
أبو الحسن علي بن محمد المشكاني -بمشكان -واثلة بن الأسقع.
أبو بكر أحمد بن يحيى الروذراوري -برُوذرَّاور -عُبادة بن الصامت.
أبو الفضل عبد الملك بن سعد التميمي -بأسداباذ -عبد الله بن عمرو.
أبو يعقوب يوسف بن بكران السهروردي -بحُلوان -زر بن حُبيش.
أبو مسعود محمود بن ابي شجاع اليزدي -بآرجيش -صهيب بن سنان.
أبو الفوارس خليفة بن محفوظ الأنباري -بالأنبار -المغيرة بن شعبة.
أبو علي الحسن بن أبي منصور الجزري -برحبة مالك بن طوق -أبي أيوب الأنصاري.
أبو الطيب أحمد بن عبد العزيز السُّلمي -بالرافقة =الرقَّة -أبي سعيد الخدري.
ذكر البلدان التي ترجم لها:
مكة: حرسها الله تعالى وهي البلد الأمين.
مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم: وتسمى أيضا طابة وكان اسمها في الجاهلية يثرب حرسها الله .
منى: كانت مدينة بها آدر =دور، وسوق ومسجدها مسجد الخيف مسجد شريف.
دمشق: هي أم الشام وأكبر مدنه وهي من الأرض المقدسة
الكوفي، وهو: كوفان من أرض العراق مصرت في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
بغداد: وفي تسميتها خمس لغات وهي مدينة السلام وقبة الإسلام ودار الإمام.
جي: وهي شهرستان مدينة أصبهان القديمة ويقال إنها من بناء ذي القرنين.
أصبهان: وتعرف باليهودية.
مرو الشاهجان: قصبة خراسان يقال إنها من بناء الفرس.
نيسابور وتعرف بنشاور وهي أبو شهد مدينة قديمة من مدن خراسان.
هراة: مدينة من مدن خراسان.
بوشنج: مدينة من ناحية هراة.
بون: وتعرف ببنية مدينة من اعمال هراة بناحية بادغيس.
سرخس: مدينة من مدن خراسان بين مرو ونيسابور.
ارجاة: مدينة من ناحية خابران من نواحي ابيورد من خراسان.
ميهنة: مدينة خابران من ناحية ابيورد.
طابران: قصبة طوس من نواحي نيسابور.
نوقان: من طوس.
سابزوار: مدينة بهيق من نواحي نيسابور.
خسروجرد: وهي قصبة بيهق القديمة من ناحية نيسابور.
بسطام: وهي مدينة من مدن قومس.
دامغان: وهي مدينة من مدن قومس.
سمنان: وهي مدينة من مدن قومس.
الري: مدينة كبيرة من مدن قهستان.
زنجان: مدينة من مدن قهستان.
أبهر: وهي مدينة من مدن قهستان.
تبريز: وهي قصبة أذربيجان.
مرند: وهي مدينة من مدن أذربيجان.
خوي: مدينة من مدن أذربيجان.
جرباذقان: وهي مدينة من أعمال أصبهان.
همذان: وهي مدينة كبيرة من بلاد الجبل .
مشكان: وهي مدينة من أعمال همذان.
روذر اور: مدينة من كورة همذان
أسد آباد: وهي مدينة من نواحي همذان.
حلوان: وهي مدينة اخر حد العراق.
أرجيش: وهو من فرج أرمينية بين خلاط وخوى.
الأنبار: من العراق وهي مدينة على شاطىء الفرات من ناحية الجزيرة.
رحبة مالك بن طوق: وهي مدينة على شاطىء الفرات مما يلي الشام.
الرافقة: وتعرف اليوم بالرقة وهي مدينة على شاطىء الفرات من الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق