مذابح الإخوان في سجون ناصر
جابر رزق
دار الاعتصام، ط 2، 1978 م.
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ تعتبر جماعة الإخوان المسلمين في طليعة الحركات الإسلامية المعاصرة، التي كانت سداً منيعاً أمام جميع محاولات التغريب والعلمنة والتهويد، وبغض النظر إذا كنا نختلف معها في جزئيات مُعينة أو نتفق معها فيها، فإنها جماعةٌ ضحَّت بخيرة أبنائها، وقدَّمت للعالم الإسلامي ثمرة جهودها في العمل للإسلام، والدفاع عنه.
ومن المؤسف حقاً أن تقرأ في التاريخ المعاصر قصصاً حقيقية لمآسي الإخوان في السجون المصرية، والإبادة التي تعرض لها جيلٌ كامل من أبناء هذه الجماعة، خلال العقود الماضية، وكيف تعرض شبابها لشتى أصناف التعذيب والقهر والمعاناة، من الإعدام، والسجن، والاعتقال، والمطاردة، ومصادرة الأموال، وتعطيل الأعمال.
وقد تعرضت الجماعة إلى محاولات عديدة لمحوها عن الوجود، بدايةً من حكومة النقراشي التي أعلنت عن حل الجماعة في العام (1948 م) بسبب حادث مجهول في القاهرة تسببت به المخابرات الأمريكية واتهم به الإخوان ظلماً وعدواناً، وزُجَّ بشبابه إلى المعتقلات، وبقي حسن البنا خارج السجن؛ لأن النية كانت مُبيتة لقتله واغتياله، والذي تم قتله في العام (1949 م)، ولم يُتم الثانية والأربعين من عمره.
ثمّ تجددت مآسي الإخوان على يد عبد الناصر طوال فترة حكمه، واعتقل شباب الإخوان، وذاقوا ويلات العذاب، وكانت بداية ناصر مع الإخوان أن حاول استقطاب بعض أفراد الإخوان ليخترق صف الجماعة، ويشتت ولاءاتها، قبل أن يوجه لها ضربته القاصمة في العام (1954م).
وكان قد دبَّر مع أجهزة الأمنية حادثة أمنية عُرفت بـ(حادثة المنشية)، والذي أطلق فيه النار على جمال عبد الناصر مع نائبه العام سليمان حافظ، وألصقت التهمة فوراً بالإخوان، وبدأت عملية الإبادة الفعلية للجماعة، واعتقل أكثر من (800) شخص من الإخوان، أخذوا جميعاً أحكاماً ما بين الخمس سنوات والخمسة وعشرين سنة، واستمرت عملية الاعتقال بصورة بشعة ومؤذية.
ونفذ ناصر حكم الإعدام في المئات من الشهداء، منهم: عبد القادر عودة، ومحمد عواد، والشهيد الشيخ محمد فرغلي، والشهيد يوسف طلعت، ومحمد منيب، والشهيد إبراهيم الطيب، والشهيد هنداوي، والشهيد محمود عبد اللطيف… وأقام مذبحة سجن طرة التي استشهد فيها (26) من الإخوان، وبذر في صفوفهم الفرقة، وفتنهم واستمر ذلك إلى العام (1965 م) حيث مذبحة السجن الحربي.
وارتكب عبد الناصر في قرية "كرداسة" -من قرى الجيزة -مأساةً حقيقية، لا يضارعها إلا مذبحة "دير يس" التي ارتكبها اليهود في فلسطين، وكانت نموذجاً حقيقياً لحرب الإبادة التي شنها النظام الناصري على الدعوة الإسلامية، وعلى شباب الإخوان بالتحديد.
وكانت ذروة المأساة في محنة الإخوان في العام (1965 م) هي الزج بالمئات من النساء المسلمات في زنازين السجن الحربي، وسجن القناطر، ومركز الشرطة العسكرية، كرهائن حتى يُقبض على أزواجهنَّ، وكان عبد الناصر يُشرف على التعذيب ببنفسه،
ويمثل هذا الكتاب الدور الريادي للإخوان في حرب فلسطين، وكونهم في طليعة الجيش المصري الذي دافع عن هذه الأرض بكل بسالة وتفاني، وتضمن تقارير الإنجليز وتوصياته للحكومة المصرية بضرورة حل الجماعة، وما أعقب ذلك في الحقبة الثانية للإخوان التي تمثلت في الهدوء والصمت في عهد المرشد الثاني حسن الهضيبي والتي بدأت عام (1951 م)، وبالجملة فالكتاب مليء بالمآسي والمحن التي لم يسلم منها الإخوان في عهد السيسي الذي اشتدَّت وطأته عليهم، فنسأل الله تعالى أن يُخلصهم منه، وأن يُعيد لمصر هيبتها وإسلامها، ويحفظ أمنها وشبابها.
من المجرم الحقيقي والمسؤول عن مذابح الإخوان ؟!
يقول المؤلف: كلمة أخيرة أختم بها هذين الفصلين وهى أن فكرة تصفية الاخوان المسلمين لم تكن فى يوم من الأيام تفكيراً مصرياً خالصاً .. ولكن في جميع المحن التي تعرض لها الإخوان المسلمون كان الحقد الصليبى والكيد اليهودى والمكر الشيوعى وراء كل محنة لتصفية هذه الجماعة .. ويقينى ان الولايات المتحدة الأمريكية هى المحرض الأول على ضرب الإخوان المسلمين سواء كان ذلك ايام ابراهيم عبد الهادى.. أو ايام جمال عبد الناصر لأنها صاحبة المصلحة الأولى فى المنطقة سواء كانت المصلحة اقتصادية او استراتيجية ثانياً؛ لأنها حامية الصليبية العالمية فى القرن العشرين، وثالثًا لأنها أصبحت مطية الصهيونية واليهودية العالمية تسخرها لتحقيق حلمها الكبير في إقامة "هيكل سليمان " من جديد.
والجميع يعلمون أن هذا الحلم لن يتحقق إلا في غيبة الاسلام وبالذات اسلام «الاخوان المسلمين» الذى أعلن جمال عبد الناصر أنه لن يسمح بتواجده فى منطقة الشرق الأوسط أقول إن العقل المفكر فى ضرب الإخوان المسلمين كان عمل القوى الخفية التى تحكم العالم اليوم وتعتبر الاسلام عدوها الأول والأخير وبرميل البارود الذي لا يدرون متى ينفجر فيبدد أحلام الجميع ؟!
أما الأقزام من الحكام الذين صورتهم أجهزة هذه القوى الخفية فى صور لا الأبطال الأسطوريين أمام شعوبهم فلم يتعد دورهم دور الهراوة الغليظة التي هوى بها المجرم الحقيقى على نافوخ الضحية ..
ولكن أنى للإنسان القزم أن يحجب بيده نور الشمس ؟!
وانى للحقد الصليبي والكيد اليهودى والمكر الشيوعى أن يقلوا فى وجه الزحف الإسلامي الكاسح ؟!
آن المسلم الحق الذي يعمر الإيمان قلبه مطمئن إلى قوة الله وقدرته وإحاطته بالبشر جميعاً ويقينه انه لو شاء الله لانتصر منهم ولكن لله سنة لابد أن تتحقق حتى يتحقق نصر الله، لابد أن نستقيم نحن أولا على طريق الله فالنصر مرهون باستقامتنا نحن على دين الله وليس رهن بقوة الباطل او ضعفه !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق