صبراً آل ياسر فالعاقبة للمتقين
تأليف مجدي الهلالي
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذه الكتاب يتحدث عن عبودية هذا الوقت، وهي الصبر على الابتلاء، وأنها تستوجب مزيد التعلق بالله سبحانه، واليأس مما في أيدي الخلائق، والمزيد من الثبات على دين الله سبحانه، أمام كل المخططات والمحاولات لمحو الحق وتشويه صورته، واستجابةً للأمر الرباني: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (الشورى: ١٣).
وما أحوجنا في هذا الوقت الذي تكالبت فيه فرق الضلال على أهل السُّنة تُسيمهم قتلاً وخسفاً ومطاردة، وتحيلهم إلى السجون والزنازين، وتختبر عقائدهم وأحوالهم وتنشر ذلك على الملأ، وتستعين في ذلك بكل فاسقٍ غادر، وظالم فاجر إلى هذه العبودية التي تجعلنا في راحةٍ وسعادة وطمأنينة عظيمة.
ومع ذلك كله؛ فإننا من أنقاب هذه المحن نتلمَّح النَّصر القريب، والفرج الكبير:
فكل الحادثات وإن تناهت ... فموصول بها الفرج القريب
ولا شك أن الأحداث التي تمر بالدعوة الإسلامية المعاصرة تشابه إلى حد كبير الأحداث التي مرت بأصحاب الدعوات في الماضي والتي أفاض القرآن في ذكرها وكيفية التعامل معها، ومن الخطأ بمكان أن نترك هذا الرصيد الضخم من التجارب والحلول المجربة.
ومع ثقتنا بوعد الله لنا بالنصر والغلبة: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}، إلا أننا بحاجة إلى عودةٍ صادقةٍ إلى الله عز وجل، بالتوبة النصوح، وأن تتكاثف جهودناا، لتعلو الراية، ويعود عزُّنا، ويتتحقق نصرنا، مع يقيننا الجازم أن السُّنة لا تنتشر إلا بجهد الفئة المؤمنة، وجهادها المرير.
وقد وصى يعقوب عليه السلام بنيه بالثبات على الدين؛ لأنه يحقق النجاة من العذاب والفوز بالآخرة، فالمؤمن الحق يلتزم بدين االله، وهذا الالتزام يدل على سلامة الفطرة والإيمان العميق، وقد وصف النبيُّ صلى الله عليه وسلم -أحوال المؤمنين آخر الزمان، بأن: "الصابر على دينه كالقابض على الجمر" (الترمذي).
ونختم بأن نرفع أكُفَّ الضراعة إلى الله سبحانه، أن يجعل لنا من هذه المحن منحاً تعلو بها دعوتنا، ويتحقق بها رجاؤنا، وينجلي بها تكاثف الظلمات، وتتضح لنا سبل السعادة ومعالم الخيرات.
فائدة إعرابية/
صبراً: مفعولٌ مطلق لفعلٍ محذوف، والتقدير "اصبروا صبراً"، والجملة الفعلية (اصبروا صبراً) جملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. آلَ: منادى محذوف منه حرف النداء، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف. ياسر: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. فالعاقبةُ: الفاء تعليلية، العاقبةُ: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
للمتقين: اللام حرف جر. والمتقين: اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم. والجار والمجرور في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة فالعاقبة للمتقين جواب الجملة الفعلية "اصبروا آل ياسر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق