أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 21 أغسطس 2021

الجامع في عقائد ورسائل أهل السُّنة والأثر حوى (٦٠) عقيدة من عقائد أهل السُّنة

الجامع في عقائد ورسائل أهل السُّنة والأثر

حوى (٦٠) عقيدة من عقائد أهل السُّنة

جمعه: أبو عبد الله عادل آل حمدان

أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ هذه سلسلة نفيسة من العقائد المختصرة للصدر الأول من القرون الثلاثة ومن بعدهم من العلماء إلى حدود القرن الخامس الهجري، مرتبة بحسب وفيات أصحابها، ذكر فيها اعتقاد السلف الماضين الذين يقتدي بهم، وقد تضمنت (60) متناً عقدياً لجماعة من الأئمة الأعلام، وكلها يدور على وجوب اعتقاد ما جاء في الكتاب والسُّنة من الأخبار والصفات والأحكام، ولزوم السُّنن التي جعلها الله تعالى ملاك الدين وقيامه، وعصمةً ونجاة لمن تمسك بها، وعليها بنى عليها الإسلام، وفضل الصبر عليها، والاحتساب في نشرها، وأن ذلك من أفضل الأعمال عند الله عز وجل، وهي عقائد يشرح بعضها بعضاً، ويبين بعضها بعضاً.

وتمثل هذه العقائد قواعد متينة وضوابط محكمة: تقوم بها الحجة، وينقطع بها العذر لكل من وقف عليها، وهي في جملتها -تخرج من مشكاة واحدة، على اختلاف بلدان أصحابها، وتباعد ديارهم، فكتبوها ونظموها على نسق واحد، وقد تنوعت هذه المتون بتنوع أغراضها ومقاصدها؛ فكان منها الرسائل والقصائد، والوصايا والنصائح، وقد تطول وقد تقصر بحسب الحاجة والبيان وحال السائل والمستفتي.

وهي تقع ما بين منثور ومنظوم، وتختلف موضوعاتها ما بين بيان مسألة واحد في الاعتقاد؛ كالقدر أو الإيمان أو القرآن، وما بين بعض الأبواب المهمة التي شغلت الناس في ذلك العصر، ومنها ما كانت جامعة لأبواب السنة والاعتقاد، ومنها ما كان في الوصية بالتمسك بالسنة والحذر من أهل الأهواء والبدع.

وفيها التحذير من البدع وأهلها وهجرهم، وذم الرأي، وترك المداهنة والخصومات في الدين، وقد تذكر بعض المسائل الفقهية في أبواب الاعتقاد؛ لأن أهل البدع أنكروها على أهل السنة؛ فكانت كالعلامة الفارقة بينهم وبين غيرهم.

وبهذا الكتاب نعرف حقَّ السلف لماضين وإمامتهم في الدين، ونترحم عليهم، ونعرف فضلهم، وعقيدتهم البيضاء النقية، وحجتهم الدامغة المرضية، ومن أجمل هذه العقائد نثراً: عقيدة الإمام مالك، وابن سريج، وابن المبارك، وسفيان بن عيينة، وكلها متينة جملية نفيسة، حريٌّ بمن وقف عليها أن يعتني بها دراسةً وشرحاً ونشراً.

وقد جرى المؤلف على نهجٍ بديع، في ذكر الرسائل والمتون العقدية:

-وضع صورة المخطوطة التي استند إليها =إن توفرت، وقد يرمز لها.

-التعريف بصاحب المتن أو الرسالة أو النظم أو الوصية.

-وثناء العلماء عليه.

-ومصادر الترجمة له.

-ومجمل الرسالة.

-وربما قدَّم وأخر في فقراتها بحسب الحاجة.

-ومصدر الرسالة.

-مع ترقيم الفقرات.

(1) رسالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ت 23 هـ =في إثبات القدر والنهي عن الخوض فيه.

(2) رسالة سعيد بن جبير ت 95 هـ =في شرح دعائم الدين والعبادة في الإسلام.

(3) رسالة عمر بن عبد العزيز ت 101 هـ = 3 رسائل في إثبات القدر، والتمسك بالسنة، واتباع نهج السلف.

(4) رسالة أبي الزناد عبد الله بن ذكوان ت 131 هـ =في بيان منزلة السنة والتحذير من الرأي.

(5) رسالة الضحاك بن مزاحم ت 105 هـ =وفيها الكلام عن الإيمان وشعبه وأركانه والرد على المرجئة.

(6) اعتقاد عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ت 157 هـ =في لزوم السنة، والرد على المرجئة، واتباع الصحابة، وإثبات القدر.

(7) اعتقاد سفيان الثوري ت 161 هـ =اعتقاد أهل السنة واتباع الأمر.

(8) اعتقاد عبد العزيز بن الماجشون ت 164 هـ =إثبات الصفات والقدر والنهي عن الجدل.

 (9) رسالة عباد بن عباد الخواص ت 190 هـ.

(10) اعتقاد الإمام مالك بن أنس ت 179 هـ =إمام دار الهجرة.

(11) اعتقاد عبد الله بن المبارك ت 181 هـ.

(12) اعتقاد يوسف بن أسباط ت 195 هـ

(13) اعتقاد سفيان بن عُيينة ت 198 هـ =وفيه عشر خصال في اعتقاد أهل السنة والأثر.

(14) اعتقاد الإمام محمد بن إدريس الشافعي ت 204 هـ =والتي تُروى من طريق علي بن أحمد الهكاري ت 486 هـ، وقد ضعّف بعض أهل العلم أحاديثه من قبل حفظه (انظر ص 241 -252)، ولكنهم فرقوا بين روايته للحديث وروايته للعقيدة.

(15) رسالة أسد بن موسى بن الفرات القرشي "أسد السنة" ت 212 هـ -وهو رئيس أصحاب ابن عُيينة.

(16) اعتقاد عبد الله بن الزبير الحميدي ت 219 هـ =أصول السنة.

(17) اعتقاد بشر بن الحارث ت 227 هـ.

(18) اعتقاد القاضي عبد الله بن سوار ت 228 هـ.

(19)  اعتقاد علي بن المديني ت 234 هـ =شيخ البخاري.

(20)  اعتقاد إسحاق بن راهويه ت 238 هـ  =وهو ابن إبراهيم بن الحنظل.

(21)  اعتقاد قتيبة بن سعيد ت 240 هـ.

(22) اعتقاد أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي ت 240 هـ =الفقيه المعروف.

(23) اعتقاد القاضي سحنون بن سعيد المالكي ت 240 هـ =عبد السلام بن سعيد القيرواني، وقد استحق لقب "سحنون" لأنه كان في ذهنه حدَّة، وسَحنون -بفتح السين وضمها -طائرٌ بالمغرب (ص 238)..

(24) اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل ت 241 هـ = وفيه 11 رسالة، والأخيرة لم تثبت عنه.

(25) اعتقاد العباس بن موسى بن مسكويه ت ؟ =قالها أمام الخليفة الواثق.

(26) اعتقاد محمد بن إسماعيل البخاري ت 256 هـ

(27) اعتقاد محمدبن يحيى الذهلي ت 258 هـ.

(28) اعتقاد أبي بكر الأثرم ت بعد 260 هـ =من تلاميذ أحمد.

(29) اعتقاد إسماعيل بن يحيى المزني ت 264 هـ =تلميذ الشافعي.

(30) اعتقاد الرازيان: أبو زرعة ت 264 هـ وأبو حاتم ت 277 هـ

(31) اعتقاد أبي حاتم الرازي ت 277 هـ.

(32) قصيدة عبّاد بن بشار ت ؟

(33) رسالة أبي بكر أحمد بن محمد المروذي ت 275 هـ.

(34) اعتقاد حرب بن إسماعيل الكرماني ت 280 هـ

(35) اعتقاد سهل بن عبد الله التُستري ت 283 هـ

(36) رسالة محمد بن يوسف البناء ت 286 هـ =وهو جد أبي نُعيم لأمه

(37) اعتقاد ابن أبي عاصم ت 287 هـ

(38) اعتقاد محمد بن إبراهيم البوشنجي ت 290 هـ =المالكي 

(39)  قصيدة معبد بن الحكم الخزاعي ت 295 هـ =الحنفي

(40) قصيدة عيسى الترمذي ت؟ = أواخر القرن الثالث

(41) قصيدة أبي الرمة ت ؟ =أواخر القرن الثالث.

(42) عقيدة جماعة من العلماء نقلها عنهم الخلال = إقعاد محمد على العرش!

(43) اعتقاد أحمد بن سريج ت 306 هـ =الشافعي

(44) اعتقاد أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ت 310 هـ

(45) اعتقاد ابن أبي داود  ت 316 هـ =عبد الله بن سليمان بن الأشعث

(46) اعتقاد الزبير بن أحمد الزبيري ت 318 هـ =الشافعي

(47) اعتقاد أبي محمد الحسن بن علي البربهاري ت 329 هـ

(48) اعتقاد محمد بن الحسين الآجري ت 360 هـ

(49) اعتقاد أحمد بن شاهين ت 385 هـ

(50) اعتقاد ابن أبي زيد القيرواني ت 386 هـ

(51) اعتقاد ابن بطة العكبري ت 387 هـ =عبيد الله بن محمد

(52) اعتقاد ابن أبي زمنين ت 399 هـ =محمد بن عبيد الله المالكي الألبيري

(53) اعتقاد أبي منصور معمر بن أحمد الأصبهاني ت 418 هـ

(54) اعتقاد أبي عوانة الإسفراييني ت 316 هـ =يعقوب بن إسحاق.

(55) اعتقاد القادري للخليفة القادر بالله ت 412 هـ =أحمد بن إسحاق المتوكل العباسي.

(56) وصية إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني ت 440 هـ

(57) قصيدة سعد بن علي الزنجاني ت 471 هـ

(58) اعتقاد نصر بن إبراهيم المقدسي ت 490 هـ =الشافعي، والذي يمثل مختصر الحجة على تارك المحجة.

(59) اعتقاد أبي أحمد بن الحسين بن الحداد ت ؟ =الشافعي، وهو من طبقة اللالكائي ت 418 هـ.

(60) نونية القحطاني ت ؟ =وهي المنتقى من النونية (474 بيت) من أصل (690 بيت) على ترتيب الأصل.


وختاماً؛ فإنه لا يشك عاقلٌ أن مذهب السلف أعلم وأحكم وأسلم.

 قال ابن تيمية في "الحموية" (ص 185): ولا يجوز أيضًا أن يكون الخالفون أعلم من السالفين كما يقوله بعض الأغبياء ممن لم يقدر قدر السلف، بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها من أن «طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم».

فإن هؤلاء المبتدعة الذين يفضّلون طريقة الخلف على طريقة السلف إنما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك، بمنزلة الأميين الذين قال فيهم: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} (البقرة:78)، وأن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات.

فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهر، وقد كذبوا على طريقة السلف، وضلوا في تصويب طريقة الخلف، فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم، وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف… لما اعتقدوا انتفاء الصفات في نفس الأمر ـ وكان مع ذلك لا بد للنصوص من معنًى ـ بقوا مترددين بين الإيمان باللفظ وتفويض المعنى ـ وهي التي يسمونها طريقة السلف، وبين صرف اللفظ إلى معان بنوع تكلف - وهي التي يسمونها طريقة الخلف-فصار هذا الباطل مركبًا من فساد العقل والكفر بالسمع، فإن النفي إنما اعتمدوا فيه على أمور عقلية ظنوها بينات وهي شبهات، والسمع حرفوا فيه الكلام عن مواضعه.

فلما انبنى أمرهم على هاتين المقدمتين الكفريتين كانت النتيجة: استجهال السابقين الأولين، واستبلاههم، واعتقاد أنهم كانوا قومًا أميين، بمنزلة الصالحين من العامة، لم يتبحروا في حقائق العلم بالله، ولم يتفطنوا لدقائق العلم الإلهي، وأن الخلف الفضلاء حازوا قصب السبق في هذا كله. ثم هذا القول إذا تدبره الإنسان وجده في غاية الجهالة، بل في غاية الضلالة. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق