أرشيف المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 10 أغسطس 2021

كتاب الأربعين حديثاً الأربعين من أربعين عن أربعين لأبي علي الحسن بن محمد البكري

كتاب الأربعين حديثاً

الأربعين من أربعين عن أربعين

تأليف صدر الدين أبي علي الحسن بن محمد البكري

 (574 - 656 هـ).

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ هذا جزءٌ حديثيٌّ نفيس، مليءٌ بالفوائد والدُّرر، جمع فيه البكري أربعين حديثاً من أربعين كتاباً، كُلُّ كتابٍ يُسمى بالأربعين، وذلك عن أربعين من الصحابة، وفي أربعين باباً من العلم، وتندرج هذه الأربعين في (الأربعينات البلدانية)؛ وهي أطراف الأربعينات، مثل: الأربعين البلدانية للحافظ أبي الطاهر الِّسلفي (ت 576 هـ) التي جمع فيها أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً في أربعين مدينة، واقتدى به الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) وزاد بأن جعلها عن أربعين من الصحابة؛ فصار: أربعين من أربعين لأربعين عن أربعين، وهو أمرٌ يدلُّ على تبحره العظيم، وسعة روايته، وجلالة فضله وقدره

ويبدو للمتأمل أن صدر الدين البكري في تأليفه «الأربعين» اقتدى بمنهج ابن عساكر في كتابه الأربعين البلدانية ، وزاد عليه شيئاً، وهو النقل من أربعين كتاباً، كل كتاب يسمى بالأربعين، ونقص عنه شيئاً وهو أن المدن التي روى بها وسمع من محدثيها لا تصل إلى الأربعين. هذا بصفة عامة، ومن يتتبع «الأربعين» للبكري يجد انه اتفق له سماع كتب الأربعينات في اليوم الأربعين من السنة ويستنبط منه الف «أرببعينه » في سنة (640 هـ).

واقتدى في هذا الصنيع بوجيه بن طاهر الشحامي النيسابوري (ت 521 هـ)، فله «أربعون» أخرجها له من مسموعاته على بن عمر الطوسي المقيد، ورتب اليوم الأربعين من سنة أربعين وخمسائة، عن أربعين شيخاً، عن أربعين من الصحابة، والتزم أن يذكر في كل حديث لفظ الاربعين.

والأربعون كتابا المؤلفة في الأربعينيات التي نقل منها هي جميعاً من مسموعاته عن شيوخه، وقد بلغ ما سمعه من الأربعينيات في رحلته وتطوافه بالبلاد ما يزيد على الستين منها، وابتدأ الكتاب بذكر طرق الحديث المروي في فضل حفظ أربعين حديثاً، على ما فيه من ضعف. 

والمؤلف البكري روى في «أربعينه » الأحاديث الصحيحة والحسنة على شرط الكتب الستة: البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. بالأسانيد المتصلة، وقدم الأحاديث المروية عن الخلفاء الراشدين المهديين الأربعة، واتبع ذلك بالرواية عن أربعة من العشرة المرضيين (و)، وانتهى ما شرطه من الرواية عن هؤلاء في الحديث الثامن.

والمنهج الذي سار عليه البكري في كتابه انه يذكر اولاً اسم كتاب الأربعين الذي ينقل عنه، ويذكر اسم مؤلفه، ويترجم له ترجمة موجزة بذكر شيوخه ورحلاته، وكذلك يُترجم لمن روى عنه، ويشير أحياناً إلى منهاج تأليف كتاب الأربعين الذي نقل عنه، ويذكر منزلة المؤلف في العلم والثقة، ويختم بذكر ميلاده ووفاته، ويضبط أسماء الرواة، ويذكر بلدانهم. 

ثم يسوق إسناده في رواية الحديث، ويتكلم عما ورد في الإسناد من الكنى والالقاب والأنساب، ويبين ما يتفق فيه أحد رجال الاسناد مع غيره في الاسم أو في النسبة، وكذلك يضبط أسماء البلدان والأماكن، ثم يذكر من أخرج الحديث من الأئمة الستة، ويبين كيفية وقوعه له عالياً موافقة او بدلا. 

والموافقة والبدل من أنواع العلو النسبي. أما الموافقة فهي أن يروي الراوي حديثاً في احد الكتب الستة مثلاً بإسناد لنفسه من غير طريقها، بحيث يجتمع مع أحد الستة في شيخه مع علو هذا الذي رواه على ما لو رواه من طريق أحد الكتب الستة. ولو اجتمع مع أحد الستة في شيخ شيخه مع علو طريقه فهو البدل . 

مثال الموافقة: رواية البخارى عن قتيبة بن سعيد، عن مالك، حديثاً، فلو رويناه من طريقه كان بيننا وبين قتيبة ثمانية، ولو روينا ذلك الحديث بعينه من طريق أبي العباس السراج، عن قتيبة مثلا، لكان بيننا وبين قتيبة فيه سبعة، فقد حصلت لنا الموافقة مع البخاري في شيخه بعينه مع علو الإسناد إلى البخاري. 

ولو وقع لنا ذلك الإسناد بعينه من طريق أخرى إلى القعنبي، عن مالك فيكون القعنبي بدلاً عن مالك، والقعنبي ليس شيخا للبخاري، وإنما هو شيخ شيخه، والحاصل أن البدل هو الوصول الى شيخ شيخ احد مصنفي الكتب الستة مع علو بدرجة فأكثر، من غير طريق ذلك المصنف المعين، بل من طريق آخر أقل عدداً منه. 

وأكثر استعمالهم الموافقة والبدل في صورة العلو لقصد بعث الطالبين  وتحريضهم على سماعه والاعتناء به. 

ومصادر البكري في الأنساب والتواريخ والمتفق والمفترق هي: الأنساب للسمعاني، وذيل تأريخ بغداد للسمعاني ايضاً، والاستيعاب لابن عبد البر، والمؤتلف والمختلف للحافظ عبد الغني بن سعيد المصري ولم ينبه على الاستمداد من هذا المصدر الأخير إلا مرة واحدة. 

ومن كل ما سبق يتبين لنا طرافة هذا الكتاب في موضوعه ومنهجه ونقله من كتب مؤلفة في الأربعينيات اقلها ما زال مخطوطاً، وغالبها مفقودٌ او غير معروف، مع ما في تراجم مؤلفي الأربعينيات من فوائد تهم المعتني بالتراث الإسلامي، زيادة عما في إيراد أسانيده عن شيوخه في مختلف البلاد العربية والإيرانية والأفغانية من الفوائد لمعرفة قيمة الرواية في القرن السابع الهجري، ومعرفة مشايخهم. 

ومن الطريف أن البكري قد روى عن بعض النساء، وبعض شيوخه روى عن النساء ايضاً، لكن عددهن قليل جداً بالنسبة له وبالنسبة لمشايخه.

وكان تأليفه لهذا الجزء في حدود سنة (640 هـ)، وقد سُمع منه بالقاهرة سنة (643 هـ).

وابتدأ المؤلف -رحمه الله -بذكر حديث: (مَن حفِظَ على أمَّتي أربعينَ حديثًا من أمرِ دينِها بعثَهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ فقيهًا عالمًا)، قال: "وقد نقل عن الأئمة أن الأسانيد الضعيفة إذا كثرت طرقها وتعدد رواتها التبست طرفاً من الصحة خاصة إذا كانت في فضائل الأعمال". 

قلتُ (محمد): نعم، هذا إذا لم يشتدَ ضعفه، ولكن هذا الحديث ضعيفٌ جداً، وجميع طُرقه واهية.ذكر طرقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"، وقال: ابن الجوزي: لا يصح. وقال النوويُّ في "المنثورات" (ص 286): طرقه كلها ضعيفة، ولا يثبت، وقال ابن دقيق العيد في "شرح الأربعين" (ص 22): طرق هذا الحديث من أن يكون فيه مجهول أو مشهور بالضعف. 

وهذا الحديث قد رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم - ثلاثة عشر صحابياً، ذكرهم البكريُّ بأسانيده، وذكر طرقها؛ فقال: رواه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وعبد الله بن مسعود، وأبو هريرة، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وأبو أمامة الباهلي. وأنس بن مالك ونويرة. رضي الله عنهم أجمعين. وذكر طرق هؤلاء كلهم، وقد ذكرها بتمامها الشيخ المُوفَّق "عبد الله بن يوسف" في مقدمة تحقيقه لكتاب "الأربعون في الجهاد" لهبة الله بن عساكر، وناقشها كلها، وبيَّن ضعفها وأنها لا تثبت بحال، ولا ترقى إلى مرتبة الحسن. فانظرها.

وختم البكري كتابه بما ختم به البخاري صحيحه، وهو حديث: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، وأعقبه بذكر حديث ختم المجلس، وهو (سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين).

الأحاديث الأربعين الواردة في الكتاب محذوفة الأسانيد، والحكم عليها، والترجمة لها:

[بابٌ في التوبة والاستغفار]

1.الحديث الأول من كتاب ((الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين)) من جمع الفقيه، الإمام العالم أبي الفتوح محمد بن محمد بن علي الطائي (476 -555 هـ) بإسناده إلى: عبد الله بن عمرو بن العاص، عن أبي بكر لما صدق -رضي الله عنه- أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: علمني دعاء أدعو به في صلاتي. فقال: (قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وإرحمني، إنك أنت الغفور الرحيم)، وفي رواية: (ظلماً كبيراً).

[صحيح، قال الطوسي في "الأربعين" (ص 61 -62): هذا حديث صحيح، متفقٌ على صحته، فرواه البخاري في الصلاة عن قتيبة، وفي الدعوات عن عبد الله بن يوسف، كلاهما عن الليث، ورواه في التوحيد عن يحيى بن سليمان، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، ورواه مسلم في التوحيد أيضاً، عن قتيبة ومحمد بن رُمح، عن الليث، وفي الدعوات كما أخرجناه، أخرجه البخاري (5967، 6326، 6953)، ومسلم (2705)].

[بابٌ في الإخلاص]

2.الحديث الثاني من ((كتب الأربعين)) من جمع الإمام العالم، أبي العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء النسوي؛ روى بإسناده إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) .

    [صحيح، قال الطوسي في "الأربعين" (ص 65-): هذا حديث صحيح، متفقٌ على صحته، فرواه البخاري في أول كتابه الصحيح كذلك، ورواه في الإيمان، والنكاح، والعتق، وهجرة النبيِّ، وترك الحيل، والأيمان، والنذور بطرق، ورواه مسلم في الجهاد وغيره بطرق أيضاً، ولا يُروى على الصحة إلا عن يحيى بن سعيد الأنصاري قاضي المدينة بإسناده، وروي بأسانيد أخر لا يصحُّ منها شيء، والله أعلم. أخرجه البخاري (1، 54، 6311 ، 6689 6553، 6953)، ومسلم (1907) باختلاف يسير، وقال البكري في الأربعين له: قال البكريُّ: وهو أصلٌ كبير من أصول الشريعة، وأحد الأحاديث التي مدار الأحكام عليها. وروينا عن أبي داود السجستاني -رحمه الله- أنه قال: "كتبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن، جمعت فيه أربعة آلاف وثمان مائة حديث ويكفي الإنسان من ذلك لدينه أربعة أحاديث، قوله -صلى الله عليه وسلم: (الأعمال بالنيات) والثاني قوله: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه). والثالث قوله: (لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه)، والرابع حديث: (الحلال بين والحرام بين). وقد عدَّ غيره من الأئمة، غير هذه الأحاديث مع حديث الأعمال بالنية. وروي عن الشافعي -رضي الله عنه- بإسناد يتصل بي، أنه قال: "يدخل في حديث الأعمال بالنيات ثلث العالم". وكذلك روي عن الإمام أحمد، وابن مهدي، وجماعة من الأئمة في فضله وتقديمه في كتبهم وتصانيفهم. قال: وهذا الحديث لا يروى من طريق يصح إلا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وعنه علقمة بن وقاص، وعنه محمد بن إبراهيم التيمي. وقد رواه عن محمد بن إبراهيم التيمي خلق من الأئمة].


[بابٌ في صفة الوضوء]

3.الحديث الثالث من ((كتاب الأربعين -مخطوط)) من جمع إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني: بإسناده إلى حمران بن أبان، قال: (رأيت عثمان بن عفان توضأ، فأفرغ على يديه ثلاثاً فغسلها، ثم مضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثاً، ثم اليسرى مثل ذلك، ثم مسح رأسه، ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثاً، ثم اليسرى مثل ذلك، ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ نحواً من وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه).

[صحيح، أخرجه البخاري (158، 162، 1832، 1934)، ومسلم (226). قال الطوسي (ص 69): هذا حديث صحيح، متفق على صحته؛ فرواه البخاري في الطهارة عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، وعن إبراهيم عن صالح عن الزهري، وعن أبي اليمان عن شعيب، وعن عبدان، عن عبد الله، عن معمر، كلاهما عن الزهري، ورواه مسلم، عن أبي الطاهر ورحرملة، عن ابن وهب عن يونس، عن الزهري، وقال البكريُّ في "الأربعين" له: والحديث متفق على صحته، رواه البخاري في صحيحه، وأخرجه مسلم، والنسائي، وأبو داود في كتبهم من غير هذا الطريق، فوقع لنا بدلاً عالياً برجل في شيخ شيخ البخاري].

[بابٌ في فضل حفظ القرآن]

4.الحديث الرابع من ((كتاب الأربعين: 6)) جمع الفقيه الإمام الزاهد ابن الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود المقدسي بإسناده إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قرأ القرآن؛ فحفظه واستظهره أدخله الله الجنة، وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم وقد وجبت له النار). 

[إسناده ضعيفٌ جداً، أخرجه الترمذي (٢٩٠٥)، وابن ماجه (٢١٦)، وعبدالله بن أحمد في «زوائد المسند» (١٢٦٨) باختلاف يسير، وحفص بن سليمان متروك، وكثير بن زاذان مجهول، وعمرو بن عثمان الرقي ضعيف، قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس له إسناد صحيح، وحفص بن سليمان يُضعَّف في الحديث. قال المقدسي: هذا الحديث غريب المتن، حسن الإسناد، وقال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيفٌ جداً].

[بَابُ: إِيجَابِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ]

5.الحديث الخامس من ((كتاب الأربعين)) جمع الإمام الحافظ أبي بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان بن المقرئ، قال: بإسناده إلى طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- أن أعرابياً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثائر الرأس، فقال: ((أخبرني، ماذا فرض الله عز وجل علي من الصلوات؟ قال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئاً. قال: أخبرني ما فرض الله علي من الصيام؟ قال: صيام رمضان إلا أن تطوع شيئاً. قال: أخبرني ما فرض الله علي من الزكاة؟ قال: فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشرائع الإسلام. فقال: والذي أكرمك بالحق لا أطوع شيئاً، ولا أنقص شيئاً. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفلح -وأبيه- إن صدق دخل الجنة، وأبيه إن صدق)) .

[أخرجه مسلم (١١)، وأبو داود (٣٩٢) واللفظ له. من حديث طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه. قال البكري: قلت: هذا الأعرابي السائل هو ضمام بن ثعلبة، أحد بني سعد بن بكر، السعدي، بعثه بنو سعد بن بكر وافداً. والحديث صحيح، متفق عليه].

[بَابُ: التعفُّف عن المسألة]

6.الحديث السادس من ((كتاب الأربعين، عن أربعين شيخاً من مشايخ الدين، عن أربعين نفراً من الصحب الأكرمين)) المخرجة من مسموعات أبي منصور عبد الخالق بن أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن المرزبان بن علي بن عبد الله بن المرزبان الشحامي بإسناده، إلى الزبير -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب فيأتي بحزمة حطب، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أشياءهم أعطوه أو منعوه) .

[أخرجه البخاري (46، 1792، 2532، 6556 ) ومسلم (11)، وأبو داود (392) واللفظ له. من حديث طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه. قال الطوسي (ص 76): هذا حديث صحيح، متفقٌ على صحته، فرواه البخاري كذلك في كتاب الإيمان، وعن قتيبة عن إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل، ورواه مسلم: عن قتيبة عن مالك، وعن يحيى بن أيوب وقتيبة عن إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل. وقال البكري: قلت: هذا الأعرابي السائل هو ضمام بن ثعلبة، أحد بني سعد بن بكر، السعدي، بعثه بنو سعد بن بكر وافداً. والحديث صحيح، متفق عليه].

[بَابُ: العشرة المبشرين بالجنة]

7.الحديث السابع من ((كتاب الأربعين))، من جمع الفقيه الزاهد، الإمام العامل، أبي بكر محمد بن الحسين الآجري وبإسناده إلى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ وَسَعِيدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ».

[صحيح، أخرجه أحمد (1/ 192)، والترمذي (3748)، وله شواهد، قال البكري: هذا الحديث حسن، رواه الترمذي في جامعه]. 

[بابٌ في المسح على الخُفين]

8.الحديث الثامن من ((كتاب الأربعين)) من مسموعات شيخنا أبي الحسن المؤيد ابن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أبي صالح الطوسي نزيل نيسابور بإسناده إلى سعد بن أبي وقاص، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أنه مسح على الخفين، وأن عبد الله بن عمر سأل عمر عن ذلك، فقال: نعم، إذا حدثك سعد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً فلا تسأل غيره) .

[صحيح، أخرجه البخاري (199، 202)، وقال المؤيد الطوسي في "الأربعين له" (ص 114): حديثٌ صحيح متفقٌ على صحته، فرواه البخاري عن أصبغ، ورواه مسلم عن حرملة جميعاً عن عبد الله بن وهب. ولم نجده في صحيح مسلم، ولم ينسبه إليه ابن الأثير في "جامع الأصول (7/ 235)، والمزي في "تحفة الأشراف (3/ 301)، وابن كثير في "جامع المسانيد" (5/ 176)].

[بابٌ في أركان الإسلام]

9.الحديث التاسع من ((كتاب الأربعين)) جمع الإمام الرباني أبي الحسن محمد بن أسلم الطوسي، بإسناده إلى طاوس، قال: جاء رجل إلى ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن ألا تغزو؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والحج وصوم رمضان)

[أخرجه البخاري (8، 4514، 4243) ومسلم (16)، قال الطوسي (ص 90): صحيح متفق على صحته، فرواه البخاري عن عبد الله بن موسى، عن حنظل بن أبي سفيان، ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه، عن حنظلة، وقال البكري: الحديث صحيح متفق عليه من حديث عكرمة بن خالد، أخرجه البخاري في الإيمان عن عبيد الله بن موسى، ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، وأخرجه الترمذي، والنسائي، من طرق كلها ترجع إلى عكرمة بن خالد].

[بابٌ في تحريم الظلم]

10.الحديث العاشر من (كتاب الأربعين) جمع الإمام الحافظ شيخ العراق، وبقية حفاظ الآفاق أبي الحسن علي بن عمر بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله الدارقطني بإسناده إلى أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} .

إسناده صحيح، أخرجه الترمذي في الجامع (5/ 289)، وأبو يعلى في مسنده (13/ 273) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري به مثله. والبزار في مسنده (ص 101) من طريق إبراهيم الجوهري به نحوه].

[بابٌ فيما يُدخل الجنّة]

11.الحديث الحادي عشر من (كتاب الأربعين) من جمع الإمام الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الجوزقي بإسناده إلى الصحابيِّ الجليل عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من عمل) .

[صحيح ،أخرجه البخاري (3435)، ومسلم (28)، قال البكري: والحديث صحيح أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء عن صدقة بن الفضل، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي. ورواه مسلم في الإيمان عن داود بن رشيد، عن الوليد، عن ابن جابر، وعن أحمد الدورقي، عن مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، كليهما عن عمير بن هانئ، فيقع لنا موافقة عالية برجل في شيخ شيخهما].

[بابٌ في القضاء والقدر]

12. الحديث الثاني عشر من (كتاب الأربعين) من جمع الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم، المعروف بابن البيع بإسناده إلى عبد الله بن مسعود، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق الصدوق - قال: (إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة، مثل ذلك، ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بأربعة: برزقه، وأجله، وشقي أو سعيد. وإن أحدكم، أو أن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، أو غير ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى يكون بينه وبينها غير ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها).

[صحيح، أخرجه البخاري (2742، 3036، 3154، 3208، 3332، 3970، 6594) ومسلم (2643)، قال الطوسي (ص 79): حديثٌ متفقٌ على صحته، فرواه البخاري عن آدم، ورواه مسلم عن عُبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، وروياه بطرقٍ أخر، قال البكري في الأربعين: والحديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري عن آدم، عن شعبة، ورواه مسلم، عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة. وأورده أبو داود في (سننه) في السنة عن محمد بن كثير، عن سفيان، وعن حفص بن عمر عن شعبة، وأخرجه الترمذي وابن ماجة من غير هذا الطريق].

[بابٌ في الزهد في الدُّنيا]

13.الحديث الثالث عشر من (كتاب الأربعين للصوفية) جمعها أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي بإسناده إلى السيدة عائشة -رضي الله عنهما- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا بقدر زاد الراكب، وإياك ومخالطة الأغنياء).

[حديث ضعيف، قال البكريُّ: الحديث غريب، أخرج الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، عن يحيى بن موسى، عن سعيد بن محمد الوراق، وأبي يحيى الحماني، عن صالح بن حسان، عن عروة، قال السَّخاوي في تخريجه (ص 58) متعقباً تصحيح الحاكم له: كيف ومداره على صالح بن حسان، وفيه يقول الخطيب: إنهم أجمعوا على ضعفه. وأورده الذهبيُّ في "الميزان" (2/ 290)، وقال: هذا الحديث من منكرات صالح. وأخرجه عن سعيد بن محمد الوراق: الترمذي في سننه (1780)، وقال: "وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان. قال: وسمعت محمدًا –يعني البخاري- يقول: صالح بن حسان منكر الحديث، وصالح بن أبي حسان الذي روى عنه ابن أبي ذئب ثقة". وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4 /312) وصححه وتعقبه الذهبي بقوله: "الوراق عدم".  والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 157) وقال: "تفرد به صالح بن حسان وليس بالقوي. وقال ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1/ 258): غريب من حديث عروة تفرد به صالح بن حسان عنه. وقال المناوي في "الفيض" (3/ 27-28): "وقال ابن حجر: "تساهل الحاكم في تصحيحه فإنَّ صالحًا ضعيف عندهم"].

[بابٌ في حقِّ الله على العباد]

14.الحديث الرابع عشر من ((كتاب الأربعين الصغير، في أربعين باباً من الأحكام)) من جمع الإمام الحافظ الفقيه، شيخ السنة أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي الخسروجردي بإسناده إلى معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما حق الله على العباد؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئاً. قال: فما حقهم على الله إذا فعلوا ذلك؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: يغفر لهم، ولا يعذبهم).

[صحيح، متفق عليه. 

قال البكري: والحديث صحيح متفق عليه رواه البخاري في الجهاد، عن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، عن يحيى بن آدم، وأخرجه مسلم في الإيمان، عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن أبي الأحوص، عن عمرو بن ميمون. وأخرجه الترمذي، عن محمود بن غيلان، عن أبي أحمد، عن سفيان، عن أبي إسحاق. وأورده أبو داود، عن هناد، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون. 

أخرجه البخاري (2856)، ومسلم (30)، والترمذي (2643)].

[باب فضل حُسن الخلق]

15.الحديث الخامس عشر من (كتاب الأربعين من أحاديث شيوخ الزهاد وكبارهم) ، جمعها الإمام العالم الحافظ الناسك، أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله ابن حفص بن الخليل الماليني بإسناده إلى أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن الخلق)

[قال البكري: هذا الحديث حسن صحيح، أخرجه أبو داود في سننه في الأدب، عن أبي الوليد، وحفص بن عمر، ومحمد بن كثير، عن شعبة، عن القاسم، عن عطاء. ورواه الترمذي في جامعه، عن أبي كريب، عن قبيصة بن الليث، عن مطرف، عن عطاء].

[باب أفضل نعيم أهل الجنة]

16.الحديث السادس عشر في (كتاب الأربعين في أربعين معنى) من مسموعات الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن منصور بن خلف بن حمود المغربي القيرواني بإسناده إلى أبي يحيى صهيب بن سنان -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار نادى منادياً يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه. فيقولون: ما هو؟! ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار؟! فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تبارك وتعالى، فما شيء أعطوه أحب إليهم، من النظر إليه) . وهي الزيادة.

[صحيح، أخرجه مسلم (297، 298) قال الطوسي (ص 98): حديث صحيح، رواه مسلم في كتابه عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن عبد الرحمن بن مهدي، وعن أبي بكر بن شيبة، عن يزيد بن هارون، كلاهما عن حماد بن سلمة. وقال البكري في "الأربعين" له: والحديث صحيح انفرد مسلم بن الحجاج بإخراجه في الإيمان، عن عبيد الله ابن عمر بن ميسرة، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة أبي سلمة].

[باب فضل الصدقة]

17.الحديث السابع عشر من ((كتاب الأربعين حديثاً)) جمع الأديب الفاضل أبي بكر أحمد ابن علي بن عبد الله بن خلف الشيرازي، بإسناده إلى عدي بن حاتم -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (اتقوا النار ولو بشق تمرة).

[حديث صحيح، أخرجه البخاري (١٤١٧)، ومسلم (١٠١٦)، وقال البكري: والحديث صحيح أخرجه البخاري، عن سليمان بن حرب، عن شعبة، ورواه مسلم، عن عون بن سلام، عن زهير بن معاوية، كلاهما عن أبي إسحاق، عن ابن معقل].

[باب جملةٍ من أعمال الإيمان]

18.الحديث الثامن عشر من ((كتاب الأربعين في الزهد والرقائق والترغيب في أعمال البر)) من جمع الإمام العالم، أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد القشيري، بإسناده إلى أبي شريح الخزاعي -رضي الله عنه-أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).

[حديث صحيح، أخرجه البخاري (٦٠١٨)، ومسلم (٤٧) مطولاً، وقال البكري: والحديث صحيح، متفق عليه رواه البخاري في صحيحه في عدة مواضع، بطرق غير هذه، وأخرجه مسلم من طرق، منها عن زهير، وابن نمير، عن أبي عيينة، عن عمرو بن دينار].

[باب الحياء من الله عز وجل]

19.الحديث التاسع عشر من ((كتاب الأربعين الثاني، في ذكر طبقات مشايخ الصوفية، وزهاد الطريقة))، جمع الإمام العالم، الحافظ الناسك، أبي صالح أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد بن بكر المؤذن النيسابوري بإسناده إلى بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده: قال: قلت: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ فقال: استر عورتك إلا من أهلك، وما ملكت يمينك. قلت: (يا رسول الله فإذا خلا أحدنا؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالله أحق أن يستحيى منه من الناس) .

[حديث صحيح، أخرجه أبو داود (٤٠١٧)، والترمذي (٢٧٦٩)، وابن ماجه (١٩٢٠)، وأحمد (٢٠٠٤٦)، وقال البكري: والحديث صحيح أخرجه أبو داود في سننه في الحجامة، عن القعنبي، عن أبيه، وعن محمد بن بشار عن يحيى، وأورده ابن ماجه في النكاح عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، وأبي أسامة، وذكره الترمذي في جامعه عن أحمد بن منيع، عن معاذ بن معاذ، ويزيد بن هارون، وعن بندار، عن يحيى، كلهم عن بهز ابن حكيم، عن أبيه، عن جده].

[بابٌ في حديث المعراج]

20.الحديث العشرون، ((من كتاب الأربعين الثالث)) للإمام أبي صالح المؤذن -الذي سبق ذكره- بإسناده إلى أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر حديث المعراج، هكذا قال: ولم يسرد الحديث.

[حديث صحيح، وطرفه (بينا أنا عند البيت بين النائم، واليقظان)، أخرجه البخاري (٣٢٠٧)، ومسلم (١٦٤) قال البكريُّ: وهذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري في كتابه في عدة مواضع عديدة، فرواه عن هدبة بن خالد، عن همام، عن قتادة، وأخرجه مسلم في الإيمان، عن أبي موسى محمد بن المثنى العنزي، عن محمد بن أبي عدي، عن سعيد ورواه النسائي، والترمذي، في كتابيهما من غير هذا الطريق].

[بابٌ في وجوب الائتلاف ونبذ الخلاف]

21.الحديث الحادي والعشرون من ((كتاب الأربعين الرابع)) للإمام أبي صالح المؤذن -السَّابق ذكره -بإسناده إلى جندب بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا).

[حديث صحيح، أخرجه البخاري (٥٠٦٠)، ومسلم (٢٢٦٧)، قال البكري: والحديث صحيح أخرجه البخاري في كتابه في عدة مواضع من غير هذا الطريق، وأخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن أبي قدامة الإيادي].

[بابٌ في تعاهد الجيران وتفقد أحوالهم]

22.الحديث الثاني والعشرون، من ((كتاب الأربعين حديثاً)) جمع الإمام أبي الحسن الليث بن حسن الليثي، بإسناده إلى أبي ذر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يا أبا ذر، إذا طبخت فأكثر المرقة، وتعاهد جيرانك).

[حديث صحيح، أخرجه مسلم (٢٦٢٥)، وأحمد (٢١٣٢٦) باختلاف يسير، قال البكري: وهذا حديث صحيح انفرد مسلم بإخراجه في صحيحه، عن أبي كامل الفضيل بن حسين، وإسحاق بن راهويه، عن عبد العزيز بن عبد الصمد. وأخرجه ابن ماجة في سننه في الأطعمة، عن بندار، عن عثمان بن عمر، عن أبي عامر الخزاز، عن أبي عمران عنه].

[باب فضل الصَّمت عما لا يصلح]

23.الحديث الثالث والعشرون، من ((كتاب الأربعين حديثاً)) ، من مسموعات أبي عمرو محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن بحير بن حيان، بن مختار البحيري منسوب إلى جده بحير، بإسناده إلى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من صمت نجا) .

[إسناده حسن، أخرجه الترمذي (٢٥٠١)، وأحمد (٦٤٨١)، وقال الترمذي: غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة، وقال البكري: والحديث حسن رواه الترمذي، عن قتيبة، عن أبي لهيعة، عن يزيد بن عمرو].

[باب فضل الوضوء]

24.لحديث الرابع والعشرون ((من كتاب الأربعين))، من جمع أبي نصر سعد بن محمد ابن جعفر بن إبراهيم الأسد أباذي بإسناده إلى عبد الله الصنابحي -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا توضأ العبد المؤمن فمضمض خرجت الخطايا من فمه، فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفاره، فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من تحت أظفار يديه، فإذا مسح رأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه، ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة له).

[إسناده صحيح، أخرجه ابن ماجه (٢٨٢)، وأحمد (١٩٠٩١)، ومالك في «الموطأ» (٣٠)، والنسائي في «السنن الكبرى» (١٠٦) واللفظ له، وقال البكري: والحديث حسن أخرجه إمام دار الهجرة مالك بن أنس في موطئه في الطهارة كما ذكرناه، وكذلك أخرجه أبو عبد الرحمن النسائي في الطهارة، عن قتيبة، وعتبة بن عبد الله، عن مالك وأخرجه أبو عبد الله بن ماجه في سننه، عن سويد بن سعيد، عن حفص بن ميسرة، كلاهما عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عنه. قال: والصنابحي هذا مختلف في صحبته. فمنهم من ذكره في الصحابة، واحتج به مالك في موطئه، وبعده أبو عبد الرحمن النسائي، وأبو عبد الله بن ماجة، وغيرهم. ومنهم من جعل حديثه مرسلاً، وربما اشتبه بأبي عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي فإنه أدرك زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدم المدينة بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - بثلاث ليال، وقيل خمس، وهو معدود في التابعين].

[باب ما يُقال قبل النوم]

25.الحديث الخامس والعشرون، من ((كتاب الأربعين السباعية))، المخرجة من مسموعات الإمام أبي الأسعد هبة الرحمن القشيري النيسابوري، بإسناده إلى البراء بن عازب -رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إذا أخذ أحدكم مضجعه فيقول: إليك أسلمت نفسي، وإليك وجهت وجهي، وإليك فوضت أمري، وإليك ألجأت ظهري، رغبة ورهبة، لا ملجأ ولا مخبأ إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبرسولك الذي أرسلت، فإن مات مات على الفطرة).

[أخرجه البخاري (٦٣١٥) وفي «الأدب المفرد» (١٢١٣) واللفظ له، ومسلم (٢٧١٠) باختلاف يسير، وقال البكري: والحديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري في الدعوات، عن سعيد بن الربيع، ومحمد بن عرعرة، وآدم عن شعبة، وفي التوحيد عن مسدد بن مسرهد، عن أبي الأحوص. ورواه مسلم في كتابه في الدعوات، أيضاً عن يحيى بن يحيى، عن أبي الأحوص، وعن أبي موسى، وبندار، عن غندر، عن شعبة. وأخرجه ابن ماجة في (سننه) في الدعوات، عن علي بن محمد، عن مكحول عن سفيان الثوري، وأخرجه الترمذي، عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة،أربعتهم عن أبي إسحاق عن البراء].

[باب ما يُقال في دعاء القنوت]

26.الحديث السادس والعشرون من (كتاب الأربعين) المخرجة من مسموعات الإمام أبي الأسعد القشيري -المتقدم الذكر- بإسناده إلى  الحسن بن علي -رضي الله عنه- قال: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثماني كلمات، وأمرني أن أقولهن في القنوت: (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت).

[حديث حسن، أخرجه أبو داود (١٤٢٥)، والترمذي (٤٦٤)، والنسائي (١٧٤٥)، وابن ماجه (١١٧٨)، وأحمد (١٧١٨) باختلاف يسير، والبيهقي (٣٢٦٢) واللفظ له، قال البكري: والحديث حسن، مخرج في السنن أخرجه أبو داود في سننه في الصلاة عن أحمد بن جواس الحنفي، عن أبي الأحوص، وعن النفيلي وهو عبد الله بن محمد، عن زهير. وأخرجه الترمذي والنسائي عن أبي الأحوص، كليهما عن أبي إسحاق. وأخرجه ابن ماجه عن شريك، عن أبي إسحاق].

[باب النصيحة لكل مسلم]

27.لحديث السابع والعشرون، من ((كتاب الأربعين)) المخرجة من مسموعات الشيخ الزاهد العارف أبي المظفر محمد بن أبي علي الحسن بن الحسين بن أبي القاسم القايني بإسناده إلى جرير بن عبد الله يقول: (بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على النصح لكل مسلم).

[أخرجه البخاري (٥٨)، ومسلم (٥٦) باختلاف يسير، قال البكري: والحديث صحيح متفق عليه، رواه البخاري في الإيمان، عن أبي النعمان محمد بن الفضل، عن أبي عوانة، وفي الشروط عن أبي نعيم، عن الثوري، ورواه مسلم في الإيمان، عن أبي بكر، وزهير، وابن نمير، وابن عيينة، وأخرجه النسائي عن محمد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان، عن زياد بن علاقة].

[باب اجتناب المشتبهات]

28.الحديث الثامن والعشرون من ((كتاب الأربعين المصافحة)) المخرجة من مسموعات الإمام أبي منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي -المذكور في الحديث السادس -بإسناده إلى النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن الحلال بين، وأن الحرام بين، وأن بين ذلك أموراً متشابهات، وربما قال: مشتبهة، وسأضرب لكم مثلاً في ذلك، أن الله حمى حمىً، وأن حمى الله ما حرم، وأنه من يرع حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى، وربما قال: من يخالط الريبة يوشك أن يجسر).

[صحيح أبي داود ٣٣٢٩، صحيح النسائي ٤٤٦٥، وقال البكري: هذا الحديث صحيح متفق عليه، وأحد الأصول التي مدار الأحكام عليها، أخرجه البخاري في كتابه في عدة مواضع، منها في الإيمان عن أبي نعيم عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي. ورواه مسلم في البيوع، عن ابن نمير، عن أبيه، عن زكريا. ورواه أيضاً، عن عبد الملك بن شعيب بن الليث، عن أبيه، عن جده، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عون بن عبد الله، عن الشعبي. وأخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، في كتبهم من طرق كلها ترجع إلى الشعبي].

[باب تحريم النظر إلى عورات البيوت]

29.الحديث التاسع والعشرون من ((كتاب الأربعين السباعية)) من مرويات الشيخ أبي البركات عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي العباس الصاعدي الفراوي بإسناده إلى سهل بن سعد، أن رجلاً اطلع من جحر، في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم، وفي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مدرى يحك بها رأسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -(لو أعلم أنك تنظرني لطعنت به عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر).

[صحيح مسلم ٢١٥٦، صحيح ابن حبان ٦٠٠١، قال البكري: هذا الرجل المطلع على النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الحكم بن أبي العاص، وهذا الحديث صحيح رواه البخاري في اللباس، عن آدم، عن أبي ذئب، وفي الاستئذان عن علي، عن سفيان بن عيينة، وفي الديات عن قتيبة، عن الليث. ورواه مسلم في الاستئذان عن يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، وقتيبة عن الليث. وأخرجه الترمذي عن ابن أبي عمر، عن سفيان. وذكره النسائي عن قتيبة، عن الليث، كلهم عن الزهري، عن سهل رضي الله عنه].

[باب حُسن خلق النبيِّ صلى الله عليه وسلم]

30.الحديث الثلاثون من ((كتاب الأربعين العوالي)) من مسموعات، الشيخ أبي المعالي عبد المنعم ابن الإمام أبي البركات الفراوي بإسناده إلى قدامة بن عبد الله، قال: (رمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمرة العقبة، لا ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك، وكانوا يمشون وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم).

[حسن، أخرجه أحمد (١٥٤٤٨)، والشافعي «مسنده» (٩٣٠)، وأورده العقيلي في «الضعفاء الكبير» (٣/٤١٤) واللفظ له، وقال البكريُّ: وقدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي أبو عبد الله -أسلم بمكة، وأقام بها، ولم يهاجر، لم تحفظ له رواية سوى هذا الحديث، ، وحديث آخر إنه (رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة، وعليه حلة حبرة) أخرج حديثه الذي رويناه أبو عيسى الترمذي في جامعه، عن أحمد بن منيع، عن مروان بن معاوية، وأخرجه النسائي في سننه، عن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع، عن أيمن].

[بابٌ في ذكر الدجال]

31.الحديث الحادي والثلاثون من ((كتاب الأربعين الصحاح العوالي)) المخرجة من مسموعات الشيخ أبي سعد محمد بن جامع بن أبي نصر بن أبي بكر بن إبراهيم الصيرفي المعروف بخياط الصوف بإسناده إلى المغيرة بن شعبة قال: (ما سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أحد من أصحابه عن الدجال أكثر مما سألته أنا، فقال: ما يصيبك منه، ليس عليك منه بأس. قلت: إنهم يزعمون أن معه أنهاراً وطعاماً: فقال: هو أهون على الله من ذلك).

[أخرجه البخاري (٧١٢٢)، ومسلم (٢٩٣٩)، قال البكري: والحديث صحيح متفق على صحته من حديث إسماعيل بن أبي خالد، أخرجه البخاري عن مسدد، عن يحيى بن سعيد، وأخرجه مسلم عن محمد بن يحيى ابن أبي عمر، عن سفيان، جميعاً عن إسماعيل].

[بابٌ المرءُ مع من أحبّ]

32.الحديث الثاني والثلاثون، من ((كتاب الأربعين السباعية)) المخرجة، من مسموعات الشيخ ابن الهل أبي بكر محمد بن أبي الحسن علي بن محمد بن أبي القاسم محمد بن أحمد الطوسي الزاهد بإسناده إلى أنس بن مالك -رضي الله عنه- (قال: قال رجل لرسول الله: متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها؟ فلم يذكر كثيراً إلا أنه يحب الله ورسوله. قال: فأنت مع من أحببت).

[أخرجه البخاري (٣٦٨٨)، ومسلم (٢٦٣٩)، وقال البكري: والحديث صحيح انفرد مسلم بإخراجه في صحيحه، فرواه في الأدب، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر، كلهم عن ابن عيينة].

[باب المسارعة في عمل الخير]

33.الحديث الثالث والثلاثون، من ((كتاب الأربعين على مذهب المحققين من الصوفية)) جمع الإمام الحافظ أبي نعيم الأصبهاني، بإسناده إلى عن عقبة بن الحارث، قال: (صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -العصر بالمدينة، ثم انصرف يتخطى رقاب الناس، حتى تعجب الناس من سرعته، فتبعوه، حتى دخل على بعض أزواجه، فكأنه رأى في وجوههم من التعجب بسرعته، فقال: (إني ذكرت -وأنا في الصلاة- شيئاً من تبرٍ كان عندنا، فكرهت أن يبيت عندي، فقسمه).

[صحيح، له شواهد، أخرجه النسائي: ١٣٦٥، وذكره أبو نُعيم في الكتاب المذكور، (ح 6، ص 31) قال البكري: والحديث صحيح أخرجه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه، عن أحمد بن بكار الحراني، عن بشير بن السري].

[باب ما يُقال عند سماع الأذان]

34.الحديث الرابع والثلاثون من باب الأربعين البلدان المترجمة ((بكتاب الأربعين المستغني بتعيين ما فيه عن المعين)) من تخريج الإمام الحافظ الثقة الضابط أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سلفة الأصبهاني بإسناده إلى أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول المؤذن).

[صحيح، أخرجه البخاري (٦١١)، ومسلم (٣٨٣)، وأبو داود (٥٢٢)، والترمذي (٢٠٨)، والنسائي (٦٧٣)، وابن ماجه (٧٢٠)، وأحمد (١١٨٦٠) واللفظ له، وأخرجه السِّلفي في الكتاب المذكور رقم (١٨)، وقال البكري: والحديث صحيح متفق عليه، رواه البخاري في الصلاة، عن عبد الله بن يوسف، ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك، ولفظ الصحيح: (إذا سمعتم المؤذن)].

[باب تحريم الظلم]

35.الحديث الخامس والثلاثون، من ((كتاب الأربعين البلدان))، من جمع الإمام الحافظ الناقد البارع أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الشافعي الدمشقي، المعروف بابن عساكر بإسناده إلى عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عليه السلام عن الله تبارك وتعالى أنه قال: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا يا عبادي إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل، لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص البحر أن يغمس المخيط غمسة واحدة. يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)

[صحيح، أخرجه مسلم (٢٥٧٧) باختلاف يسير، والبخاري في «الأدب المفرد» (٤٩٠)، قال البكري: هذا آخرُ من الأربعين المذكورة عن صحابي آخر، وفاءً بالشرط؛ فأسند حديثاً آخر عن ابن عساكر إلى حذيفة مرفوعاً، طرفه (أن رجلاً مات ودخل الجنة...)، قال: والحديث الأول صحيح انفرد مسلم بإخراجه في صحيحه، فرواه عن أبي بكر محمد ابن إسحاق بن جعفر الصاغاني، عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني فقيه أهل دمشق. وليس لأبي إدريس عن أبي ذر في الصحيح غير هذا الحديث].

[حادثة إسلام الجن]

36.الحديث السادس والثلاثون من ((كتاب الأربعين في الأحاديث الطوال)) من جمع الإمام الحافظ أبي القاسم بن عساكر، بإسناده إلى  عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (ما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجن، وما رآهم. انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بن الشياطين وبين خبر السماء، فأرسل عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: مالكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، فأرسلت علينا الشهب، فقالوا: ما ذاك إلا من شيءٍ حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فمر النفر الذين مروا نحو تهامة، وهم عامدون إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الصبح. قال: فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا {إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به، ولن نشرك بربنا أحداً}. فأنزل الله عز وجل على نبيه - صلى الله عليه وسلم - {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن}.

[صحيح، أخرجه البخاري (٧٧٣)، ومسلم (٤٤٩)، قال البكري: والحديث صحيح متفق عليه رواه البخاري عن أبي سلمة التبوذكي، واسمه موسى بن إسماعيل وأبي الحسن مسدد بن مسرهد الأسدي، ورواه مسلم عن شيبان بن فروخ الأبلي، كلهم عن أبي عوانة].

[باب فضل الرباط في سبيل الله]

37.الحديث السابع والثلاثون، من ((كتاب الأربعين في فصل الجود))، جمع الإمام الحافظ أبي محمد القاسم ابن الإمام الحافظ أبي القاسم بن عساكر، بإسناده إلى شرحبيل بن السمط، أنه كان نازلاً على حصن من حصون فارس مرابطاً لهم، قد أصابتهم خصاصة، فمر بهم سلمان، فقال: ألا أحدثكم حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكون عوناً لكم على منزلكم هذا؟ قالوا: يا أبا عبد الله، بلى، حدثنا. فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه. ومن مات مرابطاً في سبيل الله كان له أجر مجاهد إلى يوم القيامة).

[صحيح، أخرجه مسلم (١٩١٣)، والترمذي (١٦٦٥)، والنسائي (٣١٦٧) بنحوه، وأحمد (٢٣٧٢٧)، وقال البكري: والحديث صحيح أخرجه مسلم في كتابه عن الدارمي، عن أبي الوليد، عن الليث، عن أيوب بن موسى، عن مكحول، عن شرحبيل. ورواه الترمذي عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، قال سلمان الحديث. ورواه النسائي من طريقين آخرين من حديث شرحبيل].

[باب الأمر بالاستقامة وكفِّ الللسان]

38.الحديث الثامن والثلاثون، من ((كتاب الأربعين)) من مسموعات الشيخ الزاهد العارف أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الصمد الإكاف بإسناده إلى عبد الله بن سفيان، عن أبيه، قال:قلت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (أخبرني بأمر الإسلام لا أسأل عنه أحداً بعدك. قال: قل: آمنت بالله، ثم استقم، قال: قلت: ما أتقي. قال: فأشار بيده إلى لسانه).

[صحيح، انظر: صحيح الترغيب ٢٨٦٣، وقال البكري: والحديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه بلفظ آخر وهو قوله: (يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً)، فرواه في الإيمان، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب، عن عبد الله بن نمير، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عنه، وأخرجه الترمذي وابن ماجة من غير هذا الطريق. وليس لسفيان في الكتب غير هذا الحديث. وهو سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي].

[باب فضل سماع الحديث وفهمه وتبليغه]

39.الحديث التاسع والثلاثون من ((كتاب الأربعين في أربعين معنى)) من جمع الإمام أبي مسلم عبد الرحمن بن غزو بن يحيى النهاوندي بإسناده إلى زيد بن ثابت، أنه خرج من عند مروان بنصف النهار، فقيل له: ما حدثته؟ قال: حدثته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (نضر الله أمرءاً سمع منا حديثاً فوعاه حتى يبلغه غيره: فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغل، عليهن قلب امرئ مسلم. إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم. من كانت الدنيا همه فرقت عليه شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر عليه. ومن كانت الآخرة همه جمع شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة).

[حسن بشواهده، وفي إسناده يزيد الرقاشي: ضعيف ولا بأس به في المتابعات، أخرجه ابن أبي الدنيا في «الزهد» (٣٣٢)، والحارث في «المسند» (١٠٩٢)، وابن أبي عاصم في «الزهد» (١٦٤)، قال البكري: حديث حسن، أخرجه أبو داود في سننه بأخصر من هذه الألفاظ، فرواه في العلم، عن مسدد، عن يحيى، عن شعبة، عن عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، عن أبيه، عنه].

[باب فضل المتوكلين على الله عز وجل]

40.الحديث الأربعون من ((كتاب الأربعين)) المخرجة من مسموعات شيخنا أبي حفص عمر بن محمد بن معمر بن يحيى بن أحمد بن حسان بن طبرزد البغدادي بإسناده إلى عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب. قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الذين لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون).

[صحيح، صحيح ابن حبان ٦٠٨٩، وقال البكري: والحديث صحيح تفرد الإمام أبو الحسين القشيري بإخراجه في صحيحه دون الجماعة. فرواه في الإيمان عن زهير بن حرب، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حاجب بن عمر، عن الحكم. وليس للحكم عن عمران في الصحيح سوى هذا الحديث].



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق