كلمات الأغاني في ميزان الشريعة
محمد صالح المنجد
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: لا شك أن ترديد كلمات الأغاني من جملة ما يُحاسب عليه المرء في آخرته، وهو من حصاد الألسنة التي يكب الناس بسببه على مناخرهم، وقد تناول هذا الكتاب حكم الغناء، وما يرافقه من آلات الموسيقى المحرمة، والأخطر من ذلك أن تشتمل كلمات الأغاني على معاني الفجور والفسوق والمعاصي، وِد من ذلك الأغاني التي يرافقها الفيديو كليب من النساء العاريات، والراقصات الفاجرات، اللاتي يظهرنَ المفاتن، ويكشفن العورات.
وأبشع وأشد من ذلك الغناء الذي تشتمل كلماته على الشرك، والاعتداء على الله وأنبيائه، واستحلال المحرمات، والدعوة إلى الكهانة، والاستعانة بغير الله، والاستهزاء بعذاب الله وناره، من خلال ما يردده المغنون.
وللأسف فقد انتشرت هذه المقاطع على الشبكة العنكبوتية، بأفجر ما ترى عين، وأسفه ما تسمع أذن، فذبحوا الشباب والبنات من الوريد إلى الوريد، حتى سالت دماء الفضيلة والدين، دونما بكاء ولا مصيبة، وليتنا نشعر بعظم المصيبة!
فالقضية أخطر مما نتصور، فهذه الكلمات ترددها الأجيال، ولا زالت الشياطين تضع مثل هذه الكلمات، وتلحن مثل هذه الأغاني، وتنشرها عبر المواقع، وفي الانترنت، وفي الحفلات الصاخبة والراقصة في الشوارع والنوادي وأماكن النُّزه، بل ويحفظها ملايين المسلمين، وهي لا شك مدمرة للعقول والنفوس، عافانا الله من ذلك.
ودونك هذا الكتاب، قد سجّل ذلك كله، وأصله خطبة ألقالها الشيخ صالح الفوزان في إحدى خطبه أيام الجمعة، فجعلت في كتاب، فاقرأها إن شئت.
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد الله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يا أيها الذين آمَنُوا اتَّقُوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتُم مُسلِمُونَ} (آل عمران ١٠٢)
{يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامَ إنَّ الله كان عليكم رقيباً} (النساء ١).
{يا أيُّها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً، يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً} (الأحزاب ٧٠ -٧١).
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكُلُّ ضلالةٍ في النار.
حكم الغناء في الإسلام
لقد عرفنا في بعض الخطب الماضية حكم الغناء في الإسلام، وأنه حرامٌ حرام. وذكرنا الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة في تسميته سبحانه وتعالى للغناء بلهو الحديث، الذي أقسم أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه الغناء.
وأن الله لما قال: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} (الإسراء: ٦٤)، أن المفسرين قد ذكروا في صوت الشيطان أن منه الغناء.
وكذلك سماه سَمُوداً، فقال: {أفمن هذا الحديث تعجبون، وتضحكون ولا تبكون، وأنتم سامدون} (النجم: ٥٩ -٦١). فهو الغناء بلغة حمير، بلغة أهل اليمن.
وهو الصوت الأحمق الفاجر الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه. وكذلك هو الصوت الملعون صوت المزمار الذي ذكره عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر. وكذلك فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد تأسفوا منه.
ولما مر ابن عمر بقوم يُغَتُون وهم في حج، قال: لا سمع الله لكم. وسد الصحابي أذنه لما مر بزمارة راعٍ احتياطا منه، وأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك.
وكذلك أخبر عليه الصلاة والسلام أن هذه الأمة ستستحل الحر والحرير والخمر والمعازف وهو حديث صحيح بلا ريب. واستحلال الحر يعني الزنا، وكذلك الخمر.
والمعازف معروفة، وما هي إلا أدوات الموسيقى هذه المنتشرة التي تكون في كل مكان تقريباً.
عباد الله: لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، بأن قوماً من أمته سيبيتون على لهو ولعب ومعارف، وأنَّ الله تعالى سيخسف بهم ويُسقط عليهم جبلاً يكونون تحته ويَمْسَحُ مِنْهُم قِرَدَةً وخَنَارِيرَ . وكل هذا الوعيد يدل على تحريم ذلك ..
النهي عن الكوبة والطبل
ونهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكوبة وهي الطبل.
ونهيه عن كسب الزمارة.
وذكرنا كذلك كلام الأئمة الأربعة وغيرهم من أهل العلم في تحريم الغناء.
وأنه يشتد في تحريمه إذا كان بصوت امرأة.
ويشتد إذا رافقه معازف وصوت الموسيقى.
وأن حضوره حرام .
والاستئجار للمغني والمغنية حرام.
إلى آخر الكلام الذي مضى ذكره عن أهل العلم رحمهم الله تعالى في ذلك.
ووعدنا بالكلام على كلمات الأغاني في ميزان الشريعة .
خطر كلمات الأغاني
لقد كنت أظن بُرهَةٌ من الزَّمَن أَيُّهَا الإخوة أن كلمات الأغاني فيها خُطورة كبيرة، وفيها مخالفات شرعية كثيرة، ولكنا لما طلبنا من بعض الإخوان أن يأتوننا بما يعرفون من كلمات الأغاني التي سمعوها فيما مضى من دهرهم وعمرهم.
وبعد المراجعات (المقرفة) لبعض دواوين المغنين واستبيانا قمنا به مع بعض الشباب التائهين تبين أن الأمر أخطر بكثير مما نتصور، والتصور السابق شيء وما يطلع عليه الإنسان في البحث شيء آخر.
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الخبر لا كالمعاينة"؛ فإنك قد تسمع عن شيء لكن إذا رأيته بنفسك اختلفت النظرة عندك.
[لفظ الحديث في مسند أحمد (۲۱٥/۱): "ليس الخبر كالمعاينة"].
لقد وجدت في كلمات الأغاني بعد الفحص والمراجعة وما جلبه هؤلاء الأعوان، وجدت فيها أيها الأخوة - درجات الكفر بجميع أنواعه والشرك الأكبر والأصغر والخفي، وأنواع المعاصي من الكبائر والصغائر والمحادَّة لله عز وجل.
ولذا نعرض لكم بعضا عما اطلعت عليه ليكون في ذلك عبرة، ولتعلم جميعاً بأن قضية الأغاني ليست قضية طرب فقط مع أن الطرب بها محرم ولكنها قضية خطيرة ومدخل من مداخل ابليس لإدخال الشرك والكفر والانحلال إلى أوساط المسلمين.
إن المسألة أخطر مما تتصور يا عباد الله، إن هذه الكلمات التي ترددها الأجيال، ويرددها الصغار والكبار بهذه الأشرطة المنتشرة التي هي بالملايين بين الناس ذكوراً وإناثاً تُخرّب في النفوس تخريباً لا يعلم مداه إلا الله.
وإني أستسمحكم واستعذركم لذكر بعض هذه الكلمات على منبر خطبة الجمعة؛ لأن المسألة فيها أشياء عجيبة من الكفر والانحلال، ولعلك تتصور نفسك وأنت تستمع في جو الأغنية، ولكن انقل نفسك أيها المسلم -وخصوصاً يا من تستمع إلى الأغاني -إلى جو الكتاب والسنة لتقارن ما بين هذا وما بين ما هو موجود في كلام الرب ورسوله صلى الله عليه وسلم.
في الأغاني كفرٌ صراح ودرَّةٌ عن الدين
عباد الله: لقد وجدنا أن في كلمات الأغاني التي يغنيها المشاهير كفراً صراحاً وردة معلنة عن دين الله تعالى.
كان مما غنوه قصيدة الشاعر النصراني:
جنت لا أَعْلَمُ من أين .. ولكني أتيتُ
ولَقَدْ أبْصَرْتُ قُدَّامِي طَرِيقًا ..فَمَشَيْتُ
كَيْفَ أبْصَرتُ طَريقي .. لَسْتُ أدري.
لقد غنوا الأغنيات ذات الأشعار التي تبين أنهم لا يعرفون سبب وجودهم في هذه الدنيا.
ولا يعرفون أبعد هذا الموت بعث أو نُشُور.
أو أنه يكون هناك الإهمال والترك.
وتكون هذه النهاية بكلماتها الفصحى وغير الفصحى، عبروا عنها في أغنياتهم.
والله يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا ليعبدون} (الذاريات ٥٦).
{أفحسبتُم أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَيْنا وَأَنكُمْ إِلَيْنا لا تُرجعون} (المؤمنون: ١١٥).
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسلِمِينَ} (الأنعام: ١٦٢، ١٦٣)
لقد وجدنا في كلمات الأغاني أن هؤلاء القوم يكتبون الكلمات ويغنونها ويلحنونها، وكاتب الكلمات "الشاعر"، والملحن لها، والمغني: ثلاثة في النار، شركاء في الإثم؛ لأنهم يُقَدِّمُون هذا السم ويعرضونه.
وتقول قائلتهم أم الثُّوم التي طرب لها الملايين، وأُعجبوا بها، واستمعوا لها الساعات الطوال: لَبِسْتُ ثَوْبَ العَيْشِ وَلَمَ استَشَرَ
ويقول الآخر التافه الهالك: لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ خَاتِمَتي مَا كُنتُ بَدَات.
هل أنتم تحبون وتموتون كما تريدون ؟ وتأتون إلى الدنيا متى ما أردتم؟ عندما تشاءون؟ وتفعلون ما تشتهون ؟ أم الله هو يأتي بكم؟ وهو الذي يحييكم ثم يميتكم ثم إليه ترجعون ؟
{وربِّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء ويختار ما كان لهم الخيرة } (القصص: ٦٨)
وهؤلاء يقولون: لبسنا ثوب العيش ولم نُستشرِ.
ومن الذي سيشتريكم ؟
وهل لكم رأي ؟
ومن أنتم حتى يكون لكم عند ؟.
الأغاني عبادة للمحبوب
ثم وجدنا في كلمات الأغاني -أيها الإخوة الصراحة بعبادة المحبوب، وأنه لأجله يعيش في هذه الدنيا، ويُصرح بأنه مخلوق في الدنيا من أجله وأنه يعيش من أجله.
ويقول: عشت ليكي وعلشانك!
والله يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا ليعبدون} (الذاريات: ٥٦).
تقول: أنا جئت إلى الدنيا من أجلك وأجل حبك!
هكذا جاءت إلى الدنيا، ولهذا خلقت!
ويُصرح بعضهم بصرف أنواع من العبادة إلى المحبوب أو المحبوبة وهو التوبة.
فيقول قائلهم: أتوب إلى ربي وإني بمرة يسامحني ربي أتوب إليك ورأيت أنك كنت لي ذنباً سألت الله ألا يَغْفَرَه فَغَفَرْتُه.
هذا الذي يقولونه من صرف التوبة إلى غير الله تعالى فهو يعيد المحبوبة ولأجلها يعيش وهذا غرضه من الدنيا ولها يتوب وإليها، ولا يسأل ألا تغفر فتغفر أو أن تغفر فلا تغفر.
والله هو الذي يغفر: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} (آل عمران : ١٣٥)
فإليه يتاب سبحانه، قال الله: {وإليه متاب} (الرعد: ٣٠)، وتقديم حرف الجر هنا (إليه) يفيد الحصر، يعني: التوبة لا إلى غيره، حصر التوبة فيه سبحانه، وإليه عز وجل ومنه المغفرة لا من غيره.
وهم يستخدمون ألفاظ التوحيد والدين في العلاقة بين المحبوب والمحبوبة، وهكذا يعبدون.
ومنهم من شيعه الملايين من المسلمين مشوا في جنازته.
ويعيرون: أحب حبيبي، وأعشق حبيبي، وأعبد حبيبي.
لاحظ معي: أعبد حبيبي
وتقول القائلة: وحبك علي أكبر فريضة.
أكبر فريضة هي الحب !
ويقول القائل:
الله أمر لعيونك أسهر، الله أمر.
{قُلْ إِنَّ اللهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى الله ما لا تَعْلَمُونَ} (الأعراف :٢٨).
الله أمر ليسهر لأجل عيونها أو عيونه وسامحونا في عدم ضبط الألفاظ والكلمات كما جاءت عنهم، وعدم التفريق بين الكسرة والفتحة في كلامهم لعدم القدرة على ضبطه، فإن بعضه قد وصلني بغير تشكيل.
إذا يعبرون بأن الله قد أمر بالحب لهؤلاء للمحبوبة (بالحرام يعني) وأنه يسهر لأجل عيونها، أن الله أمر بذلك. أليس هذا تكذيباً ومنافاة ومضادة صراحة لما أمر الله تعالى به.
{قُل إنَّ الله لا يأمرُ بالفحشاءِ أتقولون على الله ما لا تعلمون}ْ (الأعراف: ٢٨).
منزلة العبودية في الدين
ويقول الآخر في أغنيته : أنا عبدك أنا عبدك!
ومنزلة العبودية أرفع المقامات وأعلاها، ولأجل ذلك سمى الله محمداً صلى الله عليه وسلم في القرآن عبداً في أربعة مواضع، لم يُسمه ولم يُطلق عليه، ولم يصفه إلا بهذه الصفة: صفة العبودية.
لماذا ؟
لأن العبودية - أيها الإخوة - هي كمال المحبة مع كمال الخوف، وكمال الخضوع والذل لله رب العالمين، فيجتمع فيها محبة وخوف وخضوع ورجاء وكمال الخضوع والذل، هذه هي العبودية، ثم يقول قائلهم:
حبك عبادة، وحبك عبادة، وأنا عبدك وأنا عبدك، وتحو من الألفاظ، والله سمى المخلصين من خلقه عباداً له شرفاً، أضافهم إليه.
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمَتَ عَلَى الْأَرْضِ هوناً} (الفرقان : ٦٣).
فالعبودية منزلة عظيمة، في أي شيء جعلها هؤلاء؟
الأغاني اعتداء على الله والأنبياء
لقد اعتدوا على ذات الله واعتدوا على شرع الله، واعتدوا على كتاب الله، واعتدوا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، واعتدوا على أنبياء الله.
فهذا أحدهم يقول في صبره على فراق المحبوب أو المحبوبة صيرت مثل صبر أيوب.
والآخر يقول: أيوب ما صبر صبري !
أيوب النبي الكريم الذي مسَّه الضُّر، فنادى الله تعالى: {إنِّي مسّني الضُّرُّ وأنتَ أرحمُ الرَّاحمين، فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضُرٍّ وكذلك ننجي المؤمنين} (الأنبياء: ٨٣، ٨٣).
قال العلماء: أخفى ولم يُظهر الطلب، وأظهر النداء؛ فقال: إني مسني الضُّر وأنت وأرحم الراحمين، فكشف الله تعالى ما به من ضُر؛ ابتلاه اله سنوات طويلة، فصبر ذلك النبيّ الكريم على بلوه، وشكا أمر إلى الله، فاستجاب له مولاه، وكشف عنه الذي أصابه، وما حلَّ به، وهذا يقول: أيوب ما صبر صبري!
اعتداء فاحش على رسل الله تعالى، وعلى أنبيائه، بل قد حصل الاعتداء على كتاب الله، لقد لحنوا آيات من القرآن، لقد لحنوا وسورة {إذا زلزلت} وعبثوا فيها ولعبوا، وهكذا قصار السور، حصل التلحين والغناء لها نصاً أو مقاطع، وبعضهم بعلم ذلك فما بقيت حرمة في الدين وللدين، إلا واعتدى عليها هؤلاء المغنون.
وبعض الأغاني الشعبية فيها سبُّ لله ولرسوله صلى اله عليه وسلم، وفيها وصفٌ لله -تعالى عن أقوالهم -بألفاظ شنيعة، وأنه سبحانه يشاركهم الغناء والطرب، وأنه يعمل معهم، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً، فماذا بقي أيها الإخوة؟ ماذا بقي؟!
في الأغاني اتهام لله وسب للقدر
أما القضاء والقدر وعقيدة القضاء والقدر، ولوم الرب، كقول بعضهم: ليه القسوة ليه ؟ ليه الظلم ليه ؟ ليه يا رب..
فريد الأطرش: ليه الظلم ليه ، ليه يا رب ليه
هكذا يتهم الله صراحة بالظلم والقسوة والله يقول: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (الكهف: ٤٩). {لا يُسأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} (الانبياء : ٢٣).
لا نقول ليه ؟ ولا لماذا؟ لا يُسأل عما يفعل.
أليس هذا كفراً - أيها الإخوة - أليست هذه الأغنية التي استمع لها الملايين فيما مضى ولا زالت تُستَجَرَ وتُمَع فيما بقي من التراث السابق بين الحين والحين: اتهام الله بالقسوة والظلم ! اتهام الله بالقسوة والظلم !
وهكذا يفعلون، وهو الآن تحت الأرض الله يعلم ماذا يفعل به.
ذهب القوم وماتوا وبقيت أغنياتهم حسرة عليهم بها يُعذبون وبها يؤخذون، وعليها يؤاخذون ويحاسبون، والله أعلم كيف سيكون مصيرهم يوم الدين {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إلا مَنْ أَتَى اللَّهُ بِقَلْب سليم} (الشعراء: ٨٨، ٨٩).
في الأغاني الاستعداد لدخول جهنم
ثم إن منهم من يصرح بأنه مستعد للذهاب إلى جهنم مع محبوبته: يا تعيش وياي في الجنة، يا تعيش وياي في النار.
بطلت أصوم وأصلي، بدي أعبد سماك لجهنم، ماني رايح إلا أنا وياك.
آمین آمین آمین یا رب العالمين، وهذا هو الظاهر والله أعلم بالمصائر .
* يُصرحون بأنّهم يختارون بين الجنة والنار:
يا تختار الجنة يا تختار النار
علشانك أنت انكوي بالنار، وألقح جنتي وأدخل جهنم وانشوى، وأصرخ وأقول يا لهوتي هذا نص كلامهم، هذا نص غنائهم، ما يغنون، وهذا ما يقولون : تمني دخول النار، أن يذهب مع المحبوب ولو إلى النار أن يكون معها ولو في جهنم،
ماذا يوجد في جهنم ؟
{وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (البقرة: ٢٤).
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ، لا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ، لَوَاحَةٌ لِلْبَشَرِ} (المدثر: ٢٧- ٢٩).
تشوى جلودهم في النار.
{يوم تَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَاتِ وَتَقُولُ هَلْ من مزيد} (ق: ٣٠)
{تطلع على الأفئدة} (الهمزة: ٧)
تكشف القلوب من حرها وتصطلي القلوب ناراً بشدة عذابها.
{إذا رأتهم من مكان بعيد سمعُوا لَهَا تغيظاً وزفيرا} (الفرقان: ١٢).
لهم نصيب من العذاب. {كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنهَا أُعِيدُوا فِيهَا} (السجدة : ٢٠).
{يُريدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بخارجين منها} (المائدة: ٣٧).
{لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عنهم مَنْ عَذَابِهَا} (فاطر: ٣٦).
{إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يُسحَبُونَ، في الحميم ثُم في النار يُسجرُونَ} (غافر: ٧١، ٧٢).
{يوم تقلبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا ليتنا أطعنا الله وأطَعْنَا الرَّسُولاً} (الاحزاب: ٦٦)
{فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم} (التوبة: ٣٥)
{وسقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطعَ أَمْعَاءَهُمْ} (التوبة : ١٥).
{يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ السَّرابُ وساءَت مُرتَفَقاً} (الكهف: ٢٩)
{قطعت لهُمْ ثِيَابَ مِن نَارِ يُصَبُ مِن فَوْقِ رءوسهم الحميم، يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُم مُقَامِعُ مِنْ حَدِيد} (الحج ١٩- ٢١)
{كُلما نضجت جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} (النساء: ٥٦)
{تلفح وجوههم النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} (لمؤمنون: ١٠٤).
{يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَر} (القمر: ٤٨).
هذا الذي أردتموه واخترته مع محبوبتك ولو إلى جهنم ! {ذُوقُوا مَى سَفَر}.
ويصرحون، يصرح قائلهم بأنه قبلها في الصباح فقالت: تفطر يا هذا والناس صيام، قلت لها: أنت الهلال والصوم بعد الهلال حرام.
الصوم بعد رؤية الهلال حرام.
ويصرحون بأنه إن لم تحل له محبوبته على دين محمد أخذها على دين المسيح ابن مريم.
وهل كان دين المسيح عسى بن مريم يُحلُّ الزنا!
ويقول قائلهم: صوتك ذكرياتي وعزي وصلاتي
في الغناء استحلال للمحرمات
ويقول قائلهم: فكانت حلالاً لي ولو كنت أو كنت محرمي.
لو كانت من المحارم لاستحلها وهي عزته وصلاته، هلاله، وهي التي يفطر عليها.
هكذا صارت المحبوبة.
يا جماعة هذه الأشعار التي تقال فتُغَنَّى هي السم الناقع، وهي البلاء القاطع لهذه الأعناق يوم الدين. يا قوم إنما فتنتم به، بهذا الغناء، وهؤلاء المغنين يا قوم إنما فتنتم بهم.
الغناء وسوء الخاتمة
* ويصرح بعضهم بأنه سيطري ذكرها في سكرات الموت، ويقول: قلت أهواك وأفضل هواك، أو أهواك بين سكرات الموت. إذن سيطري ذكرها في سكرات الموت.
وأنا أقول: إن هذا كلام صحيح الذي يُفتن بالشيء ويُغرم به ويحبه إلى الغاية ويفتن به يذكره عند سكرات الموت .
فتن سكرات الموت
ولذلك أخبر العلماء قصص الواقع أن بعض المرابين ممن فتن بالربا وعمل به، كان يقول عند موته: عشرة بأحد عشر عشرة بأحد عشر.
وأن بعض التجار الذين ألهتهم تجارتهم عن الصلاة وعن ذكر الله، كان يقول عند موته: هذه سلعة رخيصة، هذا مشتراها رخيص هذه كذا وكذا.
وأن بعض من فتن بالنساء، كان يقول عند موته:
رب قائلة يومًا وقد تعبت .. أين الطريق إلى حمام منجاب
فهو عشق جارية أنت إلى الحمام العمومي ولا زالت في مخيلته حتى مات كمداً وعشقا، وهو لا يزال يلهج بذكر محبوبته.
وبعض الذين ماتوا في حوادث السيارات، كانوا في الرمق الأخير يرددون مقاطع من الأغاني -وهم في الرمق الأخير والنزع الأخير، قد اختلطت بحديد السيارات ملقون اشلاؤهم في الطرقات بعد الحوادث، يتلفظون ببعض المقاطع من الأغاني.
وهكذا كان كل من شغف بذكر شيء ذكره في أحلك اللحظات، وأحلك اللحظات في حياة المرء هي سكرات الموت. ((لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات، اللهم هون علينا سكرات الموت)).
روى البخاري (٦٥١٠): (لا إله إلا الله إن للموت سكرات)، وفي رواية لابن ماجه (١٦٢٣): اللهم أعني على سكرات الموت.
فكلامه عندما يقول ذلك كلام صحيح يقر به أن يطري ذكراها في سكرات الموت، وكيف تكون نهايته؟ وكيف يقابل ربه؟
ثم تمييع المعاني الفاضلة في الشريعة والرتب العالية ما هي؟
طاعة الله والرسول
{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أنعم الله عليهم من النَّبيِّين والصديقين والشهداء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا، ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ} (النساء: ٦٩- ٧٠).
هذه المراتب العالية، ومنها مرتبة الشهادة الشهداء أحياء عند ربهم أرواحهم في حواصل طير خضر تسرح في أنهار الجنة، يعجب ربك إليهم ويضحك.
ومن ضحك الله إليه فلا حساب عليه.
الشهيد الذي يقتل بين الصفين مقبلاً غير مدبر في سبيل الله. هذا هو الشهيد.
الغناء والشهادة
ثم يقول عبد الحليم شبانة: يا ولدي قد مات شهيداً من مات فداءً للمحبوب.
هكذا جعلوا الشهادة المقام العظيم عند الله من مات فداءً للمحبوب ومن المحبوب؟
هل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لا، لا يقصدون ذلك، لأنه استهل تلك القصيدة بذكر أوصاف المحبوبة التي شعرها كذا وكذا، وعيناها كذا وكذا، ثم ينادي بالشهادة لأجل المحبوبة.
عبد الحليم شبانة الذي غير اسمه، وملعون من انتسب إلى غير أبيه، ومعلون من انتسب إلى غير قومه.
[روي البخاري ومسلم مرفوعاً: "من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام"].
الغناء وتغيير الأسماء
وهذا من المنكرات العظيمة في الأوساط الفنية العفنة، تغيير الأسماء إلى الأسماء الفنية؛ ليشتهروا بها، وينادوا بها ويكتب عنهم بها، انتساب إلى غير الأب، وإلى غير القوم الذين هو منهم.
إلا واحداً سمعت عنه ووجدت أن تغييره لاسمه كان في محله اسمه محمد، من المغنين الذين فتن بهم الجيل الحاضر الجديد النساء من والرجال، غير اسمه إلى أيش؟ غير اسمه إلى (عاصي) كان اسمه (محمداً) فسمى نفسه (عاصي)؛ لأنه معجب بملحن اسمه عاصي فغير اسمه من محمد إلى عاصي وهو الآن يسمى (عاصي).
هذا الذي وجدت تغييره لاسمه كان في محله، ورب رمية من غير رام، هو قصد إعجابا فجاءت مطابقة للواقع، ولما يقوم به ويعمل. عاصي اسمه عاصي، محمد قد لا يليق بالغناء وأما عاصي فهو الاسم على ذلك المسمى الذي يعصي الله تعالى.
نسأل الله عز وجل أن يتوب على من يسمع الغناء، وأن ينقذ هذه الأمة من هذه الفتنة العظيمة والبلوى التي استطار شررها.
نسأل الله السلامة والعافية وأن يطهر بيوتنا من المنكرات وأستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
* * *
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطاهرين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
صلى الله عليه صلاة دائمة بما علمنا وأدبنا ودلنا على الخير صلى الله عليه وسلم.
الأغاني ردة وفسق ورذيلة
عباد الله ..هل أنتم تشكون في تحريم الغناء إذاً ؟
هل أنتم تشكون أن ما يقال في هذه الأغاني هو عين الردة عن الدين أحياناً؟
ومن الفسق والفجور أحيانا؟
ومن نشر الرذيلة بين المسلمين ؟
والدعوة إلى الانحلال والفسق والفجور ؟
الغناء والكهانة
ثم إننا لم ننته بعد من ذكر بعض ما وصلنا من بعض ما يقال في الأغاني من الأمور المتعلقة بالعقيدة؛ لأننا لم تذكر شيئًا بعد عن الأمور المتعلقة بالانحلال والفسق.
جلست والخوف بعينيها تتأمل، فنجاني المقلوب قالت يا ولدي لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب.
اشتمل هذان البيتان على جلوس هذا الفاجر مع امرأة، وأن هذه المرأة تدعي علم الغيب، فهي كاهنة وعراقة ومشعوذة، وعلى طريقة من طرق الذين يدعون علم الغيب في شعوذتهم وهي قراءة فنجان مقلوب بعد قلبه.
واشتمل على الكذب على الله تعالى بأنه كتب الحب على هذا الرجل أولاً: ادعاء علم الغيب كفر: {وقُل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله} (النمل: ٦٣).
وقراءة الفنجان وقراءة الكف وضرب الودع والتخطيط في الرمل وقراءة الكرة الكريستال، وغير ذلك من الوسائل القديمة والحديثة شرك وحرام.
وادعاء علم الغيب كفر بالله واعتداء على خصوصية من خصوصياته سبحانه وهي علم الغيب الذي لا يُطلع عليه أحدا إلا من شاء سبحانه من وحي إلى رسول بأمور مستقبلة ينبئ بها قومه ليحذروا ونحو ذلك من الأمور. روی مسلم: (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل لــه صــلاة أربعين يومًا)، وفي صحيح الجامع (٥۹۳۹ - ٥٩٤٠): (من أتى عرافاً أو كاهناً؛ فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد).
الغناء والاستعانة بغير الله
ثم إنك تجد في أغانيهم: مدد يا نبي يا نبي مدد
والاستعانة بغير الله ونداء الأموات، والحلف بغير الله.
والحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، يقول:
وحياة الغالي عندك وحياة عينيك أو حياة عينيك..
الغناء والحلف بغير الله
القسم بغير الله عز وجل أحلف والحب يمين، كما يقول قائلهم.
والنبي صلى الله عليه وسلم، يقول: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) (السلسلة الصحيحة ٢٩٤٢). إن في بعض مقاطع الأغاني حلف بالأضرحة والمشاهد والقبور: مقدرش على كده ومقام السيدة. والواو واو القسم، والقسم بمقام السيدة.
الغناء وسب الدهر
وكذلك فإن سب الدهر في الأغاني شائع ومنتشر. شتم الساعة والزمان والعمر والشهر والدهر والزمان كل ذلك وارد و منتشر. کتاب حزين كله مآسي جابنا في زمان غدار قاسي.
مقلب الأيام والليالي سبحانه تعالى وإذا سب أحدٌ الدهر، فقد سب شيئًا ليس بأهل للسب ولا ذنب له، لأن الدهر هو ظرف لوقوع الحوادث فلا ذنب له ولا عمل له فيها، ولكن الله هو الذي يشاء ويفعل ما يشاء، ويقدر ما يشاء، ويُجري الحوادث في الزمان بمشيئته سبحانه.
فمن سب الدهر فقد رجع سبّه على الله.
وهم يقولون: زمان غدار وقاسي، ثم يعتدون على ماهو مكتوب في اللوح المحفوظ.
سطر غلط مكتوب لما الزمان كان ناسي الفرح زمن غلط مكتوب غلط، الذي كتبه الله في اللوح المحفوظ، كان سطر غلط.
افهم يا مسلم يا عبد الله. افهم ماذا يتسلل إلى بيتك إلى عقول نسائك وأولادك ؟ ماذا يقال وتلهج به الملايين الملايين ؟
من أعاجيب الأغاني
ثم إن هنا: فنا يمكن أن نسميه فن التفاهة، تصاغ به الأشعار وعليه وكلمات سخيفة جداً جدا جدا، لكن يترنم بها ملايين المسلمين، وتنتشر اسطواناتها بالملايين. تأمل ذلك الشعر الرائع الفخم الجزيل.
تأمل ذلك الشعر الرائع الفخم الجزيل الموزون على قوافي أشعار العرب المحكم في نظمه وبيانه وجميل ترتيبه وجمال كلماته، المشتمل على المعاني العظيمة:
السح ادح امبو .. إلى آخره .
هذا الكلام العظيم المشتمل على المعاني الرائعة التي يتغنى بها الملايين، وأغاني عدوية انتشرت بالملايين التي تسمى الأغاني الشعبية يلهجون بها بدلاً من أن يقول الواحد منهم:
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله
ومن قال: لا إله إلا الله غرست له نخلة في الجنة.
وغراس الجنة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله.
لكنهم يقولون هذا الكلام ويلهجون به.
أقسام كلمات الأغاني
وأنت ترى أيها الأخ المسلم لو قسمنا كلمات الأغاني:
منها ما مناف للدين وردة عن الدين كفر بالله تعالى.
وغنت أم الثوم في الشعر الإلهي: القلب يعشق كل جميل.
هذا اسمه عند الصوفية المنحرفين العشق الإلهي، فتجد بالقصيدة بعض الإشارات عن قضية العشق الإلهي عند الصوفية المنحرفين، تجد الردة الكفر والشرك الأكبر والشرك الأصغر وتجد تمييع الألفاظ الإسلامية والمعاني الجليلة في الدين وإدخالها في الأغاني والحب والغرام
أغاني الانحلال
والقسم الثاني: قسم الانحلال الأغاني التي فيها وصف الحبيب والمحبوبة، انحلال.
وهذا شيء لا يمكن أن نأتي بأمثلته في خطبة الجمعة لكن هذا هو أكثر ما يعرف من الأغاني هو أغاني الانحلال والفسق والفجور.
الدعوة إلى الفاحشة.
الدعوة إلى الموعد الابتسامة اللقاء والحب والغرام.
الدعوة إلى الفجور والمعصية.
هذا هو الآن أكثر ما هو موجود في الأغاني مرافقاً بالفيديو كليب كما أشرنا إليه الذي ذُبح به الشباب ذبحاً من الوريد إلى الوريد.
لكن ما ذبحوه ذبحاً تسيل به الدماء ولكن ذبحوه ذبحاً تسيل به الفضيلة والدين منه، وتخرج وتزهق أرواحهم بما يعرض في تلك الأغاني.
أغاني تافهة
والقسم الثالث من الأغاني: أغاني التفاهة.
ثم يوجد أغاني دينية وموشحات أندلسية بعضها يوجد فيه الشرك كما قلنا كما يوجد في بعض المناسبات الدينية كالموالد والرجبية وغيرها. وبعضه لا يوجد فيه شيء من هذا، بل قد يكون الشعر الأصلي جميل المعنى جليل المحتوى.
لكن ما حكم تلحين لفظ الجلالة أن تلحن كلمة الله ؟
وتغنى على الموسيقى ما حكمه ؟
الأغاني وتلحين لفظ الجلالة
وكثير من الأغاني ممتلئة بلفظ الجلالة الملحنة التي تؤدى من امرأة أو فاجر على أنغام الموسيقى. فماذا نسمي هذا أيها الإخوة ؟ حتى لو كانت المعاني جميلة، استخدموها في الموسيقى من غناء امرأة أو رجل فاجر؛ فإذا يتبين بالجملة أن قضية الغناء هذه دخل بها إبليس عن طريق أبالسة الإنس وشياطينهم يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً.
يلحنون بها لأجيال المسلمين ليشتغلوا بها عن ذكر الله وتعمر به المجالس ويُقال وتلهج به الألسن. أولادكم وبناتكم ذكرانكم وإناثكم، بيوتكم، السيارات ، الأشرطة في كل مكان.
إن هذا لهو البلاء المبين.
فماذا نقول بعد هذا ؟
هل من توبة؟
هل من أوبة ؟
هل من رجعة ؟
هل من ترك لهذه المحرمات ؟
اعتدوا على أعزّ شيء عندك.
اعتدوا على قضائه وقدره
اعتدوا على الله تعالى.
اعتدوا على رسله.
اعتدوا على اللوح المحفوظ
شتموا الدين والرب.
ما أبقوا عزيزا في الدين ولا غـال إلا أوسخوه بهذه الكلمات، ولطخوه لكي يحولوا بين الناس وبين دين رب العالمين.
فأين المنتبهون؟
وأين الواعظون لهذه الأخطار ؟
جد خطيرة يا عباد الله، نسأل الله تعالى السلامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق