السلام آداب وأحكام
سعيد بن هليّل العُمَر
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: هذا الكتاب ذكر فيه مؤلفه جملة من الأحاديث النبوية المتعلقة بالسلام، وجعل لكل حديث ترجمة تناسب المقام، فذكر أن السلام اسم من أسماء الله تعالى، وفضل السلام، وفضل السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين استحباب بدء المسلمين بالسلام، والأمر بإفشائه بين الأحياء، وإلقائه على الأموات، مع بيان بعض آدابه.
وقد ذكرنا في هذه العجالة أربعة عشر مسألة زيادة على ما ذكره المؤلف في أحكام السلام، وهي كما يلي:
بعض أحكام آداب السلام والتسليم
في سؤال وجواب
١) ماكيفية السلام ؟
يستحب للمبتدء بالسلام أن يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بصيغة الجمع، وإن كان المُسَلَّم عليه واحداً، ويقول المجيب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فياتي بواو العطف في قوله: "وعليكم".
٢) ما حكم السلام ؟
سنة مؤكدة، لقوله تعالى: {فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحبةً من عند الله مباركة طيبة}، ولما خلق الله آدم أمره أن يسلم على الملائكة وجعلها تحية له ولذريته.
٣) ما الحكمة من مشروعية السليم؟
• أدخال السرور على المستمع، وتطييب نفسه، وإعطائه الأمان والسلامة.
• رجاء الخير والبركة وأنها من ذكر الله تعالى.
• إنشاء أجواء المحبة والأمن بين المسلمين.
٤) ما فضل السلام، وثواب المُسلم على الناس ؟
• امتثال أمر الله تعالى، فقد جاء في الحديث: (لما خلق لله آدم أمره أن يُسلم على الملائكة، فقال: السلام عليكم، فأجابوه: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فقال الله: فإنها تحيتك وتحية ذريتك).
• امتثال أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم، ففي حديث البراء: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع وذكر منها: إفشاء السلام.
• أنه من الأعمال الصالحة، ففي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: أيُّ الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام.
• أنها سبب لدخول الجنة، وفي الحديث: (أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام).
• أنه يكون لك بكل تسليم عشر حسنات، كما جاء في الحديث عن عمران بن حصين: جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: السلام عليكم، فرد عليه ثم قال: عشرة.. وجاء آخر؛ فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال: عشرون.. وجاء ثالث، فراد: وبركاته، فقال: ثلاثون.
٥) ما هي صفة التسليم؟
يجوز التسليم بقولك: السلام عليكم لوحدها، وبإضافة: ورحمة الله، تشبهاً بالملائكة، وبإضافة وبركاته، كما جاء في حديث عمران بن حصين، ولكل صيغة أجر خاص: فالأول عشر حسنات، والثاني عشرون حسنة، والثالث: ثلاثون حسنة.
٦) إذا جاء الرجل إلى المجلس كيف يسلم؟
يسلم ثلاثاً عن يمينه، وعن يساره، ومن أمامه، وذلك خجبراً لخواطرهم، وهذا إذا كان كان الجمع كثير، أما إذا كان قليلاً فيكفي تسليم واحد والسنة أولى بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، (أن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أتى قوماً فسلم عليهم ثلاثاً).
٧) إذا كان القوم أو أهل البيت نيام فكيف يسلم عليهم ؟
يسلم عليهم ولا يرفع صوته ليوقظهم، بحيث سمع من كل كان مستيقظاً، ولا يوقظ من كان نائماً، لحديث المقداد: (أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يأتينا من اللي؛ فيُسلم تسليماً لا يوقظ نائماً، ويسمع اليقظان).
٨) ما حكم قول البعض: عليك السلام بدلاً من السلام عليك ؟
مكروهة، لحديث أبو جريّ الهُجيمي، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال له: (لا تقل عليك السلام؛ فإنها تحية الموتى)، وفيه جواز قول: عليه السلام للصحابة وغيرهم على سبيل الدعاء، لا التخصيص، فإن السلام والأمان لا يختص بأحدٍ من الناس دون غيرهم.
٩) كيف يسلم الناس بعضهم على بعض ؟
في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه: "يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير" وهذا من باب التواضع للناس، فالراكب يكون في حالة أعظم من الماشي، وكذلك الماشي بالنسبة للقاعدة، أما القليل فمن باب الأدب مع الكثير، ولأن حق الكثير أعظم من حق القليل.
١٠) إذا استوى إنسانان في الحالة كراكبان أو ماشيان، أو جماعات قليلتان أو كثيرتان فمن يسلم على الأخرى؟
فكلاهما تسلم على الأخرى وترد السلام، فإن بادر أحدهما ردَّ الآخر الجواب، وكلما كان الإنسان أطوع الله وأقرب كانت مبادرته بالسلام أسرع، لحديث أبي أمامة: قيل يا رسول الله الرجلان يلتقيان، أيهما يبدأ بالسلام؟ قال: أولاهما بالله تعالى، وفي رواية: "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام".
١١) ما حكم ترك السلام على فلانٍ من الناس لأنه يبغضه أو لا يحبه أو لأنه يؤذيه ويسبه ويتعرض له؟
جائز ترك السلام عليه لمدة ثلاثة أيام؛ لحديث: (لا يحل لسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان، فيُعرض هذا ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)؛ فإن انتهى أذاه وسبه عاد إلى التسليم ليه، وإلا فأمامه خياران:
-العزيمة: وهي التسليم عليه، مع الصبر على أذاه ومسبته.
-الرخصة: وهي ترك التسليم عليه، حتى يعود عن غيّه وضلاله.
١٢) ما حكم إعادة السلام على من تكرر لقاؤه عن قرب، أو بمن تربطك به علاقة متينة وتراه بشكل مستمر، كوالداك في المنزل وشيخك في المسجد، واستادات في الجامعة .... ؟
هي سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، فإعادة السلام وتكريره على من تكرر لقاؤه، ولو كنت ملازماً له سنة مؤكدة، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، في المسيء صلاته أنه جاء فصلى، ثم جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فرد عليه السلام، ثم قال له: (ارجع فصل فإنك لم تصل)، فرجع فسلم، كل ذلك يسلم عليه، وأصرح من هذا قوله عليه السلام: (إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجرة فليسلم عليهم).
١٣) إذا جئت إلى المسجد فوجدت جماعة ماذا تفعل أولاً: تصلي تحية المسجد أم تسلم عليهم ثمل تُصلي ؟
أولاً: تصلي تحية المسجدـ، ثم تسلم لحديث المسيء صلاته: أنه صلى ثم سلم على النبيّ صلى الله عليه وسلم، هذا هو الصحيح والأفضل.
ومن ابتدأ بالسلام فلا حرج، وحق الله مقدم على حق الناس في بعض الحالات، وتحية الله مقدمة على تحية المخلوقين، فتبلغ التحية لصاحب البيت ثم الضيوف- ضيوف الرحمن -
١٤) إذا زرت أحداً من الناس ووجدت عنده ضيوف بمن تبدأ؟
تبدأ بالسلام على صاحب البيت، ثم تسلم على ضيوفه، فإن شاء أجلسك معهم، وإن شاء أجلسك وحدك.
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن الله عز وجل قال في كتابه الكريم: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون} (النور ٢٧).
وقال تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} (النساء ٨٦).
وقد بين هذه التحية أكمل بيان: فبين معنى السلام، وفضله، وآدابه، وكيفيته إلى غير ذلك من الأمور المتعلقة بالسلام، لذا قمت بجمع الأحاديث المتعلقة بهذا الموضوع سائلاً المولى عز وجل أن ينفع بها
وكتبه أبو طارق سعيد بن هليل العمر الشمري
السلام اسم من أسماء الله تعالى
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (كنا إذا صلينا مع النبي ﷺ قلنا: السلام على الله من عباده السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان وفلان فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم وأقبل علينا بوجهه فقال : إن الله هو السلام ... ) الحديث.
بدء السلام
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن).
فضل السلام على رسول الله ﷺ
عن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه: أن رسول الله ﷺ جاء ذات يوم والسرور يرى في وجهه، فقالوا: يارسول الله إنا لنرى السرور في وجهك، فقال: إنه أتاني ملك، فقال: يا محمد أما يرضيك أن ربك عز وجل يقول: إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشراً، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشراً؟ قال: بلى).
الأمر بإفشاء السلام
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم).
عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه، قال: (لما قدم رسول الله ﷺ المدينة انجفل الناس (=أي ذهبوا مسرعين) إليه وقيل قدم رسول الله ﷺ فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استثبت وجه رسول الله ﷺ، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب).
وكان أول شيء تكلم به أن قال: أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام.
عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: (أمرنا رسول الله ﷺ بسبع: بعيادة المريض واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف وعون المظلوم، وإفشاء السلام وإبرار المقسم، ونهى عن الشرب في الفضة، وعن خواتيم الذهب، وعن ركوب المياثر، وعن لبس الحرير، والديباج، والقسي والإستبرق).
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: (حق المسلم على المسلم ست: قيل ما هن پارسول الله: قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه).
فضل السلام
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن الطفيل بن أبي بن كعب، أخبره: أنه كان يأتي عبد الله بن عمر فيغدوا معه إلى السوق، قال فإذا غدونا إلى السوق، لم يمر عبد الله بن عمر على سقاط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا سلم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوماً، فاستتبعني إلى السوق، فقلت له: وما تصنع في السوق، وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع. ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق قال عبد الله بن عمر: يا أبا بطن وكان الطفيل ذا بطن: إنما نغدو من أجل السلام فنسلم على من لقينا).
عن عمران بن حصين رضي الله عنه: أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ فقال: السلام علیکم قال: قال رسول الله ﷺ: (عشر)، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فقال النبي ﷺ: (عشرون)، ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال النبي ﷺ: (ثلاثون).
من آداب السلام
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول ﷺ: (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد والقليل على الكثير)، وفي رواية للبخاري: (يسلم الصغير على الكبير..).
كراهية رد السلام أثناء قضاء الحاجة
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلاً سلم على النبي ﷺ وهو يبول فلم يرد عليه.
استحباب التطهر لذكر الله ورد السلام
عن أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة الأنصاري رضي الله عنه، قال: (أقبل النبي ﷺ من نحو بئر جمل، فلقيه رجل فسلم عليه، فلم يرد عليه حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه، ثم رد عليه السلام).
عن المهاجر بن قنفذ أنه أتى النبي ﷺ وهو يبول، فسلم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه، فقال: إني كرهت أن أذكر الله تعالى إلا على طهر، أو قال: على طهارة.
كيفية الاستئذان
عن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي ﷺ وهو في بيت، فقال: ألج ؟ فقال النبي ﷺ الخادمة: اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له قل السلام عليكم، أأدخل فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي ﷺ، فدخل.
السلام للمعرفة وغير المعرفة.
عن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً سأل النبي ﷺ، أي الإسلام خير: قال: (تطعم الطعام وتقرأ السلام على من تعرف ومن لا تعرف).
التحذير من تسليم الخاصة
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ، قال: (بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وهو أن لا يسلم الرجل إلا على مَنْ يعرف).
فضل البادئ بالسلام
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ، قال: (لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).
عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: (إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام)
التسليم ثلاثاً إذا اتسع المجلس أو ظن أنه لم يسمع
عن أنس رضي الله عنه: (أن رسول الله ﷺ كان إذا سلم سلم ثلاثاً وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاَ).
إعادة السلام ولو قصر الفصل
عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن النبي دخل المسجد، فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على النبي ﷺ، فرد عليه السلام فقال ارجع فصلي فإنك لم تصل فرجع فصلى ثم جاء فسلم على النبي ﷺ حتى فعل ذلك ثلاث مرات ...).
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه أيضاً).
سلام الإمام على المأمومين يوم الجمعة عند صعوده على المنبر
عن جابر رضي الله عنه: (أن النبي ﷺ كان إذا صعد المنبر: سلَّم).
سلام الرجال على النساء
عن سهل رضي الله عنه، قال: (كانت لنا عجوز تُرسل إلى بضاعة -قال ابن مسلمة: نخل بالمدينة، فتأخذ من أصول السلق فتطرحه في قدر، وتكركر حبات من شعير، فإذا صلينا الجمعة انصرفنا ونسلم عليها فتقدمه إلينا، فنفرح من أجله، وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة).
عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها، قالت: مر رسول الله ﷺ في المسجد يوماً وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم وأشار عبد الحميد بيده. وفي رواية «فسلَّم علينا»
تسليم المرأة على الرجال
عن أم هاني بنت أبي طالب رضي الله عنها، قالت: (ذهبت إلى رسول الله ﷺ عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره بثوب، قالت: فقال: من هذه، قلت أم هانئ بنت أبي طالب، قال: مرحباً بأم هانئ . . . الحديث).
السلام على الصبيان
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن رسول الله ﷺ مرَّ على غلمان فسلم عليهم).
كيفية السلام عند دخول مكان فيه أيقاظ ونيام
عن المقداد، قال: (أقبلت وأنا وصاحبان لي، وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد، فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله ﷺ، فليس أحد منهم يقبلنا. فأتينا النبي ﷺ، فانطلق بنا إلى أهله، فإذا ثلاثة أعنز، فقال النبي ﷺ احتلبوا هذا اللبن بيننا، قال: فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه، ونرفع للنبي ﷺ نصيبه، قال: فيجيء من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً ويسمع اليقظان. قال: ثم يأتي المسجد فيصلي ثم يأتي شرابه فيشرب: فأتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي، فقال: محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ويصيب عندهم -ما به حاجة إلى هذه الجرعة، فأتيتها فشربتها. فلما أن وغلت في بطني وعلمت أنه ليس إليهما سبيل، قال: ندمني الشيطان، فقال: ويحك. ما صنعت، أشربت شراب محمد؟ فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك، فتذهب دنياك وآخرتك. وعلي شملة. إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي، وإذا وضعتها على رأس خرج قدماي، وجعل لا يجيئني النوم. وأما صاحبـاي فناما، ولم يصنعا ما صنعت، قال فجاء النبي ﷺ، فسلم كما يسلم، ثم أتى المسجد فصلى، ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئاً، فرفع رأسه إلى السماء، فقلت: الآن يدعو علي، فأهلك. فقال: اللهم أطعم من أطعمني، وأسقي من سقاني، قال: فعمدت إلى الشملة فشددتها علي، وأخذت الشفرة فانطلقت إلى الأعنز أيها أسمن فأذبحها الرسول الله ﷺ، فإذا هي حافله، وإذا هن حفل، فعمدت إلى إناء لآل محمد، ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه. قال فحلبت فيه حتى علت رغوته. فجئت إلى رسول الله ﷺ، فقال: أشربتم شرابكم الليلة؟ قال :قلت: يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني).
وغلت في بطني: أي دخلت وتمكنت منه.
حافلة : أي مملوءة لبناً.
رغوته: هي زبدة اللبن التي يعلوه
فقلت: يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني، فلما عرفت أن النبي ﷺ قد روى وأصبت دعوته، ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض، قال: فقال النبي ﷺ إحدى سوآتك يا مقداد، فقلت يارسول الله، كان من أمري كذا وكذا، وفعلت كذا فقال النبي ﷺ: ما هذه إلا رحمة من الله، أفلا كنت آذنتني، فتوقظ صاحبينا فيصيبان منها، قال فقلت: والذي بعثك بالحق، ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك، من أصابها من الناس).
النهي عن البداءة بالسلام على أهل الكتاب
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: (لا تبدأو اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم فاضطروه إلى أضيقه).
كيفية الرد على أهل الكتاب
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله ﷺ: (إن اليهود إذا سلموا عليكم يقول أحدهم: السام عليكم، فقل عليك).
التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه: (أن النبي ﷺ مر في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود فسلم عليهم)
نسخ رد السلام في الصلاة
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: كنا نسلم على النبي ﷺ وهو في الصلاة، فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه، فلم يرد علينا وقال: (إن في الصلاة شغلاً).
عن جابر رضي الله عنه، قال: (بعثني رسول الله ﷺ في حاجة له، فانطلقت ثم رجعت وقد قضيتها ، فأتيت النبي ﷺ، فسلمت عليه فلم يرد على، فوقع في قلبي ما الله أعلم به، فقلت في نفسي: لعل رسول الله ﷺ، وجد علي أني أبطأت عليه ثم سلمت عليه، فلم يرد علي، فوقع في قلبي أشد من المرة الأولى، ثم سلمت عليه، فرد علي، فقال: إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي، وكان على راحلته متوجهاً إلى غير القبلة).
رد السلام بالإشارة في الصلاة
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: (خرج رسول الله ﷺ إلى قباء يصلي فيه، فجاءته الأنصار، فسلموا عليه وهو يصلي، قال: فقلت لبلال: كيف رأيته يرد عليهم حيث كانوا يسلمون عليه وهو يصلي؟ قال: يقول هكذا وبسط كفه وبسط جعفر بن عون كفه وجعل بطنه إلى أسفل وجعل ظهره إلى فوق).
السلام عند القعود وعند القيام
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول ﷺ، قال: (إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس، ثم إذا قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الأخرى).
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي ﷺ، قال: (إياكم والجلوس في الطرقات)، قالوا: يا رسول الله مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال رسول الله: (إذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه)، قالوا: وما حقه؟ قال: (غض البصر، وكف الأذى ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
من حق الجلوس على الطريق رد السلام والترحيب بالقادم
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله ﷺ فقال : مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ... ) الحديث.
جواز قول فلان يقرئك السلام
عن عائشة رضي الله عنها (أن النبي ﷺ قال لها: إن جبريل يقرأ عليك السلام، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته)
كراهية البدء بقول [عليك السلام]
عن أبي جري الهجيمي رضي الله عنه قال أتيت النبي ﷺ، فقلت: (عليك السلام يا رسول الله، قال: لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى).
الزجر عن الإشارة بالرؤوس والأكف دون اللفظ لغير المصلي
عن جابر بن عبد الله رضي رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله ﷺ: (لا تسلموا تسليم اليهود بالرؤوس والأكف والإشارة).
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله ﷺ قال: (ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود والنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكف).
رد الواحد عن الجماعة
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: (يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم).
المصافحة
عن البراء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا).
وعن قتادة، قال: قلت لأنس: (أكانت المصافحة في أصحاب النبي ﷺ ؟ قال: نعم المعانقة عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رجل، يا رسول الله الرجل منا، يلقى أخاه أو صاحبه أو صديقه أينحني له ؟ قال: لا، قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: لا، قال: أفيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: نعم)؟
تحريم مصافحة النساء الأجانب
عن معقل بن يسار رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: (لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (... ولا والله ما مست يد رسول الله ﷺ يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام).
عن أمـيمــه بنت رقـيـقـة رضي الله عنها أن الرسول ﷺ قال : (إني لا أصافح النساء).
أبخل الناس من بخل بالسلام
عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: (أسرق الناس الذي يسرق صلاته)، قيل: يا رسول كيف يسرق صلاته؟ قال: (لا يتم ركوعها ولا سجودها وأبخل الناس الذي يبخل بالسلام).
حسد اليهود المسلمين على السلام
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله ﷺ: (إن اليهود قوم حسد، وإنهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدونا على السلام، وعلى آمین).
التسليم على مقابر المسلمين
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (كان رسول الله ﷺ، يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد). وفي رواية: (السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون).
عن بريدة رضي الله عنه، قال: (كان رسول الله ﷺ يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول السلام على أهل الديار …) وفي رواية: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية)، وفي رواية للإمام أحمد: (أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع فنسأل الله لنا ولكم العافية).
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ أتى المقبرة، فقال: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون).
التسليم على مقابر المسلمين
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (كان رسول الله ﷺ، يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد).
وفي رواية: (السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق