نور الإيمان وظلمات النفاق في ضوء الكتاب والسنة
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذه رسالة مختصرة باسم "نور الإيمان وظلمات النفاق" بيَّن فيها المؤلف مفهوم الإيمان، وطرق تحصيله، وثمراته، وفوائده، وشُعبه، وصفات المؤمنين، ومفهوم النفاق، وأنواعه، وأضراره، وصفات المنافقين.
وقد استلهم المؤلف عنوان هذه الرسالة من قوله عز وجل: {الله ولي الذين آمنوا يُخرجهم من الظلمات إلى النُّور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يُخرجونم من النور إلى الظلمات} (البقرة: 257).
وهذا الكتاب يتألف من مبحثين: في كل مبحث خمس مطالب.
مباحث الكتاب:
المبحث الأول، وفيه خمس مطالب:
1- بيان مفهوم الإيمان:
[لغة: التصديق، واصطلاحاً: اعتقاد بالجنان، وقول باللسان وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية. والفرق بينه وبين الإسلام: وأن بينهما عموم وخصوص وجهي، فإذا افترقا اجتمعا، وإذا اجتمعا افترقا] .
2- بيان طرق تحصيل الإيمان، من خلال (14) طريقة:
[التعرف إلى أسماء الله وصفاته، وتدبر القرآن على وجه العموم، ومعرفة أحاديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والتفكر في الكون، والإكثار من ذكر الله في كل وقت، ومن الدعاء الذي هو العبادة، ومعرفة محاسن الإسلام: عقيدةً وشريعةً وأخلاقاً، والإجتهاد في الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى خلقه، والإتصاف بصفات المؤمنين المذكورة في الكتاب والسنة، والدعوة إلى الله وإلى دينه، والابتعاد عن شُعب الكفر والنفاق والفسوق والعصيان، والتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، والخلوة بالله لمناجاته ودعائه، والتأدب بآداب العبودية بين يديه، ومجالسة العلماء الصادقين المخلصين].
3- بيان ثمرات الإيمان وفوائده (34- فائدة)، منها:
[الاغتباط بولاية الله، والفوز برضا الله عز وجل، والانتفاع بهداية القرآن، ونيل الرزق الكريم، والمغفرة من الله، وكماله يمنع من دخول النار، وضعيفه يمنع من الخلود فيها، وإذا دخلها فالإيمان هو سبب النجاة، وأن الله يدافع عن عباده المؤمنين قبل نزول المكاره، ويخففها عليهم بعد نزولها، ويثمر الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، والهداية التامة إلى الصراط المستقيم، والفلاح الكامل في الدنيا والآخرة، ونيل المعية الخاصة من الله عز وجل، وأنه سببٌ لقبول الأعمال، وشرطٌ لصحتها، وهو سببٌ لحفظ الأعمال، وزيادة اليقين، ومضاعفة الأجور، وتعظيم الأجور، وأن لصاحبه أجرٌ كبير، وأجرٌ غير ممنون، ويُثمر محبة الله للعبد، ومحبته في قلوب المؤمنين، والإمامة في الدين، ورفع الدرجات في الآخرة، ولهم البشارة بكرامة الله، والأمن التام المطلق من جميع الوجوه، والأمن الخاص من الخوف والحزن، وأنهم المنتفعون بالمواعظ، وأنه أكبر باعثٍ على الشكر في الرخاء، والصبر في الشدة والبلاء، وأنه يدفع به الريبة والشك، وأنه مع الصدق والإخلاص عاصمٌ من الفتن، وأنه يمنع صاحبه من الموبقات والمهلكات، وأنه يكون في خير أقسام الناس، وأنه طريق إقامة الخلافة في الأرض، وطريق النصر المنشود، وطريق العزة، وبه يُمنع الأعداء من التسلط على المؤمنين.
4- بيان شُعب الإيمان (76 شعبة):
وقد ذكرها النبيُّ صلى الله عليه وسلم إجمالاً في حديثه الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة، والحياء شعبةٌ من الإيمان". وقد ذكرها الإمام البيهقي في كتابه "شعب الإيمان". فانظرها.
5- بيان صفات المؤمنين من آيات القرآن الكريم (11 صفة، وهي كثيرة):
[طاعة الله ورسوله- والخوف من الله- والتأثر بالقرآن- والتوكل على الله- وإقام الصلاة- وإيتاء الزكاة- موالاة المؤمنين ومحبتهم- الأمر بالمعروف- والنهي عن المنكر- والقتال في سبيل الله- وملازمة التوبة في جميع الأوقات- وغير ذلك].
****
6- بيان مفهوم النفاق.
[النفاق لغة: الدخول من وجه والخروج من وجه آخر. النفاق شرعاً: هو إظهار الخير، وإسرار الشر. وحاصل النفاق أنه يرجع إلى: اختلاف السريرة والعلانية، واختلاف القلب واللسان، واختلاف الدخول والخروج.
وأنواعه:
أ- اعتقادي (أكبر): وهو الذي يُخلد صاحبه في النار.
ب- عملي (أصغر): وهو من كبائر الذنوب.
والزنديق: هو المنافق الجاحد الذي يُعادي الإسلام عقيدةً وشريعةً إجمالاً وتفصيلاً].
6- بيان أنواع النفاق.
[أولاً: النفاق الاعتقادي، وأصول هذا النفاق ثمانية، وهي:
1- تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- تكذيب بعض ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.
4- بغض بعض ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5- المسرَّة بضعف دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
6- الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
7- عدم اعتقاد وجوب تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به.
8- عدم اعتقاد وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم فيما أمر به.
حكمه:
أ- مُخرجٌ عن الملة، والتوبة منه واجبة.
ب- مُحبطٌ لجميع الأعمال.
ج- يُخلد صاحبه في النار إذا مات.
د- لا يصدر إلا عن كافر.
ثانياً: النفاق العملي:
وأصول هذا النفاق خمسة، وهي:
1- أن يُحدث من يُصدقه، وهو كاذب.
2- أن يُخلف إذا وعد، وهو نوعان:
النوع الأول: أن يعد ومن نيته أن لا يفي بوعده أصلاً، وهذ أشرُّ الخُلف..
النوع الثاني: أن يعد ومن نيته أن يفي، ثُم بدا له أن يُخلف من غير عُذرٍ له في الخلف.
3- إذا خاصم فجر، ويعني بالفجور أن يخرج عن الحق عمداً حتى يصير الحق باطلاً، والباطل حقاً.
4- إذا عاهد غدر، ولم يفِ بالعهد، ويشمل كل عهدٍ بين المسلمين وغيرهم، ولو كان المُعاهد كافراً.
5- الخيانة في الأمانة.
حكمه:
أ- لا يُخرج عن الملة، والتوبة منه واجبة.
ب- وهو كبيرةٌ من الكبائر.
ج- لا يُخلد صاحبه في النار.
د- قد يصدر عن المؤمن.
7- الغاية من الإخبار عن صفات المنافقين:
[حتى يبتعد المؤمنون عنها- وتحذيرهم من الاتصاف بصفاتهم- حضهم على تصفية سرائرهم لله عز وجل].
7- بيان صفات المنافقين.
[المخادعة للمؤمنين ولمزهم- قلوبهم مريضة بالشبهات والشهوات- الإفساد في الأرض- المراءاة بالأعمال- تسفيه المؤمنين- الاستهزاء بالدين وأهله- تنميق الكلام وتحسينه- المهارة في الجدل وقوة الإقناع- العمل بمعاصي الله- التكبر عن قبول الحق- موالاة الكفار ومحبتهم ونصرتهم- الاعتزاز بالكافرين- الكسل عند الصلاة بتأخيرها عن وقتها- قلة ذكرهم لله- كراهة الإنفاق في سبيل الله- الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف- عدم الانتفاع بالعلم- اتباع الهوى- تخذيل المؤمنين عن الجهاد- أقصى همهم المصالح الذاتية- ويطعنون في العلماء المخلصين بالكذب].
8- بيان أضرار النفاق وآثاره.
[انفصام الشخصية- الخوف والاكتئاب- اللعنة في الآخرة- العذاب في الدنيا والآخرة- حبوط الأعمال- نقص الإيمان وضعفه].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق