كاشفة السجا شرح سفينة النجاة
فيما يجب على العبد لمولاه في فقه الإمام الشافعي
تأليف الشيخ
محمد نووي يبن عمر الجاوي البنتتِّي التّناري الشافعي
(1230 -1316 ه،/ 1815 -1898م)
بعناية الشيخ
بسام عبد الوهاب الجابي
بقلم :أ. محمد ناهض عبد السَّلام حنونة
تمهيد/ هذا كتاب نفيسٌ، شرح فيه الشيخ محمد نووي جاوي متن (سفينة النجاة) للشيخ العالم سالم بن عبد الله بن سُمير الحضرمي، وهو متنٌ مختصرٌ صغير، يتضمن رءوس الأحكام ومسائلها الضرورية في الطهارة والصلاة والزكاة، وقد حاول الشارح نووي جاوي استدراك بعض هذا النقص في مقدمات شرحه، ثم أضاف إلى الأصل كتاب الصيام، وهو بالجملة كتابٌ جليل عظيم فيه فروعٌ كثيرة ومسائل متنوعة وعجيبة، ولكن الشارح لم يستوفِ كلَّ الأحكام الناقصة في الربع الأول للعبادات، مثل: أحكام الأذان، والإقامة، وأنواع الصلاة المختلفة من صلاة عيد، واستسقاء وغيرها.
وقد جمع هذا الشرح الكثير من الفوائد اللغوية، والنحوية، والصرفية، وغير ذلك من الفوائد النفيسة التي يتعنى الطالب لتحصيلها.
وكذلك فإن الشيخ -رحمه الله -في أبواب العقائد مال إلى آراء الأشاعرة، كعادة المؤلفين الذين نشأوا في معاهد المتكلمين ومدارسهم، ولعل عذره في ذلك أنه لم تُتَح له الفُرصة الكافية للإطلاع على مذاهب السلف، فقلَّد غيره ممن يعتقد صلاحه، وتربَّى على يديه، فنسأل الله تعالى له المغفرة والرحمة والرضوان، وأن يتجاوز عنه في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون.
كما اشتمل هذا الكتاب على كثيرٍ من الفوائد الفقهية التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية، مثل: أحكام سلق اللحم، وأحكام الدم الذي على اللحم، وحُكم ماءٍ حلق الشَّعر لو اختلط بالدم، وهكذا.
وكذلك حوى الكثير من فروع وتفصيلات الأحكام مُغنياً عن الرُّجوع إلى الكتب الواسعة والموسوعات الكبيرة، ويندر أن يضُمَّها كتابٌ واحد؛ فلله در الشيخ رحمه الله.
بل ضيَّق المؤلف على نفسه بدخوله في مضائق وتفاصيل المسائل وتخريجها -مما لو تركه كان خيراً له، مثل: هل بول النبيِّ صلى الله عليه وسلم -خيرٌ من صلاة الناس؟!! ولو تركها لكان أسلم وأحسن.
وقد ترجم المحقق للشيخ نووي جاوي ترجمةً جيدة، ذكر فيها اسمه، ونشأته، وطلبه للعلم، وأبرز شيوخه الذين تتلمذ عليهم، وكتبه التي صنَّفها، وخدم الكتاب خدمةً جليلة مشكولة، مع تخريج الأحاديث وضبط المعاني، بما لا مزيد عليه.
والكتاب مُنسَّقٌ بطريقةٍ جميلة، وعليه فهارس مُفيدة جداً، منها فهرست الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وفهرست القوافي، والمواد الفقهية، والكلمات الغريبة، والأعلام، والكتب، ومن ثمَّ الفهرس العام.
وقد ذكرت جملةً طيبة من الفوائد، ذكرتها في قناتي على تيليجرام، فمن أحب مطالعتها، فلينظر هنا:
https://t.me/joinchat/UkY_ew4EoiEN9fsQ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق