أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 8 ديسمبر 2022

الأممم لإيقاظ الهمم إبراهيم بن حسن الكوراني الشهرزوري (1025 - 1101 ه) بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

الأممم لإيقاظ الهمم

إبراهيم بن حسن الكوراني الشهرزوري

(1025 - 1101 ه)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

  

تمهيد/ هذا الكتاب المفيد، يذكر فيه مؤلفه الشيخ إبراهيم الكوراني أسانيد الصحيحين والسنن الأربعة وما تيسر من كتب الحديث وغيرها، بأسلوب مختصر وسهل، وينقل فيه من فرائد الأسانيد ونكت الدراية، ومعاني الحديث ومشكله، ما يبهج النظر، ويرقق القلب، ويشغف السّمع، ويروي عن بعض الصوفية ما اشتهر من كتبهم، وذيل في خاتمة الكتاب شيوخه الذين روى عنهم، وهم: (الشيخ صفي الدين أحمد بن محمد المدني، والشيخ ملا محمد شريف بن محمد ملا يوسف القاضي الكردي، الشيخ نجم الدين محمد بن محمد بن رضي الدين محمد العامري الغزي، والشيخ سلطان بن أحمد بن سلامة الأزهري، والشيخ عبد الله بن ملا سعد الله اللاهوري).

ويردف الشيخ الكوراني كل إسناد بحديث من أحاديث الإيمان والرقائق والزهديات، وانظر كلامه على الإيمان بالقدر، وبيان وجه احتجاج موسى في حديث (حجَّ آدم موسى) (ص 14 -16)، كما أنه يُقرر اعتقاد السلف الصالح في الله تعالى وصفاته، وذكره كتاب الإيمان لابن أبي شيبة، وتخصيصه حديث الجارية التي قال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم (أين الله؟) فقالت: (في السماء)، يدل على ذلك، وفي رواية (قال لها: من ربك). قالت: الله، قال: (وأين هو؟) قالت: (في السماء).

مع قوله (ص 24) وقال الذهبي: هذا حديث صحيح، ثم قال: ففي الخبر مسألتان (إحداهما) قول المسلم أين الله (وثانيهما) قول المسئول: في السماء، فمن أنكر هاتين المسألتين، فإنما أنكر على المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ثم ذكر تنبيهاً وبحثاً في صفات الله تعالى، يقول فيه: نقل الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) أنه لم يُنقل عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ولا عن أحدٍ من الصحابة من طريق صحيح، التصريح بوجوب تأويل شيء من ذلك -يعني المتشابهات -ولا المنع من ذكره، ومن المحال أن يأمر الله نبيه بتبليغ ما أنزل إليه من ربه، ونزل عليه {اليوم أكملت لكم دينكم} ثم يترك هذا الباب، فلا يميز ما يجوز نسبته إليه تعالى، مما لا يجوز، مع حثه على التبليغ عنه بقوله (ليلغ الشاهد الغائب)، حتى نقلوا أقواله وأفعاله وأحواله، وما فعل بحضرته؛ فدلَّ على أنهم اتفقوا على الإيمان بها، على الوجه الذي أراده تعالى منها، ووجب تنزيهه عن مشابهة المخلوقات، بقوله تعالى: {ليس كمثله شيء}، فمن أوجب خلاف ذلك؛ فقد خالف سبيلهم وبالله التوفيق انتهى (ص 25).

إلى أن قال: والأحاديث الصحيحة على ظواهرها كما هو مذهب السلف، لا ينافي التنزيه عند الراسخين في العلم من طريق الوهب الإلهي. ونقل في ذلك عن الإمام الأشعري في كتابه (الإبانة)، و(مقالات الإسلاميين)، قال (ص 27): وصح أن يكون له -أي لله سبحانه -جهة فوق؛ لكون العرش أعلى الأجرام من غير منافاة للتنزيه، وإذا صحَّ الاستواء على طاهره مع بقاء التنزيه صحَّ النزول كل ليلة سماء الدنيا في الثلث الأخير؛ حتى يطلع الفجر كما تواتر النقل بذلك، وكذا سائر المتشابهات وبالله التوفيق.

ومع ذلك تراه يعتقد بطريق الصوفية في أبواب السلوك، ويرى أن إشاراتهم وعباراتهم يمكن تأويلها، وأنهم لم يقولوا بالاتحاد والحلول، ويروي عن كبارهم مصنفاتهم، ولعله تأثر بشيخه صفي الدين المدني الذي تتلمذ على يديه، وروى عنه أكثر مروياته، وقد لبس منه الخرفة النقشبندية،

ترجمة الشيخ الكوراني

إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين (الشهرزوري الكوراني، برهان الدين، أبو العرفان، أبو إسحاق، أبو محمد، أبو الوقت) الشهرزوري الكوراني: فقيه شافعي، محدث، بلغ رتبة الاجتهاد.

ولد بشهران (من أعمال شهرزور) بجبال الكرد، ورحل في طلب الحديث فسمع بالشام ومصر والحجاز، وسكن المدينة المنورة وتوفي بها. وكان مع علمه بالعربية يجيد الفارسية والتركية.

قيل إن كتبه تنيف على ثمانين، منها:

1-"تفسير القرآن" وسماه صاحب هدية العارفين "الإلمام بتجريد قولي سعدي وعصام في تفسير البيضاوي.

 2-اتحاف الخلف بتحقيق مذهب السلف – خ: رسالة في مكتبة عيدروس الحبشي في الغرفة بحضرموت.

3-التعريف بتحقيق التأليف.

4-جلاء الانظار بتحرير الجبر والاختيار مخطوطتان.

5-إمداد ذوي الاستعداد لسلوك مسلك السداد – خ.

6-الأمم لإيقاظ الهمم – ط، وهو كتابنا هذا.

7-لوامع الآل في الأربعين العوال.

8- إتحاف الذكي بشرح التحفة المرسلة - في وحدة الوجود -خ.

9- الاحتباك في أنّ النوم لا يضاد مطلق الإدراك -خ.

10 - الإجازة والنصيحة - في التصوف -خ.

11 - إسعاف الحنيف لسلوك مسلك التعريف -خ.

12 - أربعون حديثا في فضل الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم خ.

13 - الأسفار عن أصل استخارة الليل والنهار -خ.

14 - إيضاح الدليل على أنّ علم الله بالأشياء أدلّ على التفصيل - في الكلام -خ.

9 - إظهار القدر للأهل بدر - في التاريخ -خ.

10 - إعمال الفكر والروايات في شرح حديث "إنمّا الأعمال بالنيات" -خ.

11 - إضافة العلام بتحقيق مسألة الكلام.

12- اقتفاء الآثار بتوحيد الأفعال مع الكسب والاختيار

13 - الإعلام عما في قوله تعالى {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ ...} عن النسخ والأحكام

14 - إنباه الأنباه على تحقيق إعراب "لا إله إلا الله"

15 - التحرير الحاوي لجواب إيراد ابن حجر على البيضاوي - في التفسير

17 -- تكميل التعريف لكتاب في التصريف

18 - تعليقات على قوله تعالى {فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجن: 26 - 27]

19- تنيبه العقول على تنزيه الصوفية عن اعتقاد التجسيم والعينية والاتحاد والحلول

وغير ذلك.

مروياته في هذا الكتاب:

أولاً: الجامع الصحيح للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.

سمع أطرافاً أو أجزاءً منه على بعض شيوخه، ذكر منهم:

1- الشيخ صفي الدين أحمد بن محمد المدني.

2- الشيخ ملا محمد شريف بن محمد ملا يوسف القاضي الكردي.

3- الشيخ نجم الدين محمد بن محمد بن رضي الدين محمد العامري الغزي.

4-الشيخ سلطان بن أحمد بن سلامة الأزهري.

5- الشيخ عبد الله بن ملا سعد الله اللاهوري (وهو أعلى إسنادٍ له)، فبينه وبين الإمام البخاري ثمانية، وأعلى أسانيد ابن حجر أن يكون بينه وبين البخاري سبعة، فباعتبار العدد كأنه سمعه من ابن حجر وصافحه، وأعلى أسانيد السيوطي له ثمانية، فكان بينه وبين السيوطي (مصافحة).

ثانياً: الجامع الصحيح للإمام الحافظ أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري:

سمع أطرافاً أو أجزاءً منه على بعض شيوخه، ذكر منهم:

1-الشيخ أبي العزائم سلطان بن أحمد المزاحي.

2-الشيخ صفي الدين أحمد بن محمد المدني.

وأعلى ما عند مسلم من الرباعيات.

ثالثاً: سنن الإمام الحافظ أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني:

سمع أطرافاً أو أجزاءً منه على بعض شيوخه، ذكر منهم:

الشيخ صفي الدين أحمد بن محمد المدني.

وذكر حديثاً في الرباعيات، وهو في حكم الثلاثيات، وهو أعلى ما عنده.

رابعاً: سنن الإمام الحافظ أبي عيسى محمد بن سورة الترمذي:

سمع أطرافاً أو أجزاءً منه على بعض شيوخه، ذكر منهم:

الشيخ أبي العزائم سلطان بن أحمد المزاحي.

وذكر حديثاً ثلاثياً، وهو أعلى ما عنده.

وذكر سند الترمذي مسلسلاً بالصوفية عن شيخه صفي الدين أحمد بن محمد المدني.

خامساً: سنن الإمام الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي:

سمع أطرافاً أو أجزاءً منه على بعض شيوخه، ذكر منهم:

الشيخ صفي الدين أحمد بن محمد المدني.

سادساً: سنن الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني المعروف بابن ماجه:

وماجه: لقب يزيد والد محمد لا جده =كما في القاموس.

سمع أطرافاً أو أجزاءً منه على بعض شيوخه، ذكر منهم:

الشيخ صفي الدين أحمد بن محمد المدني

وأعلى أسانيده ثلاثي، ذكره.

سابعاً: الموطأ لإمام دار الهجرة، نجم الهدى مالك بن أنس الأصبحي رضي الله عنه:

سمع أطرافاً أو أجزاءً منه على بعض شيوخه، ذكر منهم:

الشيخ صفي الدين أحمد بن محمد المدني؛ فيروي عنه (رواية الليثي، ومحمد بن الحسن الشيباني)

وللشيخ عيسى المغربي:

فخر الأئمة مالكٌ  نعم الإمام السالك

مولده نجم هدى وفائه فاز مالك

ثامناً وتاسعاً: مسند ورسالة الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي:

سمع أطرافاً أو أجزاءً منه على بعض شيوخه، ذكر منهم:

الشيخ صفي الدين أحمد بن محمد المدني.

وأعلى ما فيه ثلاثياته.

عاشراً: اعتقاد الإمام الشافعي؛ للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي.

سمع أطرافاً أو أجزاءً منه على بعض شيوخه، ذكر منهم:

الشيخ صفي الدين أحمد بن محمد المدني.

ونقل عن الكتاب (قال: في باب اتباعه صالح سلف الأمة، ومجانبة التأويل، وترك التشبيه والتعطيل).

-كتاب الإيمان للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة

-مسند الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه

-مسند الإمام أبي عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي

-مسند الإمام أبي داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي

-مسند الإمام عبد بن حميد بن نصر الكشي

- ومسند البزار المسمى بالبحر الزخار

-ومعاجم الطبراني الكبير والأوسط والصغير للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني

-مسند الإمام أبي يعلى أحمد بن علي التميمي الموصلي

- ومسند الإمام أبي بكر أحمد بن عمرو بن مخلد الشيباني

- خلق أفعال العباد للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري

-الأسماء والصفات وشعب الإيمان والاعتقاد ودلائل النبوة لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي

–صحيح الحافظ أبي حاتم محمد بن حبان التميمي

-سنن الحافظ الدارقطني وجميع كتبه

-المستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله الحاكم محمد بن البيع النيسابوري

–والحلية لأبي نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله الأصبهاني

-مسند الإمام أبي حنيفة؛ لأبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي

–ومسند أبي حنفية للحسين بن محمد بن خسرو البلخي

-وجامع مسانيد الإمام أبي حنيفة؛ لأبي المؤيد محمد بن محمود الخوارزمي ورتبه على الأبواب الفقهية

-مسند الإمام أبي حنيفة للشيخ عيسى بن محمد بن محمد الجعفري الثعلبي

-مسند الشهاب القاضي أبي عبد الله محمد بن جعفر بن سلامة القضاعي

-مسند الفردوس للحافظ أبي منصور شهردار بن الحافظ أبي شجاع شيرويه الديلمي الهمداني

-الفرج بعد الشدة وذم الملاهي وقصر الأمل والتوكل ومحاسبة النفس واليقين والدعاء والشكر والقناعة والتعفف للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان المعروف بابن أبي الدنيا

-كتاب التوحيد للإمام أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري.

-كتاب التوحيد للحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده.

-كتاب الأموال؛ للحافظ أبي عبيد القاسم بن سلام الأزدي.

-كتاب السنة للحافظ أبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي.

-مسند الحارث بن محمد بن أبي أسامة بن زاهر التميمي.

-كتاب الشريعة؛ لأبي بكر محمد بن الحسين الآجري.

-تاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي، وسائر تصانيفه.

-السنن لأبي عثمان سعيد بن منصور الخراساني.

-عمل اليوم والليلة للحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط الدينوري المعروف بابن السني.

-مشكاة الأنوار فيما روى عن الله سبحانه من الأخبار؛ للشيخ محيي الدين محمد بن علي بن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي.

-كتاب الأربعين من أخبار سيد المرسلين، لسيف الدين أبي المعالي سعيد بن مطهر الباخرزي.

-الأربعين؛ للحافظ أبي منصور عبد الخالق بن أبي القاسم زاهر بن طاهر النيسابوري الشحامي.

-جزء من حديث أبي بكر محمد بن الفرج الأزرق.

-الأربعون للشيخ الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله الشيباني النيسابوري الجوزقي.

-الذرية الطاهرة؛ للإمام الحافظ أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري المعروف بالدولابي.

-مشيخة الإمام الرحلة ملحق الأحفاد بالأجداد فخر الدين أبي الحسن بن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي المعروف بابن البخاري.

-الأربعون التساعية للقاضي عز الدين أبي عمر عبد العزيز بن بدر الدين محمد بن برهان الدين إبراهيم بن جماعة الكناني.

-الأربعون المكية من أحاديث الفقهاء الحنفية؛ للجمال محمد بن إبراهيم المرشدي المكي الحنفي.

-معالم التنزيل للحافظ أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي الفراء الملقب بمحيي السنة، وبجميع تصانيفه كشرح السنة والمصابيح.

-المشكاة للإمام الحافظ ولي الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن الخطيب التبريزي.

-المشارق للإمام رضي الدين أبي الفضائل الحسن بن محمد الصغاني.

-أنوار التنزيل وأسرار التأويل للقاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر بن محمد البيضاوي، وبجميع تصانيفه كالطوالع والمنهاج وغاية القصوى في الدراية والفتوى وشرح المصابيح.

-تصانيف الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي.

-مختصر المزني؛ لأبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني.

-تصانيف الإمام عبد الواحد بن إسماعيل الروياني الشافعي صاحب البحر.

-تصانيف الإمام علي بن محمد بن محمد بن حبيب الماوردي صاحب الحاوي في فقه الشافعية.

-التنبيه للشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف الشيرازي صاحب المهذب.

-تصانيف الإمام أبي القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي.

-الحاوي للنجم عبد الغفار بن عبد الكريم القزويني.

-تصانيف الشيخ عز الدين بن عبد العزيز بن عبد السلام السلمي.

-تصانيف الحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري.

-تصانيف الشيخ محيي الدين يحيى بن شرف النووي.

-التمييز وسائر كتب الشرف هبة الله بن عبد الرحيم البارزي.

-شرح الحاوي وسائر كتب الشيخ علاء الدين للقونوي.

-البهجة لابن الوردي.

-تصانيف الشيخ تقي الدين السُّبكي.

-تصانيف الشيخ والده تاج الدين السبكي.

-تصانيف الشيخ جمال الدين الإسنوي.

-تصانيف البدر الزركشي.

-تصانيف الشيخ سراج الدين البلقيني.

-التدريب للشيخ سراج الدين البلقيني.

-ألفية الحافظ زين الدين العراقي، وسائر كتبه.

-تصانيف الشيخ ولي الدين العراقي.

-تصانيف الشيخ ابن العماد الأقفهسي.

-تصانيف الكمال الدميري.

-تصانيف الإمام اليافعي.

-تصانيف الإمام ابن دقيق العيد.

-تصانيف الحافظ أبي عبد الله الذهبي.

-تصانيف الجلال المحلي.

-تصانيف الحافظ ابن حجر العسقلاني.

-تصانيف الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي.

-تصانيف الجلال السيوطي.

-تصانيف القاضي زكريا الأنصاري.

-تصانيف الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني.

-تصانيف الشيخ عبد الرءوف المناوي.

-حاشية الشيخ شمس الدين العلقمي على الجامع الصغير.

-شرح الجامع الصغير للشيخ محمد المدعو بالحجازي الواعظ بن عبد الله الأنصاري.

-شرح الجامع الصغير للشيخ علي العزيزي تلميذ الحجازي الواعظ.

-شرح المنهاج للخطيب الشربيني، وسائر تصانيفه.

-تصانيف الشيخ ابن حجر المكي.

-شرح المنهاج لشمس الدين محمد بن أحمد الرملي.

-تصانيف الشيخ أحمد بن قاسم العبادي.

-تصانيف الشيخ أبي علي بن عبد القدوس العباسي الشناوي.

-حاشية شرح المنهج وغيرها من تصانيف الشيخ سلطان بن أحمد المزاحي (وهو شيخ المصنف).

-حاشية النهاية للرملي، للشيخ علي بن علي الشبراملسي، وغيرها من تصانيفه (يرويها عنه إجازة).

-تصانيف الأستاذ ملا محمد شريف بن ملا يوسف الصديقي الكوراني (يرويها عنه إجازة).

-تصانيف شيخنا العارف بالله صفي الدين أحمد بن محمد القشاشي المدني.

-التنقيح والتوضيح وسائر تصانيف الإمام صدر الشريعة عبيد الله بن مسعود بن تاج الشريعة البخاري.

-الهداية للعلامة برهان الدين علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني.

-النهاية شرح الهداية والتسديد شرح التمهيد؛ للعلامة حسام الدين حسين بن علي السغناقي.

-الغاية شرح الهداية للقاضي شمس الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني السروجي ثم المصري، وسائر تصانيفه.

-تخريج أحاديث الهداية للعلامة جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي.

-الكفاية في مختصر الهداية وتخريج أحاديثها، والخلاصة للعلامة القاضي علاء الدين علي بن عثمان التركماني المارديني.

-مصنفات جمال الدين أبي المحامد محمود بن عبد السيد بن عثمان البخاري، المعروف بالحصري.

-مؤلفات العلامة الإمام فخر الدين الحسن بن منصور بن محمود الفرغاني الأوزجندي الحنفي، ومنها شرح الجامع الصغير، والفتاوي المشهورة.

-مؤلفات الإمام حافظ الدين أبي البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، صاحب التصانيف المفيدة.

-كشف الأسرار والحقائق في شرح كنز الدقائق للإمام قوام الدين أبو الفتوح مسعود بن إبراهيم الكرماني الحنفي.

-مؤلفات القاضي بهاء الدين أبي البقاء محمد بن أحمد بن الضياء المكي الحنفي، له المنبع في شرح المجمع، والبحر العميق في الحج إلى بيت الله العتيق.

-مؤلفات العلامة مظفر الدين أحمد بن علي بن ثعلب المعروف بابن الساعاتي الحنفي، وله مجمع البحرين وملتقى النهرين جمع فيه بين القدوري والمنظومة في اختلاف الأئمة الثلاثة وشرحه في مجلدين، والبديع في أصول الفقه جمع فيه بين أصول فخر الإسلام البزدوي والأحكام للآمدي.

-تصانيف الإمام شمس الدين محمد بن يوسف القونوي الرومي، وله منها درر البحار جعل فيه طريقة مجمع البحرين، وزاد فيه مذهب أحمد وشرح المجمع مطولاً في عشرة أجزاء ومختصراً في نصفه.

-تصانيف العلامة أبي الفضائل برهان الدين محمد بن محمد بن محمد النسفي، وهو صاحب التصانيف الكلامية والخلافية، ولخص تفسير الفخر الرازي.

-تصانيف العلامة أبي نصر أحمد بن محمد البخاري العتابي، له منها شرح الزيادات.

-تصانيف العلامة الإمام أبي حفص نجم الدين عمر بن محمد بن أحمد النسفي، له منها نظم الجامع الصغير، والفتاوى والتفسير.

-أصول فخر الإسلام أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم البزدوي.

-مصنفات الإمام أبي الحسن أحمد بن محمد القدوري البغدادي، وله المختصر المعروف، وشرح مختصر الكرخي، والتجريد في الخلاف بين الشافعية والحنفية، وغير ذلك.

-تآليف العلامة مجد الدين عبد الله بن محمود بن مودود البغدادي الموصلي، منها المختار للفتوى، والاختيار، وغير ذلك.

-شرح المختار للعلامة جمال الدين محمد الموصلي.

-مصنفات العلامة أكمل الدين محمد بن محمود البابرتي الرومي الحنفي، وله منها: شرح الهداية، وشرح التجريد، وشرح مختصر ابن الحاجب، وشرح المشارق وشرح المنار.

-عقيدة الإمام أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي.

-مؤلفات الإمام أبي منصور محمد بن محمد بن الحسين الماتريدي، وله كتاب التوحيد، والمقالات، وبيان وهم المعتزلة، وتأويلات القرآن.

 -تصانيف الإمام القاضي بدر الدين محمود بن أحمد بن موسى العيني، وله شرح البخاري، وشرح الهداية، وشرح الكنز.

-تصانيف المحقق الإمام كمال الدين محمد بن همام الدين بن عبد الواحد الشهير بابن الهمام الحنفي.

-تصانيف الشيخ زين الدين بن نجيم، وأخيه عمر بن نجيم.

-تصانيف القاضي شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي، وله منها حاشية أنوار التنزيل، وشرح الشفاء.

-الشفاء، للإمام الحفاظ أبي الفضل عياض بن موسى القاضي اليحصبي المالكي.

-تصانيف الشيخ حسن الشرنبلالي.

-المدونة جمع سحنون بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك.

-التهذيب لأبي القاسم البرادعي.

-الرسالة لأبي محمد بن أبي زيد.

- التلقين للقاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر.

-البيان والتحصيل لأبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد.

-مختصر ابن الحاجب الفرعي ويُسمى جامع الأمهات وسائر تصانيفه.

-مختصر أبي العباس أحمد بن إدريس القرافي.

-مختصر خليل بن إسحاق بن شعيب المصري، وبقية كتبه.

-شرح مختصر خليل الثلاثة للعلامة أبي البقاء تاج الدين بهرام بن عبد الله الدميري.

-شرحي مختصر خليل، للقاضي أبي عبد الله شمس الدين محمد بن إبراهيم التتاني.

-شرحي العلامة أبي عبد الله محمد بن يوسف العبدري الغرناطي الشهير بالمواق.

-شفاء العليل في حل مختصر خليل؛ للإمام أبي عبد الله محمد بن غازي، وسائر تصانيفه.

-تصانيف الشيخ علي بن محمد بن عبد الرحمن الأجهوري.

-الغنية وسائر تصانيف القطب الشيخ عبد القادر الكيلاني وكلماته ووصاياه ومروياته.

-مختصر أبي القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله بن أحمد الخرقي.

-تصانيف أبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري.

-تصانيف أبي الوفاء علي بن عقيل.

-الإقناع وسائر تصانيف أبي الحسين علي بن عبيد الله بن نصر الزغواني البغدادي.

-المغني والكافي والمقنع؛ لأبي محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، ثم الشامي الصالحي.

-تصانيف أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الإمام الواعظ.

-تصانيف الحافظ معين الدين محمد بن عبد الغني البغدادي الحنبلي المعروف بابن نقطة.

-تصانيف الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد السعدي المقدسي الصالحي، ومنها المختارة وهي الأحاديث التي يصلح أن يحتجَّ بها سوى ما في الصحيحين، قال بعض الأئمة: هي خير من صحيح الحاكم.

-طبقات الحنابلة للقاضي أبي الحسين محمد بن القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفراء البغدادي.

-طبقات الحنابلة للحافظ عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي.

-تصانيف أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الدمشقي.

-تصانيف الشمس ابن القيم الجوزية.

-منتهى الإرادات في الجمع بين المقنع والتنقيح وزيادات وشرحه وسائر تصانيف الشيخ تقي الدين أبي البقاء بن القاضي شهاب الدين أبي العباس أحمد بن عبد العزيز الفتوحي القاهري.

-شرح منتهى الإرادات والإقناع؛ للشيخ منصور البهوتي.

-مسألة الإيمان للإمام أبي الحسن علي بن إسماعيل بن إسحاق الأشعري.

-تصانيف العلامة سعد الدين التفتازاني.

-تصانيف الاستاذ العلامة زين الدين أبي الحسين علي بن محمد بن علي الحسيني الجرجاني الحنفي، الشهير بالسيد الجرجاني.

-تصانيف الاستاذ المحقق جلال الدين محمد بن أسعد بن محمد بن عبد الرحيم الصديقي الدواني.

-تصانيف العارف بالله المحقق ملا نور الدين عبد الرحمن بن نظام الدين أحمد محمد الدشتي، ثم الجامي.

-لبس الخرقة النقشبندية من طريق الشريف الجرجاني.

-تصانيف ملا عصام الدين إبراهيم بن عرب شاه الاسفراييني.

-تصانيف الإمام فخر الدين محمد بن خطيب الدين عمر الصديقي الرازي.

-تلخيص المفتاح والإيضاح لجلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني ثم الدمشقي.

-تصانيف قطب الدين محمود بن محمد الرازي نزيل دمشق، المعروف بالقطب التحتاني تمييزاً له عن قطب آخر كان ساكناً معه بأعلى المدرسة الظاهرية.

-تصانيف القاضي عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي.

-تصانيف الكرماني.

-تصانيف إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن أبي محمد عبد الله الجويني النيسابوري.

-تصانيف الإمام حجة الإسلام زين الدين أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الطوسي الغزالي.

-منازل السائرين وسائر تصانيف شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي.

-عوارف المعارف للشيخ شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي.

-تصانيف الشيخ صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي.

-مصباح الأنس بين المعقول والمشهود في شرح مفاح غيب الجمع والوجود للشمس محمد بن حمزة الفناري.

-تصانيف الشيخ محيي الدين محمد بن علي بن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي.

 



فتح الباري في ذكر ما اختص به الشيخ زكريا الأنصاري مراد بن يوسف بن جاويش الحنفي المصري بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

فتح الباري في ذكر ما اختص به الشيخ زكريا الأنصاري

مراد بن يوسف بن جاويش الحنفي المصري 

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


 

تمهيد/ هذا المخطوط الرائق، يرسم فيه مؤلفه الشيخ مراد الحنفي سيرة أحد العلماء العاملين، والأئمة المكملين، ذكر فيه ما اختصَّ به الإمام العلامة المحدث الفقيه شيخ الإسلام أبو يحيى زكريا الأنصاري الشافعي من العلم، والعمل، والزهد، والورع، ومحاسن أخلاقه، ومطايب أنفاسه، وإجابة دعوته، وكثرة محبيه ومريديه، ويطنب في ذكر مؤلفاته ومصنفاته، والعلوم التي لم تتيسر لأحدٍ من أهل عصره.

ويقع هذا المخطوط في (٢٩) تسعة وعشرين ورقة، في رواق المغاربة في الأزهر برقم (١١٦٨)، وكان قد فرغ صاحبه من تأليفه سنة (١٠٤٥ هـ). وأوله (الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، الذي علم آدم الأسما، واصطفى محمداً بالمحبة والمعراج الأسنى، فكان قاب قوسين أو أدنى) إلى أن قال: (فيقول أضعف اعباد، راجي سبيل الوداد، قليل العلم والعمل، كثير الخطأ والزلل، المسكين الذليل، الغريب في سائر البلدان، عبد الله حقاً وصدقاً، فعلاً وقولاً، كثير الخمول والذكر، العبد الفقير: مراد بن يوسف الحنفي الرومي الشاذلي الأزهري..).

ويندرج هذا الكتاب في باب السير والتزكية والأخلاق، حيث يذكر المؤلف طرفاً من سيرة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري -رحمه الله -وأقواله المأثورة عنه في الفقر، والعرفان، والكرامات، والفتوة، والفراسة، والمروءة، والتوحيد، والغيرة، والمحبة، والسَّماع، وعلاقة الشيخ زكريا برسالة القشيري وتعليقاته عليها.

كما يتطرق المصنف إلى العلاقة بين الشيخ زكريا والسلطان قايتباي الذي كان يهابه، ويخشى سطوته، ويرقُّ لموعظته ويبكي، حتى اختاره -دون غيره -لتولي منصب قاضي القضاة.

وتحدث المؤلف عن لبس الشيخ زكريا الخرقة على يد الشيخ (محمد الغمري) تلميذ أحمد الزاهد المحلاوي، وأنه أعطاه الإذن بتربية المريدين، إلا أن الشيخ زكريا لم يُربي أحداً، ولا يعلم عنه ذلك، ومع ذلك فإن الشيخ زكريا -رحمه الله -كان من أكابر الأولياء العارفين، لكنه تستر بالفقه حين أشار عليه أحد شيوخه بذلك، وفي نظري أن تصوف الشيخ زكريا كانت على طريقة أهل التحقيق من أهل السنة؛ كالإمام النووي والرافعي والعز بن عبد السلام ونحوهم.

وفي المقابل ذكر الحنفي أموراً منكرةً ينكرها العقل والشرع، ومن ذلك زعم بعض المتصوفة الالتقاء بالخضر عليه السلام، والتلقي عنه، فذكر أشخاصاً زعموا ذلك، منهم: (علي النبتيني)، وآخر سماه (أبو عبيد الله البشري)، كما أنه بالغ في ذكر كرامات بعض الصوفية، فزعم أن من كرامات أولياء الصوفية من يتحدث إلى محبيه ومريديه من قبره! وقوله: إن منهم من يتصرف في قبره كما يتصرف في حياته سواءً بسواء، فينتفع به مريديه أكثر ما كانوا ينتفعون به في حياته! وكذلك طلبه المدد من غير الله تعالى. ودعواه صحة السماع بدليل أن بعضهم يرى الملائكة تدور فوق رءوس المريدين أثناء ذلك، وقولهم هذا هو السماع بحق!

ولعل المبالغات التي أتى بها المترجم لتصوف الشيخ زكريا أتت من قبل بعض تلامذته كالشعراني الذي ترجم له في (طبقاته)، واليافعي في (روض الرياحين) والمليئة بالتلفيق والتدليس والأمور المنكرة.

ثم يذكر -الحنفي -نبذة من كلام شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، في الانتقاد على بعض أكابر العارفين -في زعم الحنفي -كابن عربي وابن الفارض؛ فيقول: لا يخلو علماء الأمة من ثلاثة أحوال، لأنه إما أن يوافق الكتاب السنة، وإما أن يخالف الكتاب والسنة، فإن وافق يجب اعتقاده جزماً، وإن خالف فيحرم اعتقاده جزماً، وإما ألا يظهر لنا موافقته ولا مخالفته، فأحسن أحواله التوقف فيه.

وهذا مما يجعلنا نوقن أن الشيخ زكريا كان على طريقة أهل الإنصاف والاعتدال والعلم والورع.

ويقول عنه مراد الأزهري: ما أظن كان أحداً في مصر أكثر منه صدقةً كما عهدته، ولكن كان يستتر بها بحيث لا يعلم أحد من الجالسين".

ثم أردف -الحنفي -ذلك بحديث كله تعظيمٌ وثناء على ابن العربي وابن الفارض ونحوهما من صوفية الحلول، وهو في ذلك متأثرٌ بمبالغات أهل زمانه وتهويلهم وزيغ بعضهم، وبالغ الحنفي في النهي عن تخطئتهم أو تكفيرهم، مع تناقضه في نقل الفتاوى حول قراءة كتب ابن عربي، ما بين مجيز ومانع، وبين قائل هي فوق نطاق العقل أو داخل دائرته، وفي أن بعض العبارات مدسوسة عليه أو غير مفهومة عنه، ولكن عند النظر في كلام ابن عربي وأسلوبه يتبين ما كان الحنفي يخشاه.

ويمزج الحنفي بين منهجه الخاص في التصوف وبين منهج الشيخ زكريا الأنصاري المعروف بالاعتدال والتوسط، والذي يراه الباحث أن جل الكلام المنسوب في الرسالة لشيخ الإسلام زكريا مرسلٌ ومدسوس ولا يمكن التعويل عليه، ويذكر قصصاً عجيبةً لا سند لها ولا خطام عن بعض أئمة الإسلام مما يجعل كلامه في حيز دائرة الرفض والاتهام.

وهذا يضطرنا إلى الحديث عن جانب التصوف في سيرة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري:

وصف الشيخ زكريا الأنصاري بالتصوّف. وأشار إلى ذلك بعض من ترجموا له، وأفاض بعضهم في ذكره فيهم. والصوفية صفة أطلقت على خلق كثيرين. وفهم الناس لهذا الوصف متباين، ومواقفهم منه متباعدة، ولا شك أن منطق العقل، ومنهج العلم نقبل الأحكام العامة، وألا نعمم الأحكام كذلك، فما لا يصدق على واحد قد يصدق على آخر، والذين وصفوا بالصوفية متباينون تديناً وسلوكاً وعقلاً وعلماً؛ فمنهم العباد والزاهدون الذين لا يمتون إلى التصوف المبتدع بصلة، ومنهم علماء ،عاملون منهم الصالحون ومنهم دون ذلك. 

وهم ليسوا سواء فيما صدر عنهم من قول وعمل {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}؛ فلا يحُمّل أحدهم سوء منهج الآخر أو مثالب طريقته.

والشيخ الأنصاري وصف بالمتصوّف أو الصوفي، وتحدث عن تصوّفه تلميذه الشعراني في الواقع الأنوار في طبقات الأخيار المعروف بالطبقات الكبرى، وكذلك الحنفي في «فتح الباري فيما اختص الله به الشيخ زكريا الأنصاري»، وقال: إنه الشيخ الإمام المفيد المطلق العالم العلامة القدوة الفهامة، المحقق المدقق، الكنز المفيد المطلق الورع الزاهد العابد الذي صرف سائر عمره في اشتغال بالعلم والعمل، الفقيه الحافظ المحدّث المفسر الولي الصالح الصوفي، الخبر التحرير، البحر الزاخر الراسخ العارف بالله تعالى، الكبير، قاضي القضاة.

وذكر السخاوي والغزي أسماء من أخذ الأنصاري الذكر والتصوف من شيوخ عصره، وقراءته كتاب قواعد الصوفية على مؤلفه الغمري، وجاء في الحديث عن آثاره أنه وضع شرحاً على الرسالة القشيرية، وشرح رسالة الولي رسلان، ووضع كتاباً سمّاه الفتوحات الإلهية في نفع ذوات الأرواح الإنسية.

ويبدو أن طريقة القوم كانت غالبة على الشيخ أيام صباه، ثم غلب عليه حبّ العلم فانصرف إليه وترك طريقة القوم، فجمع بين الذكر والعبادة سلوكاً شخصياً، والعلم طلباً له، تعليماً وتأليفًا. 

قال الغزي نقلاً عن الشعراني: إن الشيخ كان مكباً على مطالعة رسائل القوم مواظباً على مجالس الذكر، ولما اشتغل بالعلم وبرع فيه بحمد الله تعـالى شرح البهجة... وهو خبر رواه الأنصاري نفسه فيما حكاه عن نفسه، فقال: ومن صغري وأنا أحب طريق القوم، وكان أكثر اشتغالي بمطالعة كتبهم والنظر في أحوالهم، حتى كان الناس يقولون: هذا لا يجيء ثه شيء في علم الشرع. 

فلما ألفت كتاب شرح البهجة وفرغت منه استعد ذلك جماعة من الأقران....  واستمر الشيخ بعد ذلك في طريق العلم، فوضع كتبه المعروفة في الفقه والأصول والقراءات والحديث وغيرها؛ كما بقي على سلوك مستقيم في العبادة، يلتزمها فرضا، ويلزم نفسه أداءها نفلاً. وخرج إلى الحياة الاجتماعية، فشارك في مناصبها في الأوقاف، وفي القضاء، وكان في ذلك الفقيه التقي، والورع الجريء، والقاضي الوقاف عند حدود الله.  

ولعل خير ما يجلو لنا موقفه من المتصوفة ما قاله حين ذكر رأيه في العارفين من المتصوفة ومنتقديهم، وهو أنه «لا يخلو علماء الأمة عن ثلاثة أحوال، لأنه إما أن يوافق الكتاب والسنة، وإما أن يخالف صريح الكتاب والسنة. فإن وافق يجب اعتقاده جزماً، وإن خالف فيحرم اعتقاده جزماً، وإما ألا يظهر لنا موافقته ولا مخالفته، فاحسن احواله التوقف فيه».  

وهذا موقف هـو إلى العدل والإنصاف ما هو.

ترجمة موجزة المصنف مراد الحنفي الأزهري

(٩٨٧ - بعد ١٠٤٥هـ = ١٥٧٩ بعد ١٦٥٣ م)

لم تترك لنا كتب التراث معومات تامة عن شخصية هذا المؤلف، إلا ما ذكره الزركلي عنه في (الأعلام)؛ فقال: هو مراد بن يوسف جاويش الرومي ثم المصري، المعروف بالأزهري: صوفي حنفي. له كتب، منها (الفتوحات الربانية في مناقب السادة الخضيرية) و (النفحات المسكية في ذكر مناقب السادة البكرية)، و(فتح الباري في ذكر ما اختص الله به الشيخ زكريا الأنصاري - خ).

ترجمة موجزة لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري

* اسمه ونسبه:

هو: شيخ الإسلام قاضي القضاة زين الدين الحافظ، أبو يحيى زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري السَّنيكي، القاهري، الأزهري الشافعي.

* مولده ونشأته:

ولد سنة (٨٢٦هـ) بسنيكة ونشأ بها، وكان فقيراً معدماً، وحفظ القرآن، وعمدة الأحكام، وبعض مختصر التبريزي في الفقه، ثم تحوّل إلى القاهرة سنة (٨٤١هـ) فقطن في جامع الأزهر، وكمّل حفظ المختصر المذكور، ثم حفظ «المنهاج» للنووي، وألفية النحو والشاطبية والرائية، وبعض «المنهاج» في الأصول، ونحو النصف من ألفية الحديث، ومن «التسهيل» إلى «كاد»، وأتمه من بعد.

وأقام بالقاهرة يسيراً، ثم رجع إلى بلده، وداوم الاشتغال، وجدَّ فيه.

* شيوخه وتلاميذه:

أخذ عن جماعة منهم القاياتي والعَلَم البلقيني، والشرف السبكي، والحافظ ابن حجر، والزين رضوان، والشرف المناوي، والكافيجي، وابن الهمام، ومن لا يحصى كثرة.

وأذن له غير واحد من شيوخه في الإفتاء والإقراء، منهم الحافظ ابن حجر.

وانتفع به خلائق لا يُحْصَوْن، منهم العلامة الفقيه ابن حجر الهيتمي.

* منزلته وفضله:

قال عنه تلميذه الهيتمي في معجم مشايخه: «وقدمت شيخنا زكريا؛ لأنه أجلّ من وقع عليه بصري من العلماء العاملين والأئمة الوارثين، وأعلى من عنه رويت ودريت من الفقهاء الحكماء المهندسين، فهو عمدة العلماء الأعلام، وحجة الله على الأنام، حامل لواء المذهب الشافعي على كاهله، ومحرر مشكلاته وكاشف عويصاته . . . » اهـ .

وقال عنه ابن العماد الحنبلي: ورجع إلى القاهرة، فلم ينفك عن الاشتغال والاشغال، مع الطريقة الجميلة والتواضع، وحُسْنِ العِشرة والأدب، والعفة، والانجماع عن أبناء الدنيا، مع التقلل وشرف النفس، ومزيد العقل وسعة الباطن، والاحتمال والمداراة اهـ.

وقد تولى تدريس عدة مدارس إلى أن تولى القضاء - بعد امتناع كثير - مدة ولاية السلطان الأشرف قايتباي وبَعْدَ ذلك، إلى أن كُفّ بصره سنة (٩٠٦هـ)، فعزل بالعمى.

* مؤلفاته:

له شروح ومختصرات في كل فن من الفنون انتفع الناس بها، كما قال الشوكاني.

وقال ابن العماد : وشرح عدة كتب، وألف ما لا يحصى كثرة ... ورَوِيْتُه أحسن من بديهته وكتابته أمتن من عبارته وعدم مسارعته إلى الفتوى يعد من حسناته، وله الباع الطويل في كل فن . . . ) اهـ.

فمن مؤلفاته :

١-أسنى المطالب في شرح روض الطالب . ط .

٢-تحفة الباري بشرح صحيح البخاري. ط .

٣-تحفة الطلاب بشرح تحرير تنقيح اللباب، كلاهما له . ط . 

٤-الدرر السنية (حاشية على ألفية ابن مالك في النحو).

٥-شرح صحیح مسلم .

٦-شرح مختصر المزني.

٧-غاية الوصول إلى شرح الفصول لابن الهائم (في الفرائض). 

٨- فتح الباقي بشرح ألفية العراقي في الحديث) . ط . 

٩-فتح الجليل ببيان خفي أنوار التنزيل للبيضاوي (في التفسير). خ. 

١٠- فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب . ط .

وفاته:

توفي رحمه الله تعالى في القاهرة يوم الجمعة، رابع ذي الحجة، سنة (٩٢٦هـ)، ودفن بالقرافة بالقرب من الإمام الشافعي رحمه الله تعالى .





الصرف في الفقه الشافعي أ. د. مصطفى سعيد الخن اعتنى به: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

الصرف في الفقه الشافعي

أ. د. مصطفى سعيد الخن

اعتنى به: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


(۱) ما تعريف الصرف؟

هو بيع النقد بالنقد من جنسه أو غيره، كالعملة الذهبية، أو الفضية، أو الورقية التي تقوم مقامهما.

(۲) ما صيغة الصرف؟

أن يقول البائع: بعثك، أو صارفتك هذه الليرة الذهبية بهذه الليرات الورقية.

(۳) ما حكم المصارفة؟

تصح المصارفة على معينين مشار إليهما، وعلى غير معينين، بل موصوفين.

(٤) ما حكم صرف الذهب بالذهب؟

يصح البيع إذا تحققت الشروط الثلاثة الآتية : المماثلة، والحلول، والتقابض. 

فلو اختل شرط منها بطل الصرف، وكان ذلك ربا.

(٥) ما حكم صرف الذهب بالفضة؟

يصح إذا تحقق فيه شرطان، هما: الحلول، والتقابض. ولا يشترط التماثل في الوزن.

(٦) ما حكم بيع الذهب بالذهب وشيء آخر معه؟

لا يجوز. كأن تبيع عشر ليرات ذهبية بخمس ليرات ذهبية، وخمسة أمداد من القمح. والبيع باطل. وكذلك بيع الفضة بالفضة وشيء آخر معها.





الربا في الفقه الشافعي

أ. د. مصطفى سعيد الخن

اعتنى به: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


(۱) ما تعريف الربا شرعاً؟

هو عقد على عوض مخصوص غير معلوم التّماثل في معيار الشرع حالة العقد، أو مع تأخير أحد البدلين، أو كليهما. ويتضح هذا التعريف بمعرفة أنواع الربا.

(۲) ما الأصناف التي يكون فيها الربا؟

يكون الربا في الذهب، والفضة، والمطعومات. وهذه الأصناف هي التي تسمى: الأموال الربوية.

(٣) ما أنواع الزبا؟

هي أربعة:  أ- ربا الفضل. ب -ربا اليد. ج - ربا النسيئة. د ـ ربا القرض.

(٤) ما صورة ربا الفضل؟

هي بيع الربوي بجنسه مع زيادة في أحد العوضين، كمئة كغ قمحاً بمئة وخمسين كغ، أو مئتي غرام من الذهب بثلاثمئة غرام.

(٥) ما صورة ربا اليد؟

هي بيع ربوي بربوي اتفقا في الجنس، أو اختلفا فيه، واتحدا في علة التحريم، مع تأخير في القبض لهما، أو لأحدهما عن العقد، كأن يقول : بعثك مئة كغ من حنطة من هذه الصبرة بمئتي كغ من الشعير. أو مئة كغ من حنطة، ويؤخر دفع الشعير أو القمح إلى اليوم الثاني.

(٦) ما صورة ربا النسيئة؟

هي بيع أحد الربوين بالآخر مع اشتراط الأجل في العقد، ولو كان قليلاً، كأن يبيعه مئة كغ قمحاً بمئة كغ شعيراً، ويشترطا تأخير الدفع.

(۷) ما صورة ربا القرض؟

تنطبق هذه الصورة على كل قرض جز نفعا للمقرض، كأن تقرض إنساناً مالاً، ويضع عندك سيارته رهنا، فتستعمل تلك السيارة، أو تؤجرها ما دام الرهن بيدك، ولم يدفع أخذه الدين إليك.

(۸) ما الهدف من القرض؟

أن يكون خالصاً لوجه الله من غير أن يعود على المقرض بأي منفعة.

(۹) ما حكم الربا؟ وما دليله من القرآن الكريم ؟

الربا بجميع أنواعه حرام، وهو من الكبائر السبع المنهي عنها.

ودليله: قوله تعالى: {وأحل الله البيع وحرم الربوا} [البقرة: ٢٧٥].

وقوله سبحانه: {يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله، . . . } الآيتان [البقرة: ۲۷۸/ ۲۷۹]

(۱۰) ما دليل تحريم الربا من السنة النبوية؟

قوله : «لعن الله آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه». رواه أحمد ومسلم.

وقوله ﷺ: «اجتنبوا السبع الموبقات . . .» ومنها: «وأكل الربا» متفق عليه.

(۱۱) ما الحكمة من تحريم الربا؟

يهدف الإسلام لبناء مجتمع إنساني يقوم على الإخاء، والمحبة، والإيثار، والتعاون. والربا فيه أقبح صور الاستغلال، وأسوأ مظاهر الجشع؛ لذا حرمه الإسلام، وندد بالمتعاملين به أشدّ التنديد.

(۱۲) ما شروط صحة بيع الجنس بجنسه من الربويات (ذهب بذهب، قمح بقمح، أرز بأرز)؟

أ ـ أن يتحقق فيه التماثل كيلا في المكيل، ووزناً في الموزون.

ب ـ أن يكون حالاً (غير مؤجل).

ج - التقابض في مجلس العقد.

(۱۳) ما شروط صحة بيع الجنس بغير جنسه مع اتحاد العلة (سكر برز، ملح بشعير، بر بتمر)؟

أ ـ الحلول؛ بألا يكون في العقد أي ذكر للتأجيل .

ب ـ التقابض في مجلس العقد، وأما التفاضل بينهما فجائز.

(١٤) ما حكم بيع الجنس بغيره مع اختلاف العلة؟

من غير أي شرط من الشروط السابقة.

(١٥) ما الدليل على صحة بيع الربويات بالصور السابقة؟

قوله ﷺ: «الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلا بمثل، وسواء بسواء، يداً بيد. فإذا اختلفت هذه الأصناف؛ فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد» رواه أحمد ومسلم.

(١٦) ما المعتبر بالمماثلة؟

تعتبر المماثلة في المكيل كيلاً وإن اختلفت وزناً، وفي الموزون وزناً وإن اختلفت كيلا. وكون الشيء مكيل، أو موزون؛ العبرة فيه عادة أهل الحجاز في عهده ﷺ، ولا عبرة بما أحدث الناس بعد ذلك، وما لم يعرف فيه عادة في زمنه يرجع فيه إلى عادة أهل البيع.

(۱۷) متى تعتبر المماثلة؟

(قمح بذهب)؟ جائز حين بلوغ المبيع كمال نضجه، فإذا جفت ونقيت صح اعتبار المماثلة فيها، وإلا فلا.

(۱۸) ما صورة بيع العرية؟ وما حكمها؟

هي بيع الرطب على الشجر بتمر في الأرض، أو العنب في الشجر بزبيب في الأرض. وقد رخص رسول الله ﷺ في بيع العرية أن تباع بخرصها، يأكلها أصحابها رطباً. رواه البخاري ومسلم.

(۱۹) ما صورة بيع اللحم بالحيوان؟ وما حكمه؟

هي أن يبيع بشاة بلحم معز، أو يبيع لحم شاة بحمار. وهذا البيع حرام؛ لنهيه ﷺ عن بيع اللحـم بـالـحـيـوان. رواه مـالـك في «الموطأ».






السّلم في الفقه الشافعي أ. د. مصطفى سعيد الخن اعتنى به: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

السّلم في الفقه الشافعي

أ. د. مصطفى سعيد الخن

اعتنى به: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


(۱) ما تعريف السّلم شرعاً؟

هو بيع شيء موصوف بالذمة بلفظ السلم أو السلف، ولا ينعقد إلا بهذه الألفاظ.

(۲) الأصل في السلم أنه لا يصح؛ لأن فيه بيع المعدوم، إلا أن الإسلام أباحه وشرعه، فما الدليل؟

قوله تعالى: { يأيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمّى فاكتبوه..} [البقرة : ۲۸۲]. قال ابن عباس: نزلت في السلم.

وقوله ﷺ: «من أسلف فليسلف في كيل معلوم، ووزن معلوم إلى أجل معلوم» رواه البخاري ومسلم. واتفاق المسلمين في كل عصورهم على جوازه، وصحة التعامل به.

(۳) ما الحكمة من تشريع السّلم؟

هي أن أصحاب الأعمال والحرف غالباً ما يحتاجون كثيراً من المال، فيشر الإسلام لهم وسيلة يحصلون بها على ما يحتاجون إليه من مال عن طريق السلف؛ سدا للحاجة، ودفعاً للحرج.

(٤) ما أركان السّلم؟

هي أربعة : العاقدان، الصيغة، رأس مال السلم، المسلم فيه.

(٥) ما شروط العاقدين؟

أن يكون كل منهما مطلق التصوف، فلا يصح السّلم من صبي، أو مجنون، أو مكره، كعقد البيع. ويستثنى من ذلك الأعمى؛ فإنه لا يصح منه البيع، إلا أنه يصح منه السّلم.

(٦) ما شروط صيغة السلم؟

أ ـ الإيجاب والقبول كعقد البيع.

ب ـ أن تكون الصيغة بلفظ السلم، أو الشلف.

ج ـ أن يكون العقد منجزاً، فلا يجوز أن يدخل فيه خيار الشرط، أما خيار المجلس فيثبت فيه.

(٧) ما يشترط في رأس مال السلم؟

أ ـ أن يكون معلوماً للعـاقـديـن، إمـا بـالقـدر والـوصـف، وإما بالمشاهدة، فلا يصح أن يكون مجهولاً.

ب ـ تسليم رأس المال في مجلس العقد، وإلا كان في معنى بيع الدين بالدين، وهو باطل، منهي عنه. وكذلك لا بد من القبض الحقيقي لرأس المال، ولا تجوز الحوالة في ذلك.

(۸) ما شروط المسلم فيه (الشيء المشتري برأس المال)؟

أ ـ أن يكون مما يمكن ضبطه بالصفة التي يختلف بها الغرض، بحيث تنتفي الجهالة عنه بهذه الصفة، كالحبوب، والثمار، والثياب …الخ.

ب ـ أن يكون جنسا لم يختلط به غيره .

ج ـ أن يكون المسلم فيه ديناً.

د ـ أن يكون مقدوراً على تسليمه.

(۹) ما حكم السلم فيما عملت فيه النار؟

إن دخلت النار للتمييز جاز السلم فيه كالسمن والعسل، وإن عملت فيه النار، وأثرت فيه؛ كالخبز، والطعام المطبوخ لا يجوز السّلم فيه.

(۱۰) ما حكم السّلم فيما اختلط بغيره، وجهلت مقادير الخلط؟

لا يصح السلم فيه كبر ممزوج بشعير، ولا يعرف مقدار الخلط.

(۱۱) ما حكم من أسلم فيما يغلب وجوده، فانقطع عند حلول وقت الاستحقاق؟

لا ينفسخ العقد، بل يتخير المسلم بين الانتظار حتى يوجد، وبين فسخ العقد واسترداد رأس مال السّلم.

(۱۲) ما الشروط الإضافية التي تشترط في عقد السّلم؟

أ ـ أن يذكر في العقد جنس المسلم فيه، ونوعه، ويضبط بالصفات التي يعرف بها العرض، أو الثمن.

ب ـ أن يذكر في العقد قدر المسلم فيه كيلا فيما يكال، ووزناً فيما يوزن، وعداً فيما يعد، وذرعاً فيما يذرع.

ج - أن يذكر وقت محل المسلم فيه، ولا يجوز تعليقه على مجهول.

د ـ أن يذكر موضع قبضه.

(۱۳) ما الحكم لو أحضر المسلم إليه المسلم فيه قبل حلول الأجل المحدد للتسليم؟

أخبر المسلم على قبوله؛ إن لم يكن للمسلم فيه مؤنة خلال المدة الباقية، ولم يكن للمسلم غرض صحيح بالامتناع.

(١٤) ما حكم الاعتياض عن المسلم فيه بغير جنسه، كالبر بالشعير، وبغير نوعه كرز مصري برز إيطالي؟

لا يجوز ذلك، والطريق للوصول إلى ذلك هو فشخ السلم، ثم يعتاض عن الثمن الذي هو في ذمة المسلم إليه .






الشفعة في الفقه الشافعي أ. د. مصطفى سعيد الخن بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

الشفعة في الفقه الشافعي

أ. د. مصطفى سعيد الخن

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


(۱) ما تعريف الشفعة شرعا؟

هي انتقال حصة شريك إلى شريكه ـ كانت قد انتقلت إلى أجنبي -بمثل العوض المسمى.

(۲) ما دليل مشروعية الشفعة؟

ما رواه جابر: قضى رسول اللہ ﷺ بالشفعة فيما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود، وصرفت الطرق، فلا شفعة. رواه البخاري.

(۳) ما الحكمة من مشروعية الشفعة؟

هي دفع الضرر عن الشريك.

(٤) من يثبت له حق الشفعة؟

لا يثبت حق الشفعة إلا للشريك .

(٥) ما الدليل على أن الجار لا يثبت له حق الشفعة؟

قوله ﷺ: «إذا قسّمت الدار، وحدث، فلا شفعة فيها». رواه أبو داود.

(٦) ما الشروط التي إذا تحققت في العقار ثبت حق الشفعة فيه؟

أ ـ أن يكون مالاً ثابتاً غير منقول كالأرض والبناء التابع لها.

ب ـ أن يكون العقار قابلاً للقسمة .

ج ـ أن يكون مملوكا بعوض .

د ـ أن تكون الحصة مشاعاً.

(۷) ما الحكمة في عدم ثبوت الشفعة في الممتلكات المنقولة؟

لأن المنقول لا يدوم بخلاف العقار؛ فإنه يتأبد، ويستديم فيه ضرر المشاركة.

(۸) ما حكم الشفعة في العقار غير القابل للقسمة؟

لا تقع الشفعة في العقارات التي لا تقسم، والتي إذا قسمت ذهبت منفعتها كالحمام، والسيارة؛ لأنه لا ضرر على الشريك في ذلك.

(۹) ما حكم الشفعة في الحصة التي تمتلك بغير عوض؟

إذا كان المالك الثاني قد ملكها بغير عوض كالهبة، فلا يثبت حق الشفعة.

(١٠) إذا دفع الشريك حصته مهراً لزوجته، هل تثبتُ الشفعة للشريك الآخر؟

تثبت الشفعة للشريك بمهر المثل للزوجة.

(۱۱) ما شروط ثبوت حق الشفعة للشريك الآخر؟

أ ـ أن يبادر الشريك إلى طلب الشفعة فور علمه بذلك .

ب ـ أن يشتريها بمثل ما اشتراها المشتري الجديد .

ج ـ أن يثبت البيع للمشتري .

د ـ أن يصدر منه إيجاب؛ كقوله: تملكتُ بالشفعة، أو: أخذتُ بالشفعة.

(۱۲) ما الحكم إذا تأخر الشريك الآخر عن طلب الشفعة؟ وما الدليل؟

إذا تأخر الشريك بلا عذر، بطل حقه في الشفعة؛ لقوله ﷺ: «الشفعة كحل العقال، فإن قيدها مكانه ثبت حقه، وإلا فاللوم علیه» رواه ابن ماجه.

(۱۳) ما الحكم إذا كان من ثبت له حق الشفعة مريضاً، أو: غائباً عن بلد المشتري، أو خائفاً من عدو؟

إن قدر وكل، وإلا فليشهد على الطلب، فإن ترك المقدور عليه منهما بطل حقه.

(١٤) ما الحكم إن اشترى شخص حصة شريك بمؤجل؟

كان للشريك الخيار، إن شاء عجل الثمن للمشتري، وأخذ الحصة في الحال، أو إن شاء صبر إلى وقت حلول الأجل.

(١٥) إن اشترى شخص حصة شريك بمثلي (كبر ونقد) بماذا يأخذه منه الشفيع ؟

يأخذ الشفيع بمثله إن تيسّر المثل وقت الأخذ، فإن لم يتيسّر المثل وقت الأخذ أخذه بقيمته.

(١٦) ما هو المثلي؟

هو الشيء الذي له مثل لا يختلف صفة ومقداراً.

(١٧) إن اشترى شخص حصة شريك بمتقوم (أي : غير مثلي، وتعتبر فيه القيمة) بماذا يأخذه منه الشفيع؟

يأخذ الشفيع بقيمته، وتعتبر هذه القيمة يوم البيع.

(۱۸) ما الحكم إذا باع الشريك حصته مع شيء آخر لا شفعة فيه بقيمة معينة؟

يأخذ الشفيع الحصة بحصتها من القيمة.

(١٩) ما الحكم إذا اختلف المشتري والشفيع في مقدار الثمن؟

صدق المشتري بيمينه، إذا لم يدع شيئاً يكذبه الحسن، وإلا فلا يصدق.

(۲۰) ما الحكم إذا كان العقار ملكاً لأشخاص كثيرين، وباع أحد حصته؟

يثبت حق الشفعة لباقي الشركاء، وكل واحد منهم شفيع، وله حق .

والأصح أن تقسم الحصة المباعة على حسب الحصص للآخرين .

(۲۱) ما الحكم إذا أسقط الشفيع بعض حقه؟

يسقط حقه كله؛ لأن حق الشفعة لا يتجزأ.

(۲۲) ما الحكم إذا باع الشفيع حصته، أو وهبها، وهو جاهل بحق الشفعة؟

يسقط حق الشفعة له .

(۲۳) ما الحكم إذا مات الشفيع قبل الأخذ بالشفعة؟

لا يسقط الحق، وينتقل حق الأخذ إلى ورثته، فإذا عفا بعض الورثة أخذ الباقون الكل.