مختصر في تعريف أحوال سادة الأنام
راشد إبراهيم الجزيري البحراني (ت 605 هـ)
بقلم: أ.محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: هذا كتاب مختصر في سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم الإمام علي بن أبي طالب، ثم الأئمة الاثني عشر بعده؛ للفقيه الإمامي المتكلم راشد الجزيري، وهو أحد أعلام الشيعة في البحرين، وكان قرأ على مشايخ النجف في العراق، وأقام فيها مُدّة، وقبره معروف في قرى البحرين، وذكره الشيخ عبد الله السماهيجي في إجازته للشيخ ناصر الجارودي، وذكره الشيخ يوسف آل عصفور في بعض إجازاته.
وقد استفاد مادة كتابه من المفيد بن النعمان في "الإرشاد"، ويذكر الجزيري في مختصره الأئمة بترتيبهم الواجب عند الشيعة، ثم يتبع ذلك بكلمات مختارة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه -في المواعظ والحكم والآداب التي جمعها الجاحظ، وقد بلغ بها المائة، ثم ذكر عشرة أحاديث نبوية نافعة، وختم بذكره صلى الله عليه وسلم كما افتتح بذكره، وترتيب الأبواب جاء كما يلي:
الباب الأول: في معرفة نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتاريخ مولده، ومنشأه، ومبعثه، وطرفٍ من أحواله.
الباب الثاني: في معرفة نسب أمير المؤمنين علي عليه السلام، وتاريخ مولده، ومنشأه، وذكر طرفٍ من أخباره الدالة على فضله، وعظيم منزلته، وبيان مدة خلافته، ووقت وفاته.
الباب الثالث: في معرفة نسب الحسن بن علي عليه السلام، وتاريخ مولده، ومدة خلافته، ووقت وفاته، وطرف من أخباره.
الباب الرابع: في معرفة نسب الحسين بن علي عليه السلام، وتاريخ مولده، ومدة خلافته، ووقت وفاته، وطرف من أخباره.
الباب الخامس: في معرفة نسب علي بن الحسين عليه السلام (زين العابدين)، وتاريخ مولده، ومدة خلافته، ووقت وفاته، وطرف من أخباره.
الباب السادس: في معرفة نسب محمد بن علي بن الحسين عليه السلام (الباقر)، وتاريخ مولده، ومدة خلافته، ووقت وفاته، وطرف من أخباره.
الباب السابع: في معرفة نسب أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام (الصادق)، وتاريخ مولده، ومدة خلافته، ووقت وفاته، وطرف من أخباره.
الباب الثامن: في معرفة نسب أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام (الكاظم)، وتاريخ مولده، ومدة خلافته، ووقت وفاته، وطرف من أخباره.
الباب التاسع: في معرفة نسب علي بن موسى عليه السلام (الرضا)، وتاريخ مولده، ومدة خلافته، ووقت وفاته، وطرف من أخباره.
الباب العاشر: في معرفة نسب محمد بن علي بن موسى عليه السلام (الجواد)، وتاريخ مولده، ومدة خلافته، ووقت وفاته، وطرف من أخباره.
الباب الحادي عشر: في معرفة نسب علي بن محمد عليه السلام (الهادي)، وتاريخ مولده، ومدة خلافته، ووقت وفاته، وطرف من أخباره.
الباب الثاني عشر: في معرفة نسب الحسن بن علي عليه السلام (العسكري)، وتاريخ مولده، ومدة خلافته، ووقت وفاته، وطرف من أخباره.
الباب الثالث عشر: في معرفة نسب الإمام المنتظر وهو محمد بن الحسن عليه السلام (المهدي)، وتاريخ مولده، ومدة خلافته، ووقت وفاته، وطرف من أخباره.
وفي الكتاب ذكرٌ لفضائل العترة وأهل البيت الثابتة عند الشيعة، وكون علي بن أبي طالب هو الوصيّ والخليفة بعده، ويذكر بعض الصحابة كأبي بكر، وعائشة، وبلال رضي الله عنهم، غير أنه يؤكد على القضية الأساسية للشيعة، وهي اغتصاب الخلافة من بني هاشم.
كما أنه أكّد على مكانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن ذلك قوله: "ولم يُعرف أحدٌ قط بارز الأبطال ونازل الأقران، وانغمس في الحروب، وباشر بنفسه القتال في الوقائع الكثيرة، ولم ينله جراح من عدوٍ ولا مسّه كلمٌ ولا اعتراه وَهَنٌ إلا علي".
كذلك ذكر أبرز الوقائع التاريخية التي نزلت بآل البيت عليهم السلام، ومن ذلك معارك سيدنا علي بن أبي طالب مع بعض الصحابة، والخوارج، وأهل الشام، وكيف مات الحسن عليه السلام بالسُّم، والأحداث الأليمة التي جرت للحسين عليه السلام في كربلاء، ولأهليهم من بعده.
وهذا الكتاب وإن كان للشيعة إلا أنه عرض الأحداث بمنتهى الأدب، ولم يتعرض لأحدٍ من الصحابة الكرام بالثلب أو التجريح، ومن عباراته الجليلة التي تُذكر: قوله (ص: 11) "وفي هذه الغزوة -يعني بني المصطلق -قال أهل الإفك ما قالوا"، إشارةً إلى رفض ما قالوه في حق السيدة عائشة رضي الله عنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق