نماذج من انتظار الصحابة الإذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى يقدموا على الفعل
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
بلغ من حرص الصحابة -رضوان الله عليهم -على الاتباع أنهم لا يقدمون على فعل أمر حتى يأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه؛
ولذلك شواهد، منها:
1-روى الترمذي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: (استأذنّا النبيَّ ﷺ في الكتابةِ -أي كتابة الحديث -فلمْ يأذنْ لنا) صحيح. ثم نسخ ذلك بأحاديث الإذن بالكتابة.
2-وروى ابن حبان في صحيحه، عن ابن محيصة: أنَّ أباه استأذَن رسولَ اللهِ ﷺ في خَراجِ الحجّامِ، فأبى أنْ يأذَنَ له فلم يزَلْ به حتّى قال: (أطعِمْه رقيقَك واعلِفْه ناضِحَك).
3-وروى عن رافع: أنَّ النَّبيَّ ﷺ بعَثَ رَجُلًا على الصَّدقةِ، فقال لأبي رافعٍ: انطلِقْ معي، فنُصيبَ منها. قُلتُ: حتى أستأذِنَ رَسولَ اللهِ، فاستأذَنتُه، فقال: (يا أبا رافعٍ، إنَّ مَولى القَومِ مِن أنفُسِهم، وإنّا لا تَحِلُّ لنا الصَّدقةُ) صحيح.
4-وروى الشيخان، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: جاءَني عَمِّي مِنَ الرَّضاعةِ يَستأذِنُ علَيَّ بَعدَما ضُرِبَ الحِجابُ، قُلتُ: لا آذنُ لكَ حتى أستأذِنَ رَسولَ اللهِ ﷺ. فذكَرتُ ذلك لِرَسولِ اللهِ ﷺ، فقال: (لِيَلِجْ عليكِ عَمُّكِ).
5-وروى ابن حبان في صحيحه، عن أم ابن أبي حثمة؛ قالت: أخَذ بيدي عليُّ بنُ الحُسينِ فانطلَقْنا إلى شيخٍ مِن قُريشٍ يُقالُ له: ابنُ أبي حَثْمَةَ يُصَلِّي إلى أُسطوانةٍ فجلَسْنا إليه فلمّا رأى عليًّا انصرَف إليه فقال له عليٌّ: حدِّثْنا حديثَ أمِّكَ في الرُّقيةِ قال: حدَّثَتْني أمِّي أنَّها كانت تَرقي في الجاهليَّةِ فلمّا جاء الإسلامُ قالت: لا أَرقي حتّى أستأذِنَ رسولَ اللهِ ﷺ فأتَتْه فاستأذَنَتْه فقال لها رسولُ اللهِ ﷺ: (ارقِي ما لَمْ يكُنْ فيها شِرْكٌ)
6- وروى ابن خزيمة في صحيحه، عن عائشة، قالت: كانَت سَودةُ امرأةً ضخمةً ثبِطةً فاستأذَنت رسولَ اللَّهِ ﷺ أن تُفيضَ مِن جمعٍ بلَيلِ، فأذنَ لَها قالت عائشةُ: فليتَني كنتُ استأذَنت رسولَ اللَّهِ ﷺ كما استأذنَت سَودةُ، فَكانت عائشةُ لا تُفيضُ إلّا معَ الإمامِ.
7-وروى مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، قال: (رُدَّ على عُثْمانَ بنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلُ، ولو أُذِنَ له لاخْتَصَيْنا).
8-وروى البخاري وغيره، عن عبدالله بن عمر، قال: (عُرِضت على النبيِّ ﷺ يومَ أُحدٍ وأنا ابنُ أربعَ عشرةَ سنةً فاستصغَرني، ثم عُرِضت عليه عامَ الخندقِ وأنا ابنُ خمسَ عشرةَ سنةً فأجازَني).
9-روى الترمذي، عن أبي هريرة، قال: مر رجلٌ من أصحابِ النبي ﷺ بشعبٍ من ماءٍ فأعجبه طِيبُه فقال لو اعتزلتُ الناسَ وأقمت في ذلك الشعبِ ولن أفعلَ حتى أستأذنَ رسولَ اللهِ ﷺ، فذكر ذلك لرسولِ اللهِ ﷺ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: (لا تفعلْ فإن مقامَ أحدِكم في سبيلِ اللهِ خيرٌ له من مقامِه في بيتِه ستينَ عامًا أو كذا عامًا من قاتل في سبيلِ اللهِ فواقَ ناقةٍ وجبت له الجنةُ) صحيح.
10-وروى البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: (اسْتَأْذَنْتُ النبيَّ ﷺ في الجِهادِ، فَقالَ: جِهادُكُنَّ الحَجُّ).
11-وروى الشيخان، عن عبدالله بن عمر، قال: (استأذنَ العباسُ النبيَّ ﷺ أن يبيتَ بمكةَ لياليَ مِنًى من أجلِ سقايةِ الحاجِّ فأَذِنَ لهُ).
12-وروى أبو داود، عن أبي أمامة الباهلي: أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ ! ائذَنْ لي في السِّياحةِ، قال: (سياحةُ أمَّتي الجهادُ في سبيلِ اللهِ) صحيح.
ا. محمد حنونة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق