أسماء السور وفضائلها
د. منيرة محمد ناصر الدوسري
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ إن معرفة أسماء السور القرآنية له دور كبير في فهم مقاصد السور، وموضوعها، ومجال البحث فيها، هل هو العقائد أم التشريع أم القصص أم الأخلاق، حيث تبرز هذه التسمية المقصد الأول من هذه السور غالباً، وقد جرت هذه التسمية على قواعد ذكرها العلماء في كتبهم، وهي: إما أن التسمية جاءت بالنظر إلى افتتاحها بذلك الأمر الذي سميت به، أو باسم قصة ذكرت فيها، أو لمناسبة ذلك الاسم لموضوع السورة، وغير ذلك.
وهذا كتاب مفيد نفيس، أوردت فيه الباحثة أسماء سور القرآن الواردة في الكتب التسعة، مقتصرةً عليها، وتقدم كل سورة من السور، بمقدمة تذكر فيها هل هذه السورة مكية أو مدنية؟ وعدد آياتها، وبعض أغراض السورة ومقاصدها، ثم تقسيم أسماء كل سورة إلى أسماء توقيفية وأسماء اجتهادية -إن وُجدت، مع شرح بعض الأسماء الغامضة، ووجه التسمية، والسبب الذي سميت السورة لأجله.
ثم تذكر فضل كل سورة مقتصرةً أيضاً -على الكتب التسعة أيضاً، فإن وردت فضلها في الصحيحين اقتصر عليها دون بقية الكتب، وإلا ذكر فضلها في بقية الكتب السبعة، ثم ذكر الحكم على هذه الروايات بعد تخريجها.
أما السور التي لم تجد الباحثة رواية في فضلها في الكتب التسعة، فإنها تذكر فضلها من الحديث الموضوع المنسوب لأبي بن كعب، وقد حققته، وذكرت أقوال العلماء فيه، وكانت سورة الأنفال هي أول سورة تذكره فيها حديث أبي، ثم كررته في بقية السور. وعرّفت بعض الأعلام غير المشهورين في البحث، مع شرح الكلمات الغامضة.
وقسمت الباحثة هذا البحث القيم إلى تمهيد، وقسمين، وفي كل قسم مباحث، كما يلي:
وفي التمهيد: ذكر تعريف القرآن -والسورة -والآية (في اللغة والاصطلاح)
والقسم الأول: دراسة قضايا ذات صلة بالموضوع، وفيه ثلاث مباحث:
المبحث الأول: أشهر أسماء القرآن وأوصافه.
المبحث الثاني: فيما ورد في فضل القرآن إجمالاً.
المبحث الثالث: تعدد أسماء السور، وسبب اختصاصها بأسماء معينة، وفيه أربع مطالب:
المطلب الأول: التسمية، وتعددها، وهل هي توقيفية أم اجتهادية؟
المطلب الثاني: اختصاص السور بأسماء معينة.
المطلب الثالث: إشكال على تسمية السور.
المطلب الرابع: كتابة أسماء السور في المصحف.
والقسم الثاني: يتضمن دراسة أسماء السور وفضائلها، مرتبة على ترتيب المصحف.
أولاً: أهم مصطلحات البحث:
1-القرآن: هو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجز بلفظه، المتعبد بتلاوته، المنقول بالتواتر، المكتوب في المصاحف، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس.
2-السورة: هي طائفة مستقلة من آيات القرآن، لها مطلع ومقطع، وهي مختلفة طولاً وقصراً، فأطولها البقرة وهي ست وثمانون ومئتا آية، وأقصرها الكوثر وهي ثلاث آيات.
3-الآية: طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وعما بعدها، ليس بينها شبه بما سواها، والآية في اللغة تُطلق على المعجزة، والعلامة والأمارة، والشخص، والعبرة، والأمر العجيب، والبرهان والدليل، والجماعة.
4-أسماء القرآن: هي الأسماء التي اختصَّ بها الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، دون سائر الكتب السماوية، وأشهرها خمسة: القرآن، والفرقان، والكتاب، والتنزيل، والذكر.
5-أوصاف القرآن: هي النعوت التي تدل دلالة واضحة على القرآن الكريم، وجلملتها ستة وعشرون وصفاً، وهي أوصافه الصريحة الدالة عليه أنه: نور، وهدى، ورحمة، وشفاء، وموعظة، وكريمٌ، وعليٌّ، حكيمٌ، ومهيمن، ومبارك، وقيّم، وفصلٌ، وأنه أحسن الحديث، ومتشابه، ومثاني، والوحي، وعربي، وبصائر، والحق، وأنه صدق، وعدل، وبشرى، ومجيد، ومُبين، وعزيز، وبلاغ.
6-فضائل القرآن: هي الآيات والأحاديث التي تدل على المنزلة الرفيعة لكتاب الله تعالى، وشرف آياته، وعلو قدره، وتميزه عن الكتب غيره، وهناك فضائل وردت في القرآن بعمومه إجمالاً كحديث أبي موسى: (مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة) وحديث ابن عمر: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب)، وحديث عثمان: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وحديث سهل بن سعد: (زوجتكها بما معك من القرآن)، وحديث عائشة: (الماهر بالقرآن من السفرة الكرام البررة)، وحديث أبي أمامة: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة)، وفضائل وردت في بعض سور القرآن بخصوصه تفصيلاً؛ الزهراوين (البقرة وآل عمران)، والكهف، وهناك فضائل وردت في بعض الآيات بخصوصها، كآية الكرسي، والآيتين من آخر سورة البقرة، والعشر الأول من الكهف ونحو ذلك.
7-القرآن المكي والمدني: القرآن المكي: هو ما نزل قبل الهجرة ولو في غير مكة، والقرآن المدني: هو ما نزل بعد الهجرة ولو في مكة، وأقرب ما قيل في تعداد السور المكية والمدنية إلى الصحة، أن المدني عشرون سورة، وأن ما سوى ذلك مكي، وهو اثنتان وثمانون سورة، فيكون مجموع سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة.
8- الآيات المكية في السور المدنية: لا يُقصد بوصف السورة بأنها مكية أو مدنية أنها بأجمعها كذلك، فقد يكون في المكية بعض آيات مدنية، وفي المدنية بعض آيات مكية، ولكنه وصف أغلبي حسب أكثر آياتها، ولذا يأتي في التسمية: سورة كذا مكية إلا آية كذا فإنها مدنية، وسورة كذا مدنية إلا آية كذا فإنها مكية - كما نجد ذلك في المصاحف.
9-عدد سور القرآن الكريم: 114 سورة، وعدد آياته: 6349 آية. وعدد حروفه: 323671 حرفاً.
ثانياً: ذكر أسماء السور:
ثالثاً: أهم النتائج التي خرجت بها الباحثة:
1-أن أسماء القرآن الشائعة والمشهورة، هي: "القرآن، الفرقان، الكتاب، التنزيل، والذكر"، وأن بعض العلماء بالغوا في ذكر أسماء القرآن، وعدوا منها ما ليس منها، واعتمدوا على بعض الإطلاقات التي وردت في كثير من الاسماء والسور، فخلطوا بين الاسم والوصف.
2-أنه يجوز إضافة (سورة) إلى اسمها، فيقال: سورة البقرة، سورة آل عمران، وهكذا.
3-أن المصاحف الأولى التي كتبت كانت تخلو من اسم السور، ولما دخل العجم في الإسلام احتاجوا إلى كتابتها.
4-أن أسماء السور التي عنونت في المصاحف توقيفية، حيث تواتر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم تسميتها حتى دونت في المصاحف.
5-أما أسماء السور التي لم تدون في المصاحف، بعضها توقيفي من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبعضها اجتهادي من العلماء أو روايات عن الصحابة والتابعين.
6-أن سورة "يونس" هي السورة السابعة من السبع الطوال، وهو الذي رجحه بعض العلماء، والذي يتماشى مع العدد الإجمالي لعدد سور القرآن.
7-كثرة الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي رويت في فضائل سور القرآن، ونسبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تميزت هذه الدراسة بتمييز الصحيح من الضعيف فيها.
8-هناك علاقة بين السورة وبين اسمها، ولذلك ارتباط وثيق بمضمونها، سواءً كان اسمها توقيفياً أم اجتهادياً، وهذا يُعرف بوجه التسمية.
9-قد تشترك بعض السور في حديث واحد، فيذكر الحديث الواحد فضائل سور متعددة، قد يكون بينها رابط، كأن تكون من المسبحات، أو المفتتحة بـ (آلر)، وقد تشترك في صفة واحدة، كالزهراوين، والمعوذتين، وقد لا يكون بينها رابط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق